بعد ساعات على العقوبات .. بوتين يوقع قرار عودة القرم
لم تمض الا ساعات قليلة على قرار الرئيس الاميركي باراك اوباما بفرض عقوبات على بعض المسؤولين الروس والحظر على اموالهم في البنوك الامريكية والغربية حتى جاء خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مدويا من قلب الكرملين ومن اكبر القاعات فيه ... قاعة سانت جورج الشهيرة في اجتماع ضم اعضاء مجلسي الدوما" النواب" والشيوخ وممثلي الاقاليم الروسية داعيا المجلس الى قبول شبه جزيرة القرم المستقلة في اطار الاتحاد الفيدرالي الروسي، تلاه التوقيع على القرار بشكل رسمي من قبل ممثلي شبه الجزيرة والرئيس بوتين بعد الاستفتاء الشعبي الذي جرى يوم الاحد الماضي صوت غالبية الشعب في القرم لصالح العودة الى روسيا .
خطاب الرئيس بوتين الذي يمكن وصفه بالتحدي الكبير لقرار العقوبات المفروضة على روسيا امريكيا واوروبيا واستخفافا بمدى فعاليتها ، وتأكيدا على جدية وصلابة الموقف الروسي من الازمة الاوكرانية برمتها، وحرص روسيا والرئيس بوتين على المضي في حماية سكان اوكرانيا الروس وتنفيذ سياسة بلاده المستقلة بارادتها فقط ، لا تحت تأثير الضغوطات.
الرئيس بوتين خاطب النخبة السياسية التي تمثل كل انحاء روسيا تحدث بنبرة الواثق من قدرة بلاده على تحدي العقوبات ومؤكدا على مواقف الدولة الروسية من الاوضاع في الجارة اوكرانيا والداعمة للشرعية قائلا " الشعب مصدر السلطات "، خاطب العقل مباشرة في سرد تاريخي وقانوني للقرار الذي تم التوصل اليه بشأن القرم ولكنه ايضا خاطب القلوب والعواطف ، مشيدا بالعلاقة الحميمة التي تربط الشعب الروسي مع اخوانهم في القرم، مذكرا بالحرص على الشهداء الروس في المقابر على ارض القرم ممن دافعوا عن هذه الارض في سنوات الحرب .
لقد نجح بوتين من خلال هذا العرض التاريخي والدستوري، حيث اشار الى ان ضم شبه الجزيرة الى اوكرانيا السوفياتية خالف بشكل صريح الدستور آنذاك وركز على التداخل اللغوي والثقافي والديني بين الشعبين في روسيا والقرم عندما قال بان هذه البقعة من الارض ليست موحدة جغرافيا فحسب ، بل هي موحدة روحيا وهو ما قوبل بالتصفيق الحاد من الحضور في القاعة ، نعم تمت مقاطعة خطاب بوتين الذي استمر لاكثر من اربعين دقيقة بالمقاطعة عشرات المرات بالتصفيق والذي استمر احيانا لاكثر من دقيقة ، وهي عادة غير معهودة في التقليد الرسمي الروسي تشير الى التأثير الكبير الذي احدثته كلمة الرئيس بوتين ... كنا نسمع الهتافات تصدر من القاعة تردد روسيا روسيا ليتبين انها ردة فعل الجمهور الذي استطاع الحضور من شبه جزيرة القرم الى موسكو.
لم تغب عن المشهد التأكيدات بان القرم جزء لا يتجزأ من روسيا الفيدرالية وان عودتها اليوم لا تشكل خرقا للقانون الدولي ، عرض بوتين الحالات المماثلة ومنها كوسوفو ، تمكن بوتين الغوص في اعماق التاريخ الروسي والسوفياتي في تبرير قرار الانضمام الى روسيا .
لم تكن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على شخصيات روسية في منأى عن خطاب بوتين ، فوصفها بأنها باتت اليوم غير فعالة بعد الاعلان يوم امس الاثنين عن نتائج الاستفتاء في شبه جزيرة القرم التي صوت اكثر من 97 في المائة لصالح الانضمام الى روسيا وهو ما يدعم مواقف روسيا باعتبارها بقعة عزيزة من الاراضي الروسية انتزعت بقرار فردي من الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف .
لا شك ان خطاب بوتين كان له الاثر الكبير ليس فقط على المستوى الروسي الداخلي ، بل طال دوائر القرار في البيت الابيض ودول اوروبا الغربية ناهيك عن ردة الفعل من السلطات النازية في العاصمة الاوكرانية كييف التي سارعت بدورها للتقليل من اهمية الخطوة الروسية باستعادة القرم ولتسارع الى افتعال احداثا عسكرية وهمية على الحدود مع شبه جزيرة القرم لتبرير استنفار قواتها العسكرية "المنهارة" بالاصل وافتعال حادث مقتل ضابط في الجيش الاوكراني لاستدرار شفقة وعطف الدول الاوروبية وامريكا ظنا منها بان العالم سينجر الى حروب مع روسيا من اجلها؟؟؟، اما على الصعيد الاوروبي والامريكي جاء الخطاب الروسي مفاجأة لم يتوقعها الكثير من السياسين الاوروبيين ليأتي اعلان باريس وبرلين عن تجميد روسيا في مجموعة الثمانية الكبار، اضافة الى قرار العقوبات التي فرضت على شخصيات روسية كخطوة سخيفة لتخويف روسيا، وهو ما اثار ويثير الاستهتار لدى اعضاء مجلس النواب الروسي الذين توجهوا بطلب الى الرئيس الامريكي اوباما ولدول اوروبا الغربية بفرض عقوبات على جميع اعضاء المجلس ال 436.
من الواضح ان الولايات المتحدة ومن ورائها الدول الاوروبية تستفز القيادة الروسية بمحاولة الضغط عليها لجهة التخلي عن دعم الشرعية في اوكرانيا وهو ما يشير الى جهل هذه الدول وقياداتها بالتداخل العضوي والثقافي الذي يربط البلدين والشعبين الروسي والاوكراني، كما هو دليل على اغفال هذه الادارات موضوع رئيسي بالنسبة لروسيا وهو ما اكده بوتين اليوم في كلمته بان سيفاستوبل كانت وستظل الموطن الرئيسي للاسطول الروسي في البحر الاسود، الامر الذي يعيدنا الى مصالح روسيا العسكرية ايضا في علاقاتها مع اوكرانيا ودعمها اللامحدود لارادة الشعوب الاوكرانية الرافضة للسلطات الجديدة في كييف.
رئيسة مجلس الشيوخ فلنتينا ماتفيينكو التي استمعنا اليها في حديث خاص لتلفزيون روسيا 24 مباشرة من قاعة سانت جورج في الكرملين بعد الانتهاء من مراسم التوقيع على القرار التاريخي للرئيس بوتين طالبت الامريكيين بفرض العقوبات على جميع اعضاء المجلس وتجميد ارصدتهم " ان وجدت " في البنوك الامريكية والاوروبية ، فهؤلاء لا يملكون شيئا في امريكا ولا يزورونها . العقوبات كما يتضح لن تجدي نفعا ولن تخيف روسيا ولا يمكن ان تؤثر على الدولة الروسية وقراراتها المستقلة ، هذه العقوبات التي وصفتها ماتفيينكو بانها قرار منقطع النظير لم يصدر مثيل له حتى في زمان الحرب الباردة لم ولن تثمر شيئا سوى الاضرار بمصالح اوروبا اولا واخيرا.
قرار الرئيس بوتين اليوم باستعادة القرم يفتح المجال الى العديد من التساؤلات التي يطرحها السياسيون حول مستقبل العلاقات الروسية الاوروبية والامريكية ، فهل ستشهد هذه العلاقات فتورا في الملفات المشتركة بين امريكا والروس ومنها الملف الايراني والتسوية في سوريا وفلسطين ؟ وهل نحن على ابواب حرب باردة جديدة وسباق تسلح؟ وهل نحن امام مواجهة عسكرية بين القطبين الروسي والغربي؟ كلها اسئلة مطروحة على البساط السياسي ومشروعة للبحت والخوض فيها ، الا ان العارفين بالسياسة الروسية يعترفون بان روسيا تلجأ دائما الى الدبلوماسية ولا تتسرع بقرارتها ولا تتخذها بانفعال وكردة افعال وما جرى اليوم من موافقة على ضم القرم للاتحاد الروسي كان مجرد استجابة لرغبة الشعب في شبه الجزيرة ولا يرقى ابدا الى مواجهة بين روسيا والغرب .
وعلينا ان نعترف بأن الغرب يدرك جيدا ان حالات الانفصال عن اوكرانيا بالطرق الشرعية والقانونية قابلة الى التوسع اذا ما اخذنا بالاعتبار الموقف في جنوب وشرق اوكرانيا ذات الغالبية الروسية والتي بدأت منذ بداية الانقلاب في كييف بالمطالبة باجراء استفتاء شعبي على وضع هذه المناطق وعودتها الى روسيا اذا ما استمرت ممارسات العنف والتطرف القومي من حكومة كييف ضدهم وهو ما يهدد بانهيار الدولة الاوكرانية وتقاسمها. لا يمكن اغماض العيون على اقليم بدينستروفيا الواقع بين اوكرانيا وجمهورية مولدافيا السوفياتية السابقة وغالبية السكان فيه من الروس والذي يطالب بالتبعية الى روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي وهو ما دفع الجنرال ليبيديف حينها الى دخول الاقليم بقوة عسكرية منذ تسعينيات القرن الماضي ولا تزال هذه القوات ترابط هناك بالرغم من التوصل الى اتفاق بين اوكرانيا ومولدافيا وروسيا عام 1999 حدد وضع الاقليم .
اليوم وبعد الاستفتاء في القرم تتجدد المطالبات التي بدأت عام 2006 في هذا الاقليم باستفتاء شعبي صوت حينها اكثر من 97في المائة من السكان لصالح الانضمام الى روسيا ، وهو ما يعني ان باب روسيا مفتوحا امام العديد من الاقاليم والجمهوريات المعلنة من جانب واحد ترغب بالعودة الى الحضن الروسي ، وهو ما ينذر باعادة رسم الخارطة الجيوسياسية والعودة الى اتحاد سوفياتي جديد بلون ورائحة جديدتين . نحذر من خطورة التعامل مع روسيا ورئيسها بوتين باسلوب الفرض والاملاءات لان روسيا اليوم ليست روسيا الضعيفة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وبوتين ليس بوريس يلتسين.
تقارير عبرية تكشف بنود الخطة الإسرائيلية لاحتلال غزة
الصين تقدم المنحة السنوية للأونروا بقيمة 1.5 مليون دولار
متى تنخفض درجات الحرارة إلى المعدلات الطبيعية
التربية تدعو مرشحين لوظيفة معلم لحضور للمقابلات الشخصية .. رابط
نحو 15 ألف مريض في غزة بحاجة إلى رعاية طبية عاجلة
اتحاد العمال يدين تصريحات نتنياهو حول ما أسماه إسرائيل الكبرى
ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية
مجلس الأمن يطالب بوقف هجوم الدعم السريع بالسودان
حالة الطقس ليل الأربعاء/الخميس: أجواء مغبرة وحارة مع رياح مفاجئة
مفوض الشؤون الاقتصادية في المنطقة الخاصة يبحث تطوير النقل العام في العقبة
محافظ جرش يؤكد أهمية استمرار دعم المشاريع التنموية
مراكز شبابية تنفذ برامج لتنمية المهارات وتعزيز الوعي المجتمعي
مجدلاني يؤكد خطة عربية شاملة لإعادة إعمار غزة
الضمان يوضح آلية زيادة الإعالة التقاعدية
دير علا تسجل أعلى درجة حرارة بالمملكة الاثنين .. كم بلغت
الجيش يفتح باب التجنيد للذكور .. تفاصيل
أسماء أوائـــل التوجيهـــي في الأردن
توضيح سبب تضاعُف قيمة فواتير الكهرباء خلال الفترة الحالية
ما هو الحد الأدنى لمعدل القبول في الجامعات الرسمية
تعيين 450 معلمًا ومعلمة في مسار التعليم التقني المهني BTEC
تفعيل رابط نتائج التوجيهي عبر الموقع الرسمي
ما هي الحدود الدنيا لمعدلات التنافس لمرحلة البكالوريوس
إلى الأستاذ الدكتور إسلام المسّاد، رئيس جامعة اليرموك السابق
القبض على مسبب انقطاع الكهرباء يوم التوجيهي
بيان من المحامية أسماء ابنه النائب صالح العرموطي