هل جاء دور الجيش المصري بعد الجيش العراقي والجيش السوري ؟

mainThumb

21-08-2013 01:57 PM

الفريق أول عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي 

الجزء الأول :-


بسم الله الرحمن الرحيم "  وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى  فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين " صدق الله العظيم .

السيرة الذاتية :

الفريق أول عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي القائد العام للقوات المسلحة المصرية  وزير الدفاع الرابع والأربعين منذ ثورة يوليو 1952 . وهو أول وزير للدفاع عقب ثورة 25/1/2011 تم تعيينه في 12 /8/2012 بعد المشير حسين الطنطاوي  الذي أحاله على التقاعد الرئيس  محمد مرسي بعد شهرين من وصوله إلى رئاسة البلاد.


ولد الفريق أول عبد الفتاح السيسي يوم 19/11/1954 في القاهرة  وحصل على  بكالوريوس العلوم العسكرية  عام 1977 وهو من أشد المعجبين بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر. كما حصل على  ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان المصرية عام 1987  وتخرج من كلية القادة والأركان البريطانية  عام 1992  بالإضافة إلى زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 2003  . كما تخرج من كلية الحرب العليا الأمريكية عام 2006 حيث كانت  أطروحة التخرج حول التحول الديمقراطي في الشرق الوسط  ومعوقات هذا التحول حيث دافع السيسي  في أطروحته عن المرجعية الإسلامية في إدارة الدولة الحديثة في المنطقة العربية .


لقد تدرج الفريق  أول عبد الفتاح السيسي  في عدد من المناصب العسكرية حيث شغل رئيس  فرع المعلومات والأمن  في الأمانة العامة لوزارة الدفاع  وقائد كتيبة مشاة ميكانيكي . وملحق دفاع في المملكة العربية السعودية  وقائد لواء مشاة ميكانيكي  . وقائد فرقة مشاة ميكانيكي . ورئيس أركان  المنطقة الشمالية العسكرية ومدير إدارة المخابرات الحربية والإستطلاع . وكان أصغر أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة حتى أصدر الرئيس محمد مرسي بتاريخ 12/8/2012 قراراً بترقيته  من رتبة لواء إلى رتبة فريق أول وتعيينه  وزيرا للدفاع  وقائدا عاما للقوات المسلحة خلفا للمشير محمد الطنطاوي .
مقدمة لا بد منها :-
قبل أسابيع معدودة تم نشر مقطع من محاضرة السيد جيمس وولسي  الذي شغل منصب مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية  بتاريخ 5/2/1993 لغاية 10/1/1995 والتي ألقاها عام 2006  خلال مؤتمر  بعنوان " العراق والحرب على الإرهاب "  وجاءت محاضرته تحت عنوان "سنصنع لهم إسلاما يناسبنا " قال فيها " المشكلة ليست في الإسلام وإنما المشكلة في الطغيان . فإذا نجحنا في إقناع المسلمين . المسلمين الشرفاء في العالم لا سيما هؤلاء  الذين يعيشون تحت نير العبودية في الكثير من الدول  أننا إلى جانبهم  وأننا لا بد وأن ننتصر . وهذا ما فعلناه  في الحرب العالمية الأولى والثانية  والحرب الثالثة " الحرب الباردة  ضد الإتحاد السوفياتي " .
وطالما أننا نفعل هذا  فإننا نجعل حكامهم متوترين  ( مضطربين ) . سوف نجعل حكام العائلة المالكة  في السعودية متوترين  ( مضطربين ) وسوف نجعل نظام حسني مبارك في مصر متوتر ( مضطرب ) وإذا نجحنا في تحرير العراق  سوف نوجه اهتمامنا  ونتفرغ إلى سوريا وليبيا والدول الفاسدة      ( الخبيثة ). ونمارس الضغوط عليهم من أجل التغيير . ولسوف يأتينا آل سعود ونظام حكم مبارك  وسيقولون لنا نحن متوترون جدا  وجوابنا لهم يجب أن يكون  حسنا  ( جيد ) نحن نريدكم أن تكونوا متوترين  مضطربين ونريدكم أن تدركوا  أنه وللمرة الرابعة خلال المائة سنة الماضية  أن هذه الدولة ( الولايات المتحدة )  وحلفاءها الديمقراطيين  زاحفون اليكم  وسوف ننتصر . ننتصر لأننا نقف إلى جانب  هؤلاء الذين يخاف منهم الحكام العرب ويخشونهم وهم  شعوبهم  "الشعوب العربية " .
ولا أعلم لماذا تم نشر هذا المقطع الآن أي بعد مرور تسع سنوات ومن الجدير بالذكر أن أحد الجلوس على المنصة الرئيسية للحوار هو الدكتور محمد البرادعي .


لا بد لكل باحث متخصص في الأمن القومي والدراسات الإستراتيجية   والعلوم السياسية  والإسلام السياسي والإستراتيجية الإدارية والإقتصاد السياسي من دراسة معطيات المؤتمر الصهيوني  في مدينة بازل السويسرية عام 1897  ولا بد من دراسة وافية مستفيضة لكل من وثيقة كامبل ووثيقة برنارد لويس لتفتيت وتقسيم العالم العربي والإسلامي . وتأثيرات هذه الوثائق وانعكاساتها على معطيات الجيو بولتك والإسلام السياسي والفساد الإقتصادي في دول وحكومات العالم العربي  ومحاولة لإستشراف المستقبل القريب بعد الخروج من مستنقع الثورات .


في بداية القرن العشرين بعد اكتشاف البترول في العالم العربي  دعا حزب المحافظين  البريطاني في عام 1905  كلا من فرنسا  وهولندا وبلجييكا واسبانيا وإيطاليا إلى عقد مؤتمر سري  بحضور رئيس  المنظمة الصهيونية العالمية "ديفيد ولفسون"  استمرت مناقشاته لمدة عامين  وتم التوصل في نهاية المؤتمر إلى وثيقة سرية  عرفت " بوثيقة كامبل " نسبة إلى رئيس وزراء بريطانيا في ذلك الوقت  هنري كامبل بنرمان . ولقد توصل  المجتمعون إلى نتيجة  مفادها " إن البحر الأبيض المتوسط هو الشريان الحيوي  للإستعمار لأنه الجسر الذي يصل الشرق بالغرب  والممر الطبيعي إلى القارتين  الأسيوية والإفريقية  وملتقى طرق العالم  وأيضا هو مهد الأديان والحضارات . والإشكالية في هذا الشريان أنه يعيش على شواطئه الجنوبية والشرقية بوجه خاص شعب واحد ( العرب ) تتوفر له وحدة التاريخ والدين واللسان . وأن هذا العالم قد خضع طوال قرون مضت إلى الإمبراطورية العثمانية التي تعيش في مرحلة النزاع الأخير من عظمتها. ولعل أبرز ما جاء  في توصيات هذا المؤتمر  ألإبقاء على شعوب هذه المنطقة مفككة  جاهلة ومتأخرة  وحرمانها من اكتساب العلوم والمعارف التقنية  ومحاربة أي اتجاه من هذه الدول لإمتلاك العلوم والتقنية بالإضافة إلى إقامة دولة في فلسطين تكون بمثابة حاجز بشري قوي وغريب ومعادي يفصل  الجزء الإفريقي  من هذه المنطقة  عن الجزء الآسيوي  والذي يحول دون تحقيق وحدة هذه الشعوب ألا وهي دولة إسرائيل  واعتبار قناة السويس قوة صديقة للتدخل الأجنبي  وأداة معادية لسكان المنطقة. إن عامل إكتشاف النفط العربي قد سرع  في تنفيذ مقررات هذا المؤتمر   من أجل السيطرة على هذه الثروة النفطية الهائلة  واحتلال العالم العربي وتقسيمه .
كما لا بد  لكل قارىء من مراجعة وثيقة برنارد لويس  التي تهدف إلى تفتيت وتقسيم العالم العربي . ففي عام  1980  إبان الحرب العراقية الإيرانية  صرح مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي  زبغنيو بريجنسكي بقوله " إن المعضلة  التي ستعاني منها الولايات المتحدة  من الآن فصاعدا  هي كيف يمكن تنشيط  حرب خليجية ثانية  تقوم على هامش الحرب الخليجية الأولى التي حدثت بين العراق وإيران  تستطيع الولايات المتحدة من خلالها تصحيح حدود إتفاقية سايكس بيكو " .


وعقب هذا التصريح  وبتكليف من وزارة الدفاع الأمريكية  تم تكليف بيرنارد لويس  بوضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية  جميعا وكلا على حدة  ومنها العراق  وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان والباكستان والسعودية  ودول الخليج العربي  ودول المغرب العربي وتفتيت كل منها إلى  مجموعة من الكانتونات  والدويلات العرقية والدينية  والمذهبية والطائفية  وقد أرفق بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط المرسومة  تحت إشرافه  تشمل جميع الدول العربية والإسلامية المرشحة للتفتيت بوحي من مضمون تصريح بريجنسكي الخاص  بتسعير حرب خليجية ثانية  حيث وافق الكونغرس الأمريكي في جلسة خاصة على مشروع الدكتور بيرنارد لويس  وبذلك تم تقنين هذا المشروع واعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية  لسنوات مقبلة .. وكان في قيام العراق بإجتياح الكويت هو البداية الفعلية  لتنفيذ الجزء الأول من مخطط بيرنارد لويس . ولا شك أن وصول الصواريخ العراقية إلى إٍسرائيل وإعلانه المتكرر أن فلسطين ستبقى عربية من البحر إلى النهر وقيامه بإيصال المساعدات المالية إلى عائلات الشهداء الفلسطينيين وإصراره على قبول اليورو الأوروبي بدلا من الدولار الأمريكي ثمنا للنفط العراقي كلها عوامل سرعت في تنفيذ مخطط التفتيت الطائفي والعرقي والديني والإثني .


لقد انضم بيرنارد لويس في مرحلة حياته المتأخرة إلى  تيار المحافظين الجدد  في عهد الرئيس  جورج بوش  الذي كان يضم أشخاصا متنفذين داخل الإدارة الأمريكية  أمثال ديك شيني  ولويس ليبي وبول ولفويتز وكوندوليزا رايس وريتشارد  بيرلي ودوغلاس فيث  بالإضافة إلى الآلاف  من المتنفذين  في مجالات الإعلام والإقتصاد  . ولقد تمكن تيار المحافظين الجدد  من إختطاف السياسة الخارجية  في كل من الولايات المتحدة  وبريطانيا تحت ستار مكافحة الإرهاب  لا سيما بعد وقوع تفجيرات أيلول  في نيويورك  والتي أعطت الرئيس الأمريكي كل الصلاحيات في إعادة تشكيل الشرق  الأوسط وفرض سيطرة الولايات المتحدة على كل دوله  بحيث تكون هذه الدول دائرة في فلك السياسة الأمريكية  وتكون هذه الدول متقبلة لوجود إسرائيل ومطبعة لوجود إسرائيل .


ولا بد لكل قارىء عربي من  الإطلاع على ثروات العالم العربي بدءا بثروة النفط الهائلة منذ عام 1905 والأهمية الإستراتيجية والإقتصادية لكل من مضيق هرمز ومضيق باب المندب  وقناة السويس  وإنتهاء بثروة الغاز العربي الهائلة منذ عام 2005 . بالإضافة إلى معرفة وتحليل الآثار المترتبة على قرار ألمانيا  بالتحول إلى الغاز كمصدر رئيس للطاقة يتبعه قرار أوروبا بالتحول إلى الغاز عام 2020  كمصدر رئيس للطاقة . وبروز  صراع  جديد بين دول العالم من أجل البدء في  بناء خطوط أنابيب عملاقة لنقل الغاز من كل من روسيا وإيران ودول الخليج العربي وسوريا وإسرائيل ودول ليبيا ومصر والجزائر  ونيجيريا . وسعي الولايات المتحدة للسيطرة على مصدر الطاقة الجديد الغاز وخطوط الأنابيب تماما كما سيطرت طوال القرن الماضي على النفط العربي من خلال شركات النفط الأمريكية وإجبار كل دول العالم أن يكون الدولار الأمريكي هو عملة التداول الوحيدة . كما أن الولايات المتحدة قد أدركت منذ البداية أن هناك دولا كبيرة تنتظر بفارغ الصبر الحصول على الغاز تماما كما هو الحال مع اوروبا ولعل من أبرز هذه الدول كل من الهند والصين ومن أجل هذا فإنها تريد فرض سيطرتها على  المخزون الهائل من الغاز في بحر قزوين  الذي تشرف عليه كل من إيران وتركمانستان وأذربيجان وأزبكستان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد