ارحموا البتراء

mainThumb

29-04-2014 05:46 PM

ان اعتماد مدينة البتراء من عجائب الدنيا السبع لم يكن بتلك السهولة او بالصدفة بل جاء بعد جهود اردنيين مخلصين ورعاية هاشمية لهذه الاعجوبة السحرية التي تشغف لها القلوب من كل حدب وصوب ياتيها السائحين من مختلف الجنسيات والالوان والديانات قاصدين النظر والتامل الى هذا السحر من ابداع النحت ليس للعبة او تمثال بل لمدينة كاملة لذلك فهي جوهرة تستحق كل التقدير والعناية من اهلها قبل السائحين هذه المدينة السياحية التي تضر المال الوفير للخزينة الاردنية تحتاج الى مراجعة كاملة لكل الترتيبات القائمة فيها لانها تعكس الوجه الحضاري للاردن وشهامة وكرم الضيافة للاردنيين فان احسن اليها احسنت الينا وعكست كل ما ذكرناه اما ان قصرنا بحقها بالتاكيد ستعكس وجه اخر لا اعتقد ان اي اردني يرغب ان يراه او يسمع يه لقد بدانا بهذه المقدمة بسبب المعاناة والالم التي لاقيناها في اخر زيارة لنا لهذا الثغر الحضاري الباسم في الجنوب الاردني وسنحاول ان نلقي الضؤ على  بعض من جوانب التقصير بحق ليس هذه المدينة بل بحق الاردن شعبا وقيادة .

قبل اقل من اسبوع كنا بزيارة الى الوطن الحبيب لحضور مؤتمر اكاديمي وقد كان برفقتنا بعض من الاخوة الزملاء من بلدان مختلفة وللحق اقول ان السبب الاول لقدومهم الى الاردن هو شغفهم الكبير لرؤية مدينة البتراء والبحر الميت لما سمعوه وقراوه عنهما وقد تحقق لهم هذا من خلال مشاركتهم بهذا المؤتمر العلمي الناجح لاحدى الجامعات الاردنية الخاصة وقد حضروا الى الاردن برفقتنا قبل عدة ايام من بداية المؤتمر ليتسنى لهم ازيارة مدينة البتراء والبحر الميت وهنا لا بد وان نسجل كل الاحترام والتتقدير للجوازات في المطار حيث التسهيلات والاستقبال والاحترام لدرجة انني انحنيت خجلا من كل ما لاقيناه في المطار وان قلنا ان الوقت الذي استغرقته الاجراءات لم يزد عن خمسة عشرة دقيقة فنحن لم ننقل ان شاء الله الا الحقيقة لهذه المقابلة والمعاملة التي نامل ان تستمر وتتطور في اليوم التالي وكما هو مبرمج رافقناهم بزيارتهم الى البتراء وبدات المحنة الاولى بالطريق من عمان الى البتراء حيث الحفر المنتشرة فيه التي رافقتنا الى البتراء والذي فاقم المحنة العواصف الرملية المتحركة الا انها اخفت العديد من الحفر والرقع والتسطحات في هذا الطريق الدولي الحيوي كم كنت منزعجا وخجولا امام هؤلاء الذين اطرشتهم من كثر ما قلته عن وطني لكني وجدت بقلعة الطفيلة وسجر جبالها ونسيمها العليل حفظ ماء الوجه فاشفيت به صدري وصدور زواري من رجرجة الطريق لنواصل سيرنا الى البتراء عبر الجبال والوديان الساحرة التي تنادي مستثمرينا للعنابة والاستثمار بها واخيرا وصلنا الى البتراء الحبية اشترينا تذاكر الدخول ليبدأ مشورنا داخل اسور المدينة الاثرية ولما انني هنا ساسجل العيوب فلا بد ان اذكر بعض الايجابيات وللحق اسجل للحكومة ووزارة السياحة اعترافها اخيرا بالمواطن الاردني حيث ان تذكرته دينار فلا عجب ايها الاردنيون فنحن في اعجب مدينة على وجه الارض اما سعر تذكرة الاجنبي فهي خمسون دينارا لا اعتراض ولكن مقابل ماذا؟ لا بد وان تكون هناك خدمات متميزة تقدم لهؤلاء الزائرين ليس لجلبهم مرة ثانية وثالثة بل لجلب الاخرين لانهم سيعودون بذكريات لاوطانهم ليتحدثوا عنها فهل حقا ستكون ايجابية؟ هذا لب مقالنا الذي سنتناول فيه عدة مشاكل تواجه زائر البتراء الاولى: بعد ان تدقق التذاكر حيث المرحلة الاولى للوصول الى السيق فعليك السير عبر طريق ترابي رملي لا يقل عن 1000 متر او يزيد مليء بالحجارة غير ممهد يحتاج الى جهد لقطعه لتصل اول نقطة اثرية ممتعة وهو طريق السيق الذي يوصلك الى اول تحفة فنية فريدة من نوعها في المدينة (الخزنة) ذو النحوت الفنية المميزة الذي يتجاوز طوله ال1200 متر جزء منه مبلط واخر عادي ليس بالسهولة السير فيه اضف الى هذا حرارة الشمس وعدم وجود اية نواحي للجياة من مياه او دورات مياه طيلة هذه المسافة ومزاحمة العربات التي تجرها الاحصنة التي لا تشكل خطرا فقط على المشاة من الزائرين بل تلوث المكان برائحتها وروثها المنتشر عبر هذه الطريق زد على ذلك سرعتها ورعونة من يقودها واستغلالهم البشع للزوار مما يفاقم الامر سؤا على الزوار والمسنين منهم على الاخص.

بدانا السير على الاقدام عبر ما قلته من طريق رملي ترابي مليء بالحجارة الى ان وصلنا الى السيق محتمين بظلال الصخور المنحوتة بشكل جميبل نلتقط به بعض الصور كذكريات متحملين ازعاج العربات وسررعتها وزعيق من يقودها والاسؤ بالامر الطريق التي يعامل بها هذا الحصان الغلبان بالسوط والتي لا تنم عن اية رحمة ولا تعكس ابدا الاخلاق الاردنية وصلنا الى الخزنة وكانت الطامة الكبرى المشكلة الثانية: ان جاز لي وصف الساحة التي امامها فهي مزبلة متتحركة من القمامة يرقد على ارضها جمالا دون ادنى ترتيب يقودها صبيان لا يتقنون الا الصراخ وابتزاز المال وباعة منتشرين لا لون ولا طعم لهم  يضايقون الزوار بالحاحهم الشراء منهم بضائع بالتاكيد مزورة وليس فيها اي من اصالة الاثار عند هذه النقطة لم يبقى فينا قوة سواء للمضي قدما سيرا على الاقدام الى باقي الاماكن السياحية او حتى للعودة فطلب مني الزوار وقف الرحلة عند هذه النقطة والعودة ادراجنا ولكن بواسطة العربات وهي المشكلة الثالثة: وصلت الى الشخص المسؤول الذي يقف على رجليه تحت حرارة الشمس وطلبت منه استجار عربات لتقلنا فاجاني اولا: ان الامر سيء ولا يوجد عربات كفاية وعلي الانتظار الى اكثر من ساعة وللحق انه شخص محترم واما المفاجأة الثانية فهي السعر حيث هو عشرون دينارا ولما ابلغته ان البعض يتقاضى خمسون اتخذ بعض الاجراءات بايقاف بعضهم ولكن كما قلت لا حول ولا قوة له مع اصحاب هذه العربات لكونهم يتفنون المرواغة والامر لا يتوقف عند هذا الحد بل ان بعضهم يتحايل بعدم تسجيل عدد من النقلات لقد رايت بام عيني احد الابتزازات بالسعر فاثناء السير بالسيق كان هناك مسنة اجنبية شبه فاقدة للوعي ومريضة وكيف ان احد سائقي العربات طلب منها اجرة خمسون دينارمقابل نقلها هي وزوجها.

بعد طول انتظار وصبر مرير تحت اشعة الشمس الحارقة توفرت ااحدى العربات فاثرنا ارسال النساء اولا وبقينا لاكثر من ساعة اخرى ننتظر الفرج وبعد الاعتراض والصراخ والنقاش الحاد مع بعض السائقين وتدخل المراقب حصلنا على العربات وركبت احداها مع احد الزوار وكانت تجربة مريرة المشكلة الثالثة: فلا اعتقد ان ضلعا او جزءا من جسدي بقي في محله والله يعين المسنين على هذه الرجاجة التي تذكرنا بنتافة الدجاج اما من يقود هذه العربة فلا تعليق اتركها للادارة فلا لباسهم ولا منظرهم يسر الناظرين والاسؤ بهم الفاظهم واخلاقهم وتعاملهم الفظ فقط لمجرد اني طلبت منه التخفيف في نهر الحصان والحد من السرعة والصراخ قال لي بعد ان اوقف العربة ان لم يعجبك انزل طبعا انا استطيع ان ارد عليه وان اصرخ في وجه وان اذهب لاشتكيه لكني اثرت ان اترك لساني لهذا المقال على وعسى ان ترحمنا وزراة السياحة ثم ادرة هذه المدينة  ويرحموا البتراء وسمعة اهل الاردن من مثل هذه االسلبيات فما سمعته اذاننا من مسبات على رداءة الخدمات والمعاملة وسؤ نظافة المكان لدرجة ان العديد ممن سمعناهم قالوا حرام هذا المكان في هذا البلد وكم مرارة هذا الكلام علي وعلى كل مواطن اردني شريف .

اخيرا لا بد من حل كل هذه المشاكل والوقوف عليها في هذه المدينة لتوفير ارقى الخدمات التي تليق بسمعة الاردن اولا ومن ثم هذه المدينة العريقة بتراثها وحضارتها وهنا نسوق بعض من المقترحات علها تجد اان صاغية:

1.      لا بد من رصف الطريق الترابي الواصل ما بين مكان تدقيق التذاكر الى الساحة ما قبل دخول السيق اي الطريق الى مدينة البتراء اما بالاسفلت او ببلاط يتناسب واهمية هذه المدينة العريقة اما السيق او الطريق الممتد عبر الصخور الذي يصل الى الخزنة فهذا لا بد من ترتيب الامر مع اخصائيين اما بالنحت او الرصف لتمهيد هذا الطريق.

2.      رصف او تبليط الساحة امام الخزنة وان كان لا بد من الجمال فعلى اصحابها تحفيظها كما هو متتعامل به في تركيا مثلا حتى لا يسبب روثها تلويثا لهذا المكان مع تدريب اصحابها على كيفية التعامل مع الزوار وان يكون لباسهم يتناسب مع تراث الاردني

3.      استبدال عربات الاحصنة بعربات كهربائية ذات حمولة ستة اشخاص بدل هذه العربات ذات الحمولة لشخصين وبهذا نكون اختصرنا الوقت والحمولات وحافظنا على نظافة الطرقات والاماكن وهي حضاريا افضل .

4.      يجب ان يكون سائقي هذه العربات اشخاص ذوي خبرة في السياحة ويفضل ان يحملوا شهادات جامعية لائقي  المنظر ذوي خلق راقي ومعرفة بكيفية التعامل مع السائحين

5.      توفير مراحايض ومياه في اماكن متتعددة ويوظف لها من يحافظوا على منظرها ونظافتها.

6.      لماذا لا يتم تفعيل اماكن في هذه الصخور المنحوتة على شكل استراحات وكفي شوب وبشكل جميل حتى يستطيع الزائر ان يعيش الحدث في هذه المدينة العريقة

7.      يجب ان تكون التسعيرة للعربات مراقبة وضمن ترتيب كما هو متعامل سعر تذكرة الدخول ويمكن ان يشمل بسعر هذه التذكرة حتى يسهل الامر والمراقبة الصارمة ويضمن الامانة الحقيقية.

8.      يجب تخصيص اماكن لمراقبي هذه العربات فلا يعقل ان يقفوا في الشمس وان يكون عددهم حسب الازمات.

مرة اخرى على ادارة هذه المدينة ووزارة السياحة ان تدرك ان غالبية زوار هذه المدينة من المسنين الذين لا يتحملون السير لخمسة او ستة كيلومترات سيرا على الاقدام دون مياه وحمامات ثم ان الجميع يريد ان يرى كل اجزاء هذه المدينة وليس الخزنة فاذا ما اردنا ان نحافظ على هذا الرافد الاقتصادي واستمرار تدفق الزوار له وازدياد اعدادهم والصورة المشرقة لهذه المدينة وللاردن فعلينا ان ننظر بجدية ومسؤولية لكل الاجراءات والخدمات في هذه المدينة السياحية وكل الاماكن السياحية الاخرى امل ان يتسع صدر الاخوة لهذا المقال الذي جاء من حبنا كباقي الاردنيين لهذا الوطن وانتمائنا له ولقيادته الهاشمية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد