مخيمات .. مخيمات .. مخيمات

mainThumb

18-04-2014 01:30 PM

المخيمات في الاردن قصة طويلة لها تاريخ غامض غير محدد بأطر واضحة وذلك منذ بدء اللجوء الى الاردن ومن بعد النزوح الفلسطيني  الى الضفة الشرقية من نهر الاردن وما تلاه من استقبال بحجة العامل الانساني للعديد من اللاجئين بعد حرب الخليج الاولى في التسعين ومن ثم السماح باقامة مخيم في الرويشد على الحدود العراقية ابان احتلال العراق اميركيا في 2003 وانتهى المطاف بنا الى الازمة السورية التي بدأت قبل اكثر من ثلاث سنوات شهدت خلالها المملكة موجات كبيرة من اللاجئين او الفارين من الموت بحجة حمايتهم وايجاد المأوى المناسب لهم ووصل الامر الى دخول الالاف يوميا عبر الحدود الاردنية السورية ليستقر بهم الامر في مخيمات جديدة تم اعدادها على الفور وكأنها كانت جاهزة قبل الهجرة والنزوح .

 

وانتشرت ظاهرة المخيمات في الاردن على طول البلاد وعرضها حتى اضحت كل مدينة اردنية محاطة بمخيم او اكثر يفوق عدد سكانه سكان المدينة الاصيلة . وعند الحديث عن المخيمات لا بد من التعريج على المناطق المحيطة والقريبة من هذه المخيمات وتأثير هذه المخيمات على ابناء المناطق المجاورة من ابناء البلد الاصليين ، بالرغم من اننا نفهم المعاناة للبعض من القاطنين في هذه المخيمات الا اننا اصبحنا نشعر بالخوف من انفلات عقال هذه المخيمات وتحولها الى قنابل موقوتة في الاحضان او خلايا نائمة تقتنص الفرصة للانقضاض على الوطن الاردني وتقويض امنه واستقراره وهو ما بدأنا نلمسه مؤخرا في مخيم الزعتري المعد للاجئين السوريين .

 

لا ندري ما هو السر الكامن وراء تحويل الاردن الى دولة مخيمات ولاجئين ؟ وما هي السياسة الحكيمة لهدا القرار ان كان قرارا او لهذه الكارثة لانها حقا كارثة على الشعب الاردني ، لماذا كارثة او قرار كارثي؟ الاسباب جدا بسيطة ويمكن تلخيصها بشكل بسيط ، اذ نذكر ويتذكر الاباء والاجداد اللجوء الاول من فلسطين في عهد النكبة 1948 واجلاء ولا اقول لجوء الفلسطينيين الى مناطق الضفة الغربية (واؤكد على الاجلاء لان البريطانيين الذين كانوا يحكمون قبضتهم على فلسطين سلموا ثكناتهم العسكرية بمعداتها كاملة للعصابات اليهودية وطالبت السكان باخلاء المدن والقرى خوفا من اليهود )  وهو ما دفع الكثيرين للهروب الى مخيمات اقيمت لهم في الضفة الغربية التي كانت جزءا من المملكة الاردنية الهاشمية ونصبت لهم الخيام وقدمت لهم الاونروا المساعدات الانسانية باعتبارهم لاجئين سيعودون الى ديارهم ، الا ان المماطلات الاسرائيلية والاستخفاف العربي بقضيتهم ادى الى توطينهم حيث هم ليصبحوا مواطنين اردنيين يتمتعون بالحقوق الاردنية كاملة ، اضافة الى ان العديد من اهل البزنس ورأس المال تمت استضافتهم في عمان ليفتحوا البنوك والشركات ويشغلون اموالهم ويحصلون على الجنسية الاردنية التي لم تصطدم بعد بشعار لا للتوطين .

 

وفي اعقاب هزيمة حزيران 1967 لجأ العديد من ابناء تلك المخيمات وابناء المدن في الضفة الغربية الى الضفة الشرقية وكانت غالبيتهم تحمل الهوية الاردنية بحكم قرار الوحدة بين الضفتين 1950، كذلك تم بناء المخيمات لهم على شكل خيام لاقامة مؤقتة وراحت الاذاعات ووسائل الاعلام المحلية تروج الى العودة والتحرير واستعادة المحتل وطرح شعار الصمود والتصدي وتلقي المساعدات العربية باعتبار الاردن يقف على اطول جبهة مع اسرائيل ليستمر الامر على هذا الحال حتى ايلول 1970 وما تلاه من قطيعة بين ما يسمى منظمة التحرير والدولة الاردنية تلاه مؤتمر الرباط الذي جرد الاردن من حق التحدث باسم الفلسطينيين والاقرار بمنظمة التحرير ممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني . ولكن الاوضاع لم تتغير فيما يتعلق بالمخيمات ، لا بل زادت الاوضاع سوءا بالنسبة لنا في الاردن ، حيث تم تجنيس الملايين من هؤلاء اللاجئين والنازحين واقيمت مدن عشوائية على اراضي المخيمات لتتحول بالتدريج الى مدن تنافس المدن الاردنية وينافس سكانها اللاجئون العمالة والتجارة المحلية بدعم من الحكومة عن طريق الاعفاءات ودعم المنظمات الفلسطينية التي اصبحت عصيا بايدي الحكام العرب وبالتالي تم التمهيد منذ ذلك الوقت لحل القضية على حساب الاردنيين ولا زال السيناريو مستمرا الى اليوم مع بعض التعديلات الطفيفة .القانون الدولي يمنح اللاجئء حقوقا مؤقتة الى حين العودة ولكن لا يمنحه حق المواطنة الكاملة ان كان حقا لاجئا يسعى للعودة الى وطنه ، الا ان ما جرى ويجري اليوم هو عملية احلال شعب مكان شعب اخر ، حيث تخلى اللاجئون عن حقهم بالعودة وصاروا يطالبون بالرقم الوطني والهوية الاردنية ويتهمون اهل البلاد بالعنصرية عندما يتعلق الامر باقامتهم في الاردن ويطرحون شعارات مثل الحقوق المنقوصة في اشارة الى حقهم بالهوية وكأنما فلسطين اصبحت شيئا من الماضي بالنسبة لهم؟؟؟ وتحولت المخيمات الى مدن وقواعد قابلة للانفجار ويصعب دخول الامن اليها احيانا . واليوم نرى ونعيش سيناريو المخيمات يتجدد باستقبالنا ملايين السوريين والعراقيين والسماح لهم بالاقامة والهوية ، وكم اثار استهجان الاردنيين تصريح وزير داخليتنا حسين المجالي بان مخيم الزعتري يعد اكبر خامس مدينة اردنية ؟؟؟ منذ متى اصبح اللجوء مدن في الشرع الدولي يا باشا ؟؟؟ وهل الاردن برأيكم قطعة ارض للايجار او البيع او الاستثمار؟ وهل سألتم الاردنيين عن رأيهم بتصرفاتكم وقرارات الحكومة بقبول اللاجئين على اراضيهم؟ هل من المقبول والمعقول ان يصبح الزعتري بما يحوي من فئات وطوائف وعصابات وانتم من اكد قبل ايام بان القتيل في الزعتري اثناء هجوم " اللاجئين " على قوات الدرك كانت اصابته من الخلف اي من داخل المخيم ؟ وهو ما يشير الى اعتراف ضمني بوجود مسلحين وسلاح داخل المخيم؟؟؟؟؟ هل من المنطق السماح بتجارة البشر واللاجئين في الزعتري التي يمارسها بعض الاردنيين تحت سمع وموافقة وزارة الداخلية بما يسمى الكفالات؟؟ وهل هناك مشروع جديد تتباهى به وزارة الداخلية والحكومة الاردنية باقامة مدن الزعتري ومريجيب ونحن نعاني ما نعاني من نقص بالموارد والمياة وحتى المواد الاساسية؟؟ نأمل ان نلقى اجابة وتوضيح من وزير الداخلية حسين المجالي على اسئلة الاردنيين هذه وغيرها حول منح الجنسية للسوريين والتباكي على ابناء مخيم اليرموك بشكل يوحي بانه ليس هناك معاناة في سوريا الا ابناء المخيم ؟؟ وما سبق ذلك من مبادرات نيابية ومباركة رسمية لمنح ابناء " الاردنيات " المتزوجات من اجانب حقوقا اضافية ومن هم هؤلاء الابنا ومن هم ابائهم ؟ والله لم اسمع باردنية متزوجة من ايطالي او فرنسي وتطالب لابنائها بحقوق ؟ حولتم الاردن الى بلد المخيمات وبلد اللاجئين وبلد النصارى والمهاجرين ولكن نسيتم ان الانصار اليوم في الاردن يطالبوكم بتهجيرهم الى عالم اخر غير عالمكم ولا يريدون العيش على هذه الطريقة  فيا ليت نجد توضيحا لحقيقة المخيمات هل هي قرار كارثي ام منفعة شخصية؟؟؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد