السيسي حلقة في مشروع الشرق الاوسط الجديد

mainThumb

03-04-2014 06:36 PM

واخيرا نطق السيسي واعلن ترشحه على الملاء رغم ان القاصي والداني يعلم هذه الحقيقة ولو عادت بنا الذاكرة الى الوراء لادركنا كيف جاء هذا الرجل الى سدة قيادة الجيش المصري؟ ومن هو الذي رشحه ورقاه؟ ثم الحملات الاعلامية المكثفة بعد الاختيار والترقية من قبل ما كان يسمى جبهة الانقاذ واتهامهم الاخوان حينها باختراق صفوف الجيش المصري بهذا الاختيار وان السيسي ذوا خلفية اخوانية مستشهدين بانتتساب اقارب له للجماعة اخذين عليه برقع زوجته لكن سرعان ما انقلب الامر ثلاثمائة وستون درجة عندما انقلب هذا القائد على رئيسه وعزله باسم تفويض الشعب المصري واعلان خطة طريق لانقاذ مصر من الحرب الاهلية مدعمة بلوحة دينية سياسية اقليمية ممثلة بمشيخة الازهر وحزب النور السلفي الخصم لاسلامي التاريخي للاخوان وقيادة الكنيسة القبطية و قيادات جبهة الانقاذ وبعض الدول العربية لاعطاء اشارات داخلية اقليمية ودولية اما الداخلية فوجود الازهر وحزب النورهو دلالة على انه ليس انقلاب ولا محاربة للفكرالاسلامي لحركة الاخوان وانما هو تصحيح لمسار ثورة حاول الاخوان الاستئثار بمنجزاتها لوحدهم واقصاء الاخرين والتغول بالسلطة ووجود القيادة المسيحية ما هو الا لكسب تعاطف الغرب المسيحي اما اقليميا فهي دلالة على ان الاخوان تجاوزوا الخطوط الحمراء واصبحوا يحاولوا التمدد بفكرهم الى دول الاقليم التي في يوم ساندتهم  فاصبحوا خطرا على انظمتها وكان لا بد من التعامل معها بضربة استباقية خاصة اذا ما علمنا ان لها ثقل في معظم هذه الدول اما دوليا فهي اشارة الى امريكا والغرب ان هناك لاعبين لا زالوا على الساحة المصرية منهم الجيش حيث الرقم الاصعب في كل الازمات المصرية السابقة وكان الحاكم لمصر لسنين طويلة ثم اليسار وبعض الاحزاب العلمانية والكنيسة القبطية اضف الى كل هؤلاء اللاعب الاكبر اسرائيل ليس على مستوى الساحة المصرية بل العربية التي لا يمكن ان تثق باي جهة خاصة ان كانت ذات خلفية دينية اسلامية مهما قدمت من كرابين الطاعة من تعهدات والتزامات حتى ولو بتوصية امريكية وغربية.

ان فكرة قيام مشروع الشرق الاوسط الجديد في المنطقة هي امريكية اروبية اسرائيلية بامتياز حيث تركز على قيام نظام حكم اسلامي سني لمواجهة النظام الشيعي بقيادة ايران مستغلين التباين والتناحر بين الطائفتين فوجدوا ضالتهم بحركة الاخوان الاسلامية كقوة يمكن الاعتماد عليها في مثل هذه المواجهة المفترضة حيث انها الاكثر تنظيما ونفوذا في معظم الدول المواالية لها اخذة بالتجربة التركية مثالا يحتذى به حيث النظام السني ذوا الجذور الاخوانية الذي اثبت نجاحا واعتدالا وتوافقا مع سياسات الغرب واسرائيل من هنا جاء هذا الاختيار لانه الاسهل والاسرع بالتنفيذ بسبب علاقاتها المتينة مع هذه الدول وثانيا: النفوذ القوي لحركة الاخون في هذه الدول لقد استغلت امريكا والغرب ومن ورائهما اسرائيل هذه العلاقات ونفوذهما القوي عبر سفاراتهما ومن خلال الاتصال بالفئات المعارضة لانظمة هذه الدول عينك عينك لان انظمة هذه الدول عاجزة عن مواجهة هذا التغلغل بسبب فسادها فبدأ التحريض لهذه الجماعات وطبعا على راسها جماعة الاخوان المسلمين من خلال الدعم المالي والاعلامي عبر بوابة حرية التعبير وحقوق الانسان والديموقراطية شعارات حق اريد بها باطل لتمرير خبثهم وسمومهم فاشعلت الشوراع الشعبية عبر المظاهرات والاعتصامات مما ادى الى فوضى خلابة فيها.ادت في نهاية المطاف الى الانقضاض على الحكم فهرب من هرب وتنحى من تنحى وقتل من قتل والاخر ينتظر من ثم و على عجل تم اجراء انتخابات مباشرة وهنا طبعا الفائز حتما الاخوان المسلمين لانهم الافضل تنظيما والاكثر شعبية بفضل جمعياتهم الخيرية التي اخترقت الشوارع والازقة الفقيرة في هذه الدول في ظل غياب مؤسساتها وانشغال مسؤوليها بفسادهم.اضف الى كل هذا الدعم المالي والاعلامي المقدم لهم من دول خليجية وغربية وبمباركة امريكية مما جعل مهمة الفصائل والاحزاب الاخرى في مواجهتهم مستحيلة وهذا ما حصل بالضبط حيث تمكنت هذه الجماعة وعبر هذه الانتخابات المبرمجة من السيطرة على الحكم في كل من مصر وتونس بعد موجة الاحتجاجات والتظاهرات التي اسقطت نظامي مبارك وبن علي والقذافي.

ان الخافي هوالاعظم كما يقولون لان الهدف النهائي لما يخطط له يتمثل باسقاط هذه الانظمة واحلال الاخوان في دول ضعيفة منقسمة كطوق حول اسرائيل اولا: لمواجهة الوهم الشيعي لانه الاخطر كما يصور ويروج له على المشروع الاسلامي السني بصفته العقائدية  مما يوفر البقاء والحماية لها ويحمي مصالحها ومن ثم تحقق حلمها بدولة يهودية من خلال مشروع سلام مع هذه الدول يصفي قضية فلسطين ممثلة باللاجئين والقدس وهذا لا يمكن ان يتحقق بدون انهاء كل ما هو مقاوم في محيطها من جيوش عربية ومقاومة اسلامية سواء في جنوب لبنان او غزة وكما يرى الجميع فالجيوش العربية عليها السلام اما مقاومة جنوب لبنان فهي تنتظر الحسم في سوريا واما مقاومة غزة فهي كذلك تنتظر الحسم في مصر .ان هذا المخطط الخبيث بدا في العراق حيث تم التخلص من افضل جيش عربي في المنطقة ثم لحقه الجيش الليبي والان ما نشهده سواء على الساحة المصرية او السورية ما هي الا فصولا من هذا المخطط فجر الجيش المصري الى مستنقع سيناء و محاصرته لغزة وارسال الاف المسلحين الاسلاميين المتطرفين المدججين بالاسلحة الغربية والدعم المالي العربي الى سوريا و جر المقاومة اللبنانية الى مستنقع سوريا وتعميق الخلافات بين رفقاء المقاومة والسلاح احدث تغييرا استراتيجيا في الفكر العسكري لهذه الجيوش والمقاومة فبعد ان كان السلاح والجهاد يوجهة الى اسرائيل اصبح يوجه لبعضهم البعض انها الطامة الكبرى الذي انزلق اليها العرب والمسلمين وليعلم كل الواهمين بامريكا واسرائيل ان هذا الدمار لن يقتصر على مصر و سوريا وليبيا والعراق ولكن عليهم لاحقا وعلى المشروع العربي والاسلامي ونتيجته تسيد اسرائيل للمنطقة بعد تقسيمها وتحقيق الشرق الاوسط الجديد.

اخيرا نقول ان ما حدث من انقلاب على الاخوان المسلمين في مصر هو حلقة في هذا المشروع  و ان مشروع السيسي هو حلقة من حلقاته وله ارتباطات وانعكاسات اقليمية ودولية اما الاقليمية فما حصل في الانتخابات التركية اثبت ان اردوغان وحزبه المنتمي لهذه الجامعة قوي وصلب ومتفوق في المنطقة وربما يقلب او قلب الطاولة على البعض اما دوليا فما حصل في جزيرة القرم سيجعل امريكا الضعيفة المهلهلة واروبا وازمتهما في اوكرنيا امام انياب الدب الروسي لذلك هي ليست بحاجة للمزيد من الاعداء وبالذات مع تنظيم عالمي مثل الاخوان المسلمين لانها بامس الحاجة له لمواجهة هذا الدب الذي افاق من سباته كما ان اسرائيل تعيش ازمة داخلية ممكن ان تنفجر باي لحظة بعد تعثر مشروع كيري للسلام في المنطقة و في ظل محيطها المرتبك كل هذه الازمات تجعل امريكا واروبا واسرائيل تعيد حسابتهما الف مرة ومرة نحو هذا التنظيم .ان دخول تركيا الى الساحل السوري جاء للتاكيد على انها ليست ضعيفة وغير راضية عما يحدث من تدخلات سواء ضد الاخوان المسلمين في اماكن عديدة او في عقر دارها و جبهتها الداخلية. ان النجاح الكبير في اخر انتخابات في تركيا التي افرزت حاضنة شعبية لحزب العدالة والتنمية اراحها داخليا واعطاها تفويضا قويا في السياسة الداخلية والخارجية فلا يستبعد ان تكشر عن انيابها وتتدخل في الازمة السورية هذه المرة لتثبيت الثوار في الساحل السوري وقلب المعادلة هناك مما قد يعيد مشروع االاخوان هذه المرة للطرح بقوة في المنطقة لان الامريكان والاروبيون و من خلفهم الاسرائيلون يدركون ان هذه الحركة الاسلامية هي الاكثر اعتدالا ولاسرائيل خبرة جيدة معها في توقيع المعاهدات والالتزام بها وسجلها خال من كل الارهاب الموسومة به الان وما يحصل هو تصفية سياسية لا اكثر وكما انهم المشروع الافضل في مواجهة صحوة الدب الروسي فهل تعتبر بعض الدول العربية وتعود الى رشدها وتتصالح مع غالبية شعبها قبل فوات الاوان وتدرك  ان حلقة السيسي واحدة من هذا المشروع سيتبعها حلقات اخيرة؟ ربما تغييرا في التحالفات القائمة الان وربما تغيير كبير يحدثه السيسي وينقلب مرة اخرى على من دعمه ويتصالح مع الاخوان المسلمين؟ انتظروا الايام القادمة حبلى ولا تنسوا ان الماستروا هو اسرائيل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد