إسرائيل تسعى للانضمام إلى التعاون الخليجي!

mainThumb

01-12-2013 12:23 PM

اتفاق الدول الست مع ايران على برنامجها النووي في جنيف يوم الأحد الماضي والتقارب الايراني الامريكي الاوروبي سوف يكون له أثر كبير في تغيير خارطة التحالفات في المنطقه و من المتوقع أن تستغل اسرائيل هذا الاتفاق في ظل القلق الواضح على دول مجلس التعاون الخليجي التي باتت تشعر بأنها بلا غطاء أمني وسياسي كانت توفره لها الولايات المتحدة وهذا يعطي اسرائيل  فرصة ذهبية لتحقيق أهدافها الإستراتيجية في المنطقة العربية بعدما حققت خطوات كبيرة في الحصول على انفتاح سياسي واقتصادي داخل مجلس التعاون الخليجي مجلس التعاون قبل اتفاق الدول الست ، وبعد هذا الاتفاق  تحول هذا ألانفتاح الى تخطيط استراتيجي - عسكري – حربي، لتكون لها اليد الطولى في المنطقة .


فتصريحات نتنياهو الأخيره وما تسرّبه وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية من معلومات حول اتصالات سرية وعلنية تجري بين إسرائيل والأردن وبعض دول الخليج، ولا سيما السعودية ، يعكس واقعا يتجاوز محاولات البعض التعتيم على حقيقة الزيارات السريه بين الكيان الإسرائيلي والدول العربية وعلى كافة المستويات فها هو رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يصرح في مقابلة مع الصحافي الأميركي تشارلي بأن هناك فرصة تاريخية تسنح للدول العربية الآن بإقامة تعاون مع اسرائيل من أجل تحقيق الامن الاقليمي والاستقرار والسلام. اضافة الى ذلك  كشفت القناة الثانية ألإسرائيلية النقاب على أن شخصيات كبيرة تدير في الأسابيع الماضية سلسلة من اللقاءات السرية والمكثفة مع جهات رفيعة المستوى في الخليج العربي - بهدف تنسيق الخطوات أمام التهديد الإيراني .


وقبل أيام معدودات أعلن السفير الإسرائيلي في لندن( دانيال تاوب) أن بلاده قد تكون مستعدة لإبرام صفقات مع أعداء قديمين في منطقة الشرق الأوسط، لمواجهة ما وصفها بـ’التحالفات الشيعية’ التي ترعاها إيران وأشار الى أن  التغيرات الجديده في المنطقة ‘تجبر العديد من الأطراف على اتخاذ خيارات لم تكن ممكنة من قبل مما خلق فرصة بالنسبة لنا!!


هذه التغيرات المتوقعه لم تكن وليدة الصدفه ولم تحدث فجأة بل كان مخطط لها بشكل مدروس وأصبح واضحا أن ما يسمى بالربيع العربي كان يصب في صالح تحقيق الاهداف الاستراتيجيه الاسرائيليه ، فثورات الربيع العربي رافقها شحن طائفي غير مسبوق بادوات اعلامية فاعله لتغذية تقسيم المسلمين الى فريقين متناحرين –سنة وشيعه- حتى بات العدو الاول للدول العربية السنية هو ايران الشيعيه ،مما مهد الطريق لقبول اسرائيل في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة ايران الشيعيه على قاعدة عدو عدوي صديقي.


والمراقب لسير الأحداث وتطور التقارب الخليجي –الإسرائيلي يعلم أن الأردن كان له الدور الأكبر في هذا التقارب فالزيارات السرية للوفود الاسرئيلية --الاردنية  بين عمان وتل أبيب مستمرة منذ فترة طويلة ، وهذا ما أشارت له صحيفة الصنداى تايمز بأن المحادثات بالفعل جارية، وجزء كبير منها تم ترتيبه خلال العديد من الاجتماعات السرية بين رؤساء المخابرات الإسرائيلية والعربية وغيرهم من كبار المسؤولين والتي عقدت على مدى عدة السنوات الماضية وغالبا ما تمت في العاصمة الأردنية عمان .
هذا التحالف الجديد ( الإسرائيلي –العربي ) سوف يواجه مشكلة أساسية وهو تهيئه الساحة الشعبية العربية لقبول هذا التحالف ، فعلى مدى عقود طويله تعلموا كراهية الدولة اليهوديه ، وليس من السهل قبول هذا التحالف الجديد في ظل ممارسات اسرائيليه قمعية وتعنت يرافقه توسع في الاستيطان بهدف تدمير حلم قيام الدولة الفلسطينيه ، وعليه من المتوقع أن تحدث أزمات سياسيه وأمنيه وثورات شعبيه في دول الخليج السنية ويفتح الباب على مصرعيه لنشاط القاعدة وربما بدعم وتمويل  من ايران الشيعيه ، فخارطة التحالفات الجديدة سوف تشهد را انقلابا جذريا في  قواعدها التقليديه  ، وربما يؤدي لاحقا الى تقسيم وتدويل بعض دول الخليج وهذا ما تسعى له اسرائيل لتمكينها من قيادة الشرق الأوسط الجديد  .


msoklah@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد