ارفعوا ايديكم عن الشعب السوري

mainThumb

08-05-2014 06:49 PM

ان ما يحصل هذه الايام للشعب السوري ليدمي القلب ولا يرضي كل من لدية ادنى ضمير انساني الذي اصبح في ايامنا هذه عملة صعبة المنال لانها اصلا غير موجودة فما يحصل من دمار ممنهج لسوريا الارض والشعب والحجرعبر شعارين زائفين الاول: باسم محاربة الارهاب من قبل نظام فقد كل انسانيته ومسؤوليته الاخلاقية تجاه شعبه من اجل بقائه في سدة الحكم فاصبح يتلذذ بتعذيب شعبه سواءا بتشريده الى مواطن اللجؤ او تجويعه عبر الحصار للمناطق الثائرة عليه او قصفه بالكيماوي او االبراميل المتفجرة لتدمير ما تبقى من مساكن على رؤوس اهلها الذين اثروا الموت في بيوتهم على حياة الذل واالقهر في مخيمات اللجؤ اما الثاني: فهو باسم الحرية والديموقراطية و تحرير سوريا من قبل ثوار ملتحون جاؤوا من اصقاع الارض باسم الجهاد والاسلام ورفع الظلم عن الشعب السوري المسلم ومساعدته للوصول الى الحرية واذا بهم اسفل من النظام بدرجات فباسم الاسلام استباحوا الاعراض باسم نكاح الجهاد وقطعوا الرؤوس واقاموا الحد يمينا وشمالا لكل من يخالفهم الراي حتى  اصبحوا يتناحرون بينهم على ما حصلوا عليه مما تبقى من جيفة الشعب السوري بعد نهشها وتمزيقها من نظام متوحش يقتلون وينكلون بعضهم البعض باسم التخوين والكفر وباقسى اساليب التعذيب في سجون تفوقت على سجون النظام ان كل هذه الاعمال الوحشية من قبل الفريقين للاسف تحصل ضمن صمت وتجاهل عالمي يدعي التحضر وامام اعين امة عربية اسلامية تجردت من قوميتها ودينها واخلاقها وباعت ما تبقى من شرفها على عتبات الاستجداء في مجلس الامن والامم المتحدة وجيرت ما يسمى الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي للتامر وتخريب وتفتيت ما تبقى من عالم عربي واسلامي.

ان الواقع في سوريا لا ينذر بالخير ليس لسوريا كما يتوقع البعض بل للذين تامروا وراهنوا على اسقاط نظامها لقد سرقوا هؤلاء الثورة السورية البريئة التي خرجت من افواه اطفالها وسطرت بايديهم في درعا بتجيشها عبر ارسال منظمات الاسلام المتطرفة المجرمة لتعيث بارضها ونسائها واطفالها وشيوخها فسادا وظلما لا يقبله اي دين اخر فكيف ديننا الاسلامي الحنيف المتسامح الذي يراف بالحجر والشجر والحيونات قبل الانسان؟, اين هؤلاء من كل هذا؟ ان هذه الجريمة لا تقف عند ارسال هؤلاء بل بالاموال الطائلة التي ترسل لفصائلهم الارهابية باسمائها التي لاحصر لها على شكل قنابل واسلحة مدمرة لتقتل وتدمر سوريا الشعب والارض لقد شتتم شعبها واسقطتم كيانها ونحرتم جيشها العربي لتنظروا لما يحدث في حلب والرقة ودير الزور واخرها درعا من جرائم ابادة بين هذه الفصائل التي تدعي الاسلام وكيف تسلب النفط السوري وتبيعه لدول تدعي انها من اصدقاء الشعب السوري؟ كيف بالله عليكم تريدوننا ان نصدقكم وانتم تدفعون بيد وتسرقون باليد الاخرى في الوقت الذي فيه الشعب السوري جائع عاري هائم في اصقاع الارض؟ يا وحوش اللحم ودولارات النفط الباحثين عن اشباع رغباتكم الحيوانية ارفعوا ايديكم عن الشعب السوري وكفاكم تشدقا وبكاءا على جثث اطفاله وشيوخه واستغلالا لجوعه وبؤسه وسرقة ثروته .

ان الجميع قد سقط في الفخ الاسرائيلي وظهر حقيقة ما يعد لسوريا وسواء سقط هؤلاء بمعرفة منهم ام بغير معرفة فهم مسؤولون عما حدث ويحدث من جرائم قتل ودمار لسوريا الدولة والشعب وليس النظام وحده فان كنا ضد كل جرائم النظام السابقة فهي لا تقارن بجرائم هؤلاء الثور ومن خلفهم الان فعزاء الشعب السوري على الاقل كانت هناك دولة مستقرة فيها اقتصاد حتى ولو مسروق وفيها امن حتى لو فاقد الحرية ولا يوجد فيها هذه الفتن والعنصريات التي بدات تطل براسها علينا الان بفضل هؤلاء الاسلاميون ومن يقف وراءهم ليس على المستوى السوري بل العربي والاسلامي ان النظام البائد له بعض المواقف المشرفة لا يمكن اغفالها فهو الذي وقف مع المقاومة في جنوب لبنان ومع حماس عندما ضاقت بهم الارض العربية فاحتضنهما ووفر لهم الحماية والامن والدعم ادى الى تحرير ارض الجنوب اللبناني والصمود الحمساوي في غزة ,اننا ان وقفنا مع حرية الشعب السوري وثواره على ظلم النظام فاننا لا يمكن ان نقف مع ما يسمى ثوارا يستجدون ليل نهار على عتبات الامريكان والغرب واسرائيل للتدخل ضده الذي كما يبدوا بات يضيق الخناق عليهم لدرجة اوصلت البعض منهم  للكشف عن وجه في غاية الوقاحة والقبح بزيارة اسرائيل وعقد الاجتماعات التنسيقية معها وايجاد احلاف مصطنعة لعدو مصطنع الا وهو ايران بل ذهب البعض منهم في وقاحته الى درجة التنازل لاسرائيل عن الجولان كهدية ان هي ساهمت باسقاطه كل هذا لا يمكن ان يقبل من اي شريف عربي مهما كان الامر نعم نحن ضد افعال النظام الظالمة لكن ان خيرنا بين بشار ونيتنياهوا فسوف نختار بشارمليون مرة ولن نفكر بالاخيرة اطلاقا وعلينا ان نذكر بعض المزايدين على هذا النظام انه من رفض الوساطة التركية باعادة هضبة الجولان كلها له فقط اجتفاظ اسرائيل بالشريط الساحلي على بحيرة طبريا؟ الم يكن باستطاعة هذا النظام ان يقبل ويعقد اتفاقات سلام كما فعل الاخرين؟

اننا من اول من وقف الى جانب الثورة السورية الحرة النزيه الغير مسلحة مهما حاول النظام زجها الى هذا الركن ونحن من دعم كل مطالب الثورة السوربية الاولى البريئة ولم نكن في يوم من الايام مع النظام او اساليبه القمعية ولكن ليس باي ثمن ليس على حثث الشعب السوري وبيع سوريا كما بيع العراق وليبيا ومصروالحبر جرار وعلى الكل ان يحسس على طقيته , ان الثورة السورية سرقت من ايدي ابنائها الشرفاء من قبل جهات مشبوهة لا يهمها الا ما نراه الان بسوريا من اقتتال الى ما لا نهاية وهذا بالطبع لا يمكن ان يقبل به اي شريف وطني عربي او مسلم يشهد بالشهادتين, لا يمكن ان نقبل بان يحل محل النظام السوري المستبد نظام ثوري اكثر استبدادا يفتت سوريا ويبيع الجولان لاسرائيل ويحصنها اننا نقولها بالفم المليان لم يعد هناك ثورة ما هو موجود هو عبارة عن عصابات اجرام متعددة الاهداف تابعة لعدة دول مموله متناحرة فيما بينها باسم الدين والطائفية والمذهبية تخفي وارءها اهداف صهيونية مئة بالمئة على راسها انهاء الجيش السوري وصولا الى المقاومة في جنوب لبنان ثم انهاء التواجد الحمساوي في غزة وانهاء وتصفية القضية الفلسطينية.

 اخيرا نقول ان الحق مهما طال سينتصر والقضية الفلسطينية لن تنتهي وهذا بامر من الله فمن يملك قوة فوق قوة الجبروت؟ وما يحققه الجيش السوري اخيرا من انتصارات رغم التعتيم الاعلامي هو حقيقي و ما التناحر بين الفصائل المتطرفة وقتل بعضها البعض وانحسار بعض التدخلات العربية والاجنبية وتخوفها مما زرعت من تطرف في سوريا والمنطقة وتعمق الاختلافات بينها الا تخطيط من رب العالمين فلا يعقل ان ينتصر من يضع يده بيد الاسرائيلي والامريكي ضد اخاه المسلم مهما كان هذا المسلم مخطيء او ظالم لا يمكن القبول بهذا لأن خطر اليهود والغرب هو اخطر بكثير من كل الانظمة الظالمة والاخوة الشيعة سواء بايران او المنطقة ككل مهما كنا مختلفين معهم كفى تزويرا للحقائق وتضليلا للشعوب وكل ما ندعوا الله هو ان يلهم قادتنا الحق والصواب في كل قراراتهم وان يجمع شمل المسلمين ويبعد عنهم الفتن ما ظهر منا وما بطن انه السميع المجيب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد