محمد العبادي : التلفزيون سبب فشل السينما والمسرح

mainThumb

20-04-2009 12:00 AM

آيه الخوالدة  - كانت البداية قوية عام 1968 حيث لعب الفنان محمد العبادي دور البطولة في أول مسلسل أردني باب العمود ومن ثم توالت الأعمال وبرز العبادي من بين أهم الممثلين الأردنيين, شارك في بطولة العديد من المسلسلات العربية البدوية والتاريخية وبرع في كلا المجالين. استضافته العرب اليوم وحاورته عن ابرز الأعمال التي شارك بها مثل عيون عليا, عودة أبو تايه, نيران البوادي, الرحيل, أبو جعفر المنصور ونمر بن عدوان وسبب فشل ونجاح كل منها, فماذا قال?

- سبب الفشل يبدأ من النص, والمسؤول عنه المنتج الذي يختار الكاتب وأحيانا يطرح على الكاتب فكرة معينة لعمل هذا المسلسل ويقيده بشخصيات معينة وعددها, كما يتحكم في جغرافية المكان, لذلك يكون العمل منذ البداية متسطحا. ومن العوامل الأخرى لفشل العمل اختيار مخرج غير كفء وغير قادر على تحمل مسؤولية إخراج مسلسل مهم, إذ هناك بعض المخرجين المتميزين الذين يملكون الرؤية الإخراجية البارعة, حتى لو كان النص ذا ركاكة وضعف في بناء الشخصيات, حيث يستطيع المخرج الجيد أن يعيد صياغة وبناء هذا النص, كونه سيتحمل مسؤوليته من الناحية الفنية كعمل متكامل. إلى جانب الاختيار الخاطئ للممثلين, الشخص المناسب في الدور غير المناسب, وتوزيع الأدوار بمزاجية وانتقائية. كما تلعب الحالة الإنتاجية دورا كبيرا, إذ لا بد على المنتج أن يقدم للمسلسل إمكانيات التصوير والإنتاج والجغرافيا والمكان والكومبارس وما يلزم من خيول وغيرها حسب نوعية العمل, حسب معطيات النص حتى يحصل على حقه من الناحية الإنتاجية بشكل عام.

وهذه المسائل تعد أسسا رئيسية في إفشال العمل أو نجاحه.

* هل يتدخل المنتج في مجريات تصوير المسلسل?

- نعم, يتدخل المنتج أحيانا في عمل المخرج, إذ يعتقد بعضهم أن عليه التدخل في كافة التفاصيل كونه متحكما في رأس المال, وهذا سيكون العامل الرئيسي في فشل العمل, وإفقاد المخرج رؤيته الخاصة. لذا من المفروض على المنتج في هذه المهنة أن يقدم كل الوسائل والإمكانات والابتعاد عن أي تفاصيل أخرى.

* يتم توزيع الأدوار بين الممثلين على أساس العلاقات الاجتماعية وأهواء المنتجين, ما رأيك بمدى صحة هذا الكلام?

- هو موضوع نسبي, إذ يتم توزيع بعض الأدوار حسب الأهواء والعلاقات الشخصية, ويأتي هذا من طرف المنتج, لكن عندما يعرض العمل على شاشة التلفاز, يبقى الأمر للمشاهد الذي سيحكم على نجاح الشخصية أو فشلها, إذ يمكن لإحدى هذه الشخصيات ان تكون السبب في فشل العمل بأكمله, وهذا موضوع يتردد في جميع الدول, إذ ان المحسوبية والفئوية والجهوية في كل مكان, وتؤثر في النهاية على حساب العمل الفني الذي لا توجد به واسطة.

* ما هو موقفك من موضوع إعادة المسلسلات وتكرار الأجزاء?

- أديت دور مطلق السلمان في النسخة الثانية من نمر بن عدوان, بينما كنت ظافي في النسخة الأولى منه. برأيي, تعتبر مسألة إعادة العمل شبه إفلاس من ناحية انتقاء المواضيع. مثلا جاء احدهم بقصة راس غليص من السبعينيات وحققت نجاحا كبيرا, وحصلت على الإنتاج والدعم والفرصة الكبيرة, لذا لم يكن من المناسب إعادتها بجزء ثان.

إلى جانب مسلسل وضحى وابن عجلان الذي كان في عام 1974 وحصل على نجاح كبير, وإعادته كانت غلطة, إذ قارن المشاهد ما بين الجزءين وكان الفارق شاسعا, فالنسخة الأولى كانت أفضل بكثير.

أنا مع الإعادة, في حال كانت القصة جميلة ورائعة ولم تحصل على حقها من الاهتمام والإنتاج والإمكانات المادية الكبيرة. والإعادة هنا مطلوبة لإنقاذ شيء جميل وإحيائه.

* بناء على الطلب, هل يطغى العمل البدوي على الدراما التاريخية? وما اثر ذلك?

- المسلسل التاريخي والبدوي موجود, لكن البدوي له نكهة مميزة, وليست محلية إنما عربية. فأينما يعرض المسلسل البدوي, تجد له متابعين, مما يجعل المنتج يقبل على هذا النوع من المسلسلات. لكن الخوف, أن يقع هذا المسلسل بين أيدي أشخاص هدفهم التجارة والربح المادي من وراء هذا المنتج المطلوب, وسيصبح ضعيفا وبالتالي مكروها, ولا بد من المحافظة على بقائه.

* أين تصنف المسرح الأردني اليوم?

- واقع المسرح الأردني لا يقل ضعفا عن المسرح العربي بشكل عام. المسرح العربي اليوم شبه مريض والمشكلة في التلفزيون, الذي سرق الجمهور من المسرح والسينما أيضا. الناس اليوم لا تتحدث إلا عن المسلسلات والفكرة الأساسية الربح المادي, إذ انه أسرع وأسهل من الربح الذي يحققه المسرح والسينما.

الاتجاه اليوم إلى المسرح التجاري الكوميدي, بغياب المسرح الجاد والهادف, والمسرح الجاد موجود فقط في المهرجانات التي تقام مرة في العام, وتقوم وزارة الثقافة على إنتاج خمس أو ست مسرحيات تعرض فقط في زمن المهرجان. إلى جانب المسرح الكوميدي الذي يقيمه الزملاء مثل موسى حجازين, محمود صايمة وحسين طبيشات.

* ما هو دور نقابة الفنانين في إبراز الفن الأردني والحفاظ على حقوق الفنان?

- النقابة عامل منظم للمهنة وحماية للفنان, إنما هي لا تستطيع أن تفرض على المنتج تشغيل الكفاءات الفنية, لكن الأهم من النقابة, الدولة التي عليها مسؤولية الاهتمام بالفنان وإيجاد حماية شاكلة لهذا القطاع, حتى تأخذ المؤسسات الأخرى على عاتقها الاهتمام بالقطاع الدرامي.

* هل قام التلفزيون بدعم الدراما الأردنية ?

- لا توجد دولة غير مهتمة بالإنتاج الدرامي المحلي الخاص بها, إذ يقوم التلفزيون السوري, المصري, الكويتي, الإماراتي, السعودي بشراء كافة المسلسلات المحلية وعرضها على الشاشة الوطنية إلى جانب عرضها على المحطات الأخرى. بينما مسلسلاتنا الأردنية تعرض في السوق العربي وتلقى الرواج الكبير, ولا تعرض في تلفاز الوطن.

كما أن التلفزيون لا يمنح الاهتمام مطلقا للفنان, إذ انني في عام 2008 حصلت على جائزة الدولة التقديرية, ولم أتلق مكالمة مباركة, بينما كيف سيكون الأمر في الفضائيات العربية الأخرى?!!!!

* برأيك ما هموم الفنان الأردني بشكل عام?

- راحة البال, الوضع الاقتصادي المستقر, حتى يكون قادرا على العمل وممارسة المهنة بشكل جيد, وان يتمكن من الإبداع. والاهم من هذا كله أن يعمل الفنان الأردني.

* ما هو عملك المقبل?

- هناك عملان مع المركز العربي, الأول تاريخي بعنوان بلقيس عن ملكة سبأ. والعمل الثاني بدوي بعنوان راعية الوضحى والمفروض أن يبدأ التصوير الشهر المقبل. وهناك مشاريع أخرى تحت الدراسة.
 
العرب اليوم


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد