خذني الى المسجد الأقصى

خذني الى المسجد الأقصى

15-11-2014 03:45 PM

الأقصى مشكاة الفؤاد , قنديلٌ ينير دجى القلب , حمامة الرّوح , ريحانيّ الأنفاس , ربيعيّ الهوى , كمّ أنه من الفؤاد قريب رغم النّوى , كم انه منير رغم دجى الظلم والقهر , كم ان وضاءته فاتنة في لج العتمة والقسوة , الأقصى شهاب في سماء قاتمة , الأقصى شمسٌ في يوم ربيعيّ يحنو على وريقات نَمت وترعرعت في أكنافه , الأقصى قمرٌ ينير العيون , فيُبصر من نوره الأعمى , ويعدل - من حاد عن درب الهداية – عن ضلاله .


أخشى أن يشخص بصري قبل أن ابصر المسجد الأقصي , قبل أن اضع كحلاً كنعانياً في عيني , ليزدان وجهي برؤيته , أخشى أن ابكي حزناً , أخشى أن اكفكف دمعي المشتاق لرؤية قبلتنا لوحدي , أموت ولا يموت الأقصى في قلبي , حلم يراودني – أن أقبّل الأقصى - , فلا تدثّروا اليوم فرحتي ولا تعدموا حلمي بمقصلة الإنتظار وخذوني الى المسجد الأقصى .


يختختٌ قلبي معلناً عشقه للأقصى بيني وبيني , فقد اغتصب الصهاينة حبيبَي , وأما أشقائه تنصلوا من دورهم في استرجاعه , ليس بوسعي يا حبيبي الا أن امنحك أبجديّتي , أن اهديك ثمان وعشرين حرفاً , أن اهبك ألفي واختمٌ هباتي بيائي , اطوف حول الأبجدية جيئةً وذهاباً باحثة عن حبيب اخر امنحه بعض من حروفي ولا أجد بديلاً لك , فأنت في قلبي الأول الذي ليس قبله , والأخير الذي ليس بعده .

خذوني الى المسجد الأقصى لا تغلّوني في جحيم الغياب القهار , خذوني لأداوي قلباً عليلاً لم يرَ حبيبه يوماً , قلباً لم يشهد يوماً الا أنه لا حب الا حبه , خذوني اليه لأرتوي , لأقيم صلاة روحي , ونسك جسدي ومحياة وجداني , خذوني اتنفسه شهيقاً يتلوه زفيراً , خذوني لأكتفي به ولا اكتفي منه , لن أطلب المزيد من الدنيا الا المزيد منه , فكم ارتضي بالقليل من كل شيء , الا حبه لا يرضيني منه الا الكثير .

- ملاحظة : عنوان الخاطرة مقتبس من ديوان خذني الى المسجد الأقصى-أيمن العتوم

Samahzareer@hotmail.com

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد