توافق عباس مع حماس .. ممكن

mainThumb

29-03-2014 12:50 PM

لأول مرة منذ أن قامت حركة المقاومة الإسلامية حماس بالسيطرة التامة على قطاع غزة في العام 2007 وقامت على إثرها باعتقال العديد من كوادر فتح وطرد الآخرين منهم تحت ذرائع ساقتها حينها حركة حماس باتهام بعضهم بالعمالة والخيانة، وما تبع ذلك من ردود أفعال عنيفة للسلطة الفلسطينية ضد كوادر حماس في الضفة الغربية.


أقول ولأول مرة منذ ذلك التاريخ المشئووم يتفق كلا الطرفين؛ السلطة الفلسطينية وحركة حماس على رأي واحد رغم عديد الإختلافات والخلافات بينهما طوال سبع سنوات عجاف.


كانت حركة حماس قد ذكرت في معرض سيطرتها التامة على القطاع أن المدعو محمد دحلان متهم بالخيانة العظمى والعمل على تقويض أسس العمل الوطني المشترك بين كافة الفصائل الفلسطينية وتحديدا بين فتح وحماس، وأنه لم يدخر جهدا ومنذ سنوات طوال من أجل بث بذور الفتنة والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد.


كان محمد دحلان هو الشرارة التي عقب انطلاقها توترت الأوضاع وتدهورت إلى أن وصلت إلى تبادل الإتهامات والتنكيل بكوادر كل طرف من الطرف الآخر وحتى في بعض الأحيان القتل وإزهاق الأرواح ما بين المكونين الرئيسين في الكفاح الوطني الفلسطيني.


وعلى الجانب الآخر ومنذ أيام قليلة مضت وجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس (بعد فترة صمت طويلة جدا!) الاتهامات الواضحة والصريحة لمحمد دحلان وحمّله مسئولية قتل واغتيال الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بالمواد السامة المشعة والتي كان يدسها أزلام دحلان المقربين للزعيم في طعامه ودوائه أثناء فترة حصاره في مبنى المقاطعة في رام الله، كما حمله أيضا مسئولية مقتل رئيس الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية صلاح شحادة في العام 2002.


نقطة التوافق الوحيدة والفريدة من نوعها هذه ما بين أقطاب النزاع في الساحة الفلسطينية من الممكن أن يتم استغلالها جيدا من العقلاء في الطرفين للعمل على رأب الصدع في البيت الفلسطيني وتضميد الجراح والنأي بالنفس عن المجاهرة بالخلافات علانية، والعمل يدا بيد لمواجهة العدو الغاصب الذي لم يتوقف عن هدم البيوت ومصادرة الأراضي وانشاء المغتصبات وحصار الفلسطينيين في الضفة الغربية من خلال الجدار الفصل العنصري البغيض وحصار قطاع غزة الشامل وتجويع أهله وقتلهم.


إنها فرصة ذهبية بكل امتياز وأتمنى أن يصل صوتي لكلا الطرفين من أجل المسارعة لانتهازها وتفويت الفرصة على الأعداء والشامتين، وبدلا من أن نوجه سهامنا لصدور أخوتنا فلنضع الخلافات جانبا ولتتكاتف الجهود أمام التحديات التي فرضها الواقع العربي المجاور والمؤلم، فلقد زادت معاناة شعبنا المرابط في الوطن وغابت عنهم الأضواء الإعلامية (والتي بالمناسبة لم تنفعهم يوما) لانشغال العالم بأحداث الربيع العربي المتتالية والعنيفة جدا وبخاصة في كل من مصر وسوريا وما تبعها من أضرار جسيمة على أبناء شعبنا في الشتات والمخيمات.


أما وإن استمر الحال عليه كما هو عليه الآن فسيكون الشعب الفلسطيني هو الخاسر الوحيد في أي تسوية قادمة مع ضياع لثوابته الأساسية في قضايا القدس واللاجئين والحدود والمغتصبات، وآخرها والتي أتمنى على الله ألا تحدث وهو الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية اللقيطة بضغط من أمريكا على القيادة الفلسطينية وساعتها لا ينفع الندم ولا البكاء ولا حتى العويل فقد فات ما فات وعندها ينطبق علينا مقولة عبدالله بن الزبير الشهيرة: وهل يضر الشاة سلخها بعد ذبحها؟


z_alweher@hotmail.com
Twitter: @zoodiac100



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد