هل اجهضت الثورة السورية ؟

mainThumb

19-05-2013 11:37 PM

المتابع لاحداث الثورة السورية وبالذات في هذه الايام و ما سبق من ايام سيجد ان حدة الثورة السورية وبريقها بدأ بالخفوت وحتى الداعمين  لها بدأت اصواتهم هي الاخرى بالاختفاء التدريجي وان وجدت فهي تظهر بوسائل الاعلاام على استحياء ,والشيء الجديد الملاحظ هو ان نيران هذه الثورة بدات تحرق بعض الايدي التي ساهمت باشعالها وصب الزيت عليها , لقد تم استغلال هذه الثورة السلمية والعفوية التي بداها اطفال درعا من عدة فئات خارجية ابشع استغلال  على الرغم من الاختلاف في اجنداتها التامرية الا انها و كما يبدوا التقت على امر واحد هو اسقاط النظام السوري بغض عن النظر عن الثمن الذي سيدفعه الشعب السوري من دماء ابنائه, فالاخوة العرب جزيء منهم يريد تصفية ثأر قديم له مع عائلة الاسد والجزيء الاخر مجرور يا ولدي مجرور لا حول ولا قوة له الا بقول نعم للاصدقاء الامريكان ,واما الاخوة المسلمين المتسلطنين فيريدون اعادة امجادهم و دورهم القيادي في المنطقة والذي دثرته الايام , اما الاصدقاء الامريكان والغرب فجل همهم حماية وجود دولة اسرائيل في المنطقة ,اما اسرائيل فهي تتمنى اليوم الذي لا ترى فيه الجيش العربي السوري ولا قيادته بجوارها حيث يهددها ليل نهار ,وها قد جاءتها الفرصة لتفتيته والقضاء على كل منابع قوته من طائرات وصواريخ واسلحة كيماوية وباقل تكلفة لترد للنظام السوري الصفعة  التي اذل بها جيشها الذي لا يقهر ومرمغ انوفه بتراب جنوب لبنان على يد حزب الله, هذه الهزيمة المريرة لجيش العدو التي اجبرته ولاول مرة بتاريخ الحروب العربية المذلة الى الانسحاب من اول ارض عربية محتلة مرغما ذليلا باعتراف قادته العسكرية , نجد من العرب من,يحاول اليوم انكارها بل ويسوقون الاكاذيب والاكاذيب للتقليل منها للتغطية على خيبة املهم وعجزهم المستديم نحو قضايا العرب وفي مقدمتها قضية فلسطين وقلبها المسجد الاقصى .

 

أن حرب العراق وحرب جنوب لبنان و ما يحصل بمصر وليبيا واخرها سوريا وما جرى ويجري من تأمر و ما حصل في واشنطن من تنازل واعتراف للعدو الاسرائيلي بما تبقى من ارض فلسطين عبر ما يسمى التعديل على المبادرة العربية للسلام (ميادرة الركوع والاستسلام ) حيث قبل تبادل الارض بين ارض مغتصبة وارض لم تغتصب بعد ,انها اضحوكة العصر,و كما يقول المثل" من دهنه قلي  له " , ان كل هذه الاحداث كشفت الوجوه االحقيقية لبعض المستعربين المحسوبين علينا ,لكن الاقوى والاصعب الذي ازال اقنعتهم هو مباركتهم  ضرب سوريا, نعم خقائق مرة يتجرعها يوما بعد يوم شرفاء هذه الامة ان بقي فيها شريف ؟,لقد جاء الهجوم الاسرائيلي الاخير على مواقع للنخبة و مقرات الدفاعات الجوية وتديمرها بحجة انها اسلحة وصواريخ بطريقها الى حزب الله ليكشف لكل عربي ومسلم الوجه القبيح لهذا المحور المتامر ليس على سوريا بل وعلى المنطقة كلها لتمرير مشروع ما سمي شرق اوسط جديد تكون اسرائيل السيد الامر وتحل القضية الفلسطينية بعيدا عنها ضمن ما يلوح له من مشروع الوطن البديل بعد ان يتم تفتيت العراق وسوريا ولبنان الى كنتونات طائفية متناحرة الى ما لا نهاية ,ان اهداف وغايات هذه الغارة اكبر مما صرح به بل على العكس تماما , فلو كان حقا المقصود هو اسلحة لحزب الله كان الاجدر بهذه الطائرات مهاجمة هذه الصواريخ على الارض اللبنانية او مهاجمة موقعها هناك حيث مواقع حزب الله وليس على الارض السورية , انها اكذوبة مفضوحة لتغطية على حقيقة وهي ان اسرائيل لم تعد تثق بكل العاملين نيابة عنها على الساحة السورية وارادت اخذ زمام المبادرة بيدها لانها تدرك انها فوق القانون الدولي ويحق لها ما لا يحق لاي احد , لذلك اخرست روسيا والصين وايدتها امريكا والغرب وبعض العرب ,انها غارات الجبن والخسة التي يتصف بها هذا العدو دائما, فقد استغل انهاك الجيش العربي السوري وتشتيت قواته ودفاعاته ليضرب ضربته على وعسى ان تصحح ما يجري على الارض وترفع من معنويات داعمين الحرية والديموقراطية للشعب السوري وخير دليل على ما نقول ,ما صرح به اخيرا بعض من قادة جيش الدفاع الاسرائيلي ونفيهم القاطع  لما روجته بعض وسائل الاعلام من تفضيل وجود الرئيس بشار على اي نظام جديد وتاكيدهم على انه من اشرس اعدائهم ويسعون لاضعافه و اسقاطه وسوف يكررون غاراتهم لتحقيق هذا الهدف, وانهم سيعيدون لبنان خمسون سنة للوراء اذا صدر منه اي دعم والمقصود معروف , انه حزب الله وليس المستقبل او الكتائب يا سادة يا اشراف ؟ فمن يا ترى نصدق؟

 

وقبل ان يشحذ البعض سكاكينه ويسن انيابه ليهاجمنا فاننا هنا لاندافع أو نبريء النظام ابدا عن كل ما حصل ويحصل لسور يا وقلنا هذا من قبل مباشرة وبصراحة  لدرجة اننا في احدى مقالاتنا طلبنا من الرئيس بشار وبصراحة التنحي رغم اننا نعرف حدودنا ولسنا اكثر من مواطن عربي مقهور مما يحصل لاهله في سوريا و نعرف انه ليس لنا الحق  بهذا الطلب وقال لنا البعض بسؤال استنكاري , من انتم؟ لكننا سبقنا كل ما يقال الان حول التنخي, و سيان بين طلبنا وطلب الاخرين له بالتنحي الان ,فنحن عندما قلنا هذا كان من دافع حبنا ودعمنا لسوريا قوية وللمحافظة على جيشها العربي ولم نقصد حيناها الانتقاص لا من حق الرئيس ولا الشعب السوري المطالب بحريته, بل على العكس كنا بجانب الجهتين , لكن مجريات الاحداث المتتابعة والمتسارعة والتي اوصلت سوريا الى ما هي عليه الان يجعلنا ان نعيد حساباتنا وتصوراتنا لا لشيء ولكن من باب الانتماء لهذه الامة واظهار الحقيقة قدر المستطاع, فمن ثورة سلمية عفوية قامت بها مجموعة تم ظلمها والاعتداء عليها وعلى شرفها من قبل اشخاص من النظام ,كان الاحرى  براس النظام حينها ان ينتصر لها وان يرسل هؤلاء الاشخاص المعتدين الى بيوتهم ومن ثم محاكمتهم ثم يتبعها بزيارة مجاملة لهؤلاء الذين اجرم بحق ابنائهم وشرف نسائهم من باب الاعتذار لانهاء واغلاق هذه المشكلة وتفويت الفرصة على المتربصين به شخصيا اولا وبسوريا وجيشها ثانيا , و بدل كل هذا ييدوا ان الرئيس للاسف فاتته كل هذه الاحداث وانساق وراء اكاذيب مضلله ساقها له بعض من زلمه الذين باعوا انفسهم للشيطان و تامروا عليه وعلى سوريا بتزييفهم للحقائق مما عقد الامور ودفع الشعب السوري في عدة مدن للوقوف الى جانب حق اخوتهم في درعا من خلال المظاهرات ولاحتجاجات السلمية بعد ان ضاقوا ذرعا بكل فساد زلم النظام المنتشرين بكل اركانه, لكن المصيبة ان الرئيس بشار بعد كل هذا لم يحرك ساكنا كانه الحاضر الغائب وربما المغيب عن كل مجريات الاحداث مما فاقم الامور اكثر واكثر ودفعها الى الهاوية بعد قيام بعض من زلمه بزج ما يسمى الشبيحة ومن ثم الجيش العربي السوري لمواجهة المظاهرات السلمية,مما عسكر هذه الثورة السلمية و اعطى الفرصة للعديد من الجهات الخارجية المعادية و المترصة براسه بالذات  والجيش العربي السوري من التدخل بطرق متعددة من دعم للافراد المشقة عن الجيش السوري بالمال والسلاح والتدريب الى دعم وتسهيل دخول العديد من المجموعات المسماه جهادية بحجة الجهاد والتي هي بعيدة عنه كل البعد التي عقدت الامور ودفعتها الى التجييش الطائفي , ان كل هذه العسكرة للثورة سواء جاءت من النظام او من قبل من دعموا التمرد على القيادة السورية فالنتيجة واحدة هي ان الثورة السورية اجهضت للاسف وطمست كل مطالبها بالحرية والعدالة الاجتماعية ,كما اجهضت سوريا كدولة وكنظام ومزقت كطوائف, الكل خاسر والرابح الوحيد هم اعداء سوريا.

 

اخيرا نقول ان حدة الموامرة على سوريا والمنطقة بدات تخف والفضل يعود لله اولا ثم لتماسك الجيش العربي السوري مما دفع كيري لرفع الراية البيضاء لزميله الروسي لافروف والاقرار بما يسمى الطرح السلمي والذي هو بالنهاية اعتراف بوجود النظام السوري واستمراريته والقول غير ذلك هو من باب الضحك على الذقون, لكننا في نفس الوقت نقول للنظام انه وحتى لو ربحت المعركة وبقيت فلن تعود الايام الى الوراء فالشعب الذي حكمت اتخم بالجراح ولن يغفر لاحد واولهم انت لانك في النهاية المسؤول عنهم وعن ماجرى لهم ولو حكمت فستحكم فئات متصارعة ساعية للثأر من بعضها البعض ولن تستقر الامور لاي احد منها , لذلك نقول لك مرة اخرى وبكل صدق ارحل قبل ان ترحل والترحيل ليس بالضرورة ياتي من الخارج يا سيادة الرئيس الشاب ولكن ربما ياتي على يد جريح او قريب سوري منك ,فهذا الشخص لم يعد في حياته شيء اسمه خوف , لانه رحل في اول يوم فقد فيه احد افراد عائلته وبيته واهين في مخيمات النزوح, نعمم اننا نبكي سوريا الدولة والرئيس والشعب , لقد خسرنا نحن العرب والمسلمين اخا قويا في مواجهة العدو الاوحد لنا المسلمين سنة وشيعة , وهو الوحيد الذي ربح معركة سوريا وليس الثورة او النظام او السنة او الشيعة. 
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد