اطار كيري ووهم السلام

mainThumb

08-01-2014 05:21 PM

من حق السيد كيري ان يسعى في اخر ايامه لتحقيق شيء يسجل له في تاريخه السياسي وهو جائزة نوبل للسلام لكن الشعب الفلسطيني لم يخول احد نيابة عنه ليمنحه هذه الفرصة على حساب مشروعه الوطني, ان الكل بات يعلم حقيقة التحركات الامريكية السياسية في المنطقة فالسجل حافل بها مرورا في تجارب العراق ومصر واخيرا في سوريا, ان كل مشاريع بيكر السياسية في المنطقة هي لخدمة مصالح امريكا بالدرجة الاولى ثم المحافظة على امن واستمرار دول اسرائيل وتسيدها في المنطقة, من هذا المنطلق تاتي زيارات كيري المكوكية الاخيرة في المنطقة لتصب في هذه الاتجاهات فما التسريب الاعلامي لما يسمى اتفاق اطار بيكر لحل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني العربي الا نسخة طبق الاصل عن مشروع نيتنياهوا للسلام مع بعض التعديلات الطفيفة عليه الذي ركز على ما يسمى السلام الاقتصادي وكان المسالة الفلسطينية هي مسالة خبز وطحين وسكر وليس مسالة شعب طمست هويته من الوجود و اغتصبت ارضه وقتل وشرد شعبه وجيء بشتات شعب من اصقاع الارض لا تربطهم اية صلة ليستوطنوا ارضهم وينهبوا خيراتهم ويشرودوا ويقتلوا ابناءهم ونساءهم وشيوخهم في ابشع جريمة انسانية شهدتها الارض على مر العصور بطلها الغرب بدا من بريطانيا وفرنسا وانتهاءا بامريكا والعجيب في الامر ان من ساعد على اغتصاب الارض والقتل والتشريد هو من يطرح الان مشاريع الحل لها وهنا نقول للقادة الفلسطينين اولا والعرب ثانيا والمسلمين ثالثا وللسيد بيكر اخيرا على وجه التحديد ان القاتل لا يمكن ان يكون وسيطا نزيها في يوم من الايام و المشاريع الاقتصادية والوظائف والدولارت هي اضغاث احلام لسلام الوهم مع هؤلاء المغتصبين لانها لا يمكن ان تقنع طفلا فلسطينيا او عربيا او مسلما في اي سلام معهم بعد ما شاهد جرائمهم في حق الانسان والارض والحجر والشجر والمقدسات فكما يفول المثل ما بضيع حق وراءه مطالب.

ان ما سرب حتى الان عن مشروع كيري "اتفاق اطار" يشكل خطرا حقيقيا على المشروع الوطني الفلسطين الذي سالت له الدماء الطاهرة وضحى لاجله الاف الشهداء من الفلسطينيين والعرب والمسلمين لان معظم بنوده تصب في مصلحة اسرائيل وتحقق مطالبها فحق العودة قد تم الالتفاف حوله والغي وتم اختصاره ببضع مئات او الاف من اللاجئين ضمن ما تطلق عليه اسرائيل لم الشمل الذي هو تحت بند اممي انساني اما السواد الاعظم من اللاجئين فحل قضيتهم ضمن التعويضات او نفيهم الى استراليا وبعض من الدول الشقيقة والصديقة حسب الرغبة وتوفر المقاعد, اما قضية القدس فهي كذلك اختزلت بالقدس الشرقية التي سيتم تقاسمها مع اسرائيل ولا احد يعرف ان كان الحرم القدسي ضمن هذه القسمة ام خارجها فربما يطبق عليه قسمة الحرم الابراهيمي في الخليل وسنشهد في الايام القادمة الحرم القدسي مقسم حسب الايام بين المسلمين واليهود او ان يتم شطره هو الاخر الى شطرين, اما الحدود فهي تخضع لامن اسرائيل ولذلك تم تجميلها من خلال بعض من الجنود العرب والمسلمين يرابطون ضمن قوة امريكية ومراقبة اليكترونية اسرائلية اي ان الاحتلال تم تقنينه اليكترونيا (افتراضيا) في نهاية الامر اي كانت هذه القوات ما دامت ليسست فلسطينيا مئة بالمئة فهي قوات احتلال حتى لو كانت مجملة بقوات عربية مسلمة فلا فرق في هذا المقام لانها جاءت لخدمة الامن الاسرائيلي وللانتقاص من سيادة هذه الدول المسخ, اما الانكى والاشد مصيبة التي ستحل على رؤوس الفلسطينين والعرب المجاورين في اطار كيري هوالاعتراف بيهودية دولة اسرائيل وان تم هذا فسيعني ان كل الفلسطينين المنغرسين في ارضهم اصبحوا غرباء لان هذا الاعتراف يعني ان هذه الاراضي لليهود وكل من يقيم عليها من غير اليهود هم ضيوف قابلين للطرد اما قصة تبادل الاراضي فهي نكتة العصر لانها ببساطة خدعة وسرقة ساذجة لا تنطلي حتى على جاهل فكيف يقبلها عاقل؟ وكيف يتم مبادلة ارض فلسطينية بارض فلسطينية؟؟, ان اساس الحل هذا لو تم قبوله جدلا ان الفلسطينين قبلوا التنازل عن جزء كبير من ارضهم التاريخية مقابل هذا السلام المسخ, فكيف يبدولنها بارض من ارضهم؟؟ لا بد من وضع هذا الحدث فيما لو حصل ضمن المعجزات والعجائب السبعة لتصبح ثمانية اما الحقيقة وراء هذه المبادلة فهي التخلص من سكان هذه الارض الذين يشكلون خطرا على ديموغرافية هذه الدولة اليهودية .

اننا هنا نستغرب ونسال هل القيادة الفلسطينية والعربية مصابة بعمى الالوان وفقدان للذاكرة ؟ الم يجربوا اتفاق اوسلوا و نتائجه على ارض الواقع؟ الم تكن المزيد من قضم الاراضي الفلسطينية المتبقية  ومحاصرة القدس بحزام من المستوطنات و فصلها بالكامل عما تبقى من اراضي الضفة الغربية مما صعب الاتصال بها مستقبلا؟ ماذا يعني هدم بيوت المقدسيين وعدم السماح لهم بالبناء؟ ماذا بقي من القدس الشرقية حتى نتقاسمها مع اليهود بعد كل هذا التهويد؟. ان التزايد المضطرب باعداد المستوطنات وتهويد القدس وغور الاردن لا يمكن ان يؤسس لاي دولة فلسطينية قابلة للحياة بل يجعل اتفاق اطار بيكر ضرب من الاوهام والخيالات وصدق كتاب وقادة اسارئيل عندما وصفوه بالمغفل الذي لا يعرف اي شيء عن المنطقة, ربما يتسال المواطن العربي على ماذا اذا يتفاوض هؤلاء المفاوضون في ظل الذل والتمزق والشرذمة العربية ؟ ان الجواب بسيط يا سادة انهم يتفاوضون على كيفية حفظ امن اسرائيل لانه لا حول ولا قوة لهم بعض ان اضاعوا العراق ومصر و على الطريق سوريا وما تبقى من فلسطين, انه الثمن الذي سيركع له العرب اذا ما قبلوا اطار بيكر لحل الصراع الاسرائيلي العربي لانه ينص بصراحة انه لا قدس الا ضمن سياحة دينية ورموز شرطة عربية ضمن هيمنة اسرائيلية , لا حدود الا من خلال قوات امريكية اسرائلية في الغور مع بعض من الجنود العرب والمسلمين حسب المقاييس والشروط الاسرائلية ولا عودة لاي لاجيء الا ضمن النواحي الانسانية الاسرائلية هذا كله بعد الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل, النتيجة 4/صفر لصالح اسرائيل طبعا الصفر للفلسطينين والعرب والمسلمين مجتمعين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد