لجم الأطماع الصهيونية في فلسطين مفتاح الحل – 2

mainThumb

10-12-2014 11:29 AM

لم تسلم الحكومات الغربية من عناء دعمها للكيان الصهيوني,راغبة بذلك أو مجبرة عليه بالضغوط الأميركية المباشرة على قراراتها في هذا الميدان, ومتاعبه السياسية والأخلاقية سراَ وعلناً, لاضطرارها التغاضي عنه,وفي كثير من الأحيان, إلى تبرير الجرائم البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال,وميليشياته الصهيونية وما زال بحق الفلسطينيين عامة وبخاصة منهم المقاومين لقوى الاحتلال وبرامج الاستيطان,وكل دعاة التحرير ومناضليه والمواطنين العزل بما فيهم الأطفال والنساء والمسنين.

ولم تسلم أشجار التين والزيتون في الأرض المقدسة من إرهاب المؤسسات الصهيونية ممثلة لوضع الاحتلال الاستيطاني في فلسطين,مشكلة تهديداً مباشراً لكل الدول العربية شرقها وغربها.

وتوفرالدول الأميركية – الأوروبية الحماية اللازمة لكل الإدانات التي تستحقها على ما تقوم به الانتهاكات الصهيونية المستمرة المريعة والشنيعة , في مجلس الأمن,الذي تتمتع فيه بحق الفيتو,وفي كل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وأمنه.

وفيما يبدو عليه الحال بكل وضوح,أن هناك خطة خبيثة تتسم بالصبر والأناة والتقدم بمنجزاتها على مراحل مختلفة من شأنها هدم كل الكيانات السياسية الوطنية والقومية في أي دولة عربية لم تستسلم لإرادة القوى الغربية بما فيها الأميركية والصهيونية التوسعية,وتعمل على استقلال إرادة شعبها ,واستقلال قرارها السياسي والوطني,وهو ما بدأت به ثنائية أميركا – بريطانيا في العراق التي تجرأت (كما يتفوهون) على ضرب الكيان الصهيوني بالصواريخ في الحرب العدوانية على العراق (شاركت في هذه الحرب جيوش عربية...),ووجدت هذه الخطة ضالتها في ليبيا,ولم تفلح في تونس,وتم وأدها في مصر,وهي تواجه صمود الشعب السوري الذي قدم للعالم أنموذجاً فريداً في مواجهة قوى معادية متعددة الأهداف والأطماع,عربية وأجنبية,بذلت من الأموال والأسلحة والمرتزقة والإعلام ما لم يتم بذله في مؤامرة دولية على دولة عمقت جذور انتمائها القومي في ضمير الشعب وفي وجدانه,وتحولت في تصديها إلى صدى ارتد إرهابه ورعبه وهمجيته في القتل والاغتصاب وعدوانيته إلى نحور أصحابه,في الدول العربية إضافة إلى تركيا المصطفة في خدمة الرغبات الأميركية,وفي الدول الغربية بشكل عام وفي أميركا بشكل خاص.

تدرك القوى الغربية أن مواطنيها الذين مهدت لهم السبل وشجعتهم على الانخراط في (ثورة) الشعب السوري,وجدت تلك القوى أن هؤلاء ( الثوار ) من مواطنيها المدفوعين إلى الهلاك والإهلاك قد اعتادت على القتل والنهب,واستحوذت رغبة قطع الرقاب,والذبح الجماعي,والسرقة والاغتصاب على سلوكهم الشخصي وكأن مثل هذه الآعمال البشعة تمثل عملاً انتقامياً مبرراً مألوفاً,هذا من ناحية,من ناحية أخرى فإن أؤلئك (الثوار من أجل الحرية !!!) ما كان ليذهب أحد منهم لو تمتع بالحد الأدنى من الحرية الفردية والكرامة الإنسانية في أي من الدول الآوروبية تلك,     لهذا أدركت الحكومات الغربية أن تلك الفئات إنما تحمل في أعماق نفسها غضباً دفيناً من سوء أحوالهم المعيشية,وعدم المساواة في التعامل معهم كبقية المواطنين,وبعضهم من معاناة نفسية من رتابة الحياة وفردية النموذج التراثي فيها,وقد استمرأوا عمل العنف الشديد ووجدوا فيه متعة نفسية ووسيلة لتأمين احتياجاتهم الحياتية,فعادوا ليشكلوا (خطراً!!) على مجتمعاتهم,بينما هم في سوريا (ثوار من أجل الحرية).

وأخذت تلك الحكومات تنصب من قواها الأمنية والعسكرية أدوات لمقاومة التطرف والإرهاب لكن في بلاد الرافدين وسوريا تتيحه وتدعمه,وأخذت تحت ضغط الخوف من انتقال أعمال القتل والتدمير إلى بلادها تبحث بكل جدية عن سبل لمواجهة أسباب العنف والتطرف الحقيقية التي لا سبيل للتهرب من مواجهتها مواجهة جدية وحقيقية.

لم يغب عن بال الساسة في الغرب وفي أميركا أن الاحتلال الصهيوني لفلسطين الذي طالما حملهم أعباء مالية وعسكرية وأخلاقية,هو أهم سبب من أسباب العنف الذي تشهده المنطقة بروافده  الثلاثة وهذه  : الرافد الأول ؛ هو العنف الثوري,المشروع تاريخياً الذي يعطي الحق لكل شعب العمل بكل السبل الثورية لاسترجاع وطنه من المحتل,والحق الطبيعي في مقاومة الاحتلال والتصدي لمصادر دعمه المطلق المستفز للمشاعر الإنسانية والوطنية والقومية.

ورافده الثاني ؛العنف المرتد,أي العنف الذي ينشأ ,وهو حق من الحقوق الطبيعية للدفاع عن النفس,كرد فعل على الأعمال الوحشية,والسلوك الهمجي في قصف الأحياء السكنية المدنية تقتيلاً للنساء والشيوخ والأطفال واغتيال الناشطين الوطنيين,وهدم البيوت واقتلاع الشجر واستباحة أجواء الدول العربية المجاورة بطائراتها وقصف الجوامع والمدارس, واجتياح الحدود وتدمير المدن ...دون أن تواجه موقفاً معترضاً جاداً من حكومات تلك الدول في غالب الأحيان.

أما الرافد الثالث,والذي يشكل تحدياً مباشراً لمشاعر المتدينين من المسلمين والمسيحيين العرب بشكل خاص,فتمثله العنصرية القومية والطائفية الدينية البغيضة التي طالما حكمت السلوك الصهيوني في احتلاله لفلسطين,وقد تجلت عناصر هذا السلوك المخطط له منذ وقت طويل بدأ مع بدايات الاحتلال, في الفترة الحالية باستبدال مشروع قانون جديد يعتبر (إسرائيل) دولة قومية للشعب اليهودي,بتشريع يقول إنها (دولة) يهودية وديمقراطية!!!!.

الصحوة الغربية لبعض الزعامات الغربية بالتحديد لمواجهة (الإرهاب ) الذي صنعته ومولته ودعمته ودافعت عنه بشعارات ثورات الحرية والديمقراطية  فارتد إليها وإلى مصالحها وإلى أتباعها,دفعها إلى إعادة النظر في حق المقاتلين الثوار !!!من أجل تحرير وطنهم!!!!,وبدأت في التحرك السياسي الضاغط على الحكومة الصهيونية المحتلة بالاعتراف بحق الفلسطينيين بإقامة دولة لهم ,وهو ما عرف في اتفاقيات (السلام) بحل الدولتين,الذي تماطل الصهيونية في تطبيق بنوده,فتمادت في بناء المستوطنات في الأرض الفلسطينية وتهجيرالفلسطينيين,وتحاول بذلك طي صفحة اللاجئين  بمنعهم من العودة إلى بيوتهم ومدنهم وقراهم التي اضطروا إلى تركها خوفاً من عصابات الترهيب الصهيونية التي أخذت تعيد تاريخها منذ العام 1948,والعودة إلى ممارسة القتل وارتكاب المذابح بحق المدنيين,وما زالت تحتل أراض عربية,وتهدد حكوماتها وتتوعد فصائل المقاومة وحركات التحرير والتحرر بالقتل والاغتيال  وهدم البيوت,ظناً من هذه الدول أن حل الدولتين من شأنه أن يجلب معه حالة من الهدوء والرضا العربي – الفلسطيني الشعبي,وكأني بها تسعى إلى تهدئة خواطر مواطنيها من المقاتلين والغاضبين المتعاطفين مع حقوق الشعب الفلسطيني, وتبرئة نفسها من العنت الصهيوني,لا أكثر.إذ بإمكانها ممارسة ضغوط جدية على أميركا بالتحديد كي تجبر الكيان المحتل على الالتزام بما التزمت به من تفاقيات ( السلام) على أقل تقدير.

ولا ننسى أن العدو الصهيوني غير معني بأي  صيغة للسلام,وغير قابل بأطماعه الاعتراف بأي حق من حقوق الشعب الفلسطيني,وهو داعية لمزيد من الكذب في المطالبة بالمفاوضات التي لن تتمخض إلا عن المزيد من ضياع الأرض وانتهاك الحقوق.

كانت السياسات الاستعمارية والامبريالية المصدر الآساسي لكل مشاكل هذا العالم وما حل به من مآس وما زالت كذلك.ولست من المبالغين عندما أجد أن التوقف عند شعار (حدود إسرائيل من الفرات إلى النيل),أي مد النفوذ الصهيوني المباشر عبر هذه الجغرافيا الواسعة,يحتاج إلى التفكير في عمق الحدث وفي خبث الهدف الذي تقوم بتنفيذه الصهيونية في مسلسل من الأحداث ولو بدت غير مترابطة في بعض الأحيان,التي تثيرها هنا وهناك,فينشغل الحكام العرب بالجزئيات ووتجزأ قدراتهم وقواهم لتفاجئهم المخططات التوسعية في أراضيهم وعلى حساب تهجير مواطنيهم.!!!.

الزمن يحمل معه عبر تاريخية لمن يعتبر,وإلا فقد من لا يعتبر حقه في التصدي للمخاطر التي تحيق به دون إدراك منه,أو لضعف في إرادته أو تجاهل من باب التواطؤ مع الطامعين بالأرض والثروات.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد