أفغانستان وحلف شمال الأطلسي : 10

mainThumb

13-12-2013 10:33 PM

من جانبه أكد الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي "نيكولاي بورديوجا" في تصريح لصحيفة "نوفوستي" الروسية يوم 12 /4/2012 ، :" أن انسحاب قوات التحالف الأجنبية " إيساف" من أفغانستان سيزيد من تعقيد الوضع في هذا البلد ، وكذلك في دول معاهدة الأمن الجماعي التي تضم في عضويتها سبع بلدان هي:" أرمينيا ، وبيلاروسيا، وكازخستان ، وقرغيزستان، وروسيا ، وطاجيكستان ، وأوزبكستان " ، مؤكدا على ان هناك مجموعة واسعة من التهديدات في المنطقة الاوروبية والآسيوية بفعل العامل الأفغاني ، وفي مقدمتها الإتجار بالمخدرات ، ونشوء طرق في أراضي الدول المجاورة لتسلل الجماعات المسلحة ، والهجرة غير الشرعية ، وتصدير الفكر الأصولي ، ولن يقود الإنسحاب المرتقب للقوة الدولية للمساعدة الأمنية من أفغانستان ، وفقا لتقديراتنا ، إلا الى تعقيد الوضع لا محالة ، وستقوم التنظيمات الدينية والقومية في الدول الأعضاء في المنظمة باستخدام المشاكل الاجتماعية ، والمزاج الاحتجاجي ، والصراعات العرقية والطائفية لتوسيع نفوذها " .

استمر قلق روسيا من اعلان الأطلسي الإنسحاب من أفغانستان يراود القادة الروس الكبار ، ففي 25/6/2013 ، وحينما شارك وزير الدفاع الروسي " سيرغي شويغو" في اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في منظمة "شنغهاي" للتعاون ( روسيا ، الصين ، كازخستان ، طاجيكستان ، اوزبكستان ، وقيرغيزستان) ، والمنعقد في "قرغيزيا " ، حيث ركز وزراء دفاع منظمة " شنغهاي" على احتمال حدوث قلاقل في أفغانستان بعد أن يوقف حلف شمال الأطلسي عملياته العسكرية في هذا البلد ، ويرحل القسم الاكبر من قواتهم التي تشكل القوات الأمريكية قوتها الرئيسية في عام 2014 ، وأكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها أن المجتمعين في العاصمة القرغيزية " بشكيك" يعطون احتمال زلزلة الأوضاع في أفغانستان بعد عام 2014 ، بسبب رحيل قوة المعاونة الأمنية الدولية ، اول اهتماماتهم ، ولقد احتاطت روسيا لإحتمال حدوث القلاقل في أفغانستان ، فاتفقت مع غرغيزيا على ان تستضيف الجمهورية القرغيزية قاعدة عسكرية روسية ، بينما عبّر الرئيس الروسي " فلاديمير بوتين" عن أسفه لتفكير الدول التي ارسلت قواتها الى أفغانستان " بالهروب من هناك سالمين" ، قبل ان ينجزوا مهمتهم لإعادة الأمن والسلام الى هذا البلد ، مؤكدا :" أن روسيا ترى لها مصلحة في استتباب الأمن في أفغانستان" . وفي 19 ديسمبر كانون اول 2013 ، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحفي في موسكو في أعقاب قمم الاتحاد الجمركي، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، ورابطة الدول المستقلة، اعلن أن انسحاب قوات الناتو من أفغانستان سيشكل صعوبات إضافية، وقال:” يتوجب علينا جميعا أن نفكر من اليوم في ذلك”.وأضاف بوتين قائلا إن الرؤساء بحثوا في قمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي عواقب انسحاب قوات الناتو من أفغانستان، وقال إن القمة أكدت دور المنظمة بصفتها جهة محورية لضمان الأمن على الساحة الأوراسية.ولفت بوتين إلى أن أخطارا جدية لا تزال قائمة بالنسبة إلى الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي.

كما أكد وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" أهمية أن تتخذ الأسرة الدولية خطوات منسقة ومتفقاً عليها في المرحلة الراهنة في مرحلة التحضير لانسحاب قوات الناتو من أفغانستان عام 2014 ، لإرساء الأمن في هذا البلد، وذلك في ختام محادثات له مع الأمين العام للأمم المتحدة " بان كي مون  " في مدينة "سوتشي" الروسية 2014 ،علما أن البلاد ستشهد في العام نفسه إجراء انتخابات رئاسية وفي هذه الأثناء تلعب هيئة الأمم المتحدة دورا مهما، في حين من المقرر أن يبقى عدد محدود لقوات الحلف في أفغانستان .‏ في سياق آخر قال :"اندري افيتيسيان " سفير روسيا في أفغانستان ان بلاده تدرس نشر قوات من حرس الحدود على الحدود بين طاجيكستان وأفغانستان مع توقع اندلاع اضطرابات عند انسحاب الناتو.‏ فالرعب الروسي من الحرب الأفغانية جعلتهم يتريثون في تقديم المساعدات العسكرية لحف شمال الأطلسي .

          كما كانت قرغيزيا المحطة الأخيرة في جولة الرئيس الروسي على جمهوريات آسيا الوسطى، إذ تم توقيع اتفاقيات توسع آفاق التعاون بين البلدين، وفي مقدمتها اتفاقية لتسوية مديونية قرغيزيا لروسيا التي بلغت قيمتها 500 مليون دولار، كانت روسيا قدّمتها على شكل قروض لقرغيزيا. أما الاتفاقية الأخرى فكانت حول الوجود العسكري الروسي في قرغيزيا. وأعلن بوتين أن وجود القاعدتين العسكريتين الروسيتين في قرغيزيا ستضمنان الأمن والاستقرار في آسيا الوسطى بعد انسحاب قوات الناتو من أفغانستان. أما الرئيس القرغيزي فقد وصف روسيا بالشريك الاستراتيجي، مؤكداً أن مستقبل بلاده سيكون (في المشاركة مع روسيا العظمى). بالمقابل لمح الرئيس القرغيزي إلى رفضه الحفاظ على أي وجود عسكري في مطار العاصمة بشكيك المدني، في إشارة منه إلى رفضه تمديد اتفاقية استخدام القوات الأمريكية للقاعدة في مطار (ماناس).

كل هذه التحركات والاتفاقيات تشير إلى أن روسيا تدرك أن الانسحاب المتوقع لقوات الناتو من أفغانستان قد يؤدي إلى توتر أمني في منطقة آسيا الوسطى، وأن هذا الانسحاب لا يعني تراجع الولايات المتحدة عن مساعيها في فرض نفوذها على هذه المنطقة ذات الأهمية الحيوية والاستراتيجية، لذلك ركزت جولة بوتين الأخيرة في آسيا الوسطى على تعزيز نفوذ بلاده في المنطقة استعداداً للمرحلة القادمة التي يُتوقع أن تشهد فيها منطقة آسيا الوسطى توتراً أمنياً في حال نقل القوى المسلحة المتطرفة ( على حد تعبير بوتين) لنشاطها إلى جمهوريات آسيا الوسطى بعد انسحاب الناتو من أفغانستان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد