المجلس الوزاري لدول التعاون الخليجي ينعقد في الدوحة

mainThumb

25-11-2014 09:47 AM

(1)

اليوم ينعقد مجلس وزراء خارجية دول مجلس التعاون في الدوحة للتحضير لانعقاد الدورة الـ 35 لقمة دول المجلس المقرر انعقادها في العاصمة القطرية في التاسع من ديسمبر القادم بعد أن تقشعت سحب الصيف عن سماء الخليج العربي. إن من مهام المجلس الوزاري تحضير جدول أعمال القمة والاتفاق على صيغة التقرير الذي سيقدم لها عن أعمال المجلس خلال العام المنصرم تحت رئاسة دولة الكويت.


نعلم جميعا بأن مجلس التعاون مر بمرحلة خطيرة كادت أن ينفرط عقده إلى الحد الذي يصعب إعادة نظم حبات العقد. لكن حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله آل سعود ودبلوماسية وحنكة الشيخ صباح أمير دولة الكويت الشقيقة ومهارة الدبلوماسية الشابة في قطر بقيادة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني استطاعوا جميعا التغلب على كل الصعاب والعودة بالمجلس إلى سيرته الأولى قبل سحب السفراء الثلاثة من الدوحة في مارس الماضي (السعودي والإماراتي والبحريني).


(2)


تعلمون أصحاب السمو والمعالي الوزراء بما يحيط بخليجنا العربي، وما يحيط بأمتنا العربية عامة من أزمات وحروب وكوارث وفتن طائفية وفي هذا الإيطار نناشدكم وأنتم تعدون جدول أعمال قمة أصحاب الجلالة والسمو والفخامة أن لا تزيد مواد جدول أعمال القمة عن مواضيع خمسة كي لا تتشعب الأفكار وتضيع الجهود تلك البنود هي عندي (1) ـ الوضع في اليمن والعراق على وجه التحديد وما يجب عملة تجاه الدولتين خاصة التأكيد على الرفض المطلق لقيام نظم طائفية يبنى عليها محاصصة سياسية وتوزيع طائفي قد تنتقل عدواه إلى دول المجلس.(2) المناورات السياسية التفاوضية بين طهران وواشنطن وما سيترتب على تلك المفاوضات من نتائج خاصة في المجال النووي. وأما الشأن العراقي فإننا محتاجون إلى خطة مشتركة فاعلة للعمل في العراق والتأثير في مستقبله السياسي، ولا يجب أن نتركه مجال حيوي تتمدد فيه السياسة إلا إيران عبر نفوذها على القيادات الشيعية الماسكة اليوم بزمام السلطة هناك أو من خلال تواجدها الأمني والاقتصادي. كذلك اليمن الذي يكاد يضيع منا.


أن أدعو مجلسكم الموقر أن يعترف بأنكم لم تحسنوا صنعا بمبادرتكم التي أدت إلى انتقال السلطة إلى عبد ربه منصور نائب الرئيس اليمن السابق ومنح الحصانات والامتيازات للرئيس على عبد الله صالح وأعضاء جهازه الحاكم المقربين إليه من المساءلة عما فعلوا باليمن وثرواته. أن تركيزكم على القضايا الأمنية في اليمن لا يجوز أن يكون على حساب القضايا السياسية. إن نظام المحاصصة السياسية المبنية على عقيدة طائفية أو قبلية تشكل خطورة مستقبلية على دول مجلس التعاون فلا تقبلون بها، لقد قبلتم بهذا السلوك السياسي ـــ المحاصصة ـــ في العراق واليوم تجنون ثماره المرة الأشد مرارة من العلقم. (3) رفع الحصار المصري عن قطاع غزة والعمل الجاد على تسريع عملية إعادة الإعمار للقطاع ذلك الأمر يكون مقابل التعاون مع مصر في جميع المجالات. (4) إسرائيل تجاوزت كل الحدود في تعاملها مع قطاع غزة والضفة الغربية وانتهاكات مستمرة للأماكن المقدسة في فلسطين وخنق وشنق وحرق وقتل شبان فلسطينين إلى جانب هدم منازل أهلهم وذويهم كل هذه الأسباب تدعو مجلس التعاون إلى إلغاء المبادرة العربية التي تقدمت بها المملكة العربية السعودية ومؤازرة دول مجلس التعاون إلى أن تم اعتمادها عربيا في قمة بيروت عام 2002 م،(5) دمج المملكة الأردنية الهاشمية في كل مؤسسات مجلس التعاون حماية له من الابتزاز من قبل أطراف لا يريدون بالأردن وبنا نحن العرب خيرا وفي الوقت نفسه استقطابه سندا لنا فيما يدبروا من مكائد ودسائس ومؤامرات للنيل منا سيادة وموارد وكبرياء.


(3)


مجلس التعاون الخليجي منظمة شبه إقليمية، إنه ليس شبيها بالأمم المتحدة التي يكون على جدول أعمالها كل قضايا العالم وعلى ذلك يجب أن يكون جدول أعمال قمتكم محددا في جوهر قضايانا والتي ذكرت منها ما أعتقد أنه أمر هام لنا جميعا.
آخر القول: لا تنشغلون يا معشر الوزراء وتشغلون قادتنا الميامين بقضايا لا تمسنا مباشرة، لقد عبرتم في الأشهر الماضية في خطاباتكم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن آرائكم ودولكم في مجمل القضايا الدولية المطروحة على جدول تلك الجمعية وإعادة الحديث عنها هنا في تقدير الكاتب مضيعة للوقت وتشتيتا للجهود.
بارك الله عملكم الصالح

 

* الشرق القطرية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد