قمة خليجية فاقدة البوصلة

mainThumb

13-12-2013 04:26 PM

تعودنا في معظم القمم الخليجية ان نرى شبه توافق واجماع تام حول اسخن القضايا التي تمر بها المنطقة العربية والمناطق الاخرى في العالم ويكون الحضور ممثلا براس الدولة حيث يتم التعالي على الخلافات والتي لم تنقطع يوما ما ما بين هذه الدول ولكن ما كان يجمعها مصالحها وامنها واستقرارها , لكن هذه المرة وفي هذه القمة الرابعة والثلاثون اختلفت الامور فالتوتر في العلاقات والتصريحات الساخنة كانتا السائدتين قبل واثناء وبعد هذه القمة بل سجلت مواقف مختلفة ومتعارضة حول معظم القضايا المطروحة على جدول هذه القمة اهمها قضية الاتحاد ويبدوا ان المؤجج لكل هذه الاختلافات كانتا قضيتي سوريا وايران هذه المرة حيث كانت حاضرتين وبشكل ملفت والقتا بثقلهما على مسار اجتماعات هذه القمة قبل ان تبدأ لقد تمثلت هذه الاختلافات بمناكفات سياسية ما بين السعودية وسلطنة عمان الى درجة وقوف الاخيرة ضد مشروع الاتحاد الخليجي الذي هو اساس هذا التجمع في الاصل ووصل الامر بهذه الاخيرة الى معارضتها معظم السياسات المتبعة حيال المسالة السورية وايران ان الاتفاق الايراني الامريكي وتغير مسار المعارك في سوريا وتبدل الوجوه والمواقف في السياسية الامريكية والاروبية تجاه ملف ايران النووي و كل ما يجري في سوريا لا شك انها احدثت خللا ليس على مستوى التوافقات والتحالفات العالمية ولكن على مستوى التوافقات والتحالفات الخليجية والعربية, من هنا فانه ليس من المستغرب ان يؤثر كل هذا على نتائج القمة الخليجية والتي للاسف لم تكن على مستوى طموح شعوبها والشعوب العربية الاخرى الملاصقة لها فكل ما صدر من قرارت هي شكلية لم تحظى بالاجماع الا في الاعلان نفسه لذلك فهي لن تكون للاسف بذات التاثير لانها ستبقى حبرا على ورق.

 

لقد اظهرت القمة الرابعة والثلاثون على ما يبدوا بان مجلس التعاون الخليجي لم يعد ذاك المجلس الذي تلتقي فيه دوله حول مصير واحد لان هناك من دوله من وجدت مصيرها خارج حدوده لذلك كان عليها اظهار مواقف مغايرة ومعارضة لكل توجهاته واولها قضية الوحدة وربما انها ادركت اخيرا انها ليست ضمن طائفتها وكان لزاما عليها ان تعارض اي توجه و بالذات للملكة العربية السعودية ونحن لا نستغرب هذا الموقف خاصة اذا ما عرف الجميع ان نجاح ايران في المفاوضات مع الامريكان والغرب كان من بوابة سلطنة عمان الخليجية وتحت رعايتها وان كنا لسنا ضد هذا التوجه ولكن كان المفروض ان يتم التنسيق فيه مع دول الخليج الاخرى وبالذات مع الشقيقة الكبرى السعودية خاصة وانها تعرف خلافاتها مع ايران حيث وصل حد التصادم العسكري على الساحة السورية ان ما حصل لا يمكن الا ان يحدث شرخ في الصف الخليجي ولا يمكن التغاضي عنه بسهولة ولا بد من اخذه بالحسبان والاستعداد لنتائجه, ان موقف سلطنة عمان وتخليها عن فكرة الوحدة الخليجية ومعارضتها لكل ما يمس ايران او مواقفها تجاه ما يجري في سوريا قد فرضته الاحداث الجارية في المنطقة وبالذات الطائفية وانه وكما يبدوا انها تاثرت بكل ما يحصل من اقتتال طائفي مقيت متناسية او متجاهلة انه ليس للسعودية او دولة الخليج او اية دولة عربية جمل او ناقة فيه بل هي ضحية له وانها استدرجت له من خلال الاطماع الايرانية وتدخلالتها السافرة في العراق والبحرين والسعودية واليمن واستمرار احتلالها للجزر الثلاث الامارتية وتدخللها السافر عبر حزبها اللبناني حزب الله في سوريا بحجج طائفية مقيتة لقد قلنا ولا زلنا نؤكد ان ايران لم تكن في يوم من الايام على خلاف مع الولايات المتحدة او اوروبا بل على العكس علاقتهما كانت ولا تزال في قمتها و ما حدث في العراق الا اكبر دليل على ما نقول, أما حدث او يحدث من عدوات ما هو الا تبادل ادوار من اجل تخدير الدول العربية وتمرير المخطط الفارسي الطائفي في المنطقة حتى تصبح ايران شرطي الخليج و المنطقة والمستقبل سيظهر هذا عندما يتم ازاحة بشار والاتيان بمالكي جديد يتسلم سوريا حينها سنفقد سوريا كما فقدنا العراق.

 

اننا هنا نقول وبكل صراحة على دول الخليج في مجلس التعاون الخليجي ان تعيد حساباتها وتحالفاتها من جديد و النظر في سياساتها نجاه بعض دول المنطقة ومن ثم في تركيبة هذا المجلس فبل فوات الاوان وهنا لا نخفي عندما نقول ان المستهدف الرئيس في المخططات الجارية هو راس السنة المتمثل بالمملكة العربية السعودية ولذلك نخاطب قيادتها بان تعيد خلط الاوراق فالعراق خسرناه بسبب اننا وثقنا في الامريكان واعتمدنا عليهم فقسموه واظهروا الطائفية من اجل تسليمه لايران في لحظة استغفال لنا فعلينا ان لا نمرر المشروع الاخر لسوريا فاختلاف اهل السنة في قضايا مصيرية هو انتصار لايران بل هذا ما تخطط له هي وبمساعدة حليفيها الامريكي والاروبي وهنا نقول بصراحة وليس من باب الدفاع عن احد ان الانقضاض على الاخوان المسلمين وبهذه الطريقة احدث شرخا ما بين دول اهل السنة السعودية وتركيا وقطر والاردن وتونس وحتى المغرب مما ادى الى ارباك الجميع وفشل كل الخطط في سوريا في حين بقي التماسك الايراني الشيعي قائما وقويا مما احدث انتصارات على الساحة السياسية والعسكرية, ان الاخوان المسلمين وعلى مدى تاريخهم السياسي لم يسجلوا اي انقلاب على حكم بل العكس ما مأخوذ عليهم انهم متعاونون مع الانظمة, نعم لهذه الجماعة اخطاء بل كوارث ولكن ما كان يجب الانقضاض عليها بهذه الصورة حيث وصل الامر لتفكيكها مما اعطى الفرصة للقصائل السلفية الجهادية والتكفيرية من التغلغل والاستقواء واحداث كل هذه الكوارث في سوريا لدرجة ان جعلت من ايران دولة مظلومة تواجه الارهاب التكفيري في وجه الامريكان والغرب فما حصل ضد سفارتها في بيروت والاختطفافات للراهبات والشيعة منقبل والاعدمات الا ضريبة دفعها الاقتتال والتشرذم السني و ان بقي فان مالكي سوريا قادم لا محال فانتظروه وانتظروا ادواركم.

 

لا يكفي مطلقا الاشادة بالتعاون الاستراتيجي مع الاردن, هذا البلد الصغير في حجمة الكبير في امكانياته البوابة الشمالية والشرقية والجنوبية امام التمدد للهلال الشيعي والذي حذر منه صاحب الجلالة الملك عبد الله وقاد اباه الحسين اشرس المعارك لحماية البوابة الشرقية منه والتي للاسف سلمت بايدي خليجية عربية لايران والان يذرفون الدموع عليه و التي لن تجدي نفعا فما ذهب لن يعود , من هنا ليس الاردن فقط من هو بحاجة للانضمام لمجلس التعاون الخليجي الان بل ان الحاجة اصبحت مشتركة خاصة بعد هزة القمة الرابعة والثلاثون وخروج ساطنة عمان عن الاجماع الخليجي حتى لو لم يصرح به علنا فمواقفها الاخيرة واضحة لا لبس فيها, ان الاردن يمثل افضل تعويض لهذه الدولة حيث الامكانيات البشرية الكفؤه والمدربة و التي دول الخليج بحاجة لها ولعمقه, فهو يمثل العمق الاستراتيجي للسعودية من الشمال لكنه يعاني من مشاكل اقتصادية نتيجة للازمات المتتلاحقة في دول الجوار منه وتتدفق ملايين اللاجئين منها الذي فاق كل توقعاته وقدراته,من هنا ان المحافظة عليه هي مصلحة استراتيجية عليا ليس للسعودية بل لكل دول الخليج مجتمعة, اما الدولة الاخرى والتي تتقاسم العمق الاستراتيجي مع دول الخليج فهي اليمن الذي يعاني من التدخلات الايرانية عبر ما يسمى بالحوثيين مستغلة ضعفه و فقره فلا يجوز ان تتركه هذه الدول التي لديها من الامكانات ما تساعد ملايين عماله للعمل فيها فاسوقها بحاجة لهم كبديل للعمالة الاسيوية لانهم اكثر امنا لها, ان ضم هاتين الدولتين لمجلس التعاون الخليجي لن ينقذاهما فقط ولكن سينقذ العمق الاستراتيجي الخليجي فهذه العمالة هي جنود مجندة في حالة الشدة لدول الخليج عكس العمالة الاسيوية والتي ستفر من اول طلقة. ان الوضع في مصر لا يمكن ان يستمر الى ما لا نهاية لان قادة العسكر لا يمكن ان تقهر ارادة الشعوب وباعتقادنا ان كل من السعودية ودولة الامارات العربية وقطر والاردن وتركيا باستطاعتهم ان اعادوا اللحمة بينهم ان يلعبوا دورا مهما في استقرار مصر وذلك من خلال ايجاد ارضية يلتقي فيها الجميع دون اية اقصاءات فالوقت حان لمثل هذه اللحمة وهذا التدخل لان الطرفين قد ذاقا من المر ما يكفي والشعب المصر كفر بهما وهما يدركان ذلك لكنهما يريدان من ينزلهما عن قمة الشجرة وعلى دول السنة ان ننزلهما ونجلسهما مع بعضهما وتوفق بينهما لان عودة مصر للصف السني هو قطع للطريق على ايران في سوريا , فهل يدرك المحور السني هذا قبل فوات الاوان؟ وهل يدرك انه بداء يخسر في سوريا وربما مصر ايضا والله اعلم اين تسير الامور؟.

 

اخيرا نناشد قادة المحور العربي السني التدخل لانقاذ ما تبقى من منظومة عربية سنية هذا ان بقي وان لا يتركوا الاردن يصارع اللاجئين السوريين والعراقيين والمصريين فهناك ضغوط شعبية عارمة على نظامه من الوضع الاقتصادي وحتى الامني في الاونة الاخيرة في ظل عروض ايرانية سخية ووعود مجزية لا زال الاردن ابيا برفضها وسيرفضها لانه لم ولن يكون الا في صف اخوانه , لا تدعوا اليمن في جوعه وصراعه واليد الايرانية تستغل هذا الفقر والجوع , لا تختلفوا مع تركيا السنية والتي هي الامتداد والظهير القوي لنا, لا تتركوا سوريا تتفتت تحت وطأة اقدام مليشيات طائفية مقيتة من حزب الله وشيعية عراقية وايرانية وحوثية وباكستانية واخرى لا تقل عنها تكفيرية حمى الله اهل السنة من كل ما يحاق لهم من مكائد وسوف ينتصر على هذه الهجمة التاترية كما انتصر في السابق باذن الله .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد