الكرامة الأردنية المكتسبة والطالب الخليجي !

mainThumb

15-12-2014 01:26 PM

اغضبني، وكدر خاطري صباح هذا اليوم احد طلبتي الخليجيين الذي ينتمي في نسبه لاحدى اكبر القبائل العربية في خليجنا العربي ! والذي جاء لمكتبي -في الجامعة- يسأل عن ورقة اجابته وعلامته في الامتحان الثاني لمادة الكيمياء التحليلية الذي كان غائبا عند توزيعها على زملائه. الطالب، كان دائم الغياب عن حضور المحاضرة، وجأني وهو يخشى ان يتم حرمانه من تقديم الامتحان النهائي وإعطائه العلامة ٣٥، الصفر الجامعي -حسب التعليمات الجامعية- بسبب تجاوزه لنصاب الغياب، فقدم لي تبريرا شفويا عن عدم حضوره وقال: يا دكتور ليس لدي عذر مقبول،  يبرر غيابي المتكرر عن المحاضرة والجامعة، الا انني لا احضر خوفا من ان اقع في الفتنة والخطيئة بسبب الاختلاط، وانا شاب لا استطيع ان اكبح جماح نفسي !


  اغضبني ذلك الطالب وازعجني، وعندها ذكرته بما روي عن احد المنافقين وهو الجد بن قيس، الذي اتى لرسول الله صلى الله عليه وسلم،  عند النفير والحشد لغزوة تبوك، فخاطب رسولنا الكريم وقال -بما معناه- انه لا يستطيع الذهاب للغزو في بلاد الروم وكانت وقتها في ارض بلادنا "بلاد الشام" بسبب خوفه من ان يقع بالفتنة والمحضور إذا رائى وشاهد بنات بني الاصفر "النساء الروميات الجميلات" فأدار رسولنا وجهه الكريم عنه ولم يجبه، وبعدها تنزلت آيات بينات من القرآن الكريم على رسول الله تفضح مبررات ذلك المنافق الاشر. واضفت قائلا للطالب الذي ابدى الندم على ما قاله، اننا هنا في الاردن مجتمع محافظ وابناء عشائر والنساء والصبايا بنات رجال واخوات نشاما، يقدن السيارات ويقدمن الخدمات لاسرهن، ويتقدمن للوظائف، وفيهن المتميزات في العمل الاكاديمي والخدمات العامة....... ،  وتذكرت عمتي ووالدتي والجدات والحجات الكريمات من نساء بلدتي –بيت راس وغيرها- رحمهمن الله واحسن اليهن، وهن يحشاركن بالأفراح والاعراس ويزغردن ويهاهن ويتفاخرن بأبناهن وازواجهن واخوانهن وشيوخهن،  فيتوسطن الدبكة والهجيني، ويلتف من حولهن الشباب والرجال، يغمرهم الفرح والعزة والفخر بهن وصنيعهن. وكثيرا ما عرفت قبائل وعشائر في الاردن بشقيقاتها مثل " اخوة خضرا" و " اخوة هند"  وأخوة هدلا، وكثيرا ما نعرف من نساء فاعلات صابرات ماجدات في تاريخنا الارردني القريب والبعيد مثل عائشة الباعونية ومشخص المجالي ومشخص الروسان ومشاخص المليحان، وللوة جدة طيور شلوى، ولدن من الرجال العظماء والمبدعين، ولن اذكر اسماء تستحق الذكر، خوفا من الحرج في الاختيار وتسميتها التي قد تحسب علي  !


فكر مثل هذا الشاب الخليجي فكر إقصائي متزمت تشوبه بعض الظنون والتخيل بسبب ما يسمعه من زملائه من كلام مضخم، علاوة على ما يراه من بعض الملابس والمظاهر الفاتنة المائلة المميلة " والنيو لوك المتجدد يوميا" لدى بعض الفتيات المظهرجيات في جامعاتنا، وربما يكون بعيدا عن الواقع الكلي بشكل عام، برغم وجود بعض البؤر المنحرفة والظواهر الشاذة في مجتمعاتنا، التي نسمع بها هنا وهناك في بلدنا ونتنكر لها ونذمها بأشد العبارات الأردنية قسوة، بغضب وإستنكار، ولا نتقبلها.

اتمنى على شبابنا وشاباتنا وطلابنا وطالباتنا ان لا يساهمو في زيادة نقص المناعة المكتسبة للكرامة الاردنية المجروحة، التي يبدو انها في طريقها للإنحدار مع الاسف، وقد تكون او تبدو غير محصنة هذه الايام بسبب ما نشاهده ونسمعه، ونتابعه من تجيير ورهن لبعض قراراتنا الوطنية لصالح غيرنا من اعداء الامس حسب ما تعلمناه، وما استقر وجداننا وفي ثقافتنا العربية ولاسلامية المشرقية، وبسبب اعادة الاصطفافات في مسائل عديدة في الاقليم العربي برمته. يعز علي كأستاذ جامعي لدي رسالة تتعلق بالجيل الجامعي والنشء، ان اسمع ما سمعته من ذلك الطالب الخليجي في صباح هذا اليوم علما بأني اجبته جوابا شافيا كما أنبته على ما قال، ولا اظنه يجروء على قولتها مرة اخرى في حضرة استاذ جامعي ولا حتى امام طالب اردني زميل له في الجامعة، وللقارئ ومن يشاركني الرأي تحية وسلام، اما من يخالفني في طرحي فعلية كتابته، وتدوين تعليقه كي أتنور واستزيد.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد