جنيف -2 ولد حيا لانهاء النظام السوري

mainThumb

29-01-2014 05:01 PM

الكل تابع كلمات رؤوس الوفود المشاركة في هذا المؤتمر والتي اظهرت التباين الشديد ما بين معسكر النظام والمساندين له من جهة ومعسكر المعارضة والداعمين لها من جهة اخرى حول اولويات ومفاهيم كل منهما لهذا المؤتمر وكما يقولون كل يغني على ليلاه, لكن الشيء المؤكد لانعقاده هو متابعة تنفيذ بنود مؤتمر جنيف -1 وتحديد الاطر اللازمة لتنفيذها وتطبيقها رغم كل الحملات الاعالمية من كلا الجانبين, فالنظام لم يألوا جهدا قبل واثناء انعقاد المؤتمر و من خلال تصريحات اعضاء وفده التي  تارة ينفي البعض منهم  قبول قراراته وتارة يضع البعض منهم مصير الاسد خط احمر للتفاوض والتركيز على مسالة الارهاب وجعلها من اولويات هذا المؤتمر مستخدما ابواق اعلامه الداخلي والصديقة من اجل  التاثير على مسار واهداف هذا المؤتمر ان الحقيقة التي يغفلها هذا النظام ولا زال يكابر حتى الان ان مجرد قدومه الى مثل هذا المؤتمر والجلوس مع نده المعارض هو بحد ذاته اقرار وتسليم لكل قرارات مؤتمر جنيف-1 وما كل هذه الزوبعة الاعلامية الا كغثاء السيل لن تقدم ولن تاخر لان باب المرواغة امامه اصبح يضيق مع الوقت وليس امامه الا خيارين اما التسليم بالواقع واقتسام السلطة عبر حكومة وحدة وطنية وياعتقادنا انه هو الرابح او تصفيته عبر حملة عسكرية دولية وهو سيكون الخاسر الاكبر ,في الوقت نفسه نجد ان المعارضة جل همها هو تشكيل الحكومة الوطنية الكاملة الصلاحيات من اجل تحقق حلمها وحلم الشعب السوري بالتخلص من بشار الاسد ورموز حكمه بعد كل هذه الدماء وعجزها عن تحقيقة عسكريا بسبب تخاذل المجتمع الدولي وسرقة الثورة السورية من قبل المنظمات الجهادية المتتطرفة.

ان الطرفان يدركان وقبل مجيئهما الى هذا المؤتمر المرتب سلقا  ان مصيرهما ليس بيدهما بل هو بيد كل من كيري ولافروف ودول الخليج وتركيا وايران وان مجرد قبولها بقرارات مؤتمر جنيف -1 وقدومهما الى مؤتمر جنيف -2 هو بحد ذاته اكبر تنازل من قبل الطرفين بعدما ايقنا جيدا انهما غير قادرين على انهاء الاخر وهذا ليس بمحض الصدفة ولكنه مبرمج من كل الدول التي تدعي سواءا دعم النظام او المعارضة فداعمي المعارضة هم مشتتون وكل لديه اجندته و من ورائهم اسرائيل والتي لا تراقب وحسب بل وتصدر الاوامر اضف الى ذلك تمزق وتشتت المعارضة والاقتتال الداخلي الذي ادى الى تمزقها بسبب المنظمات الجاهدية التكفيرية المجهولة المصدر والتمويل, اما داعمي النظام حتى لو ظهر للبعض انهم على قلب واحد لكنهم ليسوا كذلك فهم مشتتون ولكل اجندته فاذا كان الروس تهمهم مصالح اقتصادية وعسكرية فان ايران همها تصدير التشيع في والمحافظة على نفوذها في المنطقة واما المالكي فهو تائه ما بين اسياده في واشنطن وطهران لكنه في النهاية سيكون ولاءه للسيد الامريكي مع بعض المساحات لايران في حالة رضوخها وتجاوبها مع ما هو مطلوب منها دوليا لكن حسب ما يراه هذا السيد من هنا جاء جنيف -2 ضرورة ملحة للجميع بعد ان وحدهم عداؤهم لجبهة النصرة والقاعدة  ان هذا التوافق ما بين جميع هذه الفئات المتناحرة على الساحة السورية جاء بعد دخول هذه الجماعات الدينية المتشددة على خطوطهما بل و اصبحت لها الكلمة العليا في المعركة السورية واصبحت تهدد ليس سوريا بل والمنطقة ككل .

ان قبول النظام لفكرة الجلوس مع الد خصومه يعد ليس رضوخا فقط بل واعترافا بعجزه عن قهرهم رغم كل ادوات الاجرام التي استخدمها فلا التاريخ القديم ولا الحالي شهد مثل هذه الجرائم ضد الانسانية اما الاكثر استغرابا هذا السكوت والتسامح عن الفظائع والجرائم التي وصلت الى حد الابادة والتطهير استخدام فيها كل الاسلحة المحرمة دينيا ودوليا (الكيماوية والعنقودية واخرها البراميل المتفجرة) انها ستبقى عارا يسجله التاريخ في سجل كل زعماء العالم واولهم الزعيم المتخاذل في وشنطن واصدقائه في لندن وباريس و موسكوا وباقي دول العالم العربي والاسلامي, لقد نجح السوريون وبدم اطفالهم وشيوخهم ونسائهم ان يقهروا كل جبروت هذا النظام ويفضحوا تخاذل العالم ويجبروا الجميع على ان يجلسوا مع ثوارهم في جنيف -2 , ان هذا المؤتمر لم يلد ميتا كما شبهه  بعض قاصري النظر من الكتبة الباحثين عبر دماء الاطفال والشيوخ عن المال والشهرة , هؤلاء الذين يكتبون بدماء هذا الشعب الصابر على نزيف دمائه لاكثر من ثلاثة سنوات , ان مؤتمر جنيف-2 سيكون مقبرة النظام شاء البعض ام ابى وكما يقولون اول الغيث قطرة واول قطرة هي جلوس عصابة النظام الملطخة ايديهم بدما الشعب السوري امام هؤلاء الثوار ثم الموافقة على بحث تشكيل الحكومة الوطنية كاملة الصلاحيات هذا يعني تجريد بشار ونظامه من مخالبهما وسيصبحا ديكورا من الماضي ومع انتهاء مدة رئاسته سوف يسقط  هذا الديكور وسيكون عليه الاستعداد للمحاكمات والاعتقالات وربما على ايدي من كان يثق به.

ان قبول المعارضة لمؤتمر جنيف هو كذلك اعترافا بانهم لن يستطيعوا قلب الطاولة على الجميع وان سوريا لا يمكن ان تحكم من فصيل واحد وهو اعتراف بانه ليس من الحكمة تدمير كل اركان نظام الدولة السورية فالنظام ليس فقط بشار الاسد وعائلته وزبانته من المنتفعين على حساب الدم السوري بل مؤسسات سورية قائمة و تديميرها هو تفكيك سوريا النظام والدولة. ان الجيش العربي السوري ليس بشار وعائلته ولا حتى محسوب على طائفة محددة  كما يردد البعض وهناك قادة فيه بريئين من كل هذه الجرائم التي يقوم بها افراد الكل يعرفهم اولهم المععارضة فالكل يعلم من يقود الطائرات انهم مرتزقة روس وكوريون شماليون وبعض المرتزقة من دول مختلفة واما الذين يقودون الجبهات والمعارك فهم افراد حزب الله والحرس الثوري الايراني وجماعة فضل العباس وعصابات باكستانية ويمنية طائفية لا يمكن لاي سوري ان يفعل ما نراه من جرائم واننا هنا نبريء الاخوة العلويين لانهم سوريون اصيلون لا يمكن باي حال ان يقوموا بمثل هذه الجرائم ان الامعان بتدمير وتفكيك الجيش العربي السوري هو خيانة عظمى تصب في مصلحة اسرائيل لانه مطلبها الاول ولايمكن ان تنطلي هذه الحيل وهذه الفتن على احرار وثوار سوريا الحقيقين من هنا نحن نحي موافقة العقلاء من المعارضة على الدخول في مفاوضات حتى ولو مع اركان النظام الملطخة ايديهم بالدماء من اجل حل وسط يحقن الدم السوري ويحافظ على سوريا الدولة, ان التطرف الديني الذي بات يسيطر على اجزاء كبيرة من سوريا ويعيث في الارض فسادا حيث يكفر من يقف امام تطلعاته يعد اكبر خطر يهدد بقاء سوريا الدولة لانه سيؤدي الى تقسيمها الى دويلات طائفية ستخدم تطلعات دولة اسرئيل الطائفية, ان على المعارضة ان تدرك ان بشار ليسس النظام وان النظام لا يمكن احتزاله بشخصية فرد او حتى عائلة وهذا ما افصح عنه لافروف اقوى الداعمين لهذا النظام عندما صرح علنا وفي اكثر من مناسبة ان روسيا لا تتمسك بشخص بل بدولة وهذا كلام الامريكان والعديد من دول المنطقة من هذا المنطلق يستطيع الثوار وبدعم الاصدقاءهم ان يضيقوا الخناق على الرئيس السوري وداعميه واجبارهم في النهاية على التخلي عنه واستبداله برئيس اخر عبر حوار حر وديموقراطي توافقي ما بين جميع فئات الشعب السوري.

اخيرا نقول جنيف -2 سيشهد نكسات تفاوضية كثيرة يفتعلها وفد النظام لكنه في نهاية المطاف سيرقص كالديك المذبوح اننا لا نتمنى ان تتحول سوريا المقاومة الزائفة الى سوريا المحاربة للارهاب يستنزف فيها ما تبقى من قوة للجيش العربي السوري فهذه النتيجة بالتاكيد ستسعد دولة اسرائيل الشقيقة لانها خلصت من هم جيش كانت تحسب له حسابا وبدل ان يكون في مواجهتها  اصبح في مواجهة عدوها المصطنع وهو التطرف الاسلامي, اما الخاسر الاكبر فبالتاكيد هم العرب لان جيوشهم واموالهم تستنزف من اجل خدمة هذه الدولة والتي نجحت وبامتياز وبمساعدة حليفتها امريكا من تحويل وجهة الصراع من عربي اسرائيلي الى اسلامي سني شيعي والدليل على هذا ما نشهده من صراعات و احداث متسارعة ادت الى فتن على الساحة السورية والمصرية والعراقية واللبنانية والتنوسية التي ليست على الاطلاق في صالح الامة العربية المفتتة اصلا والتي للاسف تفتتت نفسها بنفسها ياياديها ومالها , على جميع قادة الدول العربية ان يدركوا ان نار هذه الفتنة ليست بعيدة عن بلدانهم واخص بلدي ووطني الاردن والذي تحيط به الفتن من كل جانب علينا ان نستيقظ فهذا الطوفان من اللاجئيين سيفجر الوضع الداخلي ان لم يضبط ويوضع له اسس وضوابط ولن ينفعنا كل الوعود الامريكية والاروبية والخليجية والاخيرة هي ليست بمنأى عن كل هذا لان الاردن هو الجدار الواقي الباقي لها من هنا نناشد قادتها سرعة التيقظ ومساعدة الاردن في محنته واخر قولنا كما يقولون العبرة بالخواتيم والتي كما نراها كوابيس فوق رؤوس الجميع حمى الله وطني الاردن والهم قيادته الصواب في كل قرارتها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد