فإنبَجَست منها ستين دقيقة

فإنبَجَست منها ستين دقيقة

13-11-2014 11:18 AM

في السّابعة صباحاً من كل يوم يقف الطَّابور الصباحي الممتلئ بحَشد من الرّجال والنّساء , يضم عدد من  الفئات العمريّة المختلفة, يتسمَّر كلٌ في مكانه ويرابط في موقعه , ليس خشية مدير متغطرس او معلم متسلّط , بل ليؤدّوا التحيّة ( لباص عجلون – عمّان ) المبجّل .


هنا يبدأ ( الآكشن) لا يهمّ إذا اوقع أحدهم الآخر , لا يهمّ إن ( دفش) بعضهم بعضاً , لا يهمّ إِن سبق شابٌ ( مَن شــَاب ) دون أن يحترم سنه وهيبته , لا يهمّ إن تزاحم الذكور قبل الإناث , لا يهمّ أبداً , المهم أن يركب الباص ( والشاطر اللي بلحق بالأوّل ) , صدقاً لا أدري متى ستجد السلطات حلاً جذرياً لمشكلة المواصلات والنقل العام في الأردن عامة , وفي عجلون خاصَّة .


ستكون من أسعد الناس وأجملهم حظاً , اذا رأيت باص عمان – عجلون , يترنَّح في ( المجمّع ) , لكن يا للخيبة ستكون تماماً كمن يشتهي الماء في الصَّحراء , فيُخال له بأنه يرى الماء وإذ بالماء هباءاً منثوراً , فإنَّك لو سألت ( سايق الباص أو الكنترول ) سيقول لك ( يلا راكبين وطالع بس دقيقة ) , ستدخل الحافلة وكلك أمل أن الستين ثانية هذه ستنتهي على عجل , قبل ان ترمش عينك , لكن لا تطل الأمل قط , فإن الدقيقة هذه ستنبجس منها ستون دقيقة أخرى , ويا لطول انتظارك , ربما تقعد ملوماً محسوراً في الحافلة ستين دقيقة أو بضعٌ من ساعة أخرى .


لا بأس إن تأخر البقيّة في سبيل الحصول على راكب أو راكبين , ثم لا بأس ان ازدادوا بضعاً , لا بأس ان تأخر هذا على عمله , وتلك على محاضرتها , وذاك العجوز على موعد المستشفى , لا بأس في سبيل بضع وتسعون قرشاً , من المُخطئ ؟ من المُذنب ؟ هل يجب على السّلطات ان توفر رانباً شهرياً لسائقي الحافلات العامّة , حتى نحلّ مشكلة النقل العام , أم أن الطّمع هو الذي يجبرهم على تأخير الكل لأجل ( بضع ) .


حسناً أنا لا انكر أنهم يُجاهدون لأجل لقمة العيش , لكن هل جهادهم هذا يؤثّر على حرية الآخرين ومصالحهم ؟ هل يتقيّدون بتلك العبارة التي تقول : تنتهي حريّتك عندما تبدأ حرية الآخرين , السائق يبحث عن رزقٍ له ولاولاده , والرّاكب يبحث عن أسهل طريقة للوصول الى مقصده , اذاً من المسؤول ؟

samahzareer@hotmail.com
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد