الأسلحة الكيماوية والضربة المنتظرة وتعليقات الخبراء

mainThumb

31-08-2013 12:27 PM

من هم هؤلاء الخبراء الذين يطلون علينا من فوق شاشات التلفزيون ويساهمون في نشر الرعب والترويع في قلوب المواطنين ؟؟

لقد تفنن هؤلاء الخبراء في ألأمور العسكرية والحروب وميادين الإستراتيجية في إطلاق تصريحاتهم وتوقعاتهم في كل وسائل الإعلام وغطوا كل الأخبار فوق شاشات التلفزيون والمواقع الإلكترونية والصحافة العربية  وساهموا من خلال تغطياتهم المشكوكة في إثارة الرعب والخوف ومن خلال  تحليلاتهم الموتورة في ترويع المواطن العربي .

فمنهم من أكد أنه في مساء يوم الخميس الموافق 29/8/2013 سوف يبدأ الهجوم الأمريكي على سوريا والبعض الآخر أكد أن الشعب السوري سوف يصحو على أصوات الصواريخ  صبيحة يوم الجمعة الموافق 30/8/2013 وهي تدك المواقع العسكرية السورية وأكد البعض بأن البوارج الأمريكية قبالة السواحل السورية سوف تشن هجومها . وتفنن البعض الآخر  في رسم خريطة بنك الأهداف في سوريا   حيث تم تسمية كافة المطارات العسكرية  والمدنية " بما فيها مطار دمشق الدولي" في مختلف المحافظات السورية  بالإضافة إلى كل القيادات للفرق والمواقع العسكرية للجيش السوري  ومراكز الإستخبارات وأتبعوها بالقصور الرئاسية . وأكدوا أن السلاح المستخدم في هذه الهجمة سيكون صاروخ كروز  أو صاروخ توماهوك . ومن ثم انتقل البعض الآخر إلى استخدام مصطلح  الضربة الجراحية السريعة

ونسي هؤلاء الخبراء أن هناك أكثر من 1500 قاعدة  عسكرية أمريكية منتشرة في العالم  وأن هناك 45 قاعدة عسكرية وجوية وبحرية في المنطقة العربية الإيرانية وأن الولايات المتحدة لديها أحدث القاذفات مثل بي-2  ولديها غواصات استراتيجية قاذفة للصواريخ الباليستيكية مزودة بصواريخ كروز وتوماهوك   وصواريخ دوجلاس هاربون  لضرب الأهداف الأرضية  وصواريخ ترايدنت ولديها قيادة للأسطول الخامس في البحرين وقيادة مصغرة للقيادة المركزية في قطر بالإضافة إلى 12 حاملة طائرات  وأن لديها مئات من أنواع القنابل الذكية لاسيما من نوعية الذخائر الخارقة الضخمة  (MOP.GBU) ذات القوة التفجيرية الهائلة والتي يمكنها اختراق أقسى أنواع الصخور لمسافة 62  متر في عمق الأرض ويحمل رأسها الحربي زنة 2.4 طن شحنة شديدة الإنفجار  بالإضافة إلى أجهزة ذاتية التوجيه .

 ونسي الخبراء أن الجيش الإسرائيلي لا زال في حالة دعوة عامة لبعض جنود الإحتياط وأن هناك تنسيقا إستراتيجيا كاملا بين إسرائيل وبين الولايات المتحدة وبين الولايات المتحدة والدول الأوروبية وعلى رأسها بريطانيا المتعطشة للحرب وفرنسا

وأن الولايات المتحدة تفضل الحصول على موافقة مجلس الأمن الدولي أو مباركة الأمم المتحدة  قبل بدء هجوم عسكري على سوريا علما بان هذه ألأمور لم تمنعها في السابق عن شن هجومها على الدول العربية  وكما حدث حين شنت هجومها على القوات الصربية  بالرغم من تقديم روسيا حق النقض الفيتو وجاء تبرير الهجوم في ذلك الوقت  بأن هجماتها كانت تهدف إلى حماية المدنيين . 

كما أن قرار المشاركة في الحرب يفرض على  الرئيس الأمريكي أخذ موافقة الكونغرس الأمريكي من أجل تفويضه بشن الحرب بالرغم من أن التاريخ الأمريكي   سبقته ثلاث وقائع قام فيها رؤساء الولايات المتحدة   بشن حرب دون الرجوع إلى الكونغرس الأمريكي .

كما أنه لا بد من إحترام فريق المحققين الدوليين التابعين للأمم المتحدة والموجودين حاليا في سوريا  والمحافظة على أرواحهم والمحافظة على سلامتهم وإنتظار مغادرتهم لسوريا قبل البدء بالهجوم المرتقب  ودراسة  نتائج تحقيقاتهم وتقديم توصياتهم من خلال الأمين العام للأمم المتحدة .

وفي نفس الوقت فإن الولايات المتحدة سوف تنتظر إجلاء المواطنين الروس لميناء طرطوس والتأكد من عدم إصابة أي منهم  .
في يوم الخميس الموافق 29/8/2013 تلقى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون صفعة موجعة حين رفض البرلمان البريطاني مشاركة القوات البريطانية في أي عملية عسكرية  في سوريا .   فإذا كان البرلمان البريطاني يرفض المشاركة في توجيه  ضربة عسكرية لسوريا كيف يتوقع ديفيد كاميرون أن يقنع مجلس الأمن الدولي بالموافقة على القيام بعمل عسكري ضد سوريا .

ولا ننسى أن هناك زيارة رسمية إلى السويد من قبل الرئيس الأمريكي أوباما بالإضافة إلى مشاركته في الإجتماع المقرر في موسكو الأسبوع القادم لقمة الدول العشرين .

ومن الأفضل لأي محلل عسكري في هذا الوقت بالذات أن يرجع بالذاكرة إلى الهجمات والحروب التي شنتها  الولايات المتحدة وحلفاؤها وبالذات على العراق وعلى ليبيا  ويمكن الإشارة إلى الضربات الصاروخية  التي لجأت إليها قبل السماح لقواتها الأرضية بالإشتباك الأرضي . ويمكن عقد مقارنة بين مقومات التوازن في الجيش السوري على أرض الواقع والقوات المعارضة وعلى رأسها الجيش الحر وجبهة النصرة وبقية المليشيات المقاتلة في سوريا . ويمكن للمحلل العسكري أن يستشرف آفاق الأيام القادمة من خلال حقائق مقارنات استراتيجية وحقائق في التوازن بين القوى المختلفة المتنازعة .

كما يمكن الإستعانة بخبراء متخصصين في الأسلحة الكيماوية وتقديم المعلومات المتعلقة بمثل هذه الأسلحة من حيث أنواعها التي تزيد على الأربعين وأخطارها وتأثيرها على الإنسان والبيئة وأفضل السبل للوقاية منها.

ولم أسمع في حياتي أن محللا عسكريا يؤكد وقت بدء أي هجوم وخطة هذا الهجوم وطبيعة الأسلحة المستخدمة في هذا الهجوم لا سيما إذا تعلقت هذه المعلومات بخطة عسكرية على هذا القدر من الأهمية  للولايات المتحدة وحلفائها .

منذ اللحظة الأولى  في صبيحة يوم الأربعاء الموافق 21/8/2013  انتشرت أنباء الكارثة المروعة التي غطت أخبارها كل العالم وظهرت على شاشات التلفزيون  وفي كل وسائل الإعلام ووكالات الأنباء صور الضحايا من الأطفال والنساء  وتراوحت التقديرات الأولية من 1000 إلى 1300  قتيل نتيجة استخدام السلاح الكيماوي المحرم .

ومنذ بداية  الثورات العربية أطلت علينا  مجموعة كبيرة من المحللين والخبراء تحت مسميات مختلفة من خبير استراتيجي ومن محلل عسكري وفريق متقاعد  وطيار مقاتل ورئيس أركان ومدير مركز دراسات استراتيجية ومتخصص في الجماعات الإسلامية  وخبير في الجماعات الإرهابية . ولقد تزايد أعداد هؤلاء بعد استخدام السلاح الكيماوي  وإجتماع  قادة ورؤساء أركان عشرة جيوش في الأردن . كلهم بدون إستثناء تحدثوا عن الأسلحة الكيماوية وتداعياتها وأبعادها وأخطارها  وتأثيراتها ولكنني لم أسمع واحدا منهم يشرح للمستمع أو القارىء ماهية الأسلحة الكيماوية ويقوم بتعريفها بشكل موضوعي ملموس حتى يستطيع القارىء حين يسمع مصطلح الحرب الكيماوية أن تتكون لديه على الأقل دراية ومعرفة بمضمون الحرب الكيماوية

وبكل أسف فلقد انطلقت الأحكام  المطلقة والآراء المختلفة لهؤلاء الخبراء على السلاح الكيماوي الذي تم استخدامه ولم أسمع واحدا من هؤلاء الخبراء يحاول أن يبين لنا ما هو السلاح الكيماوي المستخدم أو حتى أن يعطينا الإسم الحقيقي للسلاح الكيماوي المستخدم  علما بان التأكد من نوعية السلاح يستلزم أخصائيين ومختصين في هذا النوع من الأسلحة وبحاجة إلى مختبرات متخصصة لتحليل وكشف طبيعة السلاح الكيماوي الذي تم استخدامه.

إن الولايات المتحدة  تقوم بمسح المنطقة العربية مرة كل أربعين دقيقة  بواسطة الأقمار الصناعية  المرتبطة بقيادات السيطرة  والتحكم المنتشرة في كل بقاع العالم  وإن الولايات المتحدة تصور وتراقب كل مستودعات الأسلحة الكيماوية الموجودة في سوريا وتعرف تمام المعرفة مواقعها وكمياتها . وهذه المعلومات تتعاون فيها مع إسرائيل التي تقوم أقمارها الصناعية منذ عام 1988  بمسح المنطقة العربية.

وحتى لا نقع ضحية الأخطاء والتهويل لمثل هؤلاء الخبراء  فإنني أقدم هذه المعلومات الأولية التي أرجو أن تفيد القارىء العربي

لا شك بأن الضجة التي أثارتها إسرائيل بشأن الأسحة الكيماوية السورية  قد أرغمت الدول العظمى إلى عقد إجتماعات مغلقة ومناقشات سرية وإلى إتخاذ الكثير من الإجراءات العسكرية والسياسية من أجل تطمين الرأي العام العالمي وبالذات إسرائيل بأن النظام السوري لن يعمد تحت أي ظرف من الظروف الى استخدام الأسلحة الكيماوية الموجودة في الجيش السوري وأن المستودعات وأماكن خزن هذه الأسلحة الكيماوية سوف تظل تحت الحراسة المشددة ولن تسمح القيادة السورية باستخدامها أو حتى محاولة نقلها . ولقد تعهد النظام السوري طوال السنوات الماضية بأنه لن يلجأ إلى استخدام هذه الأسلحة تحت أي ظرف من الظروف القاهرة ولن تلجأ الى استخدامها ضد القوى المؤيدة للثورة ولن تستخدمها ضد إسرائيل .

ولقد قامت دول حلف الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة بالتعاون مع دول الجوار العربية والتركية والإسرائيلية بتشديد الرقابة على هذه المواقع السورية  والتهديد بإتخاذ أشد الإجراءات في حال محاولة استخدامها أو حتى محاولة نقلها  وتغيير أماكن تخزينها . لا سيما وأن الأقمار الصناعية قادرة على فرض رقابة صارمة لكل المواقع والمخازن والستودعات التي يتم تخزين السلاح الكيماوي السوري فيها .

واليوم ونحن نتابع هذه القضية السورية نتساءل لماذا لم يعترض أي من الدول على ترسانة الأسلحة الكيماوية الإسرائيلية لا سيما وأن ترسانتها الكيماوية متقدمة جدا وكمياتها كبيرة  ولديها الإمكانية لإيصالها إلى أي هدف في دول الجوار.

 وكما تعودنا فإن إسرائيل فوق القانون ومسموح لها ماهو غير مسموح لدول العالم وبالذات الدول العربية . ومن جانب آخر لا بد لي أن أعترف بأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المستوى الإقليمي التي تقوم بإجراء تجارب دورية وتوزع الأقنعة المضادة للغازات السامة وتجبر كل مواطنيها على التوجه إلى الملاجىء المخصصة لحالات الطوارىء العامة ونحن الدول العربية حتى في لحظات الحرب الواقعية لم نفكر بإنساننا  العربي ولم نوزع عليه أقنعة أو نبني له ملاجىء بل حتى لم نوزع المعلومات الأولية عن أخطار الأسلحة الكيماوية.

الأسلحة الكيماوية :

بتاريخ  16/2/1915  استعمل الألمان  غاز "الفوسيجين" السام لأول مرة ضد القوات البريطانية  وبعد ذلك استخدموا غاز " ثاني فنيل كلور آرسين "

في مساء 22 نيسان 1915 فاجأ الألمان القوات  الفرنسية في مقاطعة "إيبر " البلجيكية بإطلاق ما يزيد  على 500 أسطوانة  تحوي على 168 طنا من غاز الكلور السام المضغوط .

وبتاريخ 12/7/1917 استعمل الألمان غاز " الخردل " ولقد بلغت حصيلة  إصابات الأسلحة الكيماوية في الحرب العالمية الأولى مليون إصابة. ولقد نجح الألمان  في إكتشاف أنواع جديدة من غازات الأعصاب القاتلة  كالتابون عام 1936 والسارين عام 1938 والزومان عام 1944

وتجدر الإشارة إلى أن هناك أكثر  من أربعين نوعاً  من الأسلحة الكيماوية ويمكن تصنيفها على النحو الآتي:

أ : العوامل الكيماوية السامة  أو غازات القتال . وقد قسمها خبراء  هيئة الصحة العالمية إلى ثلاثة أقسام أولا الكيماويات القاتلة كغازات الأعصاب . وثانيا  الكيماويات المعطلة كغاز الآدمسايت . وثالثاً الكيماويات المزعجة أو المعوقه .

ب: المواد المبيدة للنباتات وهي مواد كيماوية تحرق المزروعات وتتلف المحاصيل الزراعية.

ج: القنابل الحارقة مثل  النابالم والفوسفور والترمايت.

وإن الأسلحة الكيماوية  منتشرة في العديد من الدول ونظراً لسهولة تصنيعها أو لسهولة شرائها فلقد ضمت العديد من الجيوش  العربية في مخازنها أسلحة كيماوية.

وإن ما يهمنا هنا هو التركيز على القدرة الإسرائيلية في أنتاج وتخزين الأسلحة الكيماوية.

الأسلحة الكيماوية في إسرائيل :

لقد اهتمت إسرائيل بشكل علني  بإنتاج وتطوير الأسلحة الكيماوية  في عام 1975  حين قرر رئيس الوزراء البدء بالبحث والتطوير لإنتاج  أسلحة كيماوية متطورة وللمرة الأولى  يعلن وزير العلوم الإسرائيلي بتاريخ 27 تموز 1990 أن إسرائيل تمتلك أسلحة كيماوية  وأنها سوف تستخدمها ضد العراق في حال  تعرض إسرائيل  لهجوم كيماوي عراقي.

ولا شك بأن التفوق والتقدم الإسرائيلي في مجال التصنيع الحربي  لا سيما في التكنولوجيا الحربية المتطورة بدءا من صناعة الصواريخ والدبابات والطائرات والزوارق الحربية والمدافع والرادرارات المتقدمة والأسلحة الخفيفة ووسائل الإتصال هذا التقدم التكنولوجي قد جعل من صناعة الأسلحة الكيماوية مهمة سهلة حيث تم التركيز على نوعية هذا السلاح بحيث يفوق نوعية الأسلحة الكيماوية المتوفرة في الجانب العربي بل ويتفوق في كثير من الخصائص والمزايا على  ترسانة ألأسلحة الكيماوية في الدول العظمى كما أن توفر المواد الخام  المتمثلة بمناجم الفوسفات الغنية بالمواد الكيماوية الأساسية  في جنوب إسرائيل ومناجم النحاس  في منطقة  تمناع  والبوتاس المستخرج من البحر الميت . بالإضافة الى  توفر رؤوس الأموال في إقامة العديد من المصانع  والمنشآت الكيماوية . ولا شك بأن تعاون إسرائيل مع كل من الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا بالإضافة الى هولندا  قد أرسى قاعدة علمية صلبة في إنتاج الصناعات الكيماوية  والمواد الكيماوية الأساسية  مثل كلوريد  البولفين  وحامض الفوسفوريك  والتزوجليرين  والبولي أثيلين  والإتبلين .  ولعل أهم الأسباب في تقدم كافة الصناعات الحربية في إسرائيل يرجع الى توفر القاعدة العلمية الكبيرة ووجود هذا الكم الهائل من العلماء  والباحثين في ميادين الفيزياء والكيمياء والأحياء والعلوم التقنية والتكنولوجيا الحديثة فهناك أكثر من عشرة آلاف عالم بالإضافة الى عشرين ألف مهندس  يعملون في المجهود الحربي  والبحث والتطوير العلمي في كافة مجالات التسلح . كما تمكنت إسرائيل  من أمتلاك العديد  من المعامل المستخدمة في إنتاج الأسلحة الكيماوية  حصلت عليها من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا  والولايات المتحدة في أواخر الخمسينات والستينات من القرن الماضي .

إن ما يهمنا هنا هو ثلاثة عوامل هامة أولها أن إسرائيل تحيط  انتاجها الكيماوي بالسرية التامة رغم تسريب بعض المعلومات عن قصد أوغير قصد تؤكد توفر ترسانة كيماوية تضم غازات الأعصاب المستمرة والذخائر الثنائية لغاز السارين والمواد الحارقة والنابالم  واليورانيوم المخفض وغازات الإعاقة وشل القدرة.

وثاني هذه العوامل  التركيز على الإستخدام الميداني للذخائر الكيماوية  وفقا لمعايير وحسابات فنية قمة في الدقة حسب وسائل الإستخدام . وهناك عمليات حسابية دقيقة لكمية ونوعية السموم المستخدمة عند استخدام المدفعية من عيار 155 ملم وعند استخدام  الهاون 120 ملم أو عند استخدام قنابل الطائرات زنة 250 كلغم للقنبلة  الواحدة أو عند استخدام الصاروخ لانس أو صاروخ أريحا -3

أما العامل الثالث فإن إسرائيل بقدر اهتمامها بتصنيع وإنتاج هذا السلاح الكيماوي فلقد اهتمت أكثر بأجهزة  الوقاية وتطوير وسائل الحماية من الأسلحة الكيماوية على المستوى الفردي وعلى المستوى الجماعي .

إن إسرائيل تدرك  وتقدر كافة المخاطر التي يمكن أن تهدد أمن  إسرائيل القومي في حال لجؤ الدول العربية الى الخيار الكيماوي كردع مضاد لمواجهة الإحتكار النووي الإسرائيلي  ومن أجل هذا التهديد المباشر فلقد عملت إسرائيل على تطوير الأقنعة الواقية الميدانية والبدلات الواقية  ووسائل الوقاية الجماعية  وزادت إسرائيل من حجم وحدات الوقاية في الجيش الإسرائيلي وأنشأت نقاط للمراقبة الكيماوية  في جميع منشآتها العسكرية  كما قامت بتطوير وتحديث معدات الإستطلاع الكيماوي  وقامت بتزويد كافة الدبابات الإسرائيلية  بأنظمة وقاية وركزت القيادة الإسرائيلية  على إجراء المناورات العسكرية في إطار احتمالات تعرض القوات الإسرائيلية لضربات كيماوية  كما أصرت على إجراء التدريبات الشاقة والسير لمسافات طويلة مع ارتداء بدلات وتجهيزات الوقاية . كما أن إسرائيل  قد توصلت من خلال معاملها إلى التوصل إلى أفضل ألأمصال والعقاقير المضادة للحرب الكيماوية.

إن إسرائيل قد فرضت رقابة صارمة على كافة مواقع الأسلحة الكيماوية في سوريا كما فرضت رقابة كاملة على كل الصواريخ السورية  وإن الأقمار الصناعية الإسرائيلية ترقب الجبهة السورية لمدة 24 ساعة يوميا  . كما أن القبة الحديدية وصواريخ الباتريوت أصبحت تحمي العمق الإستراتيجي والحدود الإسرائيلية إن أكثر المجالات التي صاحبت الأقمار الصناعية هي التطور الهائل في الحرب الإلكترونية  والقدرة على التشويش 

إنه لمن المؤلم والمحزن  أن نراقب الدولة الإسرائيلية وهي  تزود الشعب الإسرائيلي بأحدث الأقنعة وتقوم بتوزيع أكثر من خمسة ملايين قناع كما تقوم بتوزيع الحقن والأمصال المضادة للغاز من أجل الحفاظ على استمرار جريان الدم وتنشيط الجهاز التنفسي  كما قامت بزيادة إنتاجها من مهمات  الوقاية الفردية والجماعية ومعدات التطهير  للأفراد والمعدات والأسلحة والمباني والأراضي  وبنت ملاجىء محصنة مجهزة بمهمات الوقاية ذات التقنية العالية كما زودت  المستودعات الحصينة المحكمة لتخزين الأغذية والمياه بمرشحات لحمايتها من التلوث.

والسؤال الذي نطرحه بكل خجل على أنفسنا هل قامت أي دولة عربية بتوزيع أي قناع من الأقنعة الواقية على أي فرد من أبنائها وهل أجرت أي دولة عربية أي مناورة أو أي تدريبات لحماية ووقاية أبناء الشعب من أي هجوم كيماوي محتمل . هل هناك أي ملاجىء محصنة بمرشحات لحمايتها من التلوث بل هل هناك أي ملاجىء  لتخزين الأغذية والمياه في حالة نشوب حرب  والجواب على كل هذه التساؤلات ... لا .. لا .. لا



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد