هل يتكرر سيناريو العراق في سوريا ومصر؟

mainThumb

16-09-2013 12:29 PM

بعد كل هذا القتل وبعد كل ما لحق سوريا من دمار نتيجة لاستخدام نظامها المستبد كل ما لديه من ترسانة اسلحة كان يطلق عليها المخزون الاستراتيجي وسلاح الردع واذا به يحوله الى سلاح سحق وقتل ودمار ليس للعدو الاسرائيلي الوهمي وانما لشعبه السوري, فانهال على رؤوسهم من السماء والارض ليسحقهم ويدمر بيوتهم ويشردهم من ديارهم في مجازر تقشعر لها الابدان و تستنكرها كل الديانات السماوية ,ان اسوأ ما في مجازر هذا النظام هو استخدامه للسلاح الكيماوي والغازات السامة المحرمة شرعا وخلقا ودينا التي كان اخر فصولها في كل من الغوطة الشرقية والغربية , هذا السلاح الذي كان يطلق عليه هذا النظام يوما سلاح الردع والتوازن مع العدو الاسرائيلي و اذا به يستخدمه ضد مدنيين مساليمين من شعبه ليس للمرة الاولى رغم الخطوط الحمراء لاوباما الرئيس الامريكي والتي اخترقها هذه المرة بشكل فاضح ومجلجل لما فيها من مشاهد مؤلمة للضحايا من الاطفال والشيوخ والنساء, وبعد التأكد من انه هو المستخدم لمثل هذا السلاح من قبل المصادر الاستخبارية الامريكية والاوروبية  سواء من خلال العينات التي جمعت من الضحايا او عبر الاقمار الصناعية , جاء الرد سريعا هذه المرة من امريكا وحلفائها الغرب بريطانيا وفرنسا ان الجرة لن تسلم في هذه المرة و لا بد من عقاب وتاديب لهذا النظام الذي لم يعترف لا بعهود و لا مواثيق ولا التزمات واصبحت مصداقية الامريكان  ورئيسهم بالذات على المحك, من هنا بدأ التحرك الامريكي سريعا عبر وزير خارجيتها كيري بجمع الدعم والتاييد العالمي ووقع الحليف الروسي بورطة لا حول ولا قوة له بها , حتى وصل الامر بوزير خارجيته ليعلنها  صراحة انه لن يدخل في حرب من اجل عيون النظام السوري وكل ما يمكنه فعله هو الدعم الغير مباشر.

كان من المفروض ان تتم الضربة قبل اكثر من اسبوعين تقريبا , لكن كلنا نعلم ان دولة مثل الولايات المتحدة لا تقدم على شيء غير محسوب بدقة من حيث التكلفة المالية والسياسية وهي تدرك التداخل المعقد في الازمة السورية فهناك سفن روسية في طرطوس وفي البحر الابيض المتوسط وهي تحسب كل الحسابات لاي خطأ قد يحدث في هذه الضربة , والاهم من كل هذا هو جبن هذا النظام والذي سيوزع هذه الاسلحة في المدن بين المدنيين ويستخدمهم كدروع بشرية , ثم ما بعد هذه الضربة والتي قد تؤدي الى الانهيار السريع لهذا النظام واحتمال انتقال مثل هذه الاسلحة التدميرية الى ايدي حزب الله وبعض الجماعات الجهادية اضف الى كل هذه الاسباب هو مدى تاثيرها على حلفائها في المنطقة واستخدامه لهذا السلاح لمهاجمتها وبالذات اسرائيل مما قد يوؤدي الى تعميم الحرب ,من هنا لا بد من التروي واخذ الوقت اللازم لتحديد المواقع العسكرية المستهدفة بدقة لتدميرها دون اية خسائر والافضل ان تم هذا بضربة من الامم المتحدة كما حصل في العراق و توفير صوراريخ توما هوك وكروز لتدمير ما تبقى من اسلحة استراتيجية ثم تقوية وتهيئة البدائل للنظام واهمها الجيش الحر الذي يجري اعداد كوادره بسرعة والتي ربما لم تستكمل بعد.

ان التهديدات والتلويح بالعصى بقرب الضربة قد احدث ردة فعل مباشرة عند النظام حيث سارع في الموافقة على لسان وزير خارجيته بجمع اسلحته ووضعها تحت المراقبة الدولية ومن ثم نقلها وتدميرها, ومغفل من يظن ان ما حدث جاء لوقف العدوان على سوريا وانه مراوغة من النظام وحلفائه لكسب الوقت فلولا هذا التهديد وادراك النظام السوري وحلفائه بجدية القرار هذه المرة لما ارغم على مثل هذا القرار الصعب, فلو رجعنا الى الوراء لعرفنا ان ما كان يهم الامريكان والغرب واسرائيل هذه الاسلحة واذا ما جرد منها النظام فهو سيخسر مخالبه ويصبح اسد اليفا يسهل اصطياده , فصواريخه وطائراته سهل ندميرها ودون اية خسائر عكس مثل هذا السلاح الفتاك لما له من تاثيرات على المدى البعيد , ان الذين يتشدقون بان النظام سيرواغ وسيحاول اخفاء بعض منها , نقول لهم, انتظروا لترو انه حتى لو سلم كل مخزونة من هذه الاسلحة فلن تتركه لا امريكا ولا اروبا وهي التي ستلفق له التهم للانقضاض عليه لكن بعد ان يغرسوا كل الجواسيس عبر المنظمات الدولية المخترقة لمعرفة كل زقاق في سوريا ومباطن القوة للجيش السوري ومواقع صواريخه واية اسلحة تدميرية يخفيها وما حصل في العراق ليس ببعيد.

ان طرح الروس لمبادرتهم هذه جاء في الوقت المناسب ليريح الرئيس الامريكي من ورطته وان يعطيه البديل لتدمير هذه الترسانة من السلاح الكيماوي دون ان يطلق طلقة وان يقلم مخالب النظام استعدادا للانقضاض عليه دون ادنى قلق او خسائر ,ان هذه المبادرة يشتم منها رائخة اتفاق من تحت الطاولة, فالروس باتوا يدركون  جيدا ان هذا النظام استنفذ كل ما عنده وبدى يترنح رغم كل الدعم والمساعدة له لسنتان وان امريكا وحلفائها الغرب والعرب واهمهم اسرائيل لن يتركوه ابدا وهذا ما بدى واضحا قبل المبادرة الروسية ,خاصة بعد ان يضمنوا تدمير اهم سلاح يؤرقهم وهو السلاح الكيماوي ,ان روسيا كما يبدوا انها قضبت ثمن راس بشار في اخر زيارة لوزير الدفاع السعودي ذاك الاسمر الثعلب , ان تسليم النظام لاسلحته الاستراتيجية هي اكبر هزيمة وتعد خيانة عظمى لانه لو كان حرا لتنازل عن حكمه الف مرة قبل التفكير بالموافقة على مثل هذه الخطوة , انه بهذه الطريقة ليس فقط دمر مخزونه من السلاح  الاستراتيجي الرادع لاسرائيل بل هو اعتراف بامتلاكه وكذلك استخدامه وهنا تكمن المصيبة له لانه في هذه الحالة سيسهل ملاحقة كل رموزة وعلى راسهم بشار واخاه, ونقول لهؤلاء انتظروا الفرج قريبا  في المحاكم الدولية وهذا لن يستغرق طويلا, ان الاقتراح الروسي قد فضحته زلة لسان كيري حول هذه الطبخة و ثبت انه لم يكن مطلقا روسيا وانما هو خلطة اعدت في قمة العشرين وقبلها للتخلص التدريجي من هذا النظام ولف حبل المشنقة حول عنقه ولكن هذه المرة للاسف جاء بيده ويد حليفه .

اخيرا نقول ان الرابح للاسف في كل ما يجري هو اسرائيل والخاسر الاكبر هم العرب , فالكل يتامر عليهم وهم نفسهم يتامرون على انفسهم , ان الهدف الرئيس الوضح للقاصي والداني  لكل هذه الفتن في الدول العربية تحت ما يسمى الربيع العربي هو التخلص من كل الجيوش العربية وجيوب المقاومة المتبقية في المنطقة  والتي يمكن ان تقف في وجه اسرائيل , ثم بث الفتن الطائفية واشعال حروب اهلية في هذه الدول , العراق تم تدمير جيشه تماما وما يحصل الان فيه هي حرب طائفية نتنة لا نعرف متى ينتبه لها اهل العراق والمسلمين , ليبيا تم التخلص من كل اسلحتها وتوزيعها على ايدي عصابات اجرامية وانظروا ما يحصل فيها من حروب عصابات كل تريد جزء منها لتحكمه , و تاملوا ما يحصل في سوريا , فثورة اطفال سوريا للاسف انتهت و تم ركوبها وتحويل مسارها الى ما الت اليه الان من خلال مخطط اجرامي ادى الى جر الجيش السوري لمحاربة المعارضة لتدميرة بسبب تحكم فرد ومن اجل بقاء هذا الفرد في الحكم ثم استقطبت الجماعات المسلحة بشتى انواعها واهمها القاعدة  باسم الجهاد وبتمويل عربي اسلامي, ثم جر حزب الله الى الساحة السورية باسم الطائفية وحماية الاماكن المقدسة من هذه الجماعات التكفيرية بدعم وتمويل ايراني,ان كل هذا التناحر والتقاتل في الساحة السورية يتم برعاية امريكية اسرائيلية وتمويل عربي اسلامي للاسف يدفع ثمنه الان الشعب السوري ولاحقا كل الشعوب العربية والاسلامية في المنطقة ومسكين من يظن غير ذلك من زعماء الدول العربية والاسلامية, من هنا نقول لكل المتناحرين في الساحة السورية "الأخوة الاعداء"  انتبهوا لما يجري في جنيف بين كيري ولافروف, انه نقاش حول افضل الطرق لاستمرار نزيفكم من اجل تصفيتكم ليس الا, ليس من مصلحة هؤلاء انتهاء مثل هذه الفتن ولا الحروب , فالقاعدة والاسلام المتشدد هما عدوان رئيسيان لامريكا وروسيا والغرب, اما اسرائيل فبالاضافة الى كل هذه الجماعات وحزب الله وحماس  الجيوش العربية القوية امثال السوري والمصري لانهما اشد خطورة من هذه الجماعات على كيانها لذلك ما يحصل في سوريا الان قد يحصل في مصر ونذكركم بما حصل في العراق ولا تنسوه بدا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد