داعش طعم امريكي لنحر النظام السوري

mainThumb

27-09-2014 05:19 PM

لا يختلف اثنان من المحللين السياسين في العالم الحر ان داعش هي صنيعة امريكية اروبية وبقيادة فكرية اسرائيلية بامتياز فما يحصل في منطقتنا من احداث هذه الايام كأن الزمن يعيد نفسه لمن يريد ان يستوعبه من اهل يعرب فلن نذهب بعيدا عندما نتذكر الدعوة الجهادية في افغانستان وتبنيها من قبل بعض من الدول العربية وعلى راسها دول الخليج العربي فامدوها بالمال والمجاهدين والسلاح الامريكي برضاء وغطاء امريكي اروبي اسرائيلي الذين بدورهم استغلوا الايدلوجية الاسلامية المعادية للاتحاد السوفياتي انذاك من اجل خدمة اهدافهم السياسية في المنطقة وهزيمة الاتحاد السوفياتي ودحر اطماعه فيها وما ان تحقق لهم هذا حتى بدات المعركة ضد الايدلوجية الاسلامية ونعتها بالتطرف ومحاولة تدميرها ومحاولة الاتيان بنظام علماني فيها يتماشى مع سياستاتهم في المنطقة ولا نريد الخوض كثيرا فيما جرى وكما يقال الامور بخواتيمها فيكفي ان نذكر غزو هذا البلد والقضاء على حكومته طالبان الاسلامية وملاحقة كل قيادات و افراد القاعدة ليس في اروبا وامريكا بل وفي دول عربية كثيرة اسفرت عن قتل واسر العديد منهم الى ان تم قتل قائدها الشيخ اسامة بن لادن.

ان ما نراه الان هو نفس السيناريوا الاول ولكن بمسميات مختلفة فهذه داعش والنصرة واحرار الشام والعديد من الفصائل الجهادية الاسلامية تم انشاؤها مباشرة وغير مباشرة مباشرة من خلال مئات المتطوعين الذين كانو يخرجون من كل اقطار العالم ويدخلون الحدود التركية والاردنية والعراقية تحت مراى وسمع كل هذه الدول المتحالفة الان لمحاربتهم حيث تم تدريبهم في دول عربية معروفة وتزويدهم بالسلاح وشكل ما سمى الجيش السوري الحر الذي انضم الجزء الاكبر منه الى داعش لاحقا   اما الغير المباشر فهو جمع وارسال الاموال من خلال جمعيات وافراد معروفة لكل هذه الدول ولا نكشف سرا ان قلنا ان الاختلافات ما بين الدول العربية المساندة او المناصرة للشعب السوري هي من ساهم بتاسيس وتدريب وتسليح ما يسمى باحرار الشام وجبهة النصرة من اجل تنفيذ اجنداتها السياسية سواء في سوريا او العراق وبعلم تام من المخابرات الامريكية والغربية وحتى الاسرائيلية وما سكوت اسرائيل عن جبهة النصرة باحتلالها الشريط الحدودي معها في منطقة القنيطرة الا شاهد على ما نقول بل وان طيران النظام وبراميله المتفجرة ومدفعيته لم تجرا على مهاجمة افراد هذه الحركة بسبب تهديد الجيش الاسرائيلي اضف الى كيفية الافراج عن جنود الامم المتحدة الذين كانوا محتجزين لديها ,ان السبب في انشاء كل من جبهة النصرة واحرار الشام بايد عربية و مباركة امريكية غربية اسرائيلية لمجابهة داعش ما هو الا تكتيك عسكري للتعتيم على ما يتم من تحضيره للنظام السوري الذي بلع الطعم كاملا عندما صدق بان هناك خلاف بين هذه الفصائل الدينية و ترك ابار البترول والغاز بيد داعش وساندها احيانا ماليا من خلال شراء الغاز والنفط منها عبر سماسرة الحروب وحماها عسكريا من خلال الغطاء الجوي اثناء معاركها مع الاطراف الاخرى وما لا نعرفه هو عند النظام .

ان اكبر خطأ ارتكبه هذا النظام الاحمق هو غض الطرف عن داعش والتي كان بامكانه تحجيمها بل ومقارعتها وعدم السماح لها بالانتصار في منطقة دير الزور والرقة خاصة وان هناك كان من يسانده من مليشيات طائفية عراقية وايرانية ولكن كما يبدوا ان الامر انطلى حتى على هؤلاء الاغبياء فتركوا هذه الحركة تستثمر بقوتها من خلال البترول والغاز السوري والذي يباع على مراى اعينهم ظنا منهم انهم سيدمرون الثورة السورية (المشروع السياسي ) الامريكي الاسرائيلي في سوريا ولبنان والعراق بل والمنطقة كلها ومسكين من يظن انه في مامن عن هذا المشروع ,لقد بلعت نظم المقاومة الطعم الامريكي بامتياز الى ان حصلت المفاجأة التي لم يتصورها هذا الحلف المقاوم وهو احتلال اكثر من اربعين في المئة من الاراضي العراقية من قبل داعش وانهيار الجيش العراقي وفرار الالاف منه امام هذه القوة الداعشية في ساعات وتسليمه اسلحته الامريكة المتقدمة لها وهنا نقول مسكين كل من يفكر بهذا التفكير السطحي فكل ما حصل مخطط له منذ مدة وعمات على انجازه العديد من المخابرات الاقليمية والدولية ان التدخل الايراني الفاضح ومشروعها الايدلوجي المذهبي في المنطقة استفز المكون السني ليس في العراق بل ودول المنطقة المجاورة ثم السياسات الامريكية المخطط لها بعناية والتي اججت الصراع المذهبي الطائفي فمن ترك لايران تلعب وتتدخل وتنفذ مشروعها المذهبي في العراق وسوريا ولبنان وغض الطرف عن مشروعها النووي كل هذا ما هو الا للتحريض عليها من قبل الدول السنية ومن اهل السنة في العراق وسوريا وهذا ما حصل فهذه السياسات الايرانية الطائفية الخاطئة التي وقعت بها ايران فخ مخطط له باحكام امريكيا لجعل كل افراد الجيش العراقي السابق وقياداته وثوار العشائر بالانضمام الى داعش مما قواها وجعلها تهزم الجيش الطائفي وتسقط حكومة المالكي وتنهي جيشه.

ان ما حصل في الماضي كله عبارة عن طعم تم نوليفه بعناية لكل من ايران والنظام السوري فكل ما يلزم الامريكان بخصوص داعش العراق هو اعادة الاعتبار لافراد الجيش العراقي السابق وثوار العشائر من خلال ما يرشح من اخبار حول ما يسمى الحرس الوطني وتجديد للجيش العراقي حتى يتخلوا عنها فتتقوقع وتنتهي لان هؤلاء جميعهم لا يؤمنون بالايدلوجية الداعشية على الاطلاق وما جمعهم بها سوى الظلم والتهميش والنسيان اما ما سيفرض على حكومة العبادي في الايام القادمة من شروط وتدخلات امريكية ستقلب الطاولة على راس ايران وسيقلص نفوذها. ان بوادر الطعم بدات بالظهور فالتسبة للعراق بدأ الحديث عن تسريح للجيش الحالي واعداد جيش جديد من جنود يتم اختيارهم وتدريبهم بعيدا عن كل الطائفية الدينية يتمتعون بعقيدة عسكرية قوية ثم تاسيس ما يسمى بالحرس الوطني في المحافظات والذي سيكون رديفا لهذا الجيش بل وبديلا لما سمي بالصحوات اما بالنسبة لسوريا فان ما تقوم به دول التحالف مستثنية ايران والنظام السوري الا ظواهر لهذا الطعم بدأ بما سمي بمحاربة داعش في العراق واذا به بعد ايام يمتد ليشمل سوريا تحت شعار عدم ابقاء مكان امن لداعش في سوريا وتهديد النظام السوري فيما لو تدخل او اعترض فسيتم تدمير ما تبقى من دفاعاته الجوية وطائراته ثم تدريب ما يقارب الخمسة عشر الف جندي من الموثقين بهم ولهم ولاء وعقيدة عسكرية جيدة لما يسمى المعارضة المعتدلة الا لاتمام المهمة البرية مع كل من داعش والنظام السوري يتخللها فرض حصار جوي تحت اسم المناطق الامنة وحزام امني على الحدود السورية التركية الاردنية ليضمنوا تجهيز هؤلاء الجنود للانقضاض على ما تبقى من الجيش السوري  وراس النظام بعدما يتم تحييد الدفاعات الجوية السورية والطيران السوري اما العراق

ان الامريكان والاروبيون عندما يقولون ان هذه الحرب ستستمر لثلاث سنوات انما يريدون ذر الرماد في العيون وذلك من اجل ان يضخموا من قوة وحجم داعش لا اكثر وحتى يعطوا الذرائع  لكل ما يقومون به من اجل تحقيق مشروعهم السياسي في المنطقة ستخرج سوريا والعراق من سيطرة ايران رضي البعض ام لم يرضوا وسياتي دور ليس لايران فحسب بل لبعض من الدول الحليفة لامريكا لان المشروع السياسي للمنطقة اكبر بكثير من التحالفات القائمة في محاربة ما يسمى التطرف الاسلامي وكل ما يقال عن حرب سنية شيعية هو ذر للرماد في العيون فالحرب القائمة هي حرب سياسية بامتياز تستخدم الصراع الايدولوجي لتمرير هذا المشروع وباختصار نقول ان المشروع الاسلامي السياسي المعتدل لم يشطب من اجندة السياسة الامريكية نهائيا ولا زال هو على سلم اولوياتها وما حدث اخيرا في اليمن من سيطرة الاقلية الشيعية في اليمن لهو خازوق دق في خصر الجزيرة العربية وليقال لهم هذا البديل للاخوان المسلمين ان اردتم وليوهموا ايران بالنصر المزيف, على الكل ان يدرك كما تدرك امركا والغرب ان هذا التطرف لا يمكن ان يتم نزعه والخلاص منه الا بتصفية منابعه الفكرية في الشعوب الاسلامية من هنا نقول ان الامريكان والغرب يدركان خطورة هذا المشروع الايدولوجي الديني المتطرف على امن واستقرار المنطقة واسرائيل بالدرجة الاولى ويهدد مصالحهم  فيها في الوقت الذي يدركون ان من اهم اسباب تمدده عدم وجود حكومات وطنية تؤمن بالمشاركة الشعبية وحرية الفكر والقبول بالاخر بغض النظر عن دينه ومذهبه. ان الانتصار في المعركة الدائرة الان ليس بعدد الدول المتحالفة ولا بالقصف الجوي والمعارك البرية بل في الانتصار على هذه الايدلوجية الدينية المتطرفة من خلال ازالة اسبابها والتي تكمن بالفقر والجوع وضعف التعليم والظلم والقهر للاخر واقصائه وسيطرة الدولة العميقة المتسلطة برموزها الفاسدة على مفاصل الدول كل هذه الظروف تجعل منها ارض خصبة للتطرف الديني فالمعركة هي معركة عسكرية وايدلوجية فكرية تقوم على استيعاب الاخرين بمختلف اعراقهم ومذاهبهم ودياناتهم ومن هنا لا بد من تيارات اسلامية معتدلة تقوم بالشق الاهم وهو القضاء على هذا الفكر المتطرف والذي لا وجود له في الاسلام والاسلام بعيد عنه كل البعد وبريء منه لذلك نقول ان الحرب القائمة في المنطقة هي سياسية وليست ايدلوجية دينية سنية شيعية لان المطلوب هو دول اسلامية ممزوجة بتوافق علماني وهو على ما يبدوا المشروع السياسي اامريكي في المنطقة الذي يهدف الى ترسيخ دولة اسرائيل في المنطقة.   

اخيرا نقول ان كان الطعم الذي اذاقته امريكا والغرب لصدام بايهامه انه بمقدوره ضم الكويت والذي كان مقدمة لكل ما حدث بدء من اكذوبة اسلحة الدمار الشامل الذي يمتلكها وخطرها على العالم وانتهاء بغزو العراق و تدمير جيشه وتشريد ابنائه ونهب خيراته ثم شنق رئيسه ليشقى غل الصهاينة اما بخصوص ما يحصل الان في منطقتنا فهو طعم امريكي غربي اسرائيلي متدحرج بدأ بمحاربة الارهاب االمتمثل في الدولة الاسلامية في العراق والقضاء عليها حيث شكل الحلف الدولي الذي بدأ في مهاجمتها في العراق ثم تدحرج هذا الطعم ليشمل سوريا بحجة ان هناك جماعة خوراسان الارهابية تخطط لمهاجمة اهداف امريكية واروبية مدنية حيث تم مهاجمة افرادها وقتلهم ثم تدحرج الطعم لتجفيف منابع التموبل فقصف ابار البترول في سوريا فقط؟ وبعض المصافي ومنابع الغاز ثم تتحرج هذا الطعم ليصل الى تدخل عسكري بري لكن من خلال ما سمى بجيش المعارضة المعتدل والذي قدر تعداده بخمسة عشر الفا سيتم تدريبهم وتمويلهم من قبل دول التحالف ثم تتحرج الطعم ليصل الى فرض حزام امني ومنطقة جوية محظورة على الحدود التركية الاردنية في سوريا والسؤال هنا هل سيتدحرج هذا الطعم ليصل الى راس النظام السوري؟ واذا ما سقط النظام السوري فهل سيسمح لراس حزب الله في البقاء؟ وهل ستسمح ايران بذلك ولن تجر الى معركة ستكون هي خاتمة هذا الطعم المتدحرج؟ الايام سكشف لنا المزيد من بنك الاهداف للبرنامج السياسي الامريكي للمنطقة (الطعم). 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد