هل قلب الرئيس الايراني الطاولة على رأس الجميع

mainThumb

06-10-2013 01:27 PM

ان اي متابع للاحداث على الساحة السورية والتي وصلت للضربة العسكرية التاديبية للنظام فيها وانتهت الى تفكيك اسلحتة الكيماوية التي طالما تغنى بها لردع اسرائيل واذا به يردع شعبه, و ما حصل اخيرا على ساحة الامم المتحدة من غزل وتقارب امريكي ايراني وصل الى التخابر ما بين اوباما وروحاني بعد كل العراقيل التي وضعت امام التقاء الشخصين وجه لوجه "حتى بان المستخبي" كما يقولون و ظهرت حقيقة ما كان يدور في الكواليس من وراء الظهور والذي اثمر عن هذه المخابرة التلفونية التي توجت في لقاء وزيري خارجية البلدين, هذا التقارب وان اثار حفيظة اسرئيل حليف الامريكان الاول في المنطقة الا ان الخوف الاكبر هو ان يدفع ثمن هذا التقارب بالدرجة الاولى دول الخليج العربي و من ثم كل الدول العربية التي راهنت على هذا الحليف الاستراتيجي والذي باع واشترى بها حسب ما تقتضيه المصلحة الامريكية ومن ورائها الاروبية والاسرائيلية , واالعجيب في الامر ان ايران تربح المعركة للمرة الثانية فالاولى كانت في العراق عندما دمرنا العراق بايدينا وفتحنا البوابة  الشرقية للامة العربية امام الاطماع الايرانية, ورحمك الله يا سيدي الحسين فلقد صدقت في هذه التسمية فما ان انهارت هذه البوابة حتى سيطر الايرانيون عن طريق الطائفية المقيتة على مراكز القرار في العراق وسرعان ما وصلوا من خلال الدعم السخي وتدفق المال والسلاح الى سوريا ولبنان واليمن والبحرين مستغلين الغفلة العربية والتناحر والتنافس بين زعمائها ولا زال الباب مفتوحا امامها, ان ولاية الفقيه في ايران و من خلال انتخابات سمتها ديموقراطية ولو شكليا افرزت الرئيس روحاني ذو الخلفية الغربية والمحسوب على الاصلاحيين دون المس بالركائز الاساسية لطريقة الحكم فيها وبهذا ضربت عصفورين بحجر الاول نفست فيه الاحتقان الداخلي بعد احداث الانتخابات السابقة وقطعت الطريق امام الامريكان وحلفاءهم في المنطقة من استغلال هذه المشكلة والثاني والاهم هو الايحاء بان هناك تغيير جوهري من التشدد الذي مثله نجاد الى الانفتاح والاصلاح الذي يمثله روحاني الذي بدأ وبنجاح في ادارة المعركة حول ملفها النووي مع الغرب ,هذا ما تجلى في اول ظهور لهذا الرجل في الامم المتحدة في اول زيارة له خارج بلده والتي فيها استطاع توظيف خلفيته العلمية الغربية والاصلاحية المعتدلة ومهاراته الخطابية والاعلامية و قدراته النووية والعسكرية والمواقف الروسية والصينية الداعمة اضف الى كل هذا المعركة في الساحة السورية والبلبلة في الساحة المصرية والتنوسية والليبية لكسب هذه المعركة بديبلوماسية ناعمة لم يكن امام الامريكان والاروبيين الا القبول بها لانها حبل النجاة للبطة العرجاء  الرئيس اوباما المتترنح والمتردد واالضعيف في كل قراراته التي اتخذها حتى الان.

ان هذا الاتفاق الامريكي الايراني والانفتاح المفاجيء بينهما وضع العديد من حلفاء امريكا في المنطقة في موقف حرج وفي غاية الصعوبة خاصة اذا ما عرفنا الى اي مدى وصلت مواقف هذه الدول من عداء للنظام الايراني فمن اتهامه في اكثر من مناسبة في التدخل بشؤنها الداخلية من خلال تحريض الاقليات الشيعية فيها و رفض هذه الدول لمشروعه النووي  والتحريض المباشر والغير المباشر ضده ووصل الامر لدرجة المباركة في ضربه اضف الى كل هذا التحشيد الطائفي ضده من خلال القوة الضاربة الاعلامية لهذه الدول حتى وصل هذا العداء الى التصادم المسلح المباشر في الساحة السورية واللبنانية والعراقية والبحرانية واليمينة, ياتي هذا الاتفاق ضاربا بعرض الحائط كل مصالح ومخاوف هذه الدول كطعنة في ظهرها من حليف استراتيجي راهنت عليه كثيرا وها هو يخيب امالها لمجرد ان روحاني ابدى الليونة حول مشروعه النووي في الامم المتحدة من انه لن يكون الا سلميا وانه ضد امتلاك السلاح النووي وانه مستعد لابرام الاتفاق حوله في اقل من ستة شهور , كل هذا من اجل طمأنة الامريكان والغرب و من بعدهم اسرائيل حيث داعب مشاعرها بشحبه وانتقاده وبصراحة بل وتعاطفه معهم بما سمي بالمحرقة النازية لاول مرة كرئيس ايراني لكن الشيء الذي غاب عنه ان تصريحاته و مواقفة هذه في الامم المتحدة تتناقض مع كل ما تقوم به ايران الان وما قامت به في السابق من تدخلات سافرة في الشؤون الداخلية للعديد من الدول العربية خاصة  دول الخليج العربي فاحتلالها لجزر الامارتية العربية الثلات الاستراتيجية الغنية بالغاز والنفط لا زال قائما وتدخلها في العراق من خلال ميلشياتها الشيعية التي تقوم بالتنكيل والتهجير الطائفي و سيطرتها على مصادر القرار فيه لا زال مستمرا, اضف الى ذلك دعمها لميلشيات الحوثيين في اليمن ودعمها لتمرد الطائفة الشيعية في البحرين والسعودية وتدخلها العسكري في الساحة السورية من خلال ميلشيات حزب الله و لواء القدس و فضل العباس. والسؤال هنا هل السيد روحاني قادر كبح شهية ولاية الفقيه الطائفية في المنطقة وطمأنة جيرانه واخوانه المسلمين في ظل هذه الولاية؟

اخيرا نقول ان درس نييورك بالتاكيد كان قاسيا على العديد من الدول العربية والتي وثقت بواشنطن بل ووضعت كل بيضها في سلتها وها هي قد حطمته في الازمة السورية والايرانية حيث التراجع باتا واضحا وان كل ما اتخذ من قرارات قد تم لحسها من قبل القيادة الامريكية بشأن هاتان الازمتان واصبح جليا ان امريكا تضع امام عينها المصلحة الامريكية بالدرجة الاولى ثم امن ومصلحة الكيان الاسرائيلي بالدرجة الثانية هذا ان لم تكن الاولى, من هنا باتا لزاما على الدول العربية الحليفة لها مراجعة كل  حساباتها من جديد وان تجمعا صفوفها وان يكون لهما قاسما مشتركا مما يجري في المنطقة فلا يعقل ان تختلف في مصر وتتوحد في سوريا؟ ولا يعقل ان كل طرف من هذه الدول تدعم جهة اسلامية معينة؟ , ان ارادت هذه الدول ان يتم احترامها من امريكا والغرب كما يحصل مع ايران عليها ان تستخدم قوتها وان توحد رؤاها وان تقوم بجمع الفصائل الاسلامية لا ان تفرقها شيعا و تؤجج الصراعات بينها لانه بالتاكيد ستكون الخاسرة في المستقبل وسيرتد هذا السلاح الى داخل هذه الدول خاصة بعد هذا الغزل الايراني الامريكي الاروبي, على هذه الدول ان تدرك ان حسابتها السابقة فشلت وان ايران ومعسكرها ربح هذه الجولة بسبب بسيط ان حلف ما سمي بالمقاومة اكثر تماسكا وترابطا من الحلف الاخر الذي يقاوم المشروع الايراني في المنطقة ولان حليفيه الاستراتيجيان الصيني والروسي اكثر صدقا وحزما, بات لازاما على  الدول التي تقاوم وتقف بوجه المشروع الايراني في المنطقة وان تلعب باوراق ليست امريكية او غربية , عليها ان تفتح اللعب كما يقولون على المكشوف وان تنفك من الولاء المطلق لامريكا والغرب وان تقدم مصالحها على كل هذه الالتزامات من هنا على الجميع ان يتيقظ  وان ينبذوا الخلالفات الجانبية ويوحدوا اهل السنة ولا يفرقوهم تحت مسميات اخوان وسلفية وان يضعوا ايديهم بيد تركيا ويركزوا جهودهم نحوا ايقاف مشروع الهلال الشيعي بشتى السبل وان يتيقظوا ويدعموا الاردن بالذات لانه الحزام الواقي الباقي لهم واخر حصن من الشمال أما هؤلاء المخدوعين بالعسل الايراني في الاردن عليهم ان يكفوا عن بث دعايتهم له ولمشاريعه والتحريض ضد دول الخليج العربي لان الثمن سيكون كبير وخاصة اننا مطوقين بجزام من الشرق والشمال بشكل جيد , نقول لهؤلاء ان ارادوا العسل الايراني فهو موجود في طهران وجنوب لبنان والعراق فعليهم ان يرحلوا الى هناك بدل انتظاره لانه غير مرغوب على الاطلاق من كافة شرائح الاردنيين وعلى راسهم قيادتهم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد