امة ٌ تلمع بالخيبات

mainThumb

13-04-2013 04:50 PM

 

بين شقوق الطرقات الرملية تجلس امرأة تلقي طفلها بحجرها وتلتمس شفقة مارة الطريق... تذوي بصوتها حسنه لمن يرجو رضا ربه، لإطعام طفلها الصغير ولكسوة برد أطفالها المشردين... ضائعة بين دول لا تهتم بواقع مرير أليم...

 

بين سكان لا يهتمون إلا لأنفسهم، بين تقاطعات مرارِ الزمان... بين جمال كلاسيكي ونقوش ٍ وزخارف وتحف قديمة، وأثاث وكتب ومجالس رغد وترف، وعقول عوجاء عقيمة... وبين نساء يتسوقن لشراء زينة عمياء، ومثقفون يفتقرون للعلم، ووطن نصف سكانه متعلمين؛ يضيع وعي البشر، ونفتقر المشاعر ونبتاع الفخفخة وإظهار الذات...

 

نبني جسور الشكوك بحقائق وجود الفقرِ والتشرد، ونبذل قصارى جهدنا في تلميع الزجاج وتلوين الكسور... نصنع أهداف نبيلة وننظر لتحسين أمةً تلمع بالخيبات...

 

نكتسي حلة الفقر ونشيد خيمة الشحاذة ونصفُ قدور المال التي ستعبأ؛ ونجمل أنفسنا بأثواب مرقعة، ونكسي جبهتنا بحلة سوداء، ونخط على وجنتنا الفقر ونلتمس تعاطف الأغنياء...

 

أتساءل أيها الشحاذ الفقير رجالٌ مصقولين كشموع الطريق، يضيئون جمال و إلتماع وجيوبهم من واقعهم مثقبة لا يستطيعون الاحتفاظ بالنقود... وباحات منازلهم مفتقرة للأعمال والصناعات... وموالي عهودهم متمتعون بالحياة؛ يشاركون نسائهم ترف يفيض من الآبار بمنابع مال تنهل عليهم كـ الشلال...

 

ويطلبون دعامة الشعب الفقير، ويسري عبادهم سروا كأنهم جيش يحارب من عصور؛ يطلبون المال من شعب فقير طلب الكساء وخط آماله كرمح بالطريق، وألتمس عذرا يبقيه حياً على قيد الحياة... وتجادل صبيانهُ في أي وقت ينتمون إلى الرجال، و تكبلت نسائهُ جهداً وتعباً وشقاء...

 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد