مواقف الملك عبد الله الحكيمة في القمة العربية

mainThumb

30-03-2013 02:03 PM

 انعقد ت القمة العربية الرابعة والعشرون وحضرها الاردن باعلى قيادته في الوقت الذي تهرب البعض وتواروا وراء ممثليهم , وكالعادة في العلن كان هناك اجندة واحدة اساسية للمؤتمر واما وراء الستارة فلكل زعيم اجندته, فمنها التهديد للاخر ومنها الموعظة والاخرى اعطاء الدروس وتقديم الاقتراحات على المقاسات, اما ما تم الاعلان عنها فكان محورها الرئيس الازمة السورية  واما باقي الاجندات فهي مجرد لنفض الغبار المتتراكم عنها واعادتها الادراج, ان معطم القمم العربية عودت المواطن العربي على " تيتي زي ما رحت جيتي " بالاضافة الى قرارات تبقى حبر على ورق , فيا كثر قرات التبرعات والصناديق المالية ولكنها خاوية او لا زالت تنتظر تفريغ الحمولة واما ان كانت هناك قرارات يذكرها التاريخ فهي قرارات مؤلمة لا زلنا نتجرع سمها ليل نهار واهمها على الاطلاق القمم العربية لمحاربة اسرائيل والتي ادت قراراتها الى خسارة الضفة الغربية والقدس والجولان وسيناء وضياع الشرف العربي, اما اخر هذه القمم كان بخصوص العراق و يكفي نظرة واحدة الى حال العراق لنعرف حكمة وسداد قراراتها, وهنا لا بد ان نتوقف و نتذكر موقف القيادة الاردنية التي كانت دائما قائمة على الحكمة ولاتزان في قراراتها وتصوراتها للمستقبل في هذه القمم المتازمة و يكفي النذكير بموقف وحكمة المغور له باذن الله  صاحب الجلالة الملك عبد الله الاول المؤسس بخصوص القضية الفلسطينية التي كلفته حياته ,ثم بموقف صاحب الجلالة المغفور له باذن الله الملك حسين بشان الازمة العراقية الذي حورب وعوقب ليس هو فقط بل و شعبه و طرد ابنائه من وظائفهم ووضعنا على القائمة السوداء من اجل موقفنا الذي اثبتت هذه الايام صحته لانه كان ينبع من المصلحة المشتركة للعرب , من هنا يبدوا ان التاريح يعيد نفسه فها هو شبل الحسين يتخذ مواقف شجاعة وجريئة في القمة الرابعة والعشرين ونامل ان لا ندفع فاتورة هذا الموقف في الايام القادمة والتي ستكون حبلى بالمكافات على هذه المواقف الحكيمة لصاحب الجلالة.

 
ان ما حصل من ضغوط مورست على المعارضة السورية لانتخاب رئيس الوزراء غسان هيتوا المقبول غربيا وامريكيا والمرفوض شعبيا وثوريا الا خدمة تقدم للنظام وكل من يقف وراءه ,و كما يقولون" اول الغيث قطرة ماء "وهذا ما حصل بالضبط فمحاولة اغتيال رياض الاسعد تحمل بطياتها بذور الفتنة القادمة والتفتت والصراع بين اذرع المعارضة الخارجية والداخلية التي ستنعكس بالتاكيد على الفئات المقاتلة, لان التحالف الوطني بقيادة معاذ الخطيب لا يمثل كل الاطياف السورية الفاعلة على الساحة وهذا ما صرح به هو نفسه لذلك فان اختياره لرئيس وزراء لم يكون توافقيا ولم يرضي جميع اطياف المعارضة وبالذات العسكرية الفاعلة على الساحة,من هنا نقول ان  ما جرى في القمة العربية الرابعة والعشرون بالدوحة من مسرحية تسليم مقعد سوريا الشاغل في الجامعة العربية الى رئيس الائتلاف السوري معاذ الخطيب ووفده كان قرارا متشنجا ومتسرعا لانه بالنهاية سيؤزم ما يحصل على الساحة السورية و لن يقدم أو يؤخر على الاطلاق في وقف وتيرة القتل والدمار على الساحة السورية بل سيزيد الامور تعقيدا وتفتتا ,من هنا جاء الموقف الاردني بعدم تسليم المقعد السوري في الوقت الحاضر ليس لانه ضد المععارضة على الاطلاق ولكن من باب التريث حتى يلتم شمل المعارضة اولا و يترك للسوريين حرية اختيار ممثليهم وبعد ذلك المقعد سيؤول لهم لانه لا يحتاج لمن يسلمه بمظاهرة اعلامية, ان الاهم والاولى كان في التفاهم والتنسيق  حول الامور الملحة في كيفية تخفيف ازمة الشعب السوري في مخيمات الغربة ومساعدة الدول التي تتحمل اعبائهم وبالذات الاردن المكتوى الاكبر بنار الازمة السورية لاعلى فرض الرأي على الاخرين.
 
ان هذا القرار يذكرنا بالقرار الاول للتعامل مع الازمة السورية عندما اتخذت بعض الدول العربية والاسلامية قرارا متسرعا بدعم ومد المعارضة بالسلاح مما ادى الى عسكرة الازمة السورية واتاح الفرصة للنظام استخدام ما يحلوا له من سلاح يمتلكه بحجج متعددة منها المحافظة على امن سوريا وطرد الجماعات التكقيرية والجهادية وما الى ذلك من مسميات كما ان هذا القرار والتسهيلات الحدودية التي لا يمكن لاحد ان يتملص منها اتاح الفرصة لبعض من المنظمات الاسلامية المتتشددة والمعروفة بنهجها التكفيري والجهادي من الدخول الى سوريا والمشاركة في المعارك الجارية هناك والسيطرة على بعض المناطق, مما اثار رعبا في الدول المجاورة وبعض الدول الاقليمية والدولية مما افقد الثورة السورية سلميتها وحرمها من الدعم الدولي بحجج مختلفة و من اهمها الخوف من تمدد وسيطرة الارهاب على الاسلاحة الكيماوية هذا ان وجدت وكذلك سوريا بالكامل .
 
اننا لو نظرنا بقليل من التمعن للاسباب الكامنة وراء دعم الدول العربية او الاسلامية والدولية للمعارضة السورية لوجدنا ان هذه الاسباب تتراوح ما بين العداء المطلق الى الثأر  او التشفي , ففي حين ان اسرائيل وامريكا وبعض من الدول الاروبية السبب الاول هو العداء المطلق لنهج هذا النظام المتمثل بدعم كل من المنظمات المعادية لاسراائيل مثل حزب الله وسابقا حماس والتحلف مع ايران نجد ان السبب الاول في دعم بعض الدول العربية يكمن بالثأر من هذا النظام بسبب التناحر بين قيادات هذه الدول والقيادة السورية من الاب الى الابن على الساحة اللبنانية وحالة التازم القائمة بين هذه القيادات والصراعات الخفية والمعلنة التي ادت الى سلسلة اغتيالات اتهم بها راس النظام السوري و زلمه على الساحة اللبنانية و مما ادى بالنهاية الى طرد جيشه من لبنان كل هذا الثأر القديم الجديد بين هذه القيادات جعل كل واحدة تتربص بالاخرى وتتحين الفرص وباعتقادنا هذه الفرصة الذهبية لهذه الدول لجعل بشار الاسد يدفع الفاتورة الغالية الثمن هي زواله وزوال نظامه ,اما الدول الاخرى فاسباب دعمها يتراوح ما بين التشفي به لا اكثر ومحاولة الظهور على الساحة الدولية كراعية للحريات و ثورات الشعوب العربية واما الحرية ورفع الظلم والتي هي الاهداف الحقيقية في اندلاع هذه الثورة فهي اخر اهداف معظم االلاعبين على الساحة السورية واما الخاسر الاول والاخير فهو الشعب السوري الذي  يدافع الثمن لكل هذه الفواتير من دمه وعرضه وبلده للاسف .
 
ان الصراع الحقيقي وراء هذه الازمة يديره جناحين من الدول الاسلامية والعربية و هو الصراع الحقيقي المبطن على قيادة المنطقة و محاولة كل منهما فرض مشروعه على المنطقة ,والمتفرج المحرض فهو التحالف الاسرائيلي الامريكي الغربي, ان محور هذا الصراع تقوده ايران باسم مشروع المقاومة والممنانعة و التي هي بعيدة كل البعد عن معانيه و مصداقيته لانه يخفي وراءه مشروع خبيث طائفي شيعي بامتياز تستغل فيه ضياع العرب وتفتفتهم وصراعاتهم وفقرهم وهذا لم يعد يخفى على احد فما يحدث بالبحرين والسعودية واليمن من تدخلات لزعزعة استقرارهما بحجة حقوق الاقلية الشيعة الى دليل دامغ على مثل هذا المشروع .
 
ان  صاحب الجلالة كان اول من حذر مما يسمى المثلث الشيعي والذي هو قائم , فايران استغلت فقر شيعة الجنوب اللبناني وابتعاد العرب عن مقاومة الاحتلال وانشغالهم بالحل السلمي والزحف على الركب امام المحتل الاسرائيلي لتبنى قوة تستطيع ان تهيمن على لبنان في ساعات وهو حزب الله وهياته بشكل جيد للحاجة وها هو للاسف يتم استخدامه بحرب قذرة ملوثا اسمه وسمعته التي بناها في مقارعة اسرائيل , ان ماجرى و يجري بالعراق لا يختلف كثيرا عما حصل في لبنان فهو الان تحت سيطرة ايران وياتمر بامرة الفقيه بطهران وهي حقيقة مرة يتجرعها اهل يعرب عندما تم استخدامهم لنحر اقوى زعيم كان يحارب بالنيابة عنهم هذا التمدد والذي كذلك حذر منه المغفور له باذن الله الحسين,ان ما يجري في الساحة السورية فهو حرب تقودها ايران بكل ما اوتيت من قوة للمحافظة على هذا المثلث وبالمقابل تقاومة كل من تركيا و دول الخليج وبعض من الدول العربية بعدما استشعرت هذا الخطر وتسعى لوقفه ولجمه.
 
بقي ان نقول اننا هنا نصرخ بوجه الجميع بان اتقوا الله بنا كاردنيين فوالله اننا بدانا نختنق فالكل يعرف اننا بلد محدود الامكانات و الموارد ونعاني من ازمة اقتصادية في كل شيء  والكل يريد ان يستغل هذه الحالة من الدول الشقيقة الى الدول الصديقة , لذلك فمواقف الاردن التي اتخذها حكيمة ونحن ضد كل التعليقات التي اتتقدت موقفه الاخير بمؤتمر القمة ,فالذي لا يعرف وضع الاردن بقول" كف عدس" على راي المثل , ان النزوح المتزايد لاعداد اللاجئين من لاخوة السوريين وتاكل وضعنا الاقتصادي يجعل من المستحيل على قيادتنا التدخل بمعركة ليس لها اول ولا اخر, ولانها تدرك تماما انه لا منتصر بهذا الصراع وان كان هناك انتصارا لاحد الطرفين فسيكون على كومة حجارة , لذلك فهي لا زالت تؤمن بالحل السلمي الممنهج الضاغط على القيادة السورية لاقناعها بالرحيل واحتواء ايران بالعقل والمنطق ,ان تدخلها في هذا المستنقع هو انتحار حتمي لا جدال فيه من هنا تنبع حكمتها وبصيرتها مما جعلها قادرة على تحدي كل الضغوط التي تمارس عليها بالسر والعلن للزج بها في هذا المستنقع , لكن بقي شيء اخر نامله كشعب منها رغم صعوبته,هو ان يتم قفل الباب امام مزيد من تدفق اللاجئين من اجل ان نحافظ على من دخل منهم اولا وثانيا والاهم المحافظة على امننا القومي في ظل ما صرح عنه  وزير الخارجية من مخاطر تكمن في اولاد الحرام الخلايا النائمة كما سماهم ,هذه العناصر المخربة والمدسوسة من قبل النظام الذي يمكنه ان يستخدمها في اي لحظة يجد نفسه ينهار ,من هنا على اجهزتنا الامنية ان تدرك مهما كانت قوتها فلربما يتم اختراقها فالحذر الحذر وبالنهاية نقول" الباب الذي يمكن ان ياتي منه الريح سده واستريح" والعفوا من الاخوة السوريين فالافضل المحافظة على ماستطاع الاردن احتواءه من النازحين افضل ان نضيع الجميع لا سمح الله.
 
 
 
اخيرا حمى الله الاردن وقيادته ورحم الله الملك عبد الله الاول المؤسس عندما كان يعد العدة للذهاب الى المسجد الاقصى لصلاة الصبح , سال سائقه قائلا من صاح من الاولاد, فقال له الحسين فقال كلمة مشهورة وللتاريخ (اذا كان هناك خير للعرب فهو حسين ) وما عبد الله الثاني الا امتداد للحسين فالله يا اردنيين بقيادتكم ولحمتكم ووطنكم فالذي لا يعتبر مما يحصل بالغير فلا خير فيه وانا متاكد من اهلي وعشيرتي وقيادتي انهم نعم من يعتبر وما هذا التعقل والحكمة وسداد القول والفعل في مؤتمرات العرب من قبل قيادتنا الهاشمية واخرها المواقف المتزنة  والحكيمة لجلالته في القمة الاخيرة الا دليل قاطع على نضج وندرة هذه القيادة في هذا الزمن فحمى الله قيادتنا وعلى راسها صاحب الجلالة وولي عهده والشعب الاردني والاردن انه السميع المجيب.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد