طوبى للشعب السوري لا ينحني إلا لله

mainThumb

16-10-2013 09:17 PM

ليس من حقنا كأمة عربية وإسلامية في هذا العيد أن نتناول الحلوى وأطفال الشعب السوري يتلوون ألما وجوعا ويأكلون أوراق الشجر، وليس لنا أن نشتري الجديد وحرائر الشعب السوري الشقيق يرتدين رث الثياب، وليس لنا أن نملأ مِعَدِنا بلذيذ الطعام وأمهات الأطفال السوريين يبحثن لهم في القفار وفي صحاري اللجوء عما قد يسد رمق جوعهم، ترى كيف نأكل لحوم الأضاحي وتوابلها، ولحوم أطفال الشعب السوري الشقيق تُشوى على نيران المدافع والصواريخ وبراميل المتفجرات وقذائف الطائرات أو تُتَبَل وتُخنق بالأسلحة الكيماوية والغازات السامة!

نقول هذا، وقلوبنا تعتصر ألما وتتفجر أسى ولوعة على حال أطفال الشعب السوري الشقيق الثائر ضد ظلم وقمع واستبداد الطاغية، ولكن ما يعزينا ويبقى معنوياتنا مرتفعة فوق السحاب، هو إباء وشموخ هذا الشعب السوري العريق الصابر على الشدائد، والذي يأبى أن ينحني إلا لله.

فطوبى لشهداء الشعب السوري  الأبرار الغُر الميامين، والشفاء  العاجل لجرحى الأشقاء في سوريا العروبة والتاريخ، والحرية للأسرى والمعتقلين في غياهب سجون الطاغية، وأما نظام  الطاغية فإلى زوال، وذلك بعد أن يمعن في الاستسلام، وبعد أن يُسلّم كل أسلحة الردع الإستراتيجية التي لديه، ممثلة بالترسانة التي يقدرها الخبراء بآلاف الأطنان من الأسلحة الكيماوية والغازات السامة.

وأما ما يبعث على الدهشة والاستهجان، فهو مشاهدتنا للنظام الإيراني يرسل بمرتزقته إلى بلاد العروبة، وحزب الشيطان اللبناني والطاغية العراقي يبعثان بشبيحتهما إلى سوريا، وإيران وروسيا تُغرقان سوريا بالأسلحة النوعية والمتطورة، كل هذا يجري جهارا نهارا للإبقاء على الأنفاس الأخيرة لنظام الطاغية السوري، وأما أمة العرب والملسمين والإنسانية والمجتمع الدولي، فكلهم يبخلون على الثوار من أبناء الشعب السوري بسلاح نوعي متطور يذودون به عن ثورتهم العادلة، والمجتمع الدولي محجم عن إقامة مناطق عازلة أوحظر للطيران في سوريا، بل ويمعن في "المطمطة"، فلا يرسل للثوار ببعض السلاح سوى بالقطارة!

بقي القول إن نظام الطاغية أصبح مهترئا أكثر من أي وقت مضى، وإن الثورة الشعبية السورية منتصرة بعونه تعالى، وأما دول الجوار فمعنية بالاستمرار في تحسين أوضاع الأشقاء من اللاجئين السوريين، سواء في مخيم الزعتري في الأردن أو في أي بقعة لجؤوا إليها. وكل عام والشعب السوري الثائر ضد الطاغية مُكَلِّل بالفخر والمجد والإباء والانتصار. وطوبى للشعب السوري الثائر، والذي لا ينحني إلا لله!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد