اليكسا تسقط اقنعة العديد من المسؤوليين

mainThumb

19-12-2013 08:44 PM

بقدر الفرحة التي عادة ما تصاحب سقوط الثلوج والتي ينتظرها الاردنيون كل سنة ليمارسوا طقوس اللعب به الا ان هذه السنة الفرحة كما يثولون لم تتم وذلك بسبب التقصير الذي لازم سقوط اول قطعة ثلج على الارض الاردنية المباركة , فلم تستطع لا وزارة الشؤون البلدية والقروية من خلال بلدياتها المنتشرة في كافة المناطق الاردنية ولا امانة عمان الكبرى في التعامل مع تراكم الثلوج في الطرقات الرئيسة والفرعية حيث تركمت هذه الثلوج في بعضها لتصل لاكثر من المتر مما ادى الى محاصرة المواطنين في العديد من المدن و الارياف حتى بات البعض منهم مقطوعا تماما عن كافة مرافق الحياة الاساسية كالكهرباء و المرافق الصحية والحياتية كالخبز والاطعمة حيث يتعذر الوصول اليها, ومما فاقم الامر سؤا هو عدم مشاركة القطاع الخاص في مثل هذه المهمة الوطنية و الذي يثيرتساؤلا كبيرا ويبعث على الاستغراب, لقد ادى سقوط الثلوج بكثافة الى تقطيع للاشجار والتي فاقمت من انسداد الطرق اضف الى كل هذا تحطم العديد من اعمدة الكهرباء واحتراق المولدات الكهربائية والذي ادى الى انقطاع التيار الكهربائي عن العديد من المناطق المدنية والريفية في ظل برد وصقيع قاسيان مما فاقم من ماساة بعض المواطنين فلا كهرباء ولا امكانية للوصول الى مرافق الحياة مما ادى بالتاكيد الى ضرر كبير لبعض المرضى وكبار السن والاطفال , نعم كانت هذه الموجة من الثلوج الاصعب والاقوى التي مرت على الاردن لكن كل المصادر الجوية المحلية والاقليمية والدولية حذرت منها ومن قوتها والسؤال هنا لكل من وزارة الشؤون البلدية والقروية وشركة الكهربا و امانة عمان: لماذا لا يتم الاستعداد لمثل هذه الظروف الجوية خاصة ان دائرة الارصاد حذرت من قوتها مسبقا؟ ولماذا لا يتم تزويد شركة الكهربا وبالذاتت القسم الهندسي والتشغيلي بسيارة دفع رباعية ومجنزرة ؟ وان كان العذر الامكانيات فلماذا لا يتم التنسيق مع القوات المسلحة مسبقا والمنتشرة في كافة المناطق الاردنية وابلاغها بالمطلوب واين, لتكون جاهزة؟ و لماذا لم تنسق وزارة البلديات والشؤون القروية وامانة عمان وشركة الكهرباء مع الدفاع المدني وتجهيز فرق مشتركة للعمل سويا في كل المناطق المتوقع فيها الازمات؟ ان تبرير التقصير من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية  وامانة عمان وبلديات المناطق المختلفة وشركة الكهربا لا يمكن قبوله ولا السكوت عنه ولا يجوز هذه المرة ان يمر دون عقاب لانه جريمة بحق الوطن وقيادته ومواطنيه , انه العجز عن تحمل المسؤولية , وكل حوادث الوفيات والاصابات التي حصلت هي نتيجة لهذا التقصير و يتحمل مسؤوليتها وزير البلدية والشؤون القروية  وامين عمان ومدير شركة الكهرباء ورؤوساء البلديات بالدرجة الاولى.

ونحن هنا اذ نثمن تحرك النائب العام للتحقيق مع مسؤولي شركة الكهرباء وقبول طلبات الدعاوى من كل المواطنين ضد المقصرين في هذه الازمة لننتظر استدعاء المزيد من المسؤولين الاخرين وكلنا امل بكشف كل تقصير ومسببه ونتائجه امام الراي العام الاردني , لكننا نقول لكل هؤلاء ومن هم على راس المسؤولية ويتحمولن امانة هذا الوطن ومواطنيه ان يتعلموا من هذا الدرس للمستقبل وان يضعوا الخطط ويجهزوا كل ما يلزم من معدات واجهزة وافراد لمثل هكذا ظروف , ان اهم سبب وراء هذه الكوارث هو ضعف وتهالك البنية التحتية للمدن والقرى والبوادي الاردنية , قبل اسبوعان كنت في زيارة مع وفد اجنبي الى عمان الحبيبة في زيارة عمل وقد فاجاني رئيس هذا الوفد بقوله الاتي "كم هو جميل هذا لبلد وعاصمته عمان ولكن للاسف هناك تقصير بحق هذه المدينة الجميلة فهي تفتقر الى البنية التحتية التي تليق بجمالها وسالته بالذات ماذا تقصد ؟ وفاجأني بقوله الا ترى قبح هذه الشوارع والترقيع والحفر فيها؟ اليست هذه اجمل وارقى الاحياء فيها؟ كيف يكون هذا؟ فقلت في نفسي الخافي اعظم الله يكون بعون شوارع المدن والقرى الاخرى وحمدت الله ان اجازته لن تطول كثيرا واضطر الى ان اريه شوارع اربد عروس الشمال او السلط زهرة البلقاء او الكرك تاريخ الاردن, وهنا تذكرت صورة امين عمان الجديد وهو يلبس لباس موظفي التنظيف وسألت نفسي : الم يرى هذا الشخص هذه الشوارع؟ اليس الاجدر به ان يركز على رصف هذه الشوارع بدل ان يركز كيف يعطي البراءة لاصحاب مشروع الباص السريع والذي انهك ميزانية الامانة وشوه اجمل شارع في العاصمة وضيق على السيارات والمارة فيه وان يستغل ما تبقى من امواله لمثل هذا العمل الذي سيزيح وجها قبيحا عن عاصمتنا الحبية؟ وليعرف امين عمان ومدير شركة الكهرباء وكل رؤوساء البلديات و وزير البلدية والشؤون القروية ان اقنعة مكياج وجوههم الجميل واقتبس هذا التعبير فقط من معالي نوح القضاة ازيلت مع اول قطرة ثلج للعاصفة اليسكا.

ان عاصفة اليكسا ازاحت الاقنعة عن وجوه العديد من المسؤولين حيث عرت كل ما قالوه حول استعدادتهم وخططهم لمثل هذه الظروف بل لكل ما ادلوا به من التصريحات حول سيطرتهم على الامر فالطرق لا زالت مقفلة حتى كتابة هذا المقال والكهرباء مقطوعة عن العديد من احياء العاصمة والقرى, اما الحوادث فحدث ولا حرج كل هذا بعد كل المساعدات التي قدمت من قبل قواتنا المسلحة , فاين هذه الاستعدادت وهذه الخطط المزعومة خاصة بعد علم هذه الجهات بهذه العاصفة وقوتها , شكرا اليكسا لانك كشفت الاقنعة عن وجوه بعض المسؤولين الذين لا يملكون الا الكلام اما الخبرات والكفاءات فهي بعلم الله وهنا لا بد من العودة الى النظر ومراجعة كل التعيينات في البلديات وامانة عمان واختيار الوزراء ومدراء المؤسسات المهمة والتي تعني مباشرة بامن الوطن وخدمة المواطن, لا يكفى العشيرة او الفئة او المنطقة لاختيار مثل هذه الكفاءات فنحن متاكدينالان وبعد هذه الازمة ان حتى العشيرة والفئة والتي ربما كانت وراء تعيين مثل هؤلاء المسؤولين قد ذاقوا من نفس كاس المحاصرة وانقطاع الكهربا يراجعون حساباتهم, ليتعلم الجميع ان يضعوا مصلحة الوطن فوق كل شيء وان يدعموا الكفؤ اين يكون لانه الكفيل في المحافظة على الوطن بكفاءته وخبرته وعقله وهذا ما يحتاجه الوطن لينموا ويزدهر.

اخيرا نقول ان صاحب الجلالة في كل افعاله واعماله اثناء هذه العاصفة اراد اعطاء مثلا كيف يجب ان يكون كل مواطن اردني , انه القدوة للجميع , على رئيس الحكومة ان ينهل من هذه الدروس وكذلك وزير البلدية والشؤون القروية ومدير عام شركة الكهرباء وامين عمان ورؤساء البلديات وكل مسؤول والقطاع الخاص وكل مواطن , هذا الوطن للجميع لا يجب علينا فقط الانتقاد واستغلال الهفوات لتحقيق مارب خاصة , على الجميع ان يقوم بواجبه اولا ثم محاسبة الاخرين ,وهنا علينا ان لا ننسى الجهود الجبارة لرجال الامن وافراد القوات المسلحة والدفاع المدني الذين ضحوا براحتهم وحياتهم من اجل فتح طريق او نقل مريض او انقاذ غريق او توصيل رغيف خبز لعائلة اردنية مقطوعة في اقاصي الجبال واالوديان والصحارى في ظل ظروف قاهرة اننا هنا ننحنى امام هذه القامات الشامخة بقيادة ابا الحسين القدوة للجميع ادامه الله ذخرا لكل الاردنيين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد