الاردن الى اين يسير ؟

mainThumb

20-04-2013 11:47 PM

ان الاحداث في داخل الاردن وخارجه تجعل بعض الاردنيين ان لم يكن غالبيتهم يحبسون انفاسهم في كل يوم وكل ساعة عندما يشاهدون ويسمعون ما يجري من مارثون داخل البرلمان يتسابق فيه برلمانيون على ابرازعضلاتهم ,وصراخهم واتهاماتهم لحكومة الدكتور عبد الله النسور ويلوحون بورقة عدم منح الثقة.

 

انا المواطن الاردني لا يمكن ان تمر عليه مثل هذه المسرحيات من بعض النواب لانه بات يدرك مثل كل هذه الترهات من البعض حيث خبرها في البرلمانات السابقة, ان كل ما ينتج عن هؤلاء النواب من زعيق واتهام وعنتريات سواء تحت قبة البرلمان او اثناء مقابلاتهم عبر شاشات محطات بعض الفضائيات المحلية او الخارجية ما هي الا انفعالات ظرفية تذهب عند بدء التصويت وتحل محلها ثقة ونصف .

 

واليوم  الاحد, ان الحقيقة التي لا يختلف عليها اردنيون هي ان هذه الحكومة جاءت لتبقى وهذا البرلمان ما جاء الا ليعطي الثقة مع كل الاحترام للبعض, ويكفينا ان ننظر الى تركيبتهل نجد ان غالبيتها من الوجوه القديمة والتي اعتادت مثل هذه المناكفات وبالنهاية تفاجئنا باعطاء الثقة والنصف.

 

ان حقيقة كل هذا الضجيج تحت قبة البرلمان يمكن تصنيفه بعدة انواع من المناكفات الاتية :( شخصية ضد الرئيس شخصيا وضد بعض الوزراء في حكومته , مصالح شخصية لبعض البرلمانيين المستوزرين على وعسى ان تفشل الحكومة فتاتي حكومة يكون لهم فيها نصيب, مساومات لبعض البرلمانيين للحصول على بعض الوظائف للمحسوبين عليهم, فئوية ,طائفية مناطقية لبعض البرلمانيين بسبب تركيبة الحكومة غير المرضي عنها من قبلهم),والمصيبة ان كل هذه الفئات المناكفة تلوح بورقة قوت الشعب وما يسمى فاتورة عيشه ويرقصون على مسالة رفع الاسعار والفاتورة الاقتصادية للوطن في وجه هذه الحكومة ويهددون بعدم اعطائها الثقة وهذا يذكرنا بما فعله رئيسها في السابق ضد الحكومات السابقة.

 

 من هذا التحليل البسيط نجد للاسف ان كل هذه المناكفات تنطلق من مصالح شخصية انية وليس من مصلحة وطنية حقيقة همها الاول الشعب ووضع الوطن الحساس في الوقت الراهن, وحتى الذين يناكفون بحجة رغيف الخبز والكهرباء سيسلمون بالواقع ويعطوا الحكومة الثقة والنصف والتي سترفع اسعارها لاحقا, لذلك نقول للدكتور عبد الله النسور نم قرير العين فسوف تحصل على اكثر من ثمانون صوتا وتنال الثقة.

 

فان كان حال برلمانيينا وحكومتنا الحالية التي تسعى لهذه الثقة لا يبشر بالخير مما ادى الى تخوف الاردنيين على وطنهم ومستقبله ومستقبل ابنائهم, فان حال المعارضة اكثر سوءا وهي تشاركهم الجزء الاكبر من هذا التخوف والوضع المضطرب نتيجة لاعتصاماتها ومظاهراتها في كل يوم جمعة وما تسببه من مصادمات ومشاجرات وقطع للطرق وتعطيل للحياة الاجتماعيةزادت من حدة الانقسامات الطولية والعرضية في مجتمعنا في ظل نزاعات اقليمية ودولية في المناطق الملاصقة للاردن ,ان تحميل المعارضة كل ما يحصل داخل البرلمان من مناقشات ومهاترات للحكومة والبرلمانيين معا وارجاعها كل هذا التخبط بالساحة الاردنية الى قانون الانتخاب ذو الصوت الواحد وتعثر الاصلاحات السياسية يجانب الحقيقة وذلك للاسباب الاتية:

 

 

اولا :عدم نضوج المعارضة الحقيقية في الساحة الاردنية, فما هو موجود معارضة ذات لون واحد وهي المعارضة الاسلامية لانها الاقوى والافضل تنظيما واما ما بقي من معارضة فهي مجرد افراد ومجموعات ما تكاد تتشكل حتى تنحل واحلى مثال ما حصل من تكتلات برلمانية,فتجد ان بعض من البرلمانيين انضم حتى الان لاكثر من كتلة وفي اقل من شهرين, اما المعارضة الاخرى من احزاب منتشرة على الساحة الاردنية فهي حديثة العهد ومعظمها شخصية اي تشكلت بفعل شخص ما ولذلك لم تصل الى حد التنظيم وتفتقد الى برنامج يمكن ان ينافس برنامج وتنظيم القوى الاسلامية وبالذات حزب جبهة العمل الاسلامي , اماحزبي البعث والشيوعي فهما للاسف عليهما اشارات استفهام كبيرة بسبب الولاء والانتماء للخارج وقد راينا تلبيس العباءات والخافي اعظم.

 

 

ثانيا : ان قانون الصوت الواحد والذي اقر وتم اعتماده في الانتخابات البرلمانية الاخيرة ورغم انه لا يرقى الى المستوى المطلوب وربما خدم جهة بطريقة غير مباشرة الا انه براينا كان الافضل للظرف والمكان ولو تم تغيره على مقاس الاخوة في جبهة العمل الاسلامية لاكتسحت الانتخبات ولفازت باكثر من 120 مقعدا, اننا خلصنا لهذا القول لان  جبهة العمل الاسلامي هي الاكثر تنظيما والاكثر شعبية في الساحة الاردنية وجربت من قبل في عدة انتخابات , وهنا نقتبس قول ابي عصام,ففي احدى الانتخابات لمنطقة اربد و عندما مازحه الامير المحبوب الحسن في زيارته  له قائلا "شو ابى عصام امليح الي نجحت", فرد عليه ابي عصام مازحا والله ياسيدي لو دخلت منافسة مقابل الشيخ الكوفحي(كل الاحترام والتقدير لشيخنا) باربد ما بتحصل على الف صوت (بمعنى القول),ان اي برلمان من لون واحد باعتقادنا اسوأ مما نحن فيه الان , لان اي برلمان بدون معارضة متوازنة لن يتم الاصلاح فيه ولن تكون هناك ديموقراطية ونعود تحت ما كان يسمى سلطة الفرد او الجماعة الواحدة واكبر مثال ما حدث ويحدث في مصر الشقيقة, نعم هذه حقيقة على الكل ان يدركها ,وهنا حتى لا يفهمنا الاخوة في الحركة الاسلامية خطأ لا بد ان نوضح لهم اننا لسنا ضد فوزهم أوشعبيتهم ,ولكنفقط لالقاء الضؤ على بعض من الحقائق اولا , ولنقول لهم  ان ارادوا حقا المنافسة الشريفة وابراز قوتهم فلا بد انيقبلوا بقانون انتخابي منصف يرضي الجميع,وان يكون هناك احزاب حقيقة وقوية تنافسهم بقوة ببرامج وطنية اردنية ,وحتى نصل لهذا عليهم التريث والانتظار وان يقبلوا باصلاح متدرج.

 

 

ثالثا: على الكل ان يدرك ان وطننا يمر بمرحلة تازم وسببه ما يحصل حوله من اضطرابات وصرعات جعله محاصرا من كل الجهات وللاسف كل هذه الصراعات انعكست على امنه واستقراره, فمن المشكلة الفشلسطينية غربا الى المشكلة العراقية شرقا الى المشكلة السورية شمالا الى المشكلة المصرية جنوبا , فهل هناك اعقد واخطر من هذا الوضع؟ , فعلى المعارضة ان لا تنساق وراء مصالح ضيقة وتنتهز مثل هذه الاضطرابات التي تحيط بالوطن لتستغلها وتضغط لتحقيق مطالبها الشخصية وهنا اعود واذكر الحركة الاسلامية التي لا احد ينكر دورها ووطنيتها لكن عليها واجب كبير بكبرهاالان للمحافظة على الامن والاستقرار حتى تنقشع غبار معركة الشام , من هنا عليها ان تقلل من التظاهرات والاعتصامات والاضطرابات لانها في الوقت الحاضر لا تصب لا في صالحها كما تظن والاهم هي ضد مصلحة بقاء الوطن الذي هو بقاؤها.

 

اخير نقول ان كلام الرئيس السوري المأزوم لا بد وان يؤخذ على محمل الجد وهذا يجعلنا في الوقت الحالي والذي يمر فيه بلدنا ليس بحاجة الى حكومات برلمانية ومناكفات سياسية لا تقدم ولا تؤخر ,بلبحاجة الى حكومة طواريء همها الاول والاخير مراقبة امن الوطن وتفتيح العيون على كل من يدخل ويخرج الى هذا الوطن وبالذات الحدود السورية, وان يضرب بيد من حديد على كل من يحاول المس بامن هذا الوطن , وهذا لا يمكن ان يتم في ظل هذه التوترات الامنية الناتجة عن صراعات عشائرية وفئوية وحزبية ومناطقية والابقاء على السماح بالاعتصمات والمظاهرات وقطع الطرق لاتفه الاسباب , اننا بحاجة الى حكومة قوية وبراس لها لا يخاف في امن هذا الوطن وقيادته وشعبه اي شيء سوى الله سبحانه وتعالى رحمك الله يا وصفي ورحم الله قائدك المغفور له باذن الله الحسين ابي عبد الله وما يطمننا ان فينا  صاحب الجلالة ابى الحسين الذي سيكمل المسيرة ويحافظ على هذا الوطن عصيا على كل الفتن والمؤامرات, حمى الله قيادتنا ووطنا من كل شر وابقاه امنا مستقرا لنا ولا بنائنا انه السميع المجيب.   



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد