تمكين ربات البيوت خطوة في الاتجاه الصحيح

mainThumb

07-01-2014 06:14 PM

عاتبني كثيرا صديقي "أبو محمد " لعدم تشغيل زوجته بوظيفة حكومية. "أم محمد " حاصلة على دبلوم خدمة اجتماعية ، حاولتُ كثيرا أن أجد لها عملا في الحكومة أو القطاع الخاص ، ولكن لم أنجح في مسعاي ، فشعرت أن أخي وصديقي "أبو محمد " غير مقتنع بعدم قدرتي على توظيف زوجته ؛ بل اعتقدَ أنني أتهرب منهما. والحقيقة أنه ليس لدي قدره على توظيفها. ففي القطاع العام لا بد من انتظار دورها في ديوان الخدمة المدنية ، وربما لن يأتي. وفي القطاع الخاص يتطلب تشغيلها خبرة في مجال العمل ، وربما أن تخصصها أصلا غير مرغوب فيه.

بدأت أشعر بالحرج الشديد ؛ من جهة ، لا أريد أن أخسر صديقا عزيزا ، ومن جهة أخرى ، لاحول ولا قوة لي في تشغيل زوجته ؛  رغم وجود العديد من معارفي في القطاعين. ففكرت مليا ؛ كيف لي أن أجد مخرجا؟!.

بعد أيام ، اتصل بي "أبو محمد " وقال : نرغب في زيارتكم هذا المساء ؛ قلت : أهلا وسهلا. وفي " التعليلة "، قلت لأختي "أم محمد " : لماذا لا تتعلمين مهنة تساعدين بها زوجك ؟! مهنة ؟! وكيف ؟! - تلتحقين بدورة تجميل لدى جهة متخصصة وتحصلين على شهادة تؤهلك لممارسة مهنتك وخلال أشهر. نظرت صوب زوجها متأملة التأييد ؛ هز رأسه وقال : هذه الدورة التي تتحدث عنها يا صاحبي مكلفة ، مكلفة ؟!قلت : لدي الحل ، تلجأون إلى صندوق التنمية والتشغيل أو جهات إقراض وطنية أخرى. تنهّد "أبو محمد " وقال : لا أحب الاقتراض من أي جهة.

وهنا كان لا بد من حل - ياجماعة أنا أقدم قرضا حسنا شخصيا للأخت "أم محمد "، وسأذهب غدا لأدفع رسوم دورة التجميل في المركز. وبعد إكمال الدورة سأشتري كافة لوازم العمل لتباشر " أم محمد " عملها مبدئيا في البيت. - في البيت ؟! - نعم في البيت.

بعد شهور اجتازت "أم محمد " دورة التأهيل .وفيتُ بوعدي وأحضرت لها لوازم العمل. ترتبَ لي في ذمتها " 1220" دينارا ، واتفقنا على التسديد بأقساط شهرية بواقع " 25 " دينارا - واعتبارا من نهاية الشهر الذي تمارس عملها فيه.

وبيت " أبو محمد " يتكون من غرفتي نوم وواحدة للجلوس ، والأخيرة فعليا هي مستودع أخشاب "صالة ضيوف "، وزوجها يذهب في الصباح ويعود مع الغروب. وهذا يعني أن غرفة الجلوس يمكن استعمالها من الساعة العاشرة حتى الثانية يوميا.

تعهدت لـ "أم محمد " بالتسويق. أرسلت زوجتى وبناتي الثلاث مرح ، روز وزين ، وقامت بتطبيق مهاراتها وباستخدام نماذج من " التسريحات " الجميلة. ثم طلبت بإقامة حفل عيد ميلاد لإحدى بناتي ، وطلبت من زوجتي دعوة كافة الجارات وبناتهن. وفي الحفلة بدأت التساؤلات عن " الكوافيرة " الماهرة. إنها جارتنا " أم محمد " وتسعيرة عملها خاصة ، لأنها أسست الصالون في المنزل.

رحلنا من المنطقه عند شرائنا شقة في منطقة أخرى. وبعد أشهر قليلة زارتنا "العائلة الصديقة "، وسألتُ "أم محمد " ممازحا : هناك شركة بحاجة لوظيفة براتب 300 دينار مارأيك ؟ قالت : أأنا ممن يعمل بـ 300 دينار بعد ما جرى ؟! - وهل هذا المبلغ لا يعجبك يا "أم محمد " ؟! - طبعا يا أخي أبا عون ، فأنا في بيتي لا يقل دخلي الشهري عن 700 دينار، ومشتركة في الضمان الاجتماعي اختياريا للحصول على راتب تقاعدي أسوة بزميلاتي الموظفات - وأضف إلى ذلك أنني أعمل في بيتي في الوقت الذي يناسبني ، وأشرف على تربية أبنائي. أجل ؛ الحمد لله أنني الآن مواطنة منتجة - وشكرا لك لأنك أرشدتَني إلى طريقة لتأمين مستقبلي ومستقبل أسرتي.

abdqudah@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

ترامب يعلن نجاح غاراته على المنشآت النووية الإيرانية

ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية

بين الحقيقة والتضليل .. الصحراء المغربية ترد بالمنجزات لا بالشعارات

البيت الأبيض: خامنئي يحاول حفظ ماء وجهه بعد الضربات الأمريكية

تحذيرات من حرب نفسية إسرائيلية لاختراق الداخل الفلسطيني

الخارجية تعزي بضحايا انفجار محول كهربائي بمدرسة في افريقيا الوسطى

انقطاع الكهرباء عن 75 ألف منزل في فرنسا بفعل العواصف

انطلاق موسم المراكز الصيفية لتحفيظ القران في المفرق

تفاصيل خطيرة .. الكشف عن خطة وضعها ترامب ونتنياهو ماذا تتضمّن

عراقجي: إيران ليست لبنان وإذا ما تمّ خرق وقف النار سيكون ردنا حاسماً

سوريا .. قرار جديد بشأن رسوم جوازات السفر للمواطنين

عجلون: انطلاق المؤتمر الطبي الدولي تعزيز القطاع الصحي في ظل الأزمات الإقليمية

روسيا: نجاح عملية تبادل أسرى حرب مع أوكرانيا

ترامب يخطط لتعويض إيران ببرنامج نووي خليجي

الزرقاء: اختتام فعاليات مهرجان إبداعات أصحاب الهمم من ذوي الإعاقة