صحيفة السوسنة الأردنية

في هذا اليوم العظيم يقف الحجاج رجالا ونساء كباراً وصغاراً على صعيد عرفات محرمين ملبين خاشعين ذاكرين الله تعالى راغبين في رحمة الله تعالى وعفوه ومغفرته ورضوانه عليهم ومطلبهم واحد وهدفهم واحد يتطلعون لنيل العفو والمغفرة ينتظرون قوله تعالى لملائكته «أشهدكم بأني قد غفرت لهم»، وما أجملها من هدية وما أعظمها من مكرمة ملكية عظيمة وثمينة الكل في حاجة لهذه الهدية وهي الجنة التي عرضها كعرض السموات والأرض أعدت للمتقين، وفي يوم عرفة يتجنب الحجاج المدافعة والمشاتمة والغيبة والنميمة والقيل والقال والمشاجرة وافتراش الطرقات وصعود جبل عرفات والانشغال بما لا يفيد وخاصة النظرة الحرام وإضاعة الأوقات في اللعب واللهو والعبث، ويحرص الحجاج في يوم عرفة على الذكر والدعاء والتلبية وقراءة القرآن الكريم والإكثار من العمل الصالح لأن هذا اليوم العظيم وصفه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه أفضل أيام العام على وجه الإطلاق، وفي يوم عرفة يحرص الحاج على حضور مجالس العلماء والإكثار من طلب المغفرة والعفو من الرحمن الرحيم، ومساعدة الكبار والضعفاء ونشر معاني الرحمة والحب والصدق والإخلاص والمودة والتقيد بالنظام والحرص على تطبيق السنة النبوية بشكل كامل شريطة عدم تعارضها مع التعليمات ومن ذلك نظام التفويج الذي قررته الجهات المعنية بخدمة الحجاج التي أعتمدت لراحة الحجاج وسلامتهم وأمنهم واستقرارهم ولذلك ينبغي على الجميع التقيد بما تقرره جميع قطاعات الدولة وعدم مخالفة هذه الأنظمة لأنها معتمدة وفق دراسات وبحوث أقرتها الجهات الشرعية بعد فحص وتمحيص في ظل التطورات العصرية والمشاريع العملاقة التي نفذتها الدولة لخدمة الحجاج، وفي هذا اليوم العظيم ينبغي أن يتجنب الحجاج تناول الأطعمة والمشروبات المكشوفة وربما تكون فاسدة والتعرض لأشعة الشمس الحارقة وصعود الجبال وأسطح الحافلات والسيارات وافتراش الطرقات ومزاحمة وسائل النقل لكي لا يتعرضوا للأذى البدني والذهني الذي يشغلهم عن الطاعة وطلب المغفرة ويشوش عليهم هذه الرحلة العظيمة، ويجب على الحجاج تحري الوقوف داخل حدود عرفة التي أصبحت اليوم واضحة المعالم من خلال العلامات الكبيرة واللوحات التي وفرتها الدولة، وينبغي على الحجاج أن يساهموا في نشر مفهوم الأخوة الإسلامية والوحدة انطلاقاً من قوله تعالى «إنما المؤمنون أخوة» وينبغي على الحجاج تعزيز معاني قوله تعالى «ليشهدوا منافع لهم» من خلال تعزيز ونشر مبادئ التعاون وتبادل الخبرات واكتساب المعلومات والعلوم والمعارف ونشر الخير وتعميم مفهوم الأمن والسلام والإيمان ومعرفة أصول الدعوة والحكمة والعدل والمساواة وتعزيز معاني حقوق الإنسان التي أقرها الإسلام ونادى بها نبينا الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع المشهورة، نتمنى لضيوف الرحمن الحج المبرور والسعي المشكور والعمل الصالح المقبول بإذن الله تعالى..