من مات غريقاً فهو شهيد

من مات غريقاً فهو شهيد

04-11-2014 09:53 AM

في فلسطين يرتقي الشّهداء دفاعاً عن أرضهم المُغتصبة والمحتلّة , في مصر يثور الشَّعب ثم يُقتل دفاعاً عن وطنه , في سوريا يرتقي الشّهداء دفاعاً عن عرضهم وأرضهم ودينهم , أما في الأردن يرتقي شهداؤنا " غرقاً " ...

" الأمانة تفاجأت بهطول هذه الكمّ الهائل من الأمطار , الأزمة المطريّة مفاجئة ولا اعلم إن كانت ستتكرّر " , هكذا كانت معظم عناوين الأخبار ليلة أمس جرّاء الفيضانات التي أَغرقت بعض المناطق في عّمان وأدت الى وقوع عدد من الوفيّات ( بل الشّهداء ) , فمن مات غريقاً مات شهيداً .

تُرى من المسؤول ؟ أيعقل أن تهبط الغيوم أرضاً قبل أن تطلق عنان المطر , وتخبر ( الحكومة الأردنية ) أن تأهَّبوا لهطول المطر , أغلقوا المناهل المفتوحة , تخلصّوا من الأتربة التي ستنجرف وتغرق أهليكم , حين تهمل الأم ( الحكومة )  أولادها , حين يموتون ظلماً , لا يجب أن نلقِ اللوم على القدر , او نضع اخطاؤهم على عتبات السّماء , إنه الخير , إنه دواء الرّوح , إنه المطر , كيف صار يقُتل ؟ كيف صار يغرق البيوت , ويدخلها دون استئذان , فيطرد أهلها منها , يغتصب بيوتهم , يأخذ أرواحهم , ثم يذهب الى مكان آخر , ليحظى بإستقبال رقيق , فلا يغدو عنيفاً .

في العام القادم انت لا تحتاج الى تذكرة سفر , لا تحتاج ان تدفع التكاليف او أن تتكبد عناء الطيران الى ايطاليا , في العام القادم في مثل هذا الوقت ستنتقل فينيسيا الى – عمّان - , ستشاهد المياه تتراكض في الشوارع , سيلهو الأطفال في القوارب , ستذهب الى منازل أقاربك " عوماً " , ستتوفّر في الأردن طرق المواصلات البحريّة لا البريّة , كل ذلك في العام القادم , انها ليست اشاعات , لأن الأردن سيتعّرض الى منخفض مطري مفاجئ وأزمة مطريّة لا سابق لها , وأمانة عمان ستتفاجئ  (  أهلا بالمطر وأهلا بك يا فينسيسيا ).

فقط في الأردن , يأتي الموت على هيئة ( منخفض جوّي ) , فقط في الأردن يرتقي الشهداء بلا أسلحة , أيُعقل أن نسمّي الخير الذي منّ الله علينا به دون سوانا بـ ( أزمة مطريةّ ) , اتساءل ماذا سيحلّ بالشعب اذا تعرضت المملكة لمنخفض جوي ثلجيّ مفاجئ !

samahzareer@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد