مع خواطر غادة السَّمَّان !!
أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – بظهور ( التحوت ) في آخر الزمان وسيادتهم ورواجهم !!
ومن الذين راجتْ تُرَّهاتُهم وهذيانُهم امرأة لها رواج عند العوام وعند مريضي الأذواق ، فتجدهم يتناقلون كتاباتِها البتراء التي مصدرها هوسٌ وتخرصات ، وهذه المرأة تُسَمَّى ( غادة السَّمان ) .
ونقدي ليس عن منهجها وعقائدها فهي من هذه... الجهة ( خرابٌ شبيهٌ بخراب مدينة جرش الاثرية ) ولكن كلامي سيكون على كلامها الذين يُسَمَّى خواطر فتجد الناس - خاصة الشباب - عاكفين على تلك الخواطر المضحكة التي تشبه -صدقا - كلام المحموم تحت وطْأة حمَّى عنيفة جعلتْه يهذي بكلام شبيه بالجنون الذي لا زمام له ولا خطام ... !!
خواطرها رائجة رغم أن من له أدنى مسكة أدب أو اطِّلاع يعلم أنه لا يستحِقُّ ما صُرِفَ عليه من قطرات المداد أو ضغطات ( الكيبورد ) ، ولكن الأمة أُبْتُلِيَتْ بهذا الصنف الذي أشُكُّ بل أتيقَّنُ أن أعداء الاسلام واللغة هم من يسعى لرواجها وشهرتها حتى يصرف شباب الامة عن النبع الصافي في اللغة والادب العريق والذوق السليم .
وسأقوم بذكر بعض خواطرها ( هذيانها ) ثم نكرُّ عليها بالنَّسْف والهدم لبنيانها الهَشِّ .
قالت غادة السمان :
( لا يزالُ اسمُكَ الاسم الوحيد الممنوع من الصرف في حياتي ) !
وهي بهذه الخاطرة تريد أن تعبرَ عن استحالة زوال اسم المحبوب من حياتها كاستحالة صرف الاسم الممنوع من الصرف في عالم النحو !
وهذا تعبيرٌ باردٌ لا يمُتُّ للحبِّ ولا للعاطفة بل يستطيعه أقلُّ الناس ثقافة ايجادا وتعبيرا . فكُلُّ دارس للنحو يعرف الاسم الممنوع من الصرف ولا يجد صعوبة في عقد صورة الممنوع من الصرف مع صورة ثبوت الحب وعدم زواله ، ولكن كما أخبرتُكم أن وراء هذه الطائفة الأعداء يروجون لهم ويجعلون من تهويساتهم نماذج وخواطر أدبية باسقة وشامخة ، وهي في الحقيقة حقل ( بقلٍ ) من الجرجير والكرَّاث ذوي الرائحة المنتنة الخبيثة ، وسأنقل لكم صورة رائعة من تاريخنا الادبي العريق في ثبوت الاسم وثبوت الحب في فؤاد المحبوب ، صورة تَدُلُّ على قمة عالية لاجدادنا في هذا الباب ، فاستمع لقيس بن الملوح :
لقد ثَبَتَتْ في القلبِ منكِ مَحَبَّةٌ
.... كما ثَبَتَتْ في الرَّاحتينِ الأصابعُ
فهل هذا البيت المفعم بالعاطفة وبالصورة الرائعة يشبه تخرصات غادة السمان ؟!!
ولو أردنا نبش خزعبلاتها في تلك الخاطرة الشوهاء لو جدنا الى ذلك سبيلا ، فالاسم الممنوع من الصرف له حالاتٌ يُصْرَفُ فيها منها :
1- دخول لام التعريف
2- والاضافة
ولكنَّ ثبوتَ الاصابع ثبوتٌ أقوى ، ولا فِراقَ بين الراحة والاصابع الا بالموت او عارضٍ يُحْدِثُ نهرَدَمٍ مؤلم .
فخاطرتُها جامدةٌ باردةٌ هي أشبَهُ بدرس نحوي للصغار ! ولا يمُتُّ للعاطفة ولا لدروب الفؤاد .
بل أجدادنا من شِدَّة عشقهم لاسم المحبوبة جعلوه يتعدَّى الى غيرها !
فهذا ايضا ابن الملوَّح يقول عن ليلى واسمها :
ولا سُمِّيَتْ عندي لها من سَمِيَّةٍ
..... من الناس إلا بَلَّ دمعي رِدَائيا
أُحِبُّ من الأسماء ما وافق اسمَها
......أو شبيهَهُ أو كان منه مُدَانيا
هي السِّحْرُ الا أنَّ للسحرِ رُقْيَةً
......وإني لا ألقى لها الدَّهرَ راقيا
فهل هذه اللوحات الرائعة والعواطف الجَيَّاشة من مكلوم الفؤاد تشبه ( اسم الصرف ) عند السورية غادة السمان ؟!!
بل يعممُ قيس العامري الأمان والسلام على الظباء لأنها شابهتْ ليلى محبوبَتَهُ :
تروحُ سالماً يا شبيهَ ليلى
..... قريرَ العينِ واستَطِبْ البقولا
خليلي أنقذتْكَ من المنايا
..... وَفُكَّتْ عن قوائِمِكَ الكُبُولا
فاسمُ المحبوبة حبَّبَ اليه كلَّ اسم مشابهٍ أو مدانٍ لاسم ليلى بل من شابه جمالها من الظباء اكتسب الامن من القانص والصائد ، هذا هو الحبُّ وهذا هو الوفاء وهذا هو الثبوت والقرار ليس ( الاسم الممنوع من الصرف ) على وزن الفعل والاسم الاعجمي وصيغة منتهى الجموع انه درسٌ جامد من دروس النحو الخالية من ابسط العواطف القلبية وحرارة الاحشاء .
فأرجو من غادة السمان أن تَكُفَّ عنا هذيانها وهوسَها ، وأن تعكُفَّ على العريق من تراثنا تتعلم وتجاريهم ان ارادتْ ذلك وأنَّى لها ؟!
ونستمع لهذيان آخر من هذياناتها :
قالت غادة السمان :
( الوعدُ المؤجَّل أحلى من خيبة التحقيق ) !
فهي في هذا الهذيان تقول : الوعد بالجميل والخيروان كان مؤجلا فهو أحلى من وجوده في عالم الواقع على صورة خيبة وفشل .
وهذا كلام أقرب الى الهرطقة وتعاويذ المشعوذين ؛ لأنها جعلتْ اسم التفضيل ( أحلى ) بين الوعد بالجميل والخيبة والفشل في عالم الواقع ، ونعلم ان اسم التفضيل مشترك بين الاثنين فالخيبة والفشل فيهما قدرٌ من ( الحلاوة ) اذا !!
ولكن استمع الى العذب النمير الذي هو أزكى من العسل في جراره ، قال أبو الحسن علي بن محمد التِّهامي :
أهتزُّ عندَ تمني وصلَـهـا طَـرَبـاً
..... ورُبَّ أُمْنيَّةٍ أحْلى مـن الـظَّـفَـرِ
فهو يَهْتَزُّ لمجرد تمني وصلها حيث يسيطرُ عليه الطَّربُ وهو الفرح والسرور ، ويريد أن يصف لنا هذا الطربَ الحادث بسبب تلك الأمنية حيث يجعلُه ( أحلى ) من تحقيقها في عالم الواقع وهو الظَّفَرُ بأمنيته وتحقيقها ، فهذا هو الجمال وهذا هو الكلام الرقراق الذي ترْتَجُّ له الكتائبُ قبل أهل الأسمار !!
وسوف نقوم باذابة هذيانها وتخرصاتها بتسليط خيوط الشمس عليها مرة أخرى ان شاء الله دفاعا عن موروثنا وتبصيرا للمغترين بها .
باريس سان جيرمان يسحق ليفركوزن بسباعية تاريخية
ترامب: لا أريد اجتماعا بلا نتائج مع بوتين
7 أضرار صحية خفية للإفراط في تناول اللوز
المهـور تتقلـص: من 110 إلى 50 جراماً مقابل 5 آلاف دينار
الأمم المتحدة تطالب بتعزيز مساعدات الإيواء لغزة قبل الشتاء
لرحلة مثالية: دليل ذهبي قبل السفر وأثناءه وبعده
العدوان يلتقي الفائزين بجائزة الحسين للتطوع
انقلاب باص على عمارة بالبنيات دون إصابات .. صور
بعد 921 يومًا من التوقف .. مطار الخرطوم يعود للحياة
ماسك يهاجم مدير ناسا بسبب مهمة القمر
ترامب: السلام قائم وحماس مهددة إن خالفت الاتفاق
أربعون سيناتورًا يطالبون ترامب برفض ضم الضفة
تفسير حلم الامتحان للعزباء في المنام
دلالة رؤية ورق العنب للعزباء في المنام
وظائف ومدعوون للتعيين .. التفاصيل
الأردنية: فصل نهائي بانتظار طلبة شاركوا في المشاجرة الجامعية
إغلاق طريق كتم وتحويل السير إلى الطريق الرئيسي (إربد – عمّان)
إحالة موظف في أمانة عمان للمدعي العام .. تفاصيل
إطلاق حزب مبادرة رسميًا لتعزيز العمل الحزبي وتمكين الشباب
أسعار الذهب محليا تسجل قفزة جديدة
الشارع المغاربي بين العود الأبدي والهدوء المريب