كل عام والوطن بالف خير

mainThumb

26-05-2014 11:50 AM

لا شك ان الخامس والعشرون من ايار من كل سنة يمثل لكل الاردنيين عيدا وطنيا ورمزا لاستقلالهم عن المستعمر البريطاني  يتذكر فيه الاردنيون البناة الاوائل والذين افنوا اعمارهم وقضوا حياتهم من اجل عزهم وكرامتهم انهم شهداء الحرية والاستقلال على راسهم المغفور له الملك عبد الله الاول الذي وضع اللبنة الاولى لهذا الصرح الشامخ بولادة امارة شرق الاردن عام 1921 ثم تبعها اعلانه الاستقلال في الخامس والعشرون من ايار عام 1946 وهو يوم ولادة الاردن هذا الوطن الذي نراه الان شامخا على المستوى العربي والاسلامي والاقليمي بل العالمي هذا الشموخ الذي جاء من خلال القيادة الهاشمية لتي نذرت حياتها وضحت بدمائها من اجل بناء اردن العز والكرامة لقد ضحى المؤسس بحياته من اجل كل اردنية واردني وروى بدمه الشريف ارض الاسراء والمعراج باستشهاده على عتبات الاقصى الشريف وكيف لا وهو ابن العائلة الهاشمية التي ينتمى لها اشرف خلق الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم تسلم من بعده الامانة خلفه المرحوم الملك طلال الذي وضع اول دستور اردني حفظ الكرامة الاردنية وحافظ على وطننا الاردني وبسبب مرضه الذي ابعده مما جعل المغور له الملك الحسين بالرغم من صغر سنه لتسلم الراية ,فان كان عبد الله الاول المؤسس فان الحسين هو رائد نهضة وتقدم الاردن الحديث بكل مجالات العلم والصحة والصناعة والزراعة والسياحة فكل هذه المعالم النهضوية تذكرنا الاردنين بهذا القائد العظيم الذي حافظ على الاردن كدولة رغم النكبات والمصائب التي حلت بالاردن من كل جانب ويكفى ان نتذكر نكبة السبعة والستين عندما خسر نصف مملكته وتبعتها فتنة ايلول وتكالب معظم قادة الامة العربية والظلم الذي لحق به من اقرب الناس الا انه استطاع بحكمته والتي يشهد لها القاصي والداني في التعالمل مع كل هذه الاحداث والخروج بالاردن اقوى واعظم في عهده وصل اسم الاردن كدولة وقيادة وشعب سماء العالمية حتى ان الاردن كوطن اصبح مرتبط باسمه لقد استطاع بحكمته وذكائه ودهائه ان يسحر الاعداء قبل الاصدقاء وبشجاعته وصدقه والتزامه بكلمته ان ينال احترام خصومه قبل اصدقائه ويكفيه فخرا وراحة في قبره انه لم يسجل اية حالة اعدام او وفاة في سجن ما لخصومه السياسيين بل العكس كرمهم وحولهم من خصوم الى احبه ومؤيدين نم قرير العين يا من اسرت قلوب الاردنيين و عزاؤنا فيك ان من خلفك هو صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده الحسين هؤلاء الاشبال لذاك الاسد خير خلف لخير سلف حيث يكملون المسيرة وهم على الوعد والعهد سائرون وهنا لا بد وان نتذكر شهداءنا من النشامى الذين كانوا السياج المنيع للقيادة الهاشمية والذين افتدوا الوطن وهذه القيادة بدمائهم الزكية على راسهم الملكة علياء والشهيد وصفي وهزاع وكل شهداء الجيش العربي الاردني الاشاوس الذين روو بدمائهم ارض الاردن وترابه.
ان يوم الاستقلال يعني الانجاز والازدهار والوحدة واللحمة الوطنية في ظل عهد صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني فما نشهده من نهضة عمرانية وعلمية وتكنولوجية وزراعية وسياحية وما تشهده علاقات الاردن على الساحة الدولية من رفعة وتقدير ادى الى تبؤ الاردن للعديد من المراكز المتقدمة في العديد من المؤسسات الدولية كمجلس الامن ومنظمات الامم المتحدة  لقد وضع صاحب الجلالة في مقدمة اولوياته خدمة الاردن وشعبه من اول يوم تسلم به قيادة الوطن لانه يؤمن ان القيادة هي مسؤولية بالدرجة الاولى وليس تشريفا ففي عهده الميمون وبفضل هذه القيادة الحكيمة تحقق العديد من الانجازات فعلى مستوى القوات المسلحة تم اعتمادها كجزء اساسي في قوات حفظ السلام في المناطق المضطربة مما يعزز خبراتها ويحسن من المستوى المعيشي لافرادها اما على المستوى السياحي فان اعتماد البتراء من عجائب الدنيا ادى الى طبع اسم الاردن في عقول البلايين من الناس حول العالم وبالتالي زيادة عدد السائحين مما انعكاس على المستوى المعيشي للاردنيين وازدهارا للبتراء واما على المستوى الاقتصادي فان اعتماد البحر الميت مكان لانعقاد المؤتمر العالمي لرجال الاعمال والاستثمار رفع من اسهم الاردن اقتصاديا فجعله مكان استثماريا جاذبا للعديد من رجال الاعمال واما على المستوى التسامح والتعايش الديني فان زيارة بابا الفاتيكان الاخيرة للاردن وجعله المحطة الاولى في زيارته الى الاراضي المقدسة وتجمع الاف المسيحيين من مختلف الدول في الاردن لاداء الصلاة امام الاف كاميرات الصحفيين ومشاهدة البلايين من الناس في اصقاع العالم لهذا المشهد العظيم وتركيز جلالته على مخاطبة البابا بايات من القران والكلمات الاسلامية اظهرت ليس وجه الاردن المتسامح والمعتدل بل وجه الاسلام الحقيقي ورسالة سلام حقيقية للتعايش الديني في ارض القداسة ارض الاردن المحبة والسلام.
ان كل هذه الانجازات التي سبق وان ذكرناها ما كانت لتتحق لولا هذ القيادة الهاشمية التي اختص بها الاردن وشعبه والتفاف كل الاردنيين حولها وتقديرهم لها على ما حققته لهم من نعمة الامن والامان االتي يفتقدها العديد من شعوب الدول المجاورة لهم ان اللحمة ما بين قيادة هذا الوطن وشعبه ظاهرة تستحق التقدير والتوقف عندها في كل مناسبة لاستقلال الاردن فالاستقلال لا يكفي ان لم يتبعه جد وتعب وتفاهم ما بين القيادة والشعب حتى يستمر ويقوى يوم الاستقلال يعني هذه الانجازات في العلم والصحة والرعاية الاجتماعية والامن والامان ويكفي ان ننظر الى حال الاردن بعد ثمان وستون عاما لنلمس التقدم العلمي والصحي والعمراني والحضاري والاجتماعي رغم محدودية الامكانيات مقارنة بالعديد من الدول والتي من الله عليها بالعديد من الثروات لكن ما يميز الاردن عن غيره بان الله من عليه باغلى واثمن ثروة وهي الشباب الاردني المبدع في كل مكان وزمان فالاردني من اكثر المواطنين العرب علما وخبرة واينما وجدوا ابدعوا ويكفي سمعتهم التي عانقت السماء لما يتمتعوا به بالاضافة لما ذكرناه من كرامة وشهامة وامانة وخلق ان الامن والامان المتوفر في الاردن الان هو اعجاز يحسد عليه في ظل ظروف مطربة حوله وهنا في هذه المناسبة لا بد لكل اردني ان يتذكر ذوي الجبهات السود الشامخة لقواتنا المسلحة بكل فروعها ولا بد ان نحني امامها اكبارا و اجلالا على هذا الامن والامان الذي وفرته ليس للاردني بل لكل مظلوم وخائف كملجأ امن وحضن دافيء لدرجة انهم اثروهم على ابنائهم وانفسهم .
عيد الاستقلال ليس فقط الهوية والوطن بل الاهم الانتماء الحقيقي له وكما قال صاحب الجلالة ان الاردني هو الذي ينتمي للاردن قولا وعملا والانتماء والوالاء للوطن يكون بتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية الضيقة. الاردني هو الذي يغلب الوحدة الوطنية على كل ما ذكر ويحافظ عليها بدمه هو الذي يقف دائما الى جانب وطنه حتى في احلك الظروف فالوطن هو الاغلى من كل شيء فبوجوده العزة والكرامة وبدونه الذل والهوان هذه المناسبة لا بد ان تذكرنا كاردنين كيف نغلب مصلحة الوطن على المصالح الفئوية والعشائرية والجهوية والفردية والحزبية وتجعلنا نراجع انفسنا دائما وابدا عندما تتطلب الظروف مثل هذه المراجعات ولا نعتقد ان هناك اصعب من هذه الظروف التي نمر به الان من هنا لا بد ان هذه المناسبة تجعلنا اكثر تماسكا وتكاتفا ووحدة واكثر محافظة على لحمتنا الوطنية والتفافا حول قيادتنا الهاشمية ونحن تنذكر هذه المناسبة العزيزة على كل قلب اردني لا بد وان ننظر بعين الخوف والرعب مما يحصل مع اشقاؤنا في سوريا والعراق وليبيا ويجعلنا ان لا ننسى ابدا ان  نسجد لله شكرا على نعمة الامن والاستقرار في بلدنا وان نكون العين الساهرة على امننا وان نقدم كل تعاون لرجال امننا الذين يضحون بدمائمهم من اجل ان نبقى نحن واطفلنا بامن وسلام وان نصلي ليل نهار لله حتى يديم هذه النعم ويحفظ كل قياداتنا وعلى راسها صاحب الجلالة .
اخيرا، نقول اذا ما اردنا ان نبقى نحتفل وباستمرار بهذه المناسبة لا بد لنا ان نحارب الفساد بكل قوة وان نزيد من لحمتنا الوطنية التي يتربص بها العديد من اعداءنا وعلى الاردنيين جميعا ان يكون ولاءهم اولا واخيرا للاردن وقيادته وهنا اذكر كل الاخوة الاردنيون الذين يزايدون على الحكومة والقيادة والشعب الاردني فريق باسم القومية العربية واخر باسم الحرية والديموقراطية وفريق باسم الحقوق المنقوصة ان يعودوا الى رشدهم ويغلبوا مصلحة الاردن وبالذات في هذه المرحلة الحرجة حمى الله الاردن وقيادته وشعبه من كل سؤ وكل عام والاردن وقيادته وشعبه بالف خير.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد