ماذا وراء طرد السفير السوري؟

mainThumb

31-05-2014 06:26 PM

اثرنا الانتظار حتى تنقشع اثار المعارك الاعلامية والتحليلات السياسية التي اثيرات حول طرد السفير السوري من قبل الاردن وقد تراوحت هذه التحليلات والتعليقات الاعلامية ما بين معارض متربص ومساند شاطح في خياله  ففي حين وجد الفريق الاول فيه الفرصة للانقضاض على الاردن نظاما وشعبا من خلال الردح والشتم وكيل التهم يمينا وشمالا فمن تهمة فتح معسكرات تدريب امريكية غربية اردنية للفصائل السورية الثورية في الاردن الى فتح غرف عمليات لادارة الثورة السورية في بعض الفنادق في العاصمة الى نظرية المؤامرة مع العم سام و تزامنه مع بدء مناورات الاسد المتاهب العسكرية التي ستحصل في الاردن وانها مقدمة لتسخين الجبهة الجنوبية وصولا الى غزو دمشق اما الطرف الاخر فلم يبتعد كثيرا عما جاء في التصريح الاردني الرسمي الا ان البعض منهم شطح خياله لتحليل وجه صاحب الجلالة بعد ان قدم هذا السفيرالتهنئة والتبريك في مناسبة عيد الاستقلال مثله مثل غيرة حسب البروتكول المعمول به فارجعوه الى ان وجه صاحب الجلالة تجهم ولم يكن راضيا عن وجوده في عيد الاستقلال وانه ربما حصل شيء ما اثناء المصافحة ادى الى مثل هذا القرار والبعض الاخر من هذا الفريق عزاه الى تطاول هذا الشخص في احاديثة على دول عربية وصديقة بشكل فض بل اجتماعه سرا مع بعض من الفئات الاردنية وتحريضه لها لمهاجمة هذه الدول والتي شكلت القشة التي قسمت ظهر البعير و طرده واين يكون السبب فان السؤال الذي سنخوض في تحليله هو: هل هناك حقا اسباب مخفية كامنة وراء مثل هذا القرار وفي هذا التوقيت؟ ام ان الامر جاء بمحض الصدفة في هذا التوقيت ولا اسباب لا تحت الطاولة ولا فوقها وان الموقف الاردني بالفعل جاء نتيجة لتراكمات عديدة من التجاوزات للاعراف الدبلومسية من قبل هذا السفير لا اكثر ادت الى طرده  وان ما صرح به هو حقيقة ما حدث وهواخيرا موقف يتعلق بشخص هذا الرجل ليس الا؟ 

باديء ذي بدء ان التصريح الرسمي الذي جاء على لسان وزارة الخارجية الاردنية المعنية بالامور الدبلوماسية لخص الاسباب لهذا الطرد حيث اختصره بان هذا السفير لم يلتزم بالاعراف الديبلوماسية رغم تنبيهه لاكثر من مرة لكنه تجاهلها واصر على رعونة تصريحاته بحق الداخل والخارج والتي لم يراعي فيها حتى ادنى اعراف الاخوة والصداقة التي تجمع البلدين الجارين والشعبين الشقيقين فطفح الكيل ولم يعد بمقدور الوزراة الصبر على رعونته التي وصلت الى شخص وزير الخارجية نفسه من تدخل واتهام لكل تحركاته ومواقفه السياسة وحتى بعض من اجتماعاته وتوجيهه اصابع الاتهام مباشرة وغير مباشرة لعلاقات الاردن ببعض الدول العربية او الغربية بل و مهاجمته الاجتماعات والمناورات التي تتم في الاردن  ووصل الامر الى تدخله في الشأن الداخلي الاردني من خلال اجتماعاته المشبوهة مع بعض من الفئات الاردنية التي ضلت طريقها الوطني سواء في مقر السفارة السورية او من خلال القيام بزيارات الى بيوتها وتحريضها ليس فقط على سياسة الاردن ومواقفه بل على بعض الدول العربية والصديقة التي تربطها علاقات اخوة وصداقة مع الاردن ان هذا الرعونة من قبل هذا السفير للاسف وجدت من يدعمها من بعض الفئات الاردنية المعروفة جيدا لكل اردني سواء من خلال الاحتجاجات والتجمعات والمظاهرات على الساحة الاردنية او حتى بالسفر لسوريا للتاييد والتضامن مع نظامها ضد الشعب السوري اما البعض الاخر منها فقد استخدم وسائل الاعلام المختلفة لدعم هذا السفير ونظامه سواء من خلال البرامج المتلفزة او من خلال الاقلام المأجورة لممارسة نفس الاسلوب من الردح والاتهام والتشكيك بمواقف الاردن السياسية بل والتاييد لممارسات هذا السفير ضد وطنها.
 
 ان كل هذه التجاوزات رافقتها ضغوط داخلية على وزارة الخارجية من تيارات شعبية اردنية مختلفة طالبت الوزارة والحكومة بطرد هذا السفير منذ مدة لكنها اثرت الصبر عليه فاستدعته اكثر من مرة لتوبيخه وتنبيهه لتجاوزاته المتكررة الا ان صلفه واستكباره جعلاه لا ياتي احيانا بحجة انه في اجازة واستمرت استفزازاته التي كان منها وصفه الاردنيين باللصوص  وانهم يسرقون ثلثي ما يدفع للاجيء السوري في المخيمات من دعم مالي حيث ادعى ان ما يدفع للحكومة الاردنية ثلاثمائة دينار عن كل لاجيء في حين ان ما يستلمه هذا اللاجيء مائة دينار ونسي هذا الجاحد ان الحكومة الاردنية وشعبها يقدمون خدمات التعليم والصحة والوظيفة والسكن لضعف عدد هؤلاء اللاجئين في خارج المخيمات وان الاردني قاسم شقيقه السوري لقمة العيش رغم ازمته الاقتصادية وضنك العيش الذي يعاني منه هذا ليس منة بل هو شرف لكل اردني نشمي في هذا الوطن ثم اخيرا تحديه السافر لوزارة الخارجية والحكومة عندما صرح بانه لن يطلب الاذن من الاردن لاجراء الانتخابات في السفارة لان هذا الامر يتعلق يالسيادة السورية ونسي هذا السفير انه على ارض اردنية وفي دولة تحكمها قوانين و لها السيادة الكاملة على كل شبر من الارض الاردنية وان عليه ان ينسق مع الحكومة الاردنية ممثلة بوزارة الخارجية قبل اجراء اي شيء واخذ الموافقة لان هذه الدولة التي يجلس على ترابها هي المسؤولة عن امنه و امن المواطينين السوريين الذين وصل عددهم لاكثر من مليون ونصف واصبحوا عبئا على الامن الاردني هذا فيض من كيل ولا نريدا ان نتعمق في كل تصرفاته المعروفه على الساحة الاردنية .

ان الصبر الاردني له حدود وان هذا الارعن قد خرقها ولم يبقي منها شيء فجاء طرده شخصيا لذلك طلب من حكومته تبديله ولوتمعنا بهذا بالقرار الاردني ومحتوياته لوجدناه بسيط وملخصه مفهوم للقاصي والداني ولا يحتاج الى تاويلات وشطحات اعلامية فهي لم تقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدولة السورية ولم تغلق السفارة السورية بل ابقت على السفارة مفتوحة وطلبنت من الحكومة السورية ارسال بديل له وهذا معمول به بين كل دول العالم ان كل ما في الامر ان هذا السفير تجاوز حدودة اللياقة والضيافة فجاء القرار فرديا يخصه فقط وللتاكيد على رعونته وصحة القرار الاردني واسبابه ارجعوا الى اخر تصريحاته بعد طرده على ما يسمى فضائية الميادين المعلروفة التمويل للمنشق ابن جدوا عن قناة الجزيرة كم من الردح والاتهامات والشتائم التي قالها هذا المطرود بحق الاردن قيادة وحكومة وشعبا وكما يقولون كل اناء بما فيه ينضحوا, ان الحكومة الاردنية والنظام الاردني والشعب الاردني لم يسجل له التاريخ يوما وقوفه ضد الدولة السورية او حتى النظام الحاكم فيها وكل مواقفهم من الازمة السوربة تندرج في خانة محددة وهي انهم يرفضون ما تقوم به قيادات هذا النظام من بطش في حق الشعب السوري بحجة محاربة الارهاب في الوقت الذي من المفروض بها حمايته من هذا الارهاب لذلك فالموقف الاردني واضح ضد البطش اي كان مصدره سواء الجماعات المتاسلمة الارهابية او قيادة هذا النظام الذي يريد ان ينتخب مرة اخرى عبر دم شعبه ان التاريخ لم يسجل للقيادة الاردنية الهاشمية والشعب الاردني النشمي اي مواقف تامرية ضد اي دولة عربية وللنذكر هذا السفير وزبانته الاردنية بمواقف نظامه في الحرب على النظام العراقي البعثي الرفيق والاخ له حين ارسل جنوده المقاومين البعثيين للوقوف جنب الى جنب مع ما يتشدق به اليوم جنود العم سام والامبرياليين لغزو العراق فقتل وشرد الملايين من العراقيين ليومنا هذا ثم شنق الرفيق الشهيد صدام حسين اين هذا من موقف الاردن قيادة و شعبا حينذاك؟ من منا المتامر يا سعادة السفير؟ ولنذكرك بما فعل نظامك وجنوده في لبنان من جرائم واغتيالات لقياداته واحراره ومحاصرة وتدمير للمخيمات الفلسطينية بطرابلس والجنوب اللبناني وكيف ساهم بطرد المقاومة الفلسطينية من لبنان الى تونس ثم الغزو للاراضي الاردنية في السبعينات وكما يقول المثل شو بدي اذكرمنك يا زبيبة كل عضة بغصه ان الاردن لم ولن يكون بجانب الباطل وسيكون الى جانب الحق وقوميته بالفعل وليس بالشعارات المزيفة والى الابد .

اخيرا نقول نكاد نجزم بان طرد هذا السفير هو شخصي مئة بالمئة ولا يوجد هناك لا دوافع سياسية ولا عسكرية ولن يكون الاردن يوما  بوابة غزو عسكرية لاية بلد عربي فليسترح الدجالون والمزايدون والكرة الان في ملعب النظام السوري ان اراد ان يرسل سفيرا اخر فعليه ان يعلمة اصول وفن العمل الديبلوماسي وان لم يفعل فهو الخاسر في هذه الظروف والاردن لن يناصر اي من طرفي المعادلة لانهما اسوأ من بعضهما و موقفه واضح للعيان ان لا احد منتصر في هذه المعركة والكل خاسر وان ارادوا كما يقولون مصلحة الشعب السوري فعليهم ان يجلسوا مع بعضهم ويغلبوا مصلحة الشعب السوري على مصالحهم القذرة ان كانوا صادقين فهل سيحصل هذا ؟ نحن ككل الشعب السوري كفرنا بالطرفين ليذهب هذا السفير الى الجحيم ونقول لبعض المحسوبين على هذا الوطن ويساندوه ان ارادتم الوقوف معه وان كنتم متاكدين مما تدعون ان هناك تسهيل للجماعات المتاسلمة للدخول الى سوريا فنقول لكم كل الدعم لكم انتم كذلك فالحدود مفتوحة وليكن دعمكم بالفعل وليس بالقول على وعسى ان تريحونا من السنتكم حمى الله اردننا وقيادته وشعبه من كل ما يحاك له من فتن انه السميع المجيب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد