قرارات جديدة واجبة التطبيق

mainThumb

18-10-2013 03:39 PM

قبل كل قول أتقدم إلى قراء صحيفة الشرق الكرام وإلى ولاة الأمر في البلاد بأحر التهاني بمناسبة عيد النحر المبارك أعاده الله علينا جميعا وعلى بلادنا وأمتنا العربية بالخير والأمن والرفاه والسلام والاستقرار والنصر المبين على كل من يعادي أمتنا العربية والإسلامية وأن ينصرنا على كل حاكم طاغية مستبد قاهرا لشعبه قاتلا من أجل الاستبداد بالسلطة متحكما في الأرض والثروة ظالما للإنسان ومن بعده الطوفان.

(2)

اعتاد الإنسان في الدول الغربية الاحتفال بنهاية العام الميلادي كل سنة، واعتاد الغالبية العظمى من الخلق في تلك الديار كل على انفراد وحول مائدة الاحتفال بتلك المناسبة أن يعلن كل فرد في الأسرة أو من هم حول طاولة العشاء في تلك الليلة الإعلان عن اتخاذ قرار ملزم له يطبقه على نفسه طوال العام الجديد. من تلك القرارات على سبيل المثال الإقلاع عن عادة التدخين لمدة شهر أو عدد من الأشهر أو طوال العام، البعض يقرر عدم المراهنة على سباق الخيل (قمار) أو لاعب كرة مشهور كم سيسجل من أهداف، ويكون مدى ذلك القرار يطبق لمدة عام وهكذا تسير الأمور .

(3)

في عالمنا الإسلامي أو العربي أو القَطري على وجه التحديد هل فكر أحدنا أن يتخذ قرارات لها صفة الإلزام الذاتي عليه تنفيذها خلا العام الهجري الجديد أو قبل ذلك بأيام أي بعد عيد النحر ؟ مثلا: هل قرر أحدنا أن يلزم نفسه بأن يؤدي صلاة الفجر في أقرب مسجد عند منزله كل يوم ولمدة مثلا شهر أو أكثر ؟ هل قرر أحدنا أن يلزم نفسه بأن يؤدي الصلوات الخمس في جماعة ؟ هل قرر احدنا أن يسعى لاصلاح ما اختل من علاقات اسرية أو اجتماعية بينه وبين بقية الاسرة أو المجتمع ؟ هل قرر أحدنا أن يلزم نفسه أن لا يغتاب أحدا من الخلق لمدة عام ؟

 لماذا لا نجعل مثل هذه الآراء حقيقة ونجعلها عادة لنا نمارسها ونحض أفراد الأسرة على اتباعها وتنفيذها ؟ ديننا الحنيف يوصينا بالتراحم والألفة والمحبة والصفح عند المقدرة عن كل أخطاء أو مظالم ارتكبها بعضنا في حق بعض . ديننا ينص على أنه "لا يدخل الجنة قاطع رحم " وأن خياركم من بدأ بالسلام على من يلتقيه أيا كان ذلك الإنسان فما بالك بمن كان بينك وبينه خصومة.

 لماذا خطباء المساجد يوم الجمعة لا يأتون بأفكار تؤكد الروابط الاجتماعية الأسرية الإنسانية ومن ثم المجتمع ؟ لماذا خطباء الجمعة يصرون على الحديث عن الجنة والنار وعذاب القبر والإمعان في ذكر الثعابين ذات القرون ؟ لماذا خطباء يوم الجمعة لا يؤكدون على الإخلاص في العمل وحب الوطن وواجب الدفاع عنه كل قدر استطاعته؟ بعض خطباء الجمعة يستدعون التاريخ الإسلامي في خطبتهم لكنهم يخفقون في إسقاط ذلك التاريخ على واقعنا اليوم .

(4)

 تتعرض بلادنا لحملة إعلامية مبرمجة فيما يتعلق بالعمال الأجانب أعني الغير عرب وأنهم يتعرضون لظلم وعدم إعطائهم حقوقهم، لم نسمع خطيب جمعة يتحدث عن هذه الحملة الظالمة ويفند أسبابها للمصلين العالمين باللغة العربية ولا أعرف فقها يمنع وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية من تكليف معقب بعد صلاة الجمعة بلغة أخرى ليست اللغة العربية تشرح أسباب هذه الحملة الظالمة على بلادنا للمصلين غير الناطقين باللغة العربية .

كم هو أمر محبب فقهيا أن يحض خطيب الجمعة رجال الأعمال والمؤسسات الكبيرة ذات العمالة الكبيرة وحتى الصغيرة إعطاء العمال حقوقهم في أوقاتها عملا بنص الحديث " أعط العامل أجره قبل أن يجف عرقه " ويأمرهم بتحسين مساكنهم والسهر على راحتهم وقت الراحة، وكل ذلك من تعاليم الإسلام .

آخر القول: مطلوب من خطباء الجمعة تلمس هموم الناس وآلامهم ومعاناتهم وحقوقهم والنصح بإزالة ما يشوه ديننا ومجتمعاتنا العربية الإسلامية تجاه هؤلاء الناس.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد