امتحان الشللية !

mainThumb

30-12-2013 11:59 PM

عزيزي الطالب عزيزي المراقب ، إنه من دواعي سرورنا واعتزازنا وفخرنا بأن نجد في بلدنا الحبيب تعاوناً لم نجد له مثيل من قبل، لأي طرفين يخدمان ذات المصلحة ،  حيث أن المساحة المطلوبة لتنفيذ عملية "الغش" مُتاحة من قِبل بعض المراقبين ، والحرفية المهنية باختراع تقنيات عالية الجودة لتنفيذ ذات العملية مُتاحة ايضاً  ، يبذل الطالب الذي عقد النية على الدخول الى قاعة الإمتحان " قاعة العلم " طاقة هائلة في تصميم وفحص واختبار المنتج الذي يساعده على عملية الإحتيال العلمي بينما لا يبذل أي طاقة لحفظ مادة الإمتحان ؟!!


وبما أننا وبجدارة أثبتنا مهاراتنا بتنفيذ أسهل الطرق التي تؤدي الى أخذ حق لا نملكه!! ، فهنا نقف وقفة واحدة ننعى " أخلاقنا " ونستعد لإستقبال الحالة اللاأخلاقية الجديدة التي أمست لغة الحوار والتباحث والتصرف والتعامل في الآونة الأخيرة من قِبل  معظم شبابنا وشاباتنا للأسف؟!!


لم نعد نملك " إشارة " نوجه بها الإتهام لأي كان ، فالسائد والظاهر الآن ينص على أننا فقدنا القدرة على هيكلة أخلاق ومبادىء مُعظم الفئة الشابة الا من رحم ربي وهدى .


عندما تتحول القاعات الى قنبلة موقوتة بأي لحظة تنفجر فيها عملية غش أو دخول ملثمين أو ايقاف للإمتحان ، بالله عليكم أين يسقط حق الطالب الذي لم تهنىء له عينٌ بنومٍ أو براحة لتأدية هذا الإمتحان  ؟!!


بالرغم من صدور قوانين جديدة والتشديد المتزايد على " امتحان الثانوية العامة " والقاء القبض على من يُخالف تعليمات أداء الإمتحان ، الا أنه لم يكن رادعاً  كافياً لهم ، وهذا إن دل على أمر فهو يدُل على أن ما يفتقده شبابنا " الرهبة والهيبة " ؟!!


وهذا أمرٌ لا يصححه قانون ولا عقاب ، فإما أن يكن موجوداً أو لا . بالمحصلة ربما شبابنا بحاجة إلى إمتحان " أخلاقي " بحت ، واعادة تدوير معنى كلمة  " تعليم " علهم يستشفون بعض المفاهيم التي توضح لهم أن من ابتدأ حياته بالطرق المُختصرة والعوجاء لن ينتهي به المطاف الا بكونه " سارق " ولا يوجد نهاية له الا " الفشل " .


برغم قسوة الأحداث والتصرفات التي نراها تحدث من أهم فئة بالمجتمع لا يسعنا الا أن نقول لأولياء الأمور والمعلمون والمتنفذون وأي من يملك منبراً يصل لهم ، بأن ما يحدث صناعة لم تكن يوماً فردية ، الإنحلال والفساد والتخلف ، لا ينبت إلا  ببذورٍ نثرت على هذه الأرض ، لنتقي الله يا طلبتنا بأنفسنا ، أنت اليوم طالب علم ، وغداً إبنك او إبنتك كذلك ؟!!


كيف لك ان تنصح أو تعظ أهل بيتك وأنت تفتقد للحكمة ؟!!


فاقد الشيء لا يعطيه !


والله المستعان



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد