صحيفة السوسنة الأردنية

أثارت حفيظة معدتي حلقة الجمعة جمعتنا التي تبثها قناة جوسات والتي أطلقت رصاصة على قلب الفساد " الغذاء والدواء " و أمانة عمان " ومن يهمه الأمر .

تلك الصور جميعها تدل على استهتار من قِبل العاملين على امداد الطالب أو الموظف أو العامة الذين يحتاجون لسد رمق جوعهم في يومٍ أرهقهم التعب ولم يستطيعون أن يصبروا أنفسهم إلى حين العودة الى المنزل ، واستغلال  واضح من هذه المطاعم  لكون أن هذه الوجبة الأقل سعراً ومتاحة بين يدي الجميع  وقد تكون المُتنفس الوحيد للكثير من العامة لكسر روتين الحياة اليومية بالخروج الى هذه المطاعم دون أن يتحمل المواطن المسكين ما يفوق قدرته المادية لذلك الاقبال عليها لا ينقطع .

ولكن وما يثير الغرابة أنها ليست حالة جديدة وتم من فترة ليست ببعيدة الاشارة الى أن بعض المطاعم " تتهاون " في تطبيق صحة الغذاء . ولا استجابة حول هذه القضية .

أين الرقابة والمراقبون ؟! وهل بين كل اولائك  الموظفون المعنيون في الرقابة ، لا يخافون من عاقبة التجاوزات التي يمنحونها عند التفتيش مقابل بضع دنانير أو وجبة !!

عندما يثار ضجة وهلع وفزع  حول " كورونا " أو أي فيروس يتجول  في سمائنا ، نقول من أين أتى ؟ وما الأسباب ؟ وكيف نُصاب به ؟ وما هي طُرق الوقاية ؟

صدقاً حالنا يُرثى له ، الأمراض إن كانت بلاء من رب رحيم فالله المُستعان والحمد لله . ولكن عندما يأتي البلاء والوباء من أنفسنا ومن أيدينا ومن ما نصنعه بحكم الأنا العليا ، هنا يجب أن نتوقف ونستيقظ ونعي بأن يوماً من الأيام أنت وهو ومن وافق وختم بالترخيص وشارك في جريمة تحضير وجبة التسمم الغذائي للمواطن الذي يلهث كي يجدد نشاطه من خلال هذه الوجبة . يوماً ما ستقع بشر أعمالك أنت أو أحد ابنائك أو أمك أو أباك المُسن ويصابون لا قدر الله بتسمم أو حتى وفاة .. اللهم سلم .

احذروا يا أصحاب القرار العاقبة الأخلاقية ، واتقوا الله يا تجار الأبواب ذات الرائحة النتنة ، ولا تتهاون بوضع قدميك على نعمة الله فمن خلقك وخلق تلك النعمة بين كاف ونون قادر على أن يجعلك عبرة لمن لا يعتبر .

عقولنا مُتلفة ومصابة بتسمم فكري ، دعوا لهم ولو بأضعف الايمان صحة معدتهم وبطونهم . وكفاناً تهاوناً وهواناً مع أنفسنا !!

واتقوا الله ليس فقط بشهر الرحمة والمغفرة بل بكل يومٍ تُشرق الشمس على هذه الأمة المُتعثرة من جديد .

الله المستعان .