مشروع كيري بين الوهم و الحقيقة

mainThumb

30-01-2014 03:15 PM

كثر في الأيام الأخيرة الماضية ، الحديث عن جولات كيري المكوكية ، وما حمله معه في هذه الجولات ، وكثرت التفسيرات ، وازدادت الصالونات السياسية في إجتماعاتها ، وبدأ الكل يطرح تصوره لما يعتقد بما يحمله وزير الخارجية الأمريكي من طروحات تخص قضية الشرق الأوسط الأولى (فلسطين).


نعم الجميع وعلى مختلف المستويات بدأ يدلو بدلوه فيما يعتقده ، سواء عن علم وقراءة ما بين السطور، أو بحثا عن هدف يحققه من خلال هذه الأحاديث ، وكل ذلك وسط تعتيم حكومي رسمي و نيابي عن الطروحات السياسية وما أطلق عليه بمشروع كيري ، خصوصا أن هذه الجولات تأتي في وقت تجري به المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية ،  وبرعاية أمريكية.
 
هناك من طرح فكرة أن ما يحمله كيري ، هو خارطة طريق للتوطين ، أو فكرة الوطن البديل ،  وهذه الفكرة تم نفيها مرارا وتكرارا من مختلف المستويات ، وعلى رأسهم جلالة الملك.
 
وهناك من ربط قضية تجنيس أبناء الأردنيات ، والتي ما زالت بين الرفض والتأييد (وأنا ممن يرفضها وقد أوضحت رأيي بهذا في مقال سابق بعنوان مواطن أردني من أصل عربي) وكل ذلك تحت شعار الحفاظ على الهوية الوطنية الأردنية.
وهناك أيضا من وجد في هذا الموضوع زاوية يدخل منها لإثارة الفتنة النائمة (وقد لعن الله من أيقظها) بين من هو الأردني من أصل أردني ، ومن هو الأردني من أصل فلسطيني ، أو من هو فلسطيني ، حتى تجرأ بعضهم ليذكرنا بأيلول ،  فقط لغاية في نفسه.
 
أنا أرى أن الوحدة الوطنية ، هي أولى أولوياتنا دائما وأبدا ، فبدونها لا يمكن أن نحافظ على الأردن ولا يمكن أيضا أن نمتن إرتباطنا بأرض فلسطين.
وأعتقد أيضا أن كل ما يجري سواء من المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية ، أو جولات وزير الخارجية الأمريكي ، سواء كيري أو من سبقه ،  لم يأتي بشيء جديد ، ومعلن ليحول بيننا وبين التفسيرات التي أخذ الجميع يتداولها ، حسب قراءاته أو توجهاته السياسية ، أو أهدافه سواء المعلنة أو المبطنة.


أنا أقول كما قال أحد الحكماء(إذا لم تفهم ما أقصد فأرجوك لا تفسر من قاموسك)لذلك وبعد مطالعة أغلب من كتب حول هذا الموضوع ، فإني لم أجد سوى تفسيرات ومخاوف ليس فيها شيء جديد ، ولكل ذلك أقول إننا في الأردن كلنا أردنيون للمحافظة على أردننا ، وكلنا فلسطينيون عند الحديث عن فلسطين.


أخيرا أقول لكل السياسيين سواء كانوا كتابا ، أو محللين ، هل هناك معلومة مؤكدة حول ما يكتب ، أو يطرح عن جولات كيري المكوكية ، فإن كانت هناك معلومات تستحق كل ذلك فليعلن عنها ، وليقف الجميع علنا ضد هذا المشروع ، وهذه الطروحات وليكن دفاعنا حقيقيا عن الوطن ، وهويته وعن قضية فلسطين ، وليس فقط بالطروحات والكتابات ، لأن الدفاع عن الأوطان لا يكون بتنسيق الكلام ، وشتم الأعداء ، وبالتالي نصبح كذلك الإعرابي الذي كان يرعى إبله ، فهاجمه مجموعة من اللصوص ، فبدأ يشتمهم ويسبهم وهم يسرقون الإبل  وعندما عاد إلى قبيلته ، أخبرهم بالحادثة ، وقال مقولته المشهورة (أشبعتهم شتما وفازوا بالإبل).
 
أما إن كان الحديث مبني على تفسيرات شخصية وتوقعات سياسية ، فإني أرى أن الوطن لم يعد يحتمل جلدا أكثر ، حتى وإن كان من وراء حجاب.
 
عاش الأردن قيادة وشعبا وترابا



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد