السواقة فن مش عن عن

السواقة فن مش عن عن

25-10-2014 03:45 PM

للوهلة الأولى ارتسمت ابتسامة زهيدة على شفتيّ بعد ان قرأتُ هذه العبارة على نافذة احدى حافلات النقل العام في منطقة (عمان - صويلح) , عبارة خُطّت بخطّ طفوليّ صغير , متكسّر القوام , معوج الحروف " السواقة فن مش عن عن " , لكني بعد ذلك شعرتُ بالإستياء ثم تذكّرت الممارسات الخاطئة التي يرتكبها سائقو السيّارات العامة والخاصّة والحافلات ومختلف انواع وسائل النّقل البرّي , والتي تُسفر عن اعداد كبيرة من الضّحايا .

كثيراً ما نسمع تلك العبارة : " يقصف عمره اللي اعطاك رخصة " , غالباً ما تكون في محلّها , فترى شاباً لا يملك السلطة على بنطاله ( مسَحول ) شعره يشبه اشواك القنفذ تماماً ( نافش ريشه وسايق كأنه يا أرض اشتدّي ما عليكِ قدّي ) , تتجاوز سرعته الحد المسموح يتجاوز عن السيّارات الأُخرى , والأغاني في سيّارته تتعالى ( كأنه بعرس أخته) , لا يرى أحداً في الشارع سوى نفسه يتناسى بأنه ملك عام ظناً منه ( ان الشارع لأبوه ) , صدقاً لا أدري اين الجهات المسؤولة عن مثل هذا الصنف من سائقي السيارات الخاصة , المشكلة بعد أن يقع حادث معين يتنصل هذا الشّاب من مسؤوليته لأن اباه كذا بيك , او يدفع مبلغاً مقابل روح عَرجت الى بارئها لا تدري بأيّ ذنب قتلت.

" الإشارة أصبحت خضراء " يشتعل صوت زوامير السيّارات , كأنهم حين يرون اللون الأخضر بالإشارة كرؤيتهم لعروس دخلت الى ميدان الزفاف للتو فتصبح كما لو انّك قد دخلت الى حفلة ( مش معزوم عليها ) لا تعرف الوجوه قط كلهم غاضبون , يشتمون بعضهم البعض لا تدري لماذا ؟ تسمع شتى انواع الشتائم ( شي بتعرفه وشي مابتعرفه ) , اشعر حينها أن الموت سيتسمَّر امامهم ويقول لهم : ( ع شو مستعجل يابا , الدور جايَك , جايّك)

أما بالنسبة لسائقي حافلات النقل العام ( بكون السايق قرفان حاله ) متناسياً عدد الركاب الذين يحملهم , ( شافط بالباص ومش شايف حدا قدامه ) , لا يلتزم بقواعد السير , أحياناً يسير والراكب لم ينزل من الحافلة بعد , لا يهمهم شيء سوى ( 35 قرشا ) التي يأخذونها من الراكب , اتمنى ان تصل رسالتي الى سائقي حافلات النقل العام الذين لا يعنيهم الا ان ( يلقطوا ركاب ) , ان الروح أمانة والراكب أمانة , ومهنتك امانة , فكن لأمانتك حاملاً و حافظاً .

ومن الممارسات الخاطئة ايضاً رمي النفايات من نوافذ السيارات وغيرها , تعود هذه الممارسة الخاطئة الى نقص التوعية لدى الأفراد منذ الصّغر , سواء من الناحية الدينية او الأخلاقية , الا يقول ديننا ان النّظافة من الإيمان , اذاً لماذا نرمي النفايات ونؤذي المارّة , ونسبب لهم الضّرر , ثم نلوث بيئتنا التي هي مسؤوليتنا , ويقع عاتقها على اكتافنا .

في قريتي ( الهاشمية – عجلون ) منذ اسبوع وقع رجل ضحية حادث سير لكن  الحمدلله انكتب له عمراً جديداً , المهم بالموضوع انني اود ان انوّه لنقطة ان سائق سيارة الجاني طفلاً لم يتجاوز عمره السادسة عشر أي لم يتجاوز السّن القانونيّ بعد , أين مسؤولية الأهل هنا ؟ أين دورهم في ردع ابنائهم عن ايقاع الضرر بأنفسهم وبالآخرين , وتفشت هذه الظاهرة كثيراً في كافة المناطق , ترى ولداً لا يفك الخط بعد , يقود سيارة ( ومعنعن بين اصحابه ) .

سجّلت حوادث السّير في الأردن عددا كبيراً من الضّحايا في الأعوام الأخيرة , السؤال القوي , الى متى ؟ الى متى سنخسر ارواحاً لا ذنب لها شيئاً الا اننا الى الآن لم نضع حداً لتلك الممارسات الخاطئة والتي ذكرت بعضاً منها اعلاه .


samahzareer@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد