الأوفياء عطاء غير محدود
لن تزرع شوكا وتحصد قمحا
قبل عدة أيام تناقلت وسائل الاتصال مقطعا مؤثرا ومبكيا لرجل يزيد عمره عن السبعين تقترب منه شاحنة وتطحنه شيئا فشيئا ولم يكن له إلا هما واحدا وهو دفع رجل آخر من تحت الشاحنة لكي ينجو من هذا المصير الأليم ,أتدرون يا ساده من يكون بطل هذه القصة التي تشبه الخرافة ؟
فبدل من أن يهتم هذا العجوز بالنجاة من هذا المصير آثر إنقاذ رجل آخر! ترى من يمكن أن يتصف بهذا الوصف ويسلك هذا السلوك إلا رجل قد طغى على قلبه وعقله حبه لفلذة كبده , إنه ولده الذي يبلغ من العمر السابعة والأربعين, وأتوقف هنا عند هذا العمر لنعلم جميعا أن الولد في عين أبيه يبقى ولدا وينظر له بنظرة الشفقة والحب وإن بلغ من العمر عتيا.
وهذا القصة العجيبة والمشهد البطولي والأليم ذكرني بقصة لا تقل غرابة عن الحادثة ,فذات يوم يعود شاب في مقتبل العمر ثملا وبحالة سكر شديد إلى بيته ,يطرق الباب فتستقبله امرأة عجوز وتحييه وبدل من رد التحية وجّه لها ضربة بسكين يحملها فأصبحت تتمرغ بدمائها وتلفظ أنفاسها, وعندما عاد إليه وعيه أدرك الشقي ما فعل, فانهار ولم يتمالك أعصابه من هول الموقف فحمل السكين التي قتل فيها العجوز وأراد الانتقام من نفسه ,فلمحته العجوز المضرجة بدمائها وعرفت ما يريد فعله فصاحت بأنفاسها الأخيرة لا يا ولدي لا يا ولدي قتلتني مرة فلا تقتلني مرتين .
المتأمل يرى بما لا مجال فيه للشك أن لا أحد في هذه الدنيا يقدمك على نفسه سوى والديك, وتبقى الحسرة ويزداد الألم في نفس الوالدين مع مرور الأزمنة عند فقدانهم لأحد أولادهم, ولا يسقط حبهم بالتقادم وإن طال الزمان, ولن أنسى رجل عجوز من بلدتي عندما انهمرت عيناه بالبكاء و قد تجاوز الثمانين من عمره عندما استذكر ولده البكر بعد ما يزيد على خمسين عاما من استشهاده !!!
ترى بماذا يمكن أن يكافئ إنسان بهذه المواصفات ؟
هل يكافئ بالعقوق ؟
هل يكافئ بالحرمان ؟
هل يكافئ بالهجر؟
هل يكافئ بوضعه في تسوية البيت أو تحت الدرج ؟
ماذا يمكن أن نقول لمن يهجر والديه ؟
وماذا يمكن أن نقول لمن يضع الطعام لوالدته كالقطة متقززا هو وزوجته من عجوز نذرت حياتها لرعايته, وحمايته وصحته وتعليمه؟ لتجد نفسها بعد حين بين يدي ذئب كاسر بثوب إنسان لا يرحم.
أسئلة أترك إجابتها لأصحاب العقول بماذا ستجيبون الله تعالى عن وصيته بالوالدين قال تعالى : وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ).. الاحقاف 15)
وقال سبحانه وتعالى :وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا.الإسراء 23
أقول لنتقي الله تعالى في أعمالنا وعلاقاتنا مع الآباء والأمهات, وليكن في قلوبنا وفاء بحجم هذا الحب وهذا العطاء.
أخيرا إن عدل الله يقتضي أن الجزاء من جنس العمل فإذا أردت ان تعلم كيف سيكون حالك في هرمك مع أولادك فانظر إلى حالك مع والديك واعلم أنه كما تدين تدان ولن تزرع شوكا وتحصد قمحا .
اللهم ارزقنا البر والإيمان والجنة .
صحة غزة: ارتفاع عدد ضحايا التجويع لـ269 شهيدا
وفاة رئيس مجلس محلي كفر راكب السابق إثر حادث سقوط
طقس صيفي عادي الخميس وغائم جزئياً بمناطق المملكة
مسؤول عسكري إسرائيلي: هجوم غزة سيكون تدريجيًا ودقيقًا
إعلان نتائج التوجيهي جيل 2008 إلكترونيًا وورقيًا نهاية آب
ممنوع الواسطة في خدمة العلم .. تفاصيل
الحاكمية الإدارية في جرش تختتم دورات تدريبية في مركز الأميرة بسمة
الحموري: المستشفيات الميدانية الأردنية تقدم خدمات إنسانية متميزة
محافظ البلقاء يبحث احتياجات الشونة الجنوبية
المغرب : وفاة وفاة أب وطفله بعد سقوطهما من جبل
ماكرون يحذر من كارثة محتملة في غزة وإسرائيل
تنويه سعودي هام لجميع المعتمرين الأردنيين
التربية تدعو مرشحين لإشغال وظيفة معلم .. أسماء
فرض عقوبات على من يعمل بالتطبيقات الذكية دون ترخيص
من هو عمر الكيكي خطيب هيا كرزون
مدعوون للامتحان التنافسي .. أسماء
المملكة تسجل ثلاثة أرقام قياسية بحرارة الطقس
طب اليرموك تفجع بوفاة الطالب أزهر الزعبي
توضيح حول حقيقة شروط خدمة العلم المتداولة بين المواطنين
وقف ضخ المياه عن مناطق في عمان والرصيفة إثر اعتداء على خط الديسي
تعميم مهم إلى مديري ومديرات المدارس
توضيح أمني بشأن فيديو الشخص المقيّد بحبال من قبل ذويه
هل يتضمن قانون الكهرباء الجديد أي تعرفة جديدة
مهم بشأن موعد نتائج التوجيهي 2008
درجات الحرارة تصل إلى 41 اليوم بهذه المناطق