اللاذقية آخر الحلول للمعارضة

mainThumb

24-03-2014 10:10 AM

 لإدراك اهمية موقع اللاذقية سياسياً وعسكرياً يجب أن نعلم مكانها على خريطة العالم ،تقع اللاذقية  على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، ضمن شبه جزيرة بحرية على بعد حوالي 385 كم من الشمال الغربي للعاصمة دمشق وهي المنفذ الأول للبلاد على البحر المتوسط والحاضنة لأكبر مرافئها، ما أكسبها موقعًا تجاريًا فريدًا، وأغناها بالعديد من المرافق الحيوية والصناعية والتجاريّة.
كسب معبر حدودي مع تركيا وهو معقل الطائفة العلوية ومنذ أيام والنظام ينشر قواته لمحاولة السيطرة على اللاذقية لعلمهم بأن مكانها حساس جداً ومصدر تهديد لهم وخصوصاً أنها معبر يستطيع المعارضة تهريب الأسلحة إلى الداخل عن طريق البحر، ولكن السؤال لما  لا تُقلب مائدة التوقعات وتسيطر المعارضة على اللاذقية كاملاً بحشد السنة وتجميعها في محافظة واحدة؟
من قواعد اللعبة السياسية عدم ترك ولو منفذ واحد للإستمرار بالمقاومة والرد ، بعد سقوط يبرود والقلمون أصبحت المعارضة تتخذ خطوات جدية لإستعادة قامتها ودفع الحماس في صفوفها والبحث عن مخرج .
اذا ما تم دعم المعارضة من تركيا وضرب اردوغان الاتفاقيات بعرض الحائط وعزز الإمدادات والتغطية الجوية العسكرية للمعارضة هنا أتوقع حدوث أمر قد يقلب قواعد اللعب ولو بأضعف الإيمان فوز المعارضة بالسيطرة على أهم المحافظات اللاذقية وريفها التي تعتبر عصب ملتهب للنظام، وهنا  قد يتمكنون من عمل تجمع سني يعمل موحداً بعيداً عن تفرق الجماعات في شتى المحافظات ليتراصون وينطلقون من خط هجوم واحد .
لا يهم ما هي مبررات اردوغان بالقيام بهذه الخطوات وإن كان الوضع الداخلي السياسي له داخل تركيا متردي، الأهم أنه قام بخطوة ، المعارضة اليوم في أمس الحاجة لها ، وحتى وإن كانت كلمة حق أراد بها باطل ، فهو باطلٌ يستجدونه اليوم من أي الأطراف المعنية بمحاربة النظام لرد اعتبار الجماعات الجهادية.
لكلا الأطراف أوراقاً يحاربون بها أحدهم الآخر ، ما بين العلويين والكرديين في تركيا والعلويين والشيعة في سوريا وحزب الشعب الجمهوري المعارض للنظام  ، ما سيتم هو ما  يحتاجه الجميع ،ونتمنى لو يحدث ولو كان أضعف الحلول الحالية وأكثرها خيبة ، ولكن لحقن تلك الدماء ولعدم الانجراف وراء تلك التيارات الحدودية السياسية ، يجب الخوض في حرب أكبر ليتم تقسيم البلاد إلى طوائف وأحزاب وكُتل .
هل سيتغير ميزان القوى تباعاً لما سيطرأ على اللاذقية ؟ ولصالح من ؟ أما يزال النظام يحتفظ بقوته التي نراها ؟ أم أنه سيكشف النقاب عن مدى انهاكه ؟
بعدما كانت ثورة سلمية ، واليوم هي ثورة مُسلحة هل سيكتشف النظام أنه زرع بأبناء بلده المعارضون أهمية الاستمساك بما لديهم بسلاحهم أو بأياديهم ؟!
والله المستعان
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد