الاردن عصي على كل المحن

mainThumb

25-04-2013 11:43 AM

 كل الاردنيون تابعوا مارثون الثقة لحكومة النسور, وكلنا قرأ وتابع بعض التحليلات في مقالات العديد من الزملاء وذهاب البعض منهم ليتوقع ان هذه الحكومة ستواجه ولاول مرة حجب الثقة ,لقد بنوا توقعاتهم هذه على ما شاهدوه من اصطفاف للحرس القديم المتنفذ في مواجهتها, لانها الحكومة الاولى التي لم تستشرهم وضربت بمصالحهم عرض الحائط , فجن جنونهم وبدأت خيوط مؤامرتهم لاسقاطها لاحلال بديل منهم مكانها .

 
 لقد ظنوا انهم قادرون على ذلك معتمدين على نفوذهم في اجهزة الدولة والتي للاسف هذه المرة خيبت امالهم , لقد قلنا في مقالنا الاول ان هذه الحكومة جاءت لتبقى وان هذا البرلمان جاء ليعطي هذه الحكومة الثقة لا ان يسقطها كما تخيل بعض هؤلاء الذين لا يزالون يعيشون في ابراج احلامهم السابقة التي بنوها من دماء وقوت الشعب الاردني, انه وبالرغم من كل الماخذ والتحفظات على طريقة الاتيان او تشكيل هذه الحكومة وكذلك البرلمان ,الا اننا قلنا ان وطننا يمر بمرحلة دقيقة يستوجب من الكل التنبه لها واعطاء امنه واستقرار الاولوية وترك المصالح الشخصية الانية جانبا لان الوطن اكبر واهم من الجميع .
 
وهنا لا بد من تذكير كل التيارات الاردنية والمواطن الاردني البسيط, ان هذا البرلمان هو خطوة على الطريق الصحيح للديموقراطية وليس كل الديموقراطية لانها لا تعطى مرة واحدة وتاتي بمرور الايام واكتساب الخبرة من التجارب العملية, فلاول مرة يكون هناك هيئة انتخابات مستقلة ومحكمة دستورية وقضائية مستقلة نظرت وبكل نزاهة بكل طعن قدم لها , ان كل ما قاله البعض عن تجاوزات حصلت في الانتخابات البرلمانية فان هذا البرلمان جاء ولاول مرة دون اية تدخلات امنية وان كانت فهي محدودة وتحصل في اعظم الدول الديموقراطية , ولاول مرة تم مراقبتها من قبل منظمات حقوقية اردنية ودولية التي شهدت معظمها بنزاهتها, واما الحكومة فلاول مرة لم يتم تعيينها من قبل صاحب الجلالة الذي ترك هذه المسؤولية للبرلمانيين والذين اوصوا بالغالبية للنسور وبعدها كلفه صاحب الجلالة اي انه ترك هذه الصلاحية للبرلمان وهي خطوة ذات دلالة واضحة عززت  صدق توجهات صاحب الجلالة نحو التغيير والاصلاح.
 
اننا لم نشك ولو للحظة ان هذه الحكومة ستحصل على الثقة بالرغم من كل المناكفات والمزايدات من البعض والتي للاسف انجر بعض البرلمانيين الذين نحترمهم وراء بعض البرلمانيين والذين نعرفهم ويعرفهم الاردنيين بانهم وراء جزء من الفساد وحمايته بل والتستر عليه في البرلمانات السابقة, لقد تنبأنا في مقالنا السابق حتى بالنسبة التي ستحصل عليها الحكومة في التصويت على الثقة وهذا التنبؤ ليس من باب الصدفة او حتى العبقرية , فيكفي تحليل الحالة الاردنية و الدولية المحيطة بنا لنعرف ان التغيير قادم قادم ويكفي ان نستذكر العديد من تصريحات صاحب الجلالة لنتاكد اكثر واكثر ان هذا التغيير سيحصل, فانتخابات البرلمان ولو انها جزئية بسب المقاطعة الغير موفقة من بعض المعارضة الاردنية لها  وما اعقبها من تشكيل الحكومة والتي هي كذلك جزئية برلمانية لانها لم تصل الى ان تكون برلمانية الا انهما خطوات على هذا الاصلاح , وان المسرحية التي حصلت داخل البرلمان لهي دلالة اخرى على هذا التغيير فلو دققنا بهؤلاء الذين حجبوا الثقة لوجدناهم بالغالبية يندرجوا تحت ما اطلق عليه غولدبيرغ بالدينوصرات و ما نشر في صحيفة اتلانتك الامريكية من نص لمقابلة جلالة الملك, ان ابطال هذه المسرحية كانوا من الحرس القديم في النظام الذين شعروا وادراكوا ان التغيير بدا وسيشملهم لذلك حاولوا كل جهدهم افشال حكومة النسور لسببين الاول ان تركيبتها لم تكن بما تهوى انفسهم واما الثاني لانهم يمثلون تيار الشد العكسي الذي يقف في وجه تحقيق رؤية صاحب الجلالة والاردنيين للتغيير والذي صرح عن جزيء كبير منه في تلك المقابلة الشهيرة والتي حاول البعض تشويها والتحريض عليها.
 
 
 
ان هذه الحكومة ستستمر رغم انوف كل هؤلاء وبالرغم من كل ما ستتخذه من قرارات صعبة على المواطن الاردني لانها في النهاية تصب في مصلحته ومصلحة وطنه واستقراره فما قيمة وجودنا بدون وطن امن مستقر, ويكفينا زيارة الى مخيم الزعتري لنفهم معنى ما نقول , النسور لا نزكيه نحن فهو اردني حر ونزيه وترك عباءة العشيرة وحتى الاهل وتفرغ للوطن , انه قوي بما فيه الكفاية لصد كل التشويش والتهويل والمزايدات وافتعال الاضطرابات الجانبية والتشكيك به ومحاولة اللعب على الفتن السابقة والدليل على كل هذا تشكيلة حكومته والتي نامل تعديلها لتشمل بعض رموز المعارضة من الكفاءات الاردنية بغض النظر عن الاصل والمنبت واننا لا نشك بوطنية هذا الرجل وانتمائه لكل المنابت والاصول الاردنية , ولكننا في الوقت نفسه نذكره بان الظروف المحيطة به داخليا وخارجيا تعمل ليس لصالحه , فداخليا لن يستسلم هؤلاء الديناصورات بسهولة له وسيحاولوا تجييش العشائر ضده بحجج الكل يعرفها ومن ثم تجييش الاردنيون جميعهم ضده في اي قرار سيتخذه لانقاذ الاقتصاد الاردني , وسيحاولوا تجييش المعارضة من خلال الازمة السورية وما يقال عن قوات امريكية وتدخل وشيك بالازمة السورية , اضف الى كل هذا مشكلة تزايد عدد الاجئين وفاتورتهم الاقتصادية والاجتماعية , واما العامل الخارجي فهو لا يقل خطورة عن العامل الداخلي , فالضغوط الخارجية للتدخل بالازمة السورية واستغلال ورقة الضعف الاقتصادي والتهويل لحركة النصرة وبارتباطاتها بالقاعدة وبعض الامتدادات الداخلية لها والترويج بان افرادها بل وبعض قياداتها اردنيون وبعض التعاطف معها من قبل الحركات الاسلامية الاردنية يجعلها قنبلة سهلة الاستعمال في لحظة ما ضد هذه الحكومة والوطن ,وما قاله بشار الاسد من تهديد مبطن للاردن ليس ببعيد عما اسلفنا فخلاياه النائمة هي داخلية اردنية اكثر منها سورية , من هنا نقول لحكومة النسور الانتباه الانتباه على الداخل وتفتيح العيون امنيا داخليا بالدرجة الاولى ليس على السوريين بل على بعض الفئات الاردنية الداخلية وكل تحركاتها.
 
ان الحركة الاسلامية حركة اردنية وطنية لا يمكن لاحد التشكيك فيها او المزايدة عليها وستبقى في مقدمة الحركات الاردنية في خدمة وطنها الاردن , هذه الحركة شاركت القيادة الهاشمية في العديد من حكوماتها السابقة وهي لم تستثنى على الاطلاق من رعايتها, لذلك التشكيك بقياداتها وتصويرهم بالمتامرين على الاردن ووصول بعض مريضي الانفس من الكتاب الماجورين الى تخوينهم والقول بان قيادتهم تتامر مع الرئاسة المصرية والرئاسة الاسرائلية على الاردن للضغط عليه واسقاط نظامه من خلال جرة الغاز لحكمه, ما هي الا سخافات لا تنطلي على هذا الشعب الاردني العظيم الاكثر تعليما في الشعوب وهي محاولة رخيصة لا يمكن تصديقها لما وصل اليه اصحابها من وقاحة و كذب وافتراء على هذه الحركة وقيادتها سواء في الاردن او بمصر الشقيقة ,ان هذا التضليل واللعب على عقول بعض البسطاء الاردنيين والعرب يقف ووراءه اليهود بالدرجة الاولى واعوانهم في المنطقة الذين دابوا على تخوين القيادات الوطنية العربية بشتى الوسائل ليخلوا لهم الطريق لتحقيق ماربهم واهمها تفتيت كل ما يحيط بهم للسيطرة على مقدراتهم .
 
 من هنا نقول مرة اخرى على قيادات الحركة الاسلامية ان تعي ما يحاك من مخططات ضدها لاستخدامها في تنفيذ مخططات ليست لصالحها ولا لصالح الوطن ,ان الرد الصحيح على كل هذه الاشاعات هو الالتفاف حول قياتها الهاشمية ووضع يدها بيدها وان تقبل بالاصلاح المتتدرج وان توقف كل انواع الاضطرابات والاحتجاجات والمظاهرات لانها التربة الخصبة لهؤلاء الموتورون للعمل بها بحرية لانفاذ مخطاطتهم ضد ها الوطن واهلة وقيادته وهذا لا يتاتى الا بقبولها المشاركة بحكومة النسور ومساعدته للتغيير الحقيقي لا بالشعارات في الشوارع من اجل مقاومة كل تيارات الشد العكسي والتي لا تريد لهذا الوطن خيرا.
 
 
اخيرا نقول ان الاردن وجد ليبقى عصيا على كل المؤمرات وقدره ان يكون وسط امواج من الاضطرابات وبوابة لفلسطين وارض الرباط ولذلك فهو بحماية الله عز وجل ومن هنا نحن الاردنيون ليس لدينا قلق ابدا على وطننا لاننا نؤمن بحماية الله وقدره ونثق بحكومتنا بقيادة الدكتور النسور وتزداد هذه الثقة عندما ندرك ان قيادتنا هاشمية وقائدنا ابي الحسين الذي لديه من القوة والصبر والحكمة ما يجعله قادرا بعون الله على  تجاوز كل المحن وانهاء الفتن , حماه الله وحمى وطننا الاردن .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد