دم زعيتر غسل المهانة على جسر الكرامة ؟

mainThumb

16-03-2014 11:09 AM

لقد فجع الشعب الاردني بالطريقة التي استشهد بها القاضي زعيتر برصاص الغدر على يد جندي اسرائيلي قي معبر الكرامة وبقدر الحزن الذي يعتصر القلب على فراق مثل هذا النشمي بقدر ما نبارك له هذه الشهادة التي وحدت ضفتي الاردن مرة اخرى بدمه الطاهر الذي سال على نهره العظيم وحتى يستطيع المواطن العادي فهم ما يجري وجرى بالضبط للقاضي على هذا الجسر الذي لا يعكس بالمطلق مسماه فلا بد من القاء الضوء على الطريقتين المفروضتين على كلا المسافرين الاردنيين والفلسطينيين لاجتيازه وهما: الاولى اجتياز المرمطة بدون كرامة للغلابة هنا على المسافرين ان ياتوا الى الجسر قبل ساعات وساعات من افتتاحه وربما البعض يشد الرحال من بعد صلاة القجر ايام الزحمات في الصيف والاعياد ينتظرون لساعات وربما البعض لا يحالفه الحظ ويبيت اياما ولا نريد ان نذكر بالماسي التي حصلت للاطفال والعجائز في الماضي ,قبل الساعة الثامنة بساعة او اقل تبدأ مرحلة تفويج هؤلاء المسافرين من النقطة الاردنية ويتم تكديسهم في باصات تنطلق تباعا الى الجسر لتكدس مرة اخرى عند مدخل الجسر في الجانب الاردني تنتظر رحمة هذا المغتصب ليفتح لها بوابة الجسر و مع بداية الدوام عندهم يبدأ ادخالها حسب اهوائهم وراحة موظفيهم باصا باصا لتصل الى النقطة الامنية الاولى بعد انتهاء الجسر تماما لتجد بانتظارها جنودا مدججين بالسلاح واياديهم مهيأة تماما لاطلاق الرصاص, يعلن سائق الباص للمسافرين ان يتركوا كل الامتعة داخله وان يخرجوا واحدا واحدا ومن باب واحد باتجاه مكان اشبه بالقفص يقف عند باب الباص جندي في وضع قتالي واخرين يحيطون بهذا القفص واخرين بالجيب وخلف الباص وجميعهم اياديهم على الزناد, بعد التاكد من نزول جميع الركاب وتكدسهم بهذا القفص ينزل اخر راكب وهو السائق يدخل جنديان الى داخل الباص ويفتشونه بحراسة مشددة من اخرين حوله وحول الركاب يتابعون كل حركة وبكل حساسية بعد نزول الجنديان من الباص يامر احد الجنود الركاب بالصعود الى الباص مرة ثانية ليتابع سيره باتجاه الجوازات والجمارك مرورا بحاجز اخر.


 ان العجيب في الامر هنا فالبرغم من ان جميع هؤلاء الركاب يمرون هم وامتعتهم باشد التفتيش الامني في النقطة الاردنية الا ان هؤلاء الجنود وعلى ما يبدو لا يعيرون اي اهتمام او ثقة لكل هذه الاجراءت الامنية وهذا ان دل فانما يدل على قوة السلام والثقة وقيمة معاهدة السلام التي وقعت بيننا. ان الاهم في كل ما سبق ان هذه النقطة هي التي قضى عليها القاضي زعيتر كما انها هي التي حدث عليها بعض العمليات الفدائية من طعن او تفجير حسب زعمهم في االسابق من هنا على كل عابر لها ان يلتزم الحيطة والحذر وان يغلق فمه وعينيه واحاسيسه ان اراد ان يمر بسلام والتي يبدو ان القاضي زعيتر لم يستطع ان يتجاوز كل هذا الامتهان والاذلال فحاول التعبير عن رفضه لهذه الممارسات ونسي انه هنا مواطن عادي وليس قاضيا يامر وينهى وان هؤلاء جنود لا ياتمرون بامره كقاضي بل هم مغتصبون لارضه وبيته ويخافون حتى نظراته فكيف ان حرك يده أو لسانه وصرخ في وجوههم بصوت عالي فهذا بنظرهم ارهاب ولا بد من اسكاته وهذا ما حصل له وسيحصل لاي شخص يتصرف بكرامة مثل هذا القاضي امام هؤلاء القرود الجبناء.

 اما الطريقة الثانية: فهي العبور للاشخاص المميزون بدون كرامة: طريقة جديدة ادخلتها علينا معاهدتي السلام الاردنية والفلسطينية حيث تم تشكيل شركة اسرائيلية اردنية فلسطينية لابتزاز العابرين لهذه الجسور المريشين من خلال ما يطلق عليه في اي بي ويا ريتها تعني هذا الاسم لانها فقط مقصورة على عبور الجانب الاردني حيث الغرف المكيفة والقهوة وانهاء معاملة العبور بثوان والسيارة الفخمة كل هذا ينتهي عند مدخل الجوازات والجمارك الاسرائيلي حيث يقذف سائق هذه السيارة بامتعتك لتعانق امتعة الغلابى القادمين في الباصات وتاخذ دورك في الصفوف مثلهم وتنتهي اللعبة هنا حيث الاذلال الاقسى والامر( من صفوف وتزليط ووضع الاحذية والعقال المايل والغتر مع بعض للفحص الامني ونفاضة الدجاج ..الخ) وحتى لا نظلم هذه الشركة والمسافرين من خلالها فانهم فقط لا ينزلون عند نقطة الموت والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا يترك مثل هذا القاضي يعبر الجسور دون ترتيبات خاصة تضمنها معاهدة السلام ؟ لماذا لم يتم وضعه مع ال في اي بي على الاقل ؟ نترك الاجابة اولا لدائرته محكمة صلح عمان وثانيا لادارة معابر الجسر والتي بالتاكيد تعرفت عليه ولنؤكد هنا انه لو لم يكن قاضيا وذي منصب لما حصلت هذه الزوبعة وهذا التنظير الاعلامي والتلفزيوني واكبر دليل على ما نقول حادثة الشرطي الجراح وحوادث كثيرة لمواطنين اردنيين قضوا في الارض المحتلة موتا او سجنا دونما اي ذكر.


ان استشهاد القاضي لا يتحمله الجندي الاسرائيلي فقط بل حكومته وعلى راسها رئيس وزرائه ووزير داخليته ووزير الدفاع فلو ان حكومته تؤمن بروح السلام المنصوص عليه في معاهدة سلام وادي عربة لنشروه في عقول جنودهم بدل هذه الغطرسة والكراهية ولادرك هذا الجندي وزملائه ان هؤلاء العابرين المسافرين مسالمين قادمون لزيارة اهاليهم وبيوتهم و من بلد مسالم وصديق وقع معهم معاهدة امن وسلام ومفتشون من القدم الى الراس امنين مئة بالمئة وانه لا ضرورة لكل هذا التشنج وشد العصب عندهم ولما وجدتهم يضعون اصابعهم دائما على الزناد ولتعاملوا بكل هدوء مع اية حالة من المسافرين كما يحدث عند اية نقطة حدود في العالم.

ان هذا الجندي يعتبر نفسه مرخص بما قام به لانه في نظره واجب وطني مفروض عليه ونفذ اوامر مرؤوسيه لانه يعتبر نفسه في ساحة معركة كما انه لا يميز بين العابرين للجسر ان كان اردني فلسطيني مواطن عادي , قاضي او حتى وزير ما يعرفه انه عربي ارهابي يستحق القتل هذه هي عقلية هؤلاء الجنود وهذا ما تربوا عليه.

 ان الحكومة الاردنية ودائرة القاضي زعيتر وادارة معابر الجسر تتحمل جزء من مقتله وذلك لان هذا الشخص ليس مواطن اردني عادي فهو يتقلد منصبا حكوميا ولا بد من ترتيب دخوله بطرق رسمية مع الاسرائيليين وابلاغهم مسبقا ولا يجوز التغاضي عن دخوله بهذه الطريقة التي ادت الى مثل هذه الماساة , لقد وضعت الحكومة وادارة المعابر للجسر للاسف انفسهم في وضع هم كانوا في غنى عنه ,من هنا نطالب بمراجعة دقيقة لطريقة عبور كل من يحمل الجنسية الاردنية عبر هذه الجسر ولا بد من معاملتهم بطريقة اخرى افضل مما يعاملون بها الان ان كان حقا هناك معاهدة سلام , ان هذا الحادث جاء ليلقي الضوء بجدية على مراجعة عبور الاردنيين الراغبين في زيارة اهلهم في الضفة من اجل المحافظة على اقاماتهم واملاكهم هناك وعلى السفارة الاردنية القيام بمتابعة حالاتهم وصيانة كرامتهم كاي اردنيين مقيمين في اي دولة من دول العالم لنا فيها تمثيل دبلوماسي وهذا امر واجب والا سنكون مساهميين في تفريغ الارض منهم .

 

اخيرا ان افضل رد على استشهاد القاضي الاردني هو اخلاء سبيل الجندي الاردني الدقامسه لان في مقتله خرق لاتفاقية وادي عربة للسلام ولتكن حرية هذا الجندي ثمنا لهذه العربدة الاسرائيلية, لا بد من ان تتخذ الحكومة ردا يتناسب مع هذا الحدث رغم اننا وكما قلنا نتحمل جانبا من المسؤولية مع ترك الامر لها للتعاطى مع هذا الحدث الجلل لا يجب ان نجلدها ونجلد انفسنا اكثر من اللازم على الجميع ان يقدر الاوضاع المحيطة بوطننا واننا لسنا بافضل الحال لنفرض على الاخرين ما نريد ولنتذكر القول" رحم الله امرئ عرف نفسه فوقف عند حدها "هذا ليس تقليلا من شماخة الاردنيين بل تعظيما لهم لان الضعف اذا ادرك فهو القوة بعينها, حمى الله وطننا الاردن في ظل قيادته الهاشمية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد