الاردن ما بين الحقوق المدنية وخطة كيري

mainThumb

06-02-2014 05:10 PM

الكل تابع اصداء اقرار الحقوق المدنية لابناء الاردنيات وكل ما تسج من خيالات حول ما يسمى بخطة كيري لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لا احد ينكر حق البعض من التخوف من نتائج هذين الامرين على الاردن وديموغرافيته لكن دون تهويل وتاويل وجلد للذات ولو تمعنا قليلا في كل التحليلات السياسية سواءا عبر الصالونات السياسية أوالمقالات الصحفية  لهذا الفصيل من المكون الشرق اردني لوجدناها وبكل صراحة تصب في خانة التخوف من مكون واحد فقط للاسف هو الغرب اردني على الجانب المقابل نجد ان المكون الغرب اردني ينقسم الى فصيلين الاول الذي جرد من جنسيته الاردنية بحكم قرار فك الارتباط الغير دستوري والذين يقبعون تحت السلطة الفلسطينية منهم فصيل من محاسن الصدف يشبه الفصيل الشرق اردني فاذا كان الاول يحتكر لنفسه الهوية الاردني دونا عن باقي المكونات الاردنية الاخرى فان هذا هو الاخر يحتكر الهوية الفلسطينية لنفسه دونا عن باقي المكونات الفلسطينينة الاخرى من هنا ليس من مصلحته اي عودة لاي نظام ملكي سواء مملكة اردنية او مملكة عربية متحدة وبهذا التقاطع في المصالح نجده يدعم توجههات زميله المتمترس شرق النهر لان مصالحهما مشتركة وهما مستفيدان من شرذمة الشعبين و الحكم التاريخي للهاشمين وحصره شرق النهر, اما الفصيل الاخر من الغرب اردني فهم حفنة كانت في مراكز ومناصب رفيعة في الحكومة وبعد ان خسرتها اصبحوا الحماة والمدافعين عن ما يسمى الحقوق المنقوصة واصبحوا ينظرون ليل نهار فيها عبر قنوات متربصة بامن الاردن.

ان حقيقة كل هذه الاطراف باتت معروفة لكل موطن شرق او غرب اردني من اصل شرقي او غربي بل انهم يستطيعون تسميتهم بالاسم لان جل هم هؤلاء المكاسب التي اعطاهم اياها المحتل البريطاني وبعده الاسرائيلي نتنيجة لخدماتهم الجليلة لشق الصف الاردني والفلسطيني والتامر على حكم الهاشميين ولا زالت عائلات وابناء البعض منهم ليس فقط يتسيدون الوظائف الرفيعة بل ويملكون اضخم الشركات والثروات جنوها على حساب قوت الشعب الاردني والفلسطيني المضطهد والمسروق , لذلك نقول لهم كفى تباكي على الاردن او فلسطين لانهما بريئتان منكم ومن وطنيتكم ومن كل ما تتشدقون به ليل نهار فكل بكاؤكم هو على مزياكم ومصالحكم والتي ستزول قريبا اما الشعبين فهما شعب واحد واصل واحد وبلد واحد وقيادة واحدة مهما حاولتم زرع الفتنة الفئوية والقبلية لتتسيدوا.

ان التباكي على ديموغرافية الاردن بسبب اعطاء حقوق مدنية لابناء الاردنيات هو غير مبرر ممهما سيق من حجج لانه حق كفله لهن الدستور الاردني بل ربما اكثر, ان بعض الالوف من هؤلاء الابناء لا يمكن ان يغيروا من موازين الديموغرافيا في الاردن اذا ما قورنت بملايين الاخوة العراقيين والسوريين والمصريين المتتدفقة على الاردن, انه حق اريد به باطل , لننظر الى الدول المجاورة والى الدول المتقدمة كيف تعامل بناتها و لنتعلم دروس الديموقراطية قبل المطالبة بها انا لا اعرف كيف لهؤلاء الذين صدعوا رؤوسنا بالمطالبة بالحريات والديموقراطية وفي نفس الوقت لا يؤمنون بها لبناتهم, النشامى لا يمكن ان يتركوا بناتهم او ابناء بناتهم في العراء ,الاردن البلد المضياف العروبي الهاشمي قيادته وشعبه اكبر من ان يتحدثون عن حقوق مدنية لحفنة من ابناء بناتهم او ان يتخلوا عنهم فلنوقف العويل والتهويل ليل نهار باسم الوطنية لانها ليست حكر على اي شخص دون الاخر اوفئة دون الاخرى الاردن للجميع وهو تاج فوق رؤوسنا جميعا اما الضجيج الهائل الذي تثيره اقلام بعض الكتبة و التصريحات والمداولات التي تتم عبر صلونات بعض السياسيين حول ما يسمى خطة كيري غير مبررة خاصة انها لم ترى النور بعد ولا احد يعلم ماهيتها او محتوياتها في ظل انكار رسمي من كافة الاطراف ذات الصلة من حقنا جميعا اردنيين وفلسطينين ان نخاف ونتحسب لكل شيء لكن دون تهويل وتزوير ومبالغة لاحداث هي اصلا لم تحدث بعد فلا احد يقبل ان تحل للقضية الفلسطينية على حساب الاردن لانه ببساطة الاردن هو فلسطين وفلسطين هي الاردن ولا يتصور اي عاقل ان هناك زعيم اردني او فلسطيني  يقبل اي حل حتى ولو على متر من التراب الغالي لفلسطين او الاردن ولا يعقل في نفس الوقت ان يغيب الاردن عن اي حل مستقبلي فلا يمكن ان نطالب الحكومة ان تناى بنفسها عن اي حل مستقبلي لان اي حل لا يستند الى الدور التاريخي للاردن قيادة اولا وشعبا ثانيا لا يمكن ان يتم هذه حقيقة على الجميع ان يدركها من هنا نقول لكل المتصيدين بالعلاقة الاردنية الفلسطينية ان عبثكم هذا لن يثمر مطلقا فزمان المزايدات قد ولى , ان شماعة خطة كيري التي بداتم من خلالها نشر غسيلكم ذو الرائحة العنصرية والفئوية لتدخلوا بها على العلاقة الاردنية الفلسطينية هي وهم لان شرفاء الاردن وفلسطين لن يمرروها مهما كان الثمن فاستريحوا لان كل عبثكم هذا لن يثمر سوى صراخ وعويل لا اكثر.

ليطمئن كل هؤلاء المتشائمين والمتتخوفين على مستقبل وديموغرافية الاردن ما دام على راس قيادته صاحب الجلالة ابن السلالة الهاشمية الذين ضحوا بارواحهم ورووا تراب فلسطين والاردن بدمائهم الطاهرة يكفي فقط لنذكر هؤلاء بالحسين بن على اب الثورة العربية الذي يرقد جثمانه الطاهر في القدس الشريف ودماء الشهيد المغغفور له الملك عبد الله الاول المؤسس التي لم تجف بعد من على ارض المسجد الاقصى ان تاريخ العائلة الهاشمية اكبر ضامن وشاهد عيان للجميع على انه الحامي والواقي للاردن وفلسطين اللتان لم تعرفا القسمة يوما لانهما دولة واحدا ابى من ابى وشاء من شاء وان شعبيهما شعب ذوا اصول وجذور واحدة وقيادة هاشمية واحدة جمعهما الله في ارض واحدة عندما ذكرها في كتابه العزيز وسماهما بالاراضي المقدسة (بيت المقدس واكناف بيت المقدس ) وجعل نهر الاردن يقسم هذه الديار المقدسة الى غربية وشرقية (غربي النهر وشرقيه) وتحرير بيت المقدس سيكون على يد رجال ياتون من الشرق قال الله تعالى" فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُول"ا الا يكفي كل هذه الحقائق الربانية ليعلم هؤلاء المتشدقون انه لاوجود لديموغرافية اردنية او فلسطينية وانما هي اسماء هم أسموها لا كثر , لنعود الى التاريخ حتى نعرف ان المغفور له صاحب الجلالة المؤسس كان اول من عين ملكا على فلسطين وشرق الاردن ولنضع الف خط تحت شرق الاردن وفاوض الاسرائيلين على 80% بالمئة من فلسطين الحبيبة في الوقت الذي فاوض الاخر في اوسلوا و لهث وراء اقل من  20% فقط ولنتذكر كيف قامت الدنيا حينها عليه من اعلاميين وسياسيين وثورجيين مأجورين لا نريد ذكر ما قيل بحقه ونبش التاريخ  لانه يندى له الجيبن لما فيه من خسة وكذب وتلفيق ادى الى ما ادى اليه من اغتيال له على يد مؤجرين من قبل خونة ويهود مغتصبين ادى الى ضياع اكثر من 60% من فلسطين وجاء المغفور له الملك حسين بن طلال ليلملم الجراح ويعلوا عليها ويجمع ما بين غربي النهر وشرقيه دون ذكر لفئة او اسم تحت قيادته الهاشمية وتشرفنا جميعا بحمل اسم اردنيون نسبة الى نهر الاردن المبارك وليحافظ على ما تبقى من ارض فلسطين حتى جاءت مرة اخرى حملات الاقلام المؤجورة ومؤامرات بعض ما اطلق عليه من ثورات بعثية و تقدمية واشتراكية وناصرية ادت الى ضياع ما تبقى من ارض فلسطين عام 1967 وانكشاف ظهر الاردن الحبيب بخسارته نصف ممكلته ولم يكتفي هؤلاء بل واصلوا مؤمراتهم على هذه القضية حتى اجبروا المغفور له على قبول فك الارتباط عام 1988م الذي ادى الى ما نراه الان من فقدان الارض الفلسطينية والتهامها من قبل المستعمرات وضياع التاريخ الاسلامي في القدس , لقد حاول جاهد المغفور له الحسين بن طلال المحافظة على ما تبقى من فلسطين ليس طمعا بالدنيا وملكها ولكنه كان يعتبره واجبا وطنيا تجاه هذه الارض المقدسة التي انعم الله عليه بقيادتها ولوقف بني يهود من تحقيق حلمهم في وعد بلفور الذي يصل الى الفرات فوعد بلفور المشؤوم  للذين لا يقرؤون التاريخ يشمل الارض غربي وشرقي نهر الاردن .

اخيرا نقول ان اعطاء الحقوق المدنية لبضع الاف من ابناء بناتنا الاردنيات لن يقلب التوازن الديموغرافي وانه نسج خيال للبعض وغير واقعي اصلا كما ان حل القضية الفلسطينية لا يمكن الا ان يثبت الاردن ويقويه لان حلها هو انهاء وايقاف المد والطمع اليهودي في كل الارض المقدسة غربي وشرقي النهر بل هي وأد لمشروعه المسمى ارض الميعاد ولان حيفا وعكا والقدس ورام الله هي اراضي اردنية تاريخية شاء من شاء وابى من ابى وهي مملكة الهاشميين سواء مسماها المملكة العربية او الاردنية الهاشمية في النهاية هي هاشمية نتتشرف جميعا بالانتساب اليها اما فلسطيني او اردني فهذه كلمات مستوردة يكمن من ورائها رئاحة نتنة عنصرية لا نقبل بها نحن شعب واحد وبلد واحد والخطر الذي يتربص بنا هو هذه الالاف النازحة من العراق وسوريا ومصر لانه الخطر  الحقيقي للديموغرافيا و ربما سينسف كياننا ويفجره وبالتالي سيمهد الطريق لا سمح الله ان يحقق اليهود حلمهم في دولة الميعاد فهل ندرك حقيقة هذا الخطر؟ من هنا نطالب حكومتنا ان تضبط تدفقهم بشكل او باخر حمى الله الاردن وبقي البوابة الاولى بقيادة ال هاشم وعلى راسهم صاحب الجلالة لتحرير مقدساتنا القدس الشريف.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد