مصر والإرهاب وجريمة محمود عباس

mainThumb

28-10-2014 11:51 AM

(1)

قبل كل قول فإنني أتقدم بأحر التعازي إلى أسر الشهداء من أفراد القوات المسلحة المصرية الذين رووا بدمائهم تراب مصر العزيزة في شبه جزيرة سيناء، كما أتقدم إلى كل شرفاء القوات المسلحة المصرية بأحر التعازي في استشهاد زملائهم نتيجة لأعمال عدوانية في هناك.


إنه من المؤسف حقاً ما حدث وندينه ونستنكره بشدة، نحن أصحاب القلم في قطر، وغيرها من الأقطار العربية، ومن هنا ندعو بكل حماس للقضاء على الأسباب المشكلة والداعية لأي عمل إرهابي، سواء في مصر أو خارج مصر، ولا يجوز أن نكتفي بترديد الكلمات والعبارات الرسمية التي في معظم الأحيان تبعد عن الحقيقة لتؤدي أدواراً أخرى.


(2)


إن تفجيرات الجمعة الحزينة (24 / 10) في سيناء لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، إن التفجيرات هناك تعود إلى مطلع عام 2000 ميلادي وقد وقعت أكثر من 27 عملية تفجير استهدفت مواقع اقتصادية وسياحية وعسكرية شملت حتى إسرائيل، ففي عامي 2004 و2005 حدثت تفجيرات في منطقة طابا في شرم الشيخ، كما حدثت تفجيرات أخرى في سيناء إبان حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، وحدثت تفجيرات من بعده إبان حكم المجلس العسكري بقيادة الفريق طنطاوي، وحصلت تفجيرات في أقصر فترة حكم رئيس جمهورية مدني منتخب في مصر وكذلك تحدث تفجيرات في عهد المشير عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.


(3)


السؤال، لماذا كل هذه التفجيرات تحدث في شبه جزيرة سيناء دون غيرها من الفضاء المصري. الجواب حسب المعلومات المؤكدة أن سكان سيناء يعاملون من قبل الدولة معاملة المواطن من الدرجة الثانية في أحسن الأحوال أو الثالثة حقا، فلا تنمية لتلك المساحة التي تزيد مساحتها على 6% من مساحة مصر، ويزيد سكانها على 500000 ألف نسمة، يقول أهل سيناء إن الاستثمارات السياحية والاقتصادية في مصر ذهبت إلى الشواطئ البحرية وتخدم تلك المنتجعات فئة محددة لا يصل خيرها إلى الشعب المصري في سيناء، وانصرفت الدولة عن قلب سيناء وبقية محرومة من كل وسائل التنمية، وعلى ذلك يحدث في سيناء ما يحدث.


(4)


حكومة المشير السيسي في القاهرة راحت بعيدا في اتهاماتها لمن يقوم بتلك الأعمال ضد موظفي الدولة في سيناء، سواء كانوا عسكريين أو مدنيين.


المشير السيسي رئيس الجمهورية يتهم جهات أجنبية وراء تلك الأحداث الأليمة في سيناء والمعني بتلك الجهات الخارجية هم (أهل غزة المحاصرة)، ليبعد عن نظامه ونظام حسني مبارك تهمة التقصير في الاهتمام بشعب شبه جزيرة سيناء، وكعادة النظم الدكتاتورية الفاسدة عندما تواجه محن سرعان ما تحملها لقوى أجنبية محددة بعينها لتتمكن من اتخاذ إجراءات عقابية ضد تلك القوى التي لم تسميها مثال: إسرائيل دبرت محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن في 3 يونيو 1982 وكان اغتيال السفير الإسرائيلي ذريعة لاجتياح لبنان في ذلك العام، وفي 12 / 6 / 2006 شنت حربا على لبنان تحت ذريعة اختطاف جندي إسرائيلي من قبل المقاومة اللبنانية في جنوب لبنان. وفي 12 / 6 / 2014 اختطف ثلاثة مستوطنين في جنوب الضفة الغربية وعلى إثر ذلك اتهمت حماس بأنها الجهة المختطفة ومن ثم شنت إسرائيل حربا لا هوادة فيها على قطاع غزة دامت أكثر من 55 يوما ولم تقدم جمهورية مصر السيسي أي عون لشعب غزة ضد العدوان الإسرائيلي.


اليوم المشير عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية يقف بين كبار ضباط القوات المسلحة وهم بلبسهم الميداني يهدد ويتوعد قطاع غزة بالويل والثبور، لأنه مصرّ على اتهام شعب غزة المحاصر من مصر وإسرائيل بأنهم وراء الأحداث التي حدثت في سيناء والتي أودت بحياة أكثر من ثلاثين شهيدا من الجيش المصري، والأحداث تثير السؤال، هل المشير السيسي بصورته تلك مع قادة القوات المسلحة المصرية، وبأقواله وإغلاق معبر رفح لفترة غير محددة يحضر الرأي العام المصري لكي يجتاح قطاع غزة كما يفعل الإسرائيليون؟


(5)


نقول للمشير السيسي زعيم الانقلاب في مصر رئيس الجمهورية، إن شرف العسكرية المصرية ورجولة ضباط جيشها وجنودها وما بقي من أبطال "جيش العبور" لا يجب أن يصدقوا أن أهل غزة يكنون لهم الحقد والكراهية. ولا يجب تصديق التقارير التي ليست صادرة من جهات محايدة تتهم الفلسطينيين بما يحدث في سيناء، إنها تقارير صهيونية معادية لمصر وشعبها ولو أنها في معظم الأحيان مكتوبة بأقلام مصرية، كما هي معادية للفلسطينيين دون تمييز، يجب أن تؤمن يا جيش مصر العظيم بأن سلاح المقاومة في غزة ورجالها أبصارهم وفوهات بنادقهم شاخصة نحو بيت المقدس ولا غيره، وأنهم ليسوا من يقوم بالأعمال الوحشية ضدكم وضد أمن مصر، إن شعب غزة سند لكم وعون لقواتكم المسلحة في مواجهة من يتربص بأمن وسلامة مصر عبر التاريخ، فلا تستعدوهم وتستعدوا عليهم الصهاينة.


(6)


أما السيد محمود عباس لم يكلّ ولم يملّ من ارتكاب الجرائم السياسية تجاه الشعب الفلسطيني عامة وأهل غزة خاصة، فمنذ اتفاق أوسلو الملعون وهو أحد رجاله 1993 وحتى اليوم لم يحقق عباس وهو في سلم القيادة ومن ثم على قمة هرم السلطة الفلسطينية أي نجاح لصالح الشعب الفلسطيني، وآخر جرائمه التي لا تغتفر أنه أرسل برقية إلى رئيس جمهورية مصر المشير السيسي على إثر أحداث سيناء الأخيرة يؤكد فيها دعمه لكل الإجراءات التي اتخذتها حكومة المشير السيسي في مصر، بما في ذلك تشديد الحصار على قطاع غزة، لأن تلك الإجراءات يعتبرها محمود عباس إجراءات تخدم القضية الفلسطينية والأمن القومي العربي كما قال.


يا للهول من هذا القول!! إغلاق معابر غزة إلى أجل غير معلوم وتشديد الحصار عليها بالتنسيق مع الكيان الإسرائيلي يخدم القضية الفلسطينية والأمن القومي العربي، كما قال بذلك محمود عباس.
آخر القول: يا شعب فلسطين، إن كنتم تريدون استعادة حقوقكم والمحافظة على تماسككم وتدعيم قوتكم فابحثوا عن قائد يجعل مصالح الشعب الفلسطيني فوق مصالحه الذاتية، فعباس لم يعد صالحا لقيادتكم كما تثبت جميع الدلائل والوقائع التي لا لبس فيها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد