لنلتف حول قيادتنا حتى لا تصطادنا بنادق الصيادين

mainThumb

30-03-2014 11:09 PM

في غمرة الأحداث التي تجري في أردننا الحبيب مطالبة بالاصلاح , والذي هو بالطبع مسؤولية مشتركة بين جميع وأطراف مكونات هذا الوطن , وبتعديل القوانين لتواكب ما يحدث في العالم من متغيرات تناشد كلها بالديمقراطية , وبحرية الرأي والتعبير الحر المسؤول , وبالسير نحو الاجراءات الاصلاحية التي تضمن تقدم المواطن وتحسين أوضاعه المعيشية , وازدهار الوطن بكل مستوياته ومجالاته , ليكون مرآة صادقة لحضارة الأمم وتقدمها , وفي خضم ما نشاهده من اعتصامات واحتجاجات مرادها الاصلاح والتعيير نحو الأفضل , ونيل الحقوق وتطبيق القوانين على جميع المواطنين بمختلف ألوان تفكيرهم ومعتقداتهم , ومع متابعة المواطنين لهذا الأمر بقلق شديد وشعور حقيقي بالمخاطر الكامنة التي يخطط لها أعداء هذا الوطن , فانه من الجدارة علينا ذكره بأن عاتق مسؤولية الاصلاح تقع جميعها على كل من ينتمي لكل ذرة من تراب هذا الوطن , وأن لكل دوره , فالحكومات لها دور أساسي اصلاحي بما تنتهجه من سياسات تهدف الى تحقيق المشاركة الجادة والفعلية مع كل مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني لبناء خارطة مستقبلية لما ينبغي أن تكون البلاد عليه في جميع مجالات الحياة من تعليم وصحة وحقوق للمرأة والرجل وقوانين عصرية للانتخابات البرلمانية والبلدية وتكوين الأحزاب ... وغيرها , وهذا لا يتأتى بالطبع الا بوجود معارضة وطنية صادقة تقوم على النقد البناء واضعة نصب أعينها وجل همها مصالح الوطن بمختلف أوجهه دون تهويل أو تهوين من التصرفات الحكومية , وعليها تحمل مسؤولياتها في فترة الاصلاحات بالتروي في الحكم على تلك الخطط الاصلاحية والتي تتطلب اتخاذ عديد من الخطوات التي تتضمن نوعا من المغامرة والتي تتطلب منها المتابعة والمثابرة للوصول الى الأهداف الطويلة الأجل , ولا ننسى أيضا أن للمثقفين والعلماء دور فعال لا يستهان به في انارة الطريق أمام شعوبهم والعمل على تخليص العقول من الأفكار الدخيلة المسمومة والتي من شأنها تعمل على هدم المشاريع الاصلاحية . ومما يجدر أيضا ذكره , وما هو  حق علينا أن نقوله في هذا المجال , بأن أول من ناشد بالاصلاح وطالب الحكومات التي حكمت هذا البلد بهذا الأمر , هو جلالة الملك عبدالله الثاني , اذ كان وما زال وفي كل خطاباته السامية يطالب من يتولى زمام أمر الدولة أن يتوخى العدالة في حكمه , وأن يكون يد عون للمواطنين , وأن يراعي مصلحة الجميع , وأن يسن القوانين والتشريعات التي تعود بالفائدة على هذا الوطن الغالي . فها نحن نراه يجوب العالم شرقا وغربا , شمالا وجنوبا لكي يظهر الأردن بما وصلت اليه مطالبا بكسب المزيد من التقدم ومركزا على جلب الاستثمارات والخبرات الفنية اللازمة لبناء هذا الوطن الغالي على أسس علمية سليمة , يتبادل الآراء مع أهل الاختصاص على كل ما يفيد الأردن وبناء حضارة الانسان الأردني , وعلى تحديث البنية التحتية لتكون أقوى من كل أسلحة العالم . وحتى نحافظ على ممتلكاتنا ومقدراتنا وأبنائنا ونحميهم من بنادق الصيادين , ونكون يدا واحدة على من يعادينا , ونوحد كلمتنا , ونرسخ العدالة بين أهلينا غير متباهين بأشكالنا وما حباه الله لنا , وحتى نكون أكثر تواضعا من غيرنا , فما علينا الا ترك خلافاتنا جانبا مركزين على ما هو في صالحنا حيث نكسب منها رضا الله ورضا وطننا ومن هم يفترشون أرضه وينعمون بخيراته , وحتى نقرب المعنى والمغزى مما أود ايصاله لأسماعكم ليكون عبرة وموعظة لنا ولكم , فاني ارتأيت أن أذكر لكم هذه الحكاية المعبرة لتكون نبراسا لنا وطريقا منيرا لعقولنا وصقل أذهاننا وفكرنا:

يحكى أن الهدهد دعا في يوم من الأيام طيور الغابة منذ الصباح الباكر وعلى غير عادته الى اجتماع طارئ , وبدأ وكأن أمرا خطيرا قد وقع , أو هو على وشك الوقوع ... لأن مثل هذه الدعوات لا تحدث عادة الا في حالات نادرة . سارعت الطيور تمسح عن عيونها آثار النوم , ومضت في طريقها نحو الساحة الكبيرة محاولة أن تخمن سبب هذه الدعوة المفاجئة , وعندما اكتمل الحضور , انبرى الهدهد يتكلم :

أنتم تعلمون ايها الأعزاء أن هذه الغابة هي موطننا وموطن أبنائنا وأجدادنا وستكون لأولادنا وأحفادنا من بعدنا ....  لكن الأمور بدأت تسوء منذ أن استطاعت بندقية الصياد الوصول الى هنا , فأصبحت تشكل خطرا على وجودنا.    كيف ؟ قل لنا ....

تساءل العصفور الصغير : في كل يوم يتجول الصيادون في الغابة متربصين , ولعلكم لاحظتم قبلي كيف أخذ عددنا يتناقص , خصوصا تلك الأنواع الهامة لهم.

مثل ماذا ؟ تساءل الببغاء

مثل الكنار والهزاز والكروان ذات الأصوات الرائعة... ومثل الحمام والدجاج والبط والاوز والشحرور والسمان ذات اللحم المفيد والبيض المغذي , ومثلك أيها الببغاء .... فأنت أفضل تسلية لهم في البيوت , نظرا لحركاتك الجميلة وتقليدك لأصواتهم .

وقف الطاووس عندها مختالا , فاردا ريشه الملون ... الأحمر والأصفر والأخضر والأسود ... وقال :

لا بد وأنك نسيتني أيها الهدهد , فلم يرد اسمي على لسانك , مع أنني أجمل الطيور التي يحب الانسان الحصول عليها , ليزين بها حدائقه , لا لم أنسك وكنت على وشك أن أذكرك ... فشكلك من أجمل الأشكال ... ولكن حذار من الغرور . قال عندها الحجل بدهاء :

معك حق فيما قلته أيها الهدهد , حذار من الغرور , نظر الطاووس بعدئذ نحو الحجل بغضب شديد , اتجه اليه وهو يؤنبه : انك لا تقل خبثا عن الثعلب الماكر , ولذا لن أعيرك أي اهتمام , حاول الحجل أن يرد له الاهانة , لكن الهدهد هدأ من حاله قائلا له :

دعونا الآن من خلافاتكم ... فأنتم أخوة ويجب أن لا تشغلوا أنفسكم بعيدا عن المشكلة الكبيرة التي تواجهنا جميعا . قال الشحرور :

أيها الصديق معك حق ... لقد لامست كبد الحقيقة ... قل لنا ماذا نفعل ؟ رفع الهدهد وجهه , فاهتزت ريشه المغروسة في رأسه وقال :

لقد دعوتكم لنتبادل الرأي والمشورة في هذا الموضوع ... فليذهب كل منكم الى عشه الآن , ويأتيني غدا في مثل هذا الوقت بالتحديد , وقد حمل الي حلا نستطيع به حماية أنفسنا من بنادق الصيادين .

وبناء على هذا , فلم لا نتفق ونسير معا بخطى ثابتة نحو توجيه كل طاقاتنا وقدراتنا لاحباط مخططات المتآمرين علينا وما أكثرهم في هذا العالم الذي نعيش فيه وما كل هدفهم الا التفريق واشعال الفتنة بين أبناء الأسرة الواحدة لتحقيق مطامعهم ومآربهم  !!!!  ولنعمل معا لدرء كل المفاسد والمظالم التي يحيكها لنا أعداؤنا , ولنلتف حول قيادتنا حتى لا نصاب بسوء كما أصاب غيرنا , ولنتعالى عن مطامعنا وأنانيتنا الضيقة ولنصرف كل جهودنا لتحسين معيشتنا والاحتفاظ بكل مكاسبنا , ولنلتف حول قيادتنا متعاونين متحابين كي لا نصاب كما أصاب غيرنا من سوء وتنكيل وتشريد . ومن هنا فاني لأرى واجبا علي أن أسطر هذه الأبيات الشعرية النثرية اعترافا بما أشعر به اتجاه هذا القائد الرائد الانسان الذي لا يتوانى بتقديم كل خير ومساعدة  لهذا الشعب الذي يكن له كل تقدير ومحبة واليكم هذه الأبيات:

الى سيد البلاد صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني حفظه الله

1.    ما خاب انسان يكافح في الصباح وفي المساء

2.    ودليله الايمان والعقل المدبر والدهاء

3.    تلقاه يعمل جاهدا نشطا لتحقيق الرجاء

4.    يسعى اليه ولا يبالي بالمشقة والعناء

5.    ويظل أنى سار متكلا على رب السماء

6.    ومسلما حقا بأن الله يفعل ما يشاء

7.    صحبي هلموا نقض حقا واحبا دون استياء

8.    هيا نبادر" أبا الحسين" حبا وثناء

9.    هيا نزف له تحيات المودة والاخاء

10-    هيا نكرمه بتقدير يؤازره الولاء

11-    فهو الذي كان ومازال مثالا للأوفياء

12-    وهو الذي في أوجه المعروف يبذل في سخاء

13-    وهو الذي للعلم يعمل في اجتهاد وانتماء

14-    وهو الذي يرعى الفضيلة باحتشام واهتداء

15-    ولدى ادارته الشؤون يميزه عظم الذكاء

16-    الله يجزيه على اخلاصه خير الجزاء

17-     يارب أتمم فرحتي بسيدي طول البقاء

18-    ليظل قدوة كل من ألف التفاني في العطاء

19-    ويظل أسوة كل من رغب التميز في الأداء

20-    ومن ابتغى عملا حميدا لا يخالطه رياء

21-    وأراد أن يبقى شريفا في الظهور وفي الخفاء

22-    يا سيدي عشت دوما في رخاء

23-    ووقاك رب الكون غائلة المكاره والبلاء

24-    وحباك توفيقا يظل مدى حياتك في نماء

25-    ورعاك في الدنيا وفي الأخرى على حد سواء

26-    أنت الموقر والجدير بالمسرة والهناء

27-    لك أطيب التقدير منا والأماني والدعاء

28-    ما من جزاء للوفاء مناسب الا الوفاء

29-    يسدي الجميل لذي الجميل بلا توان أو مراء

30-    يؤتي بخير طيب الثمرات من بالخير جاء



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد