الجرائم في الأردن يأسٌ لم يعد يستتر خلف الصمت !

mainThumb

02-11-2014 11:12 PM

 لم نكن نتخيل بأننا قد نسمع بهذه الجرائم ذات الصبغة الوحشية المستترة خلف جدران يسكنها أطفال يعيشون في كنف العائلة التي من المفترض أن تكون درعاً واقياً حامياً رادعاً لأي تهديد أو خطر قد يلحق بفلذات أكبادهم!!

 

ولكن هذا الشهر بالذات شهدنا عناوين تقشعر لها الأبدان ، وتصدمنا بلا هداوةٍ حتى أننا في لحظاتٍ نهذي بأنه من المُستحيل أن تُقدم ( أُم ) على قتل فلذاتها شنقاً وتنكل بهم !! أو تطعنهم حتى الموت !! أو أن يقوم أب بتنفيس غضبه باقتلاع رأس ابنه !! والذين لا تتراوح أعمارهم  سوى بين السابعة والحادية عشرة فقط !! ومن ثم يقومون بالانتحار  أو يحاولون قتل أنفسهم بعد أن يغادرهم شيطانهم وتيههم !! أو زوج يقتل زوجته وعشيقها  تحت ذريعة الاشتباه بالخيانة والعياذ بالله ، لتتسع الحلقة بما يسمى " الثأر" لأهل المغدور  وتمسي الأردن في بقاعها التي تشهد هذه الأحداث المفزعة سلسلة حرب دموية!! وكأننا ننتظر أن ننفث عن غضبنا ويأسنا وقهرنا بهذه الطريقة !!
 
وربما لم تعد هناك طريقة أمام من يأس وقنط من رحمة ربه الا " الدماء " فلا غرابة بما أننا أمسينا نستيقظ على دماء العرب في كُل بقاع الشرق الأوسط . نحن من بدأ ثورة الدماء ، ففي العراق تحرر شعبها زاعماً تحرره بشنق رئيسه واليوم ما زالت دمائهم تسيل على أرضها ؟!! 
 
وفي تونس بدأت ثورتها بحرق بوعزيزي أيضاً خسارة بشرية وخسرت الكثير من بعده.
 
 في سوريا بدأوها اطفال درعا لتتحول سوريا الى بقعة جغرافية مُلطخة بالدماء لوقتنا هذا.
 
 وفي مصر من هبتهم الأولى وهم يسقطون تباعاً بدمائهم ولا تزل جارية.
 
وفلسطين الأبية جرحها لم يندمل ولو بشق ضمادة عربية .
 
 فنحن أمم لم تعد تعي الا الدماء في أخذ حقها أو التنفيس عن غضبها ، ولا أتعجب إذ قست قلوب البعض واسودت الحياة بوجههم فربما اليوم دمنا أرخص علينا من أي وقت مضى . 
 
فترى الأم الخائفة على ابنائها تفقد عقلها وايمانها وتصبح غولاً لا يحمي ابنائه كما كنا نعرف سابقاً بالأمثال الشعبية بأن ((الغول يقتل كل من حوله الا ابنائه؟!!))
 
وهذه الآفات الخطيرة التي تلتحفنا لها أكثر من مُسبب ولا ضير إن قلنا بأن وضع المواطن النفسي والعقلي والمعيشي قد تراجع ليصل تحت خط اليأس وناهيكم عن ابتعاد وتشتت العامة وانقسامهم بين مُصدق ومُكذب لدعاة الاسلام الجُدد الذين يحاربون بالدماء ويُسقطون الرؤوس وكأنها لعبة ثلاثية الأبعاد تضخ الأدرينالين في عقول اليائسين وتزدهم بُعداً عن الله والعياذ بالله ويستسلمون لتلاطمهم وخيبات الحياة والفقر . 
 
الخوف من لقمة العيش سيد الموقف، الفزع من الغد لغة الحوار هنا ، التشتت والتوجهات الدينية السياسية لم تعد تخفى على أحد. الا من رحم ربي . ولكننا في أوج المعارك الإنسانية الدموية وفي حقبة زمنية لن تلد مثلها الأمم مرة أخرى . 
هنا يجب أن نُدرك أمراً في غاية الأهمية ، لم تكن ثورات الجوع وحدها من تُطيح بِحُكم والا لكانت مصر وليبيا وسوريا قد خرجت بحلٍ واستقرار سياسي ، ولم تكن الصحوات المتأخرة يوماً سبباً في ضخ الفوضى بل وكما نراه ونعيه وندركه اليوم " كثرة الهرج " السبب الأقدر على صُنع حربٍ عالمية تُغير ملامح وتضاريس وسكان الكوكبة الخائبة التي لم تعد تتكلم الا بالقتل ، اليس هذه الجرائم نافذة من نوافذ الارهاب !! اليس هؤلاء البائسين اليائسين من رحمة الله جنود تجندت من كثرة الضغط المعيشي !!
انحاسبهم أم نحاسب الحكومات وسياساتها التي تقود شعوبها للتهلكة .
والله المستعان


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد