صحيفة السوسنة الأردنية

الجزء الرابع

  الجيش السوري :-

لقد شارك الجيش السوري في معركة ميسلون ضد الجيش الفرنسي وفي حرب 1948 ضد إسرائيل وفي حوادث الأمن الداخلي في الأردن عام 1970 وفي حرب 1973 ضد إسرائيل . كما تم تكليفه  بمهام حفظ الأمن والإستقرار في لبنان ضمن  قوات السلام العربية عام 1976 . وبتاريخ 2/2/1980  شهدت مدينة حماة أحداثا دامية حيث هاجمت القوات السورية  بقيادة رفعت الأسد بالأسلحة الثقيلة والدبابات أبناء حماة وتسببت في مقتل عشرين ألف وتشريد ما يزيد على  100 ألف  وتدمير الجزء القديم من حماة . كما شارك الجيش السوري في تحرير  بيروت عام 1982 وشارك في حرب الخليج الثانية عام 1991 ضد العراق من أجل تحرير الكويت .  ومنذ 6/3/2011  وحتى هذه اللحظة وهو منهمك في الحرب الأهلية الداخلية.

الجيش السوري المكون من 320 ألف فرد في الخدمة الفعلية  من القوات البرية والبحرية والجوية بالإضافة إلى ألأجهزة الأمنية والمخابرات السورية. هذا الجيش الذي يضم في جنباته ما يقارب من 400 صاروخ بعضها متطور صواريخ سكود / س يصل  مداها إلى أكثر من 500 كيلو متر وصواريخ سكود / د يصل مداها إلى أكثر من 700 كيلو متر  أي أن هذه الصواريخ  قادرة على الوصول إلى كل العمق الإستراتيجي في إسرائيل وتأتي أهمية هذه الصواريخ وخطورتها أنها قادرة للوصول إلى أهدافها في فترة زمنية قصيرة  بالإضافة إلى وجود مخزون كبير من الأسلحة الكيماوية منتشرة في أماكن مختلفة في سوريا  بالإضافة إلى توفر أعداد كبيرة من الدبابات  من نوع تي 80 وتي 70  كما يمتلك الحرس الجمهوري  دبابات حديثة من نوع تي 90. وبالرغم من تقادم الطائرات السورية المقاتلة إلا أنها تقود الكثير من العمليات الحربية في  تنفيذ مهام ضرب أماكن تواجد الجيش الحر ومختلف الميليشيات داخل سوريا.

بتاريخ 6/3/2011 قامت الأجهزة  الأمنية في مدينة درعا بإعتقال عدد من تلاميذ   المدارس  بعد أن قاموا برسم جمل وكتابات مناهضة للنظام الحاكم  على جدران المدارس   في محافظة درعا   تأثرا بموجة  الثورات العربية في تونس ومصر .
وبدأ اهل الطلبة بالتحرك من أجل إطلاق سراح أبنائهم   حيث توجه بعض الشيوخ وزعماء قبائل المنطقة  إلى محافظ درعا  وقدموا له عمائمهم   وهو تقليد متبع  كإشارة على مطلبهم  بإطلاق سراح أبنائهم . ولكن المحافظ  قام بطردهم  ولم يبال بمطالبهم مما أدى إلى قيام الآلاف  بالخروج في مظاهرات  تندد بالحكومة . وقد حاولت السلطات  المحلية  في درعا قمع المظاهرات  بالقوة مما أدى  إلى سقوط عدد من القتلى . وبتاريخ  18/3/2011 انطلقت  مظاهرات  كبيرة في مدينة درعا  ضمن فعاليات جمعة الغضب  شارك فيها  المئات احتجاجا  على الإعتقالات . وقد قابل رجال الأمن هذه المظاهرة  بإطلاق النار مما أدى إلى سقوط  أربعة قتلى  وعدد من الجرحى  وفي اليوم التالي  خرج الآلاف لتشييع قتلى الجمعة  واستمرت المظاهرات يوما بعد يوم   وتزايد عدد المتظاهرين على عشرة آلاف  متظاهر وامتدت المظاهرات إلى القرى المجاورة  جاسم ونوى والشيخ مسكين . وفي يوم الثلاثاء الموافق 22/3/2011 استمرت المظاهرات واعتصم بعضهم  في المسجد العمري  وقامت قوات الأمن بإقتحام المسجد فجر اليوم التالي في الساعة الواحدة والنصف  صباحا وإطلاق النار على المعتصمين  مما أدى إلى مقتل ستة مدنيين  . كما شهد اليوم ذاته هجوما مسلحا   من قبل مجهولين على سيارة إسعاف أدى إلى سقوط أربعة قتلى  من بينهم شرطي . وتفاقمت المظاهرات وتزايدت الأعداد حتى زادت على ثلاثين ألف متظاهر .

إن ما جرى في درعا  إنما هو صورة  لما جرى ويجري حاليا في كل المدن  والقرى والمدارس  والشوارع  والجوامع السورية الفرق الوحيد أنها تختلف في التسمية  وفي أعداد القتلى ليس من جانب المدنيين فحسب بل وفي الجانب العسكري أيضا أي أن الدم السني والشيعي أصبح مستباحا تحت شعار جمعة الكرامة  وجمعة الشهداء وجمعة الصمود وجمعة الإصرار  والجمعة العظيمة  وجمعة الغضب وجمعة التحدي .

ولقد تكالبت كل الدنيا على سوريا وانقسم العالم العربي على نفسه وتجلى الخلاف بين الولايات المتحدة وروسيا  وتم تهريب السلاح والمسلحين  وأصبحت كل سوريا مستباحة لكل أنواع السلاح ومختلف التنظيمات وإن ما يهمني هنا أن  عدد القتلى حتى الساعة قد تجاوز 125 ألف قتيل وبلغ عدد اللاجئين ما يقارب الثلاثة ملايين موزعين بين الأردن وتركيا ولبنان  وحتى هذه اللحظة لا يعلم أحد أعداد الجرحى والمصابين . ويعاني أكثر من عشرة ملايين سوري من انعدام الأمن ومن نقص في الغذاء والدواء ولا وجود لبارقة أمل في حل يوقف نزيف الدم الإنساني والتدمير للبنية التحية والإقتصادية ولا يستطيع أحد التكهن بالتكلفة المالية لهذا الدمار الشامل والمستنقع الذي يدفع ثمنه الإنسان السوري .
الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية :-

لو حاولنا اليوم التعرف على الخارطة السياسية والعسكرية للقوى المتصارعة فوق الساحة السورية لوجدنا  ما تعارف على تسميته بالإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية برئاسة السجين السياسي السابق أحمد الجربا الرئيس الحالي للإئتلاف . ولقد تشكل هذا الإئتلاف  في الدوحة في نوفمبر عام 2012 وتم انتخاب الداعية معاذ الخطيب إمام المسجد الأموي في دمشق سابقا أول رئيس للإئتلاف .  ويمثل أعضاء الإئتلاف كلا من المجلس الوطني السوري والهيئة العامة للثورة السورية  ولجان التنسيق المحلية والمجلس الثوري لعشائر  سوريا ورابطة العلماء السوريين واتحادات الكتاب والمنتدى السوري للأعمال وتيار مواطنة  وهيئة أمناء الثورة  وتحالف معاً والكتلة الوطنية الديمقراطية السورية والمكون التركماني  والمكون السرياني الأشوري  والمجلس الوطني الكردي والمنبر الديمقراطي  إضافة إلى بعض الشخصيات الوطنية  وممثل عن المنشقين السياسيين  وبتاريخ 12/11/2012  اعترفت دول مجلس التعاون الخليجي  بالإئتلاف كممثل شرعي للشعب السوري  كما اعترفت بعد بضع ساعات من نفس اليوم  دول جامعة الدول  العربية  " بإستثناء الجزائر والعراق ولبنان " بالإئتلاف كممثل شرعي للشعب السوري . ولقد تلقى الإئتلاف دعما من تركيا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا  وبتاريخ 19/3/2013 قام الإئتلاف  بإنتخاب غسان هيتو كرئيس للحكومة المؤقتة .  وبتاريخ 24/3/2013   أعلن معاذ الخطيب  تقديم استقالته من رئاسة الإئتلاف وبتاريخ 22 /4/2013 غادر منصبه  ليكلف نائبه جورج صبرا بمهام رئاسة الإئتلاف . حتى 6 يوليو 2013 حيث تم انتخاب أحمد الجربا رئيسا للإئتلاف

الجيش السوري الحر :-

هو قوة عسكرية أعلن عن تأسيسه  ضباط منشقون عن الجيش السوري بتاريخ 29//7/2011 تحت قيادة العقيد المنشق  رياض موسى الأسعد وبتاريخ  20/8/2012 تم الإعلان عن انشقاق  اللواء سليم إدريس عن الجيش السوري وفي شهر 12 عام 2012 تم  تعيينه رئيس هيئة أركان الجيش الحر . ويضم الجيش الحر  عددا من الكتائب  من ضمنها  كتيبة خالد ابن الوليد  في محافظة حمص و كتيبة القاشوش  في حماة  وكتيبة إبي الفداء في شمال  محافظة حماة   وكتيبة معاذ الركاض في مدينة دير الزور وكتيبة ألله أكبر في  مدينة البوكمال  وكتيبة حمزة الخطيب في جبل الزاوية  وكتيبة الأبابيل  في مدينة حلب   وكتيبة آل الهرموش   في معرة النعمان   وكتيبة معاوية  بن أبي سفيان  في العاصمة دمشق  وكتيبة أبو عبيدة  ابن الجراح في ريف دمشق   وكتيبة العمري في درعا   وكتيبة الشهيد  أحمد خلف في درعا   وكتيبة الرشيد  في الرقة وكتيبة جعفر بن أبي طالب في التل بالإضافة إلى الألوية التي تم الإعلان عن تشكيلها عام 2012  وهي لواء الإسلام  في دمشق وريفها   ولواء التوحيد في حلب  وريفها ولواء المجد في حماة وريفها  ولواء خالد ابن الوليد في حمص وريفها  ولواء الأحواز  في دير الزور   ولواء درع الشمال  في إدلب  وريفها  ولواء تحرير الجنوب في درعا وريفها .

جبهة النصرة لأهل الشام :-

وهي منظمة سلفية جهادية   تم تشكيلها في أواخر  عام 2011  وسرعان ما نمت قدراتها  لتصبح خلال اشهر  من أبرز قوى الثورة  وأقساها على جيش النظام  ولقد تبنت الجبهة  عدة هجمات انتحارية  في حلب ودمشق ولقد دعت الجبهة  في بيانها الأول   الذي أصدرته بتاريخ   24/1/2012  السوريين للجهاد وحمل السلاح  في وجه النظام السوري   وفي نهاية عام 2012 في شهر ديسمبر  قامت الحكومة  الأمريكية بتصنيف جبهة النصرة  بأنها  جماعة إرهابية  وأنها مرتبطة بتنظيم القاعدة في العراق . وبتاريخ 30 /5/ 2013 قرر مجلس الأمن  الدولي للأمم المتحدة  بالإجماع إضافة جبهة النصرة  لأهل الشام إلى قائمة العقوبات  للكيانات والأفراد التابعة لتنظيم القاعدة .   
حركة أحرار الشام الإسلامية :-
هي إحدى أكبر  الجبهات الإسلامية  المقاتلة في سوريا   حيث تنتشر مجموعاتها على أغلب  التراب السوري   وقاتلت كتائبها جنبا إلى جنب   مع الجيش الحر و جبهة النصرة ضد جيش النظام  السوري . لكن قوتها الضاربة  تتمركز في  محافظة إدلب ومحافظة حلب   حيث  برزت  قوتها في مواجهة جيش النظام في عدة مواقع   كتفتناز وجبل الزاوية  ومدينة حلب وسراقب  وأريحا   وبنش  وينضوي تحت جناحها  عدد كبير من الألوية   والكتائب  ومن أنشطها لواء الإيمان في حماة  ولواء التمكين  شمال إدلب   وكتيبة عباد الرحمن في أريحا  وكتيبة سارية الجبل  في جبل الزاوية  وكتيبة صلاح الدين   في حماة وكتيبة الشيماء في معردبسي وكتيبة التوحيد  والإيمان في معرة  النعمان   وكتيبة الفرقان في سراقب

وفد دخلت كتائب أحرار الشام في تحالف مع قوى ثورية أخرى تحت اسم جبهة ثوار سوريا وحسب بيان تأسيسها فهي إئتلاف عسكري يعمل على كافة الأرض السورية وهي نتاج تلاحم كتائب الثوار في سوريا   ضد الطغيان والإجرام 
الجبهة الإسلامية السورية :-

هي من أقوى وأكبر  الجبهات الإسلامية  المقاتلة  حيث تكونت من الفصائل العسكرية الإسلامية التي نشأت إبان الثورة السورية وهي نتاج إتحاد أقوى أربع فصائل إسلامية سورية هي كتائب أحرار الشام  وحركة الفجر الإسلامية وجماعة الطليعة الإسلامية  وكتائب الإيمان . ولقد أعلن المتحدث باسم الجبهة أبو عبد الرحمن الصوري أن الجماعة تتبع المذاهب السلفية  وأنها تخطط للإطاحة  بنظام الأسد وحلفائه  وتعمل بعدها على  تطبيق معاييرها  في تفسير الشريعة في البلاد . وتتكون الجبهة الإسلامية السورية من  أحد عشر لواء من بينها كتائب أحرار الشام  التي تعمل في جميع أنحاء سوريا   وحركة الفجر الإسلامية التي تعمل في مدينة حلب وضواحيها   وكتائب أنصار الشام في اللاذقية وضواحيها   ولواء الحق في حمص  وجيش التوحيد في دير الزور  وجماعة الطليعة الإسلامية  في المناطق الريفية من إدلب  وكتيبة مصعب بن عمير في المناطق الريفية من حلب  وكتيبة صقور  الإسلام وكتائب الإيمان المقاتلة  وسرايا المهام الخاصة  وكتيبة حمزة بن عبد المطلب  وهذه الجماعات الخمس تعمل في منطقة دمشق.
لواء صقور الشام :-

وهي إحدى الفصائل العسكرية التي نشأت إبان الثورة السورية  التي رفعت راية الجهاد وقاتلت جنبا إلى جنب  مع الجيش الحر  ضد الجيش السوري  ويبلغ تعداد اللواء 6 آلاف عنصر ينقسمون على 12 كتيبة بقيادة  أحمد الشيخ المعروف بأبي عيسى .  وتنشط عمليات هذا اللواء في  محافظة إدلب وجبل الزاوية

 وحدات حماية الشعب الكردي :-

 لا يعرف أحد بوجه الدقة عدد الأكراد في سوريا ولكنهم  يمثللون 15% من سكان سوريا أي لا يزيدون على مليوني نسمة . ولقد أسسوا عددا من الأحزاب السياسية في منتصف القرن الماضي وكان من أبرزها  الحزب الديمقراطي الكردستاني   والحزب الديمقراطي   اليساري الكردي  وكانت الأحزاب السياسية الكردية في بدايات التأسيس    تدعو إلى تحرير  وتوحيد  الأقاليم الكردية ولكنها  في النهاية رضخت إلى المطالبة  بالمساواة السياسية  والمطالبة بالحكم الذاتي على منطقة   تمتد من المالكية شرقا إلى أجزاء من حلب غربا  وتشمل  القامشلي وريفها وصولا  إلى الحسكة بالإضافة إلى عدد من المنافذ الحدودية  مع كل من العراق وتركيا .

ومنذ بداية الحرب الدائرة في سوريا تم الإعلان عن تشكيل وحدات حماية الشعب الكردي  وهو عبارة عن تنظيم مصغر  لجيش كردي شرعي  مهمته الدفاع عن الشعب الكردي وهم يقاتلون الجماعات الجهادية الراديكالية المسلحة  وأبرزها جبهة النصرة  ودولة العراق والشام  . وهم ليسو جناحا لحزب الإتحاد الديمقراطي في سوريا  وليسو أتباعا لحزب العمال الكردستاني 

ولقد وقعت المواجهات بين  الطرفين في المناطق الواقعة  شمال شرق سوريا وهي المنطقة الغنية بحقول النفط الكبرى  لا سيما في منطقة الرميلان والسويدية . ودخلت العشائر العربية المتواجدة بالقرب من تلك المناطق  على خط المواجهة   حيث شاركت قوات مؤلفة  من عشائر عربية تنتمي إلى " شمَر "  تنضوي تحت اسم " كتائب أحرار الجزيرة "  في العمليات القتالية  التي تدور في مثلث السويدية   القريب من حقول النفط السورية القريبة من الحدود العراقية بجانب  جبهة النصرة ودولة العراق الإسلامية.  ولقد  زادت حدة الإشتباكات بعد تعرض عضو الهيئة الكردية العليا عيسى حسو إلى الإغتيال نتيجة عبوة ناسفة وضعت في سيارته في القامشلي  ودعت وحدات حماية  الشعب الكردي إلى إعلان النفير العام  ودعوة كل من هو قادر على حمل السلاح  إلى الإنخراط في صفوفها  ولقد فرضت الوحدات الكردية سيطرتها على  مناطق تسكنها الأغلبية  الكردية في سوريا  كما سيطر المقاتلون الأكراد على المعبر الحدودي  الذي يربط منطقة رأس العين  شمال الحسكة  مع المعبر الحدودي  الذي يربط المدينة بتركيا .  ولقد اتهمتهم جبهة النصرة  ودولة العراق والشام بأن الأكراد يخططون إلى الإنفصال عن  سوريا والإستئثار بآبار النفط ولقد نفى المتحدث الرسمي  بإسم قوات  حماية الشعب الكردي  ريدور خليل هذه المزاعم
الشبيحة :-

مصطلح عامي في سوريا يطلق على الأفراد  الذين يستخدمون العنف  والتهديد  والقوة لخدمة شخص نافذ وذلك لإبتزاز وإرهاب الناس . ولقد بدأ  ظهور الشبيحة  عام 1975  بعد دخول   القوات السورية  إلى لبنان على يد رفعت الأسد  ولقد نمت هذه الظاهرة من مجرد أفراد مهربين  إلى عصابات مسلحة  وانتشرت   ظاهرة  التهريب على المدن الحدودية بين لبنان وسوريا  بشكل كبير  لتشمل الدخان والمخدرات والكحول والخمور والأسلحة  والسيارات  المهربة والمسروقة  وقطع الغيار  والأجهزة الكهربائية  لا سيما التلفزيونات والسجاد  وكل ما يمكن بيعه في سوريا   وامتد التهريب  بين سوريا وقبرص  ولبنان  وتركيا  واتخذوا موانىء طبيعية على الساحل لتكون مراكز التحميل  والتفريغ وإعادة التصدير  وأحيانا يستخدمون الموانىء الرسمية  تحت ستار ودعم النظام السوري .
وتدعي المجموعات المعارضة للنظام  بعد بدئها بمشروع إسقاط النظام  أنه مصطلح  يطلق على مجموعة من القوات المسلحة  غير النظامية  والتي قام بتشكيلها  نمير الأسد . وهي عبارة عن عصابات مرتزقة  تم الدفع لها من  قبل النظام  لمساعدة  جيش النظام  في قمع الثورة السورية  والجيش الحر  

لواء أبو فضل العباس :-

هو عبارة  عن مجموعة من المقاتلين الشيعة  العراقيين في الغالب  الذي يخضعون  لتنظيم ودعم " قوة القدس " وهو فرع نخبوي تابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني مهمته الأساسية  المعلن عنها  الدفاع عن مزار  السيدة زينب ومرقد  السيدة رقية في جنوب دمشق   ورغم صغر حجم لواء أبو فضل العباس  إلا أنه يستطيع  إحداث تأثير استراتيجي  على مسار الحرب  وبشكل أوسع نطاقا . حيث أن زيادة عدده   يمثل تحولا خطيرا في المنطقة لا سيما إذا قررت طهران تشكيل فيلق عسكري شيعي عبر الحدود  تستطيع استخدامه لدعم حلفائها داخل وخارج سوريا.

 وفي تقرير  الخبير المستقل المختص بعمليات لواء أبو الفضل العباس الأستاذ فيليب سميث  يتراوح عدد  المقاتلين الشيعة العراقيين في هذا اللواء  بين 800 إلى 2000 مقاتل وينتمي  هؤلاء المقاتلون  إلى ثلاث مجموعات   ألأولى  مجموعة عصائب أهل الحق والذي يتراوح قوامها  بين 2000 إلى 3000 آلاف مقاتل   وكانت قد انشقت  عن حركة مقتدى الصدر  عام 2006  بدعم من قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني   أما المجموعة الثانية فتنتمي  إلى كتائب حزب الله وهم نخبة قوامها  400 مقاتل  من المقاتلين الشيعة المتمرسين   والذين يقدمون تقاريرهم ويتلقون أوامرهم مباشرة من  من " قوة القدس "   . أما  المجموعة الثالثة  فهي " كتائب سيد الشهداء " وهي قوة قوامها  200 رجل يقودها أبو مصطفى الشيباني  ( حميد شيباني) وهو شيعي عراقي  عمل تحت قيادة  " قوة القدس "  منذ أواخر الثمانينات . وتشير التقارير  أيضا إلى وجود  شيعة عراقيين  من منظمة بدر ولواء اليوم الموعود  ويبدو أن لواء أبو فضل العباس قد استوعب نسبة كبيرة من الكوادر القتالية المتشددة والمدعومة من إيران  والتي ضايقت الجيش الأمريكي في العراق. ويتم تدريب كوادر اللواء  في إيران ولبنان . ولقد بدأ  المتطوعون العراقيون بالوصول  إلى سوريا منذ ربيع عام 2012  وأصبح وجودهم أكثر وضوحا  بشكل تدريجي  وقد دخل  بعضهم البلاد   عن طريق مطار دمشق الدولي  على متن طائرات الرحلات الجوية الإيرانية  ودخل آخرون برا من العراق عن طريق  حافلات أو شاحنات تجارية .

حزب الله :-

حزب الله أو المقاومة الإسلامية في لبنان هو تنظيم سياسي عسكري متواجد على ساحة لبنان السياسية والعسكرية  على مدى أكثر من عشرين عاما . وقد اكتسب  وجوده عن طريق المقاومة  العسكرية للوجود الإسرائيلي خاصة  بعد اجتياح بيروت  عام 1982  وكلل الحزب  عمله السياسي والعسكري   بإجبار الجيش الإسرائيلي على الإنسحاب  من الجنوب اللبناني في شهر أيار من عام 2000  وتصدى له في حرب تموز  2006  التي امتدت طوال 34 يوما من القتال الشرس تكبدت خلاله  إسرائيل خسائر  اعتبرت إخفاقا خطيرا في قدرتها العسكرية . ونحن هنا لسنا في مجال تأريخ حزب الله لأن اهتمامنا ينصب في تأكيد وجود حزب الله في سوريا ومشاركة مقاتليه في الدفاع عن النظام السوري حيث تجلت هذه المشاركة  من خلال معركة القصير  وهي المعركة العسكرية بين الجيش السوري النظامي وحزب الله من جهة  وقوات المعارضة السورية  أهمها الجيش السوري الحر وجبهة النصرة  من جهة أخرى واستمرت 18 يوما وانتهت بسيطرة  الجيش السوري على المدينة وتكتسب هذه المعركة أهميتها الإستراتيجية لأنها سمحت بربط حمص بدمشق  وربط قوات الجيش السوري بساحل البحر الأبيض المتوسط وبالذات ميناء طرطوس  أما بالنسبة إلى حزب الله  فهي تضمن لهم تواصل الإمدادات الرئيسية بين لبنان وسوريا  وتضمن حماية كوادر حزب الله  من هجمات المعارضة السورية.

هناك العشرات من  المجموعات التي لا نعرف شيئا عنها وهناك جماعات سرية ترتبط بأجهزة مخابرات وأجهزة استخبارات عسكرية للعديد من الدول والتي تنفذ مهام وواجبات  وتعليمات لإستمرار أتون الحرب الأهلية وإذكائها  والخاسر الوحيد هو سوريا وشعبها العربي المسلم .

  وفي صبيحة يوم الأربعاء الموافق 21/8/2013 استيقظ العالم بأسره على أصداء جريمة بشعة يندى لها الجبين وتتنكر منها كل الأديان وتقشعر لها الأبدان حيث تعرضت مناطق غوطتي ريف دمشق الشرقية والغربية إلى  قصف بصواريخ محملة بالسلاح الكيماوي المحرم وراح ضحية هذا القصف الهمجي الكافر  ما يزيد على ألف طفل وإمرأة كلهم من المدنيين وستظل هذه المجزرة وصمة عار في جباه السوريين والأمة العربية والإسلامية .

لا شك بأن الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وإسرائيل والتي تقوم أقمارها الصناعية بمسح المنطقة العربية  بمعدل مرة واحدة كل ساعة تستطيع هذه الأقمار التعرف على مصدر هذه الصواريخ التي تم من خلالها إطلاق  الأسلحة الكيماوية كما أنها قادرة على التعرف على مصدر هذا السلاح والجهة المصنعة له وهناك جرد كامل للأسلحة الكيماوية ومعلومات كافية عن نوعيتها  وسنة تصنيعها وكمياتها وهذه المعلومات موجودة لدى الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية  كما أن إسرائيل بالذات تراقب كل مخازن الأسلحة الكيماوية في سوريا على مدار 24 ساعة بالإضافة إلى مراقبة كافة مرابض الصواريخ السورية وقادرة على تشويش كافة وسائل التكنولوجيا المتعلقة بإطلاق الصواريخ السورية .

بتاريخ 24/8/2013 إجتمع الرئيس الأمريكي أوباما  في واشنطن مع طاقم الأمن القومي  لبحث التقارير وتقييم الموقف  حول قيام النظام السوري بإستخدام  ألأسلحة الكيماوية  في الهجوم على غوطة دمشق ( هناك إصرار مسبق على أن النظام السوري هو الذي قام بإستخدام الأسلحة الكيماوية ) وأشار الناطق أن هناك عدة خيارات دون الإشارة إلى أي منها .  علما بان بعض المسؤولين قد أشاروا إلى إمكانية اللجوء إلى عمل عسكري ولقد أشارت صحيفة نيويورك تايمز  أن أحد الخيارات المطروحة  للرد على استخدام الأسلحة الكيماوية  هو العمل وفق نموذج العملية الحربية التي شنتها في حينه  قوات حلف الأطلسي في إقليم كوسوفو .

وبتاريخ 26/8/2013 تم الإعلان عن عقد  إجتماع مغلق ضم قادة جيوش ورؤساء أركان 10 دول عربية وأوروبية  وأمريكية في العاصمة الأردنية  من أجل بحث  سيناريو توجيه ضربة عسكرية لأهداف استراتيجية للنظام السوري  ولقد ضم الإجتماع  رؤساء أركان جيوش الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا  وإيطاليا وتركيا والسعودية وقطر إضافة إلى الأردن . ويعتبر هذا الإجتماع هو أكبر تصعيد للمواجهة مع النظام الحاكم في سوريا ومع نظام إيران الداعم لسوريا  وقد سبقه زيادة أعداد في القطاعات والسفن الحربية لكل من الولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأبيض المتوسط  ولقد تزامن مع هذا الإجتماع إعلان وزير الخارجية الروسي  لافيروف  أن روسيا لن تدخل في حرب مع أحد في سوريا  وردد أن أي تدخل عسكري في سوريا دون أخذ تفويض من الأمم المتحدة  يعتبر إنتهاكا خطيرا للقانون الدولي . والتساؤل المطروح الآن هل تم إتخاذ قرار من أجل التدخل العسكري في سوريا وهل قام المجتمعون  بتأجيل مثل هذا القرار حتى صدور قرار مفتشي الأمم المتحدة بشأن الأسلحة الكيماوية وتحميل المسؤولية إلى جهة معينة . ما هو موقف المجتمعين من مختلف  الجماعات الإسلامية  المتشددة الموجودة في سوريا  ما هو موقف إيران في حال وقوع أي هجوم مسلح وما هو رد فعل حزب الله . هل تغير موقف النظام الأردني تجاه سوريا وما هو تأثير  شن أي هجوم مسلح ضد سوريا  على النظام الملكي في الأردن .