جائزة عالمية .. وفضيحة حكومية !

mainThumb

03-04-2014 10:58 AM

استمعت هذا اليوم لبرنامج صوت المواطن الذي يقدمه الاعلامي المبدع محمود الحويان وكان موضوع الحلقة الاذاعية لقاء مع طالبة الدراسات العليا الدكتورة الاردنية روان عبد الله خويله ، وكم كنت فخورا كما الشعب الاردني بهذا الانجاز العالمي التي حققته طبيبتنا المبدعة باكتشافها علاجا جديدا لتسارع دقات القلب وحصولها على جائزة ابن سيناء للأطباء العالمية وقام بتسليمها الجائزة العالمية رئيس وزراء بريطانيا السيد ديفيد كاميرون .

مثل هذا الانجاز العالمي كان يستحق ان يغطى اعلاميا من قبل التلفزيون الاردني والمحطات الفضائية الاردنية الخاصة وكان من المفروض ان يكون حاضرا رئيس وزراء الاردن الدكتور عبد الله النسور او على الاقل حضور سفير دولتنا في بريطانيا ، لكن المفاجأة كانت انه حتى سفيرنا في لندن لم يحضر هذا الاحتفال العالمي وكان ذلك في معرض رد الدكتورة روان على سؤال للإعلامي محمود حويان  هل تم دعوة السفير الاردني لحضور حفل تسليم الجائزة العالمية ؟ فكان ردها  قمت بتقديم دعوة (رسالة الكترونية) الى سفارتنا في لندن وأعقبت ذلك باتصال مع السفارة فردت عليها سكرتيرة السفير الاردني وكانت مصرية !! وأخبرتها السكرتيرة ان الدعوة قد وصلت وان السفير ان شاء الله سيحضر ! ولكن الذي حصل أن السفير الاردني لم يحضر .
هل يعقل أن يحضر حفل التكريم السفراء العرب كسفير البحرين والإمارات وغيرهم  وحضرة سفيرنا يغيب ولا يحضر ؟!! ان ما يثير الدهشة والاستغراب ان نرى العالم المتقدم وعلى اعلى المستويات يحتفل ويكرّم ابناءنا المبدعين الذي يقدمون للإنسانية اختراعات جليلة ورائدة بينما نرى سفرائنا ووزرائنا وإعلامنا الرسمي يغط في نوم عميق  بل في غيبوبة و كأن هذه الانجاز لا يعنيهم ، وكأن هذا الانجاز لا يخص الاردن ويرفع من مكانته الدولية عاليا  ، أي عار لحق بحكومتنا وهي تغيب عن تكريم المبدعين من بناتنا وأبناءنا ؟! أي فضيحة لحقت بحكومتنا  وموظفي سفارتنا لا يتكلمون لهجتنا !! .

ان الكفاءات العلمية الأردنية التي تحقق انجازات رائعة و مفيدة وتشهد لها تلك الدول المتقدمة  يجب أن تكرّم ويتم تبنيها وتحفيزها بشكل مؤسسي ، مثل هذا الانجاز لو كان في بلد يحترم المبدعين  لفتحت لهم الأبواب وطرّزت اسماؤهم  عناوين للمعاهد والجامعات ،وقدمت لهم كافة الخدمات و الحوافز المعنوية و المادية , حتى يكونوا في قمة الابداع و الانجاز.

ان الدول المتقدمة تنظر الى العقول العلمية و الكفاءات النادرة نظرة مقدسة و تعتبرهم ثروتها الحقيقية  لأنها القادرة على المساهمة الفعّالة في تطوير عجلة التقدم العلمية والصناعية والاقتصادية.. حقيقة مثل هذا الانجاز يجعلنا نشعر بالفخر والعزة, في الوقت ذاته نتألم كثيرا عندما نجد هذه الابداعات و العقول العلمية لا تجد الاهتمام والرعاية والتكريم من قبل حكومتنا  , وهنا نتساءل أليس من حق الاردن  كبلد نامي ان تستفيد وتستثمر قدرات و ابداعات ابناءها ؟ أليس من حق هؤلاء العقول العلمية ان يجدوا التحفيز والرعاية والاهتمام وعلى أعلى المستويات ...أم ان سياسة حكومتنا العمل على تهجير العقول و الكفاءات المتخصصة ، لقد خسر الوطن الكثير من الكفاءات الاردنية نتيجة التهميش وعدم الاهتمام وإعطائهم المكانة التي تليق بهم ..فالى متى يستمر تهميش ألكفاءات ؟


msoklah@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد