لو ركبنا الحمير سيرفعون ثمن الشّعير

mainThumb

29-09-2013 03:56 PM

تلك هي سياسة هذه الحكومة التي قصر نظرها إلى حدود جيوب الفقراء فقط؛ حتى أصبح المواطن يتابع كلّ يوم نشرة الرّفع الحكوميّة التي تداهمنا كلّ صباح. وقصر إدراك الخبراء الماليين والاقتصاديين إلى هذا الضّرع الذي جفّ بعد عصره كلّ يوم دون هوادة.

ما السلعة القادمة التي ستبتدعون لها اسمًا في عملية الرّفع في ذهنكم، حتى البناطيل وما يستر عوراتنا( شلحتونا) إياها. وبعد رفع رسوم التسجيل وتوابعها للسيارات سنضطر غير مخيّرين لركوب الحمير والجحاش ، مع قناعتنا التّامة أنكم ستفرضون حينها رسوما على الشعير، وضرائب مبيعات على البردعة والخُرْج، وسيُرفع الدّعم عن الخيش والقشّ، بحيث يتمّ التضييق على المواطن في كلّ سبيل يبتكرها في محاولاته البائسة واليائسة للهروب أو التّخفيف من آثار الرّفع الذي لا تعرف الحكومة بديلًا عنه.

الحكومة مصرّة على استعداء المواطن وإيصاله إلى حدّ الفلتان والفوضى والدّمار والخراب؛ أيتها الحكومة غير الرّشيدة: الجوع كافر، والغبن كافر، والإحباط كافر، وملاحقة المواطن في قرشه وملبسه وخبزه ومائه كافر كافر كافر. هذه الحكومة بيتت النية منذ زمن على الدّفع بالمواطن إلى حافة( الطّور) والمواطن صابر على الأذى والقذى مقابل الدّمار والدّماء التي ستسيل كما سالت في دول الجوار وغير الجوار، وما السودان بآخرها. لا نعرف ماهي المدرسة التي توصلكم إلى أخذ العبر والدروس منها؛ إن كانت مدارس سوريا وليبيا وغيرهما لا ( تقطع) بكم ولا تعلمكم، فعلى الدنيا السلام.

أيتها الحكومة- هداك المولى تعالى- إن خرجت الدّهماء إلى الشّوارع فدماؤها في رقابكم، وإن تزلزلت أركان البلد الذي نقدسه ونقدس ترابه، فزلزلته في رقابكم، وإن تطاول المتطاولون على النظام الهاشمي فأنتم السبب في ذلك لا غيركم. لا تطلبوا الحكمة والرّوية وتحكيم العقل من الدّهماء إن خرجت إلى الشّارع، فالذي أخرجها حقيقة هي قرارتكم وقصور رأيكم في العلاج والبحث عن البدائل غير جيب المواطن الذي أفقدتموه الجيب... والبنطال والقميص أيضا.

أيتها الحكومة، اعلمي علم اليقين، أنّ الجياع والمقهورين والمحبطين لا يبنون مجتمعا سليما معافى؛ فالجائع قد يسرق، والمقهور قد يعتدي على الآخرين، والمُحبط قد ينزوي في ركن مهمل، ولن يخرج من هذه الفئة وما شاكلها خير للبلد. إنكم توسّعون هذه الدّائرة يوما بعد يوم لتشمل من ما زال متردّدًا، لتشمل من يصبّر نفسه ويتجلّد فيخرج عن طوره. إنكم تدفعون بالبلد ومواطنيه ونظام الحكم فيه إلى الهاوية، فقفوا عند هذا الحدّ الذي صنعتموه حدّ سيف مسلّط على رقاب البلاد والعباد.

أيتها الحكومة غير الرّشيدة، التي نتمنى لها الرّشد والبعد عن الغيّ؛ نحن الأردنيين لسنا قطريين ولا سعوديين ولا من أهل الخليج، لسنا من النرويج ولا من السّويد، فأتخن واحد فينا راكب كيا سيفيا بقرض من بنك؛ إنّنا من وقّاص والقطرانة، نحن من سمّوع وبلعما، هؤلاء من الطّرّة وعمراوة، وأولئك من الطفيلة والقويرة وصبحا وصبحية. فعودوا إلى رشدكم هدانا وإياكم الله تعالى لما فيه خير هذا الأردن المرابط على الجمر وضيم أولي القربى.

أيتها الحكومة؛ ليحمي الله تعالى هذا البلد موئلا لكل هارب وفار ولاجئ ونازح من الظلم والجور.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد